إصطفى الله عزوجل رسولا مكرما من الملائكة هو سيدنا جبريل عليه السلام وأرسله للحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين فختم به رسالات السماء إلى أهل الأرض ولضمان وصل أهل الأرض بالسماء دونما إنقطاع بعد النبوة وبعد إنقطاع الوحى كان من فضل وكرم الله على عباده أن إستقبل الرسولا كتاب الله عزوجل القرآن الكريم ليكون أول الصراط المستقيم وأول حبل متين يصل أهل الأرض برب الأرض والسماء ثم وفى رحلة سماوية إصطحب فيها وتصاحبا أمينا الله عزوجل على رسالاته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا جبريل عليه السلام إلى السموات العلا لإستقبال الصلوات الخمس وثانى طرق الإتصال للعباد بربهم جل وعلا بالوقوف بين يديه خمس مرات فى كل يوم وليلة بواقع خمس وثلاثون صلاة فى كل جمعة ثم يتكرر ذلك على مدار كل شهر بما يجعل العبد المؤمن الموحد المحافظ على تلك الصلة بربه عن طريق كتاب الله والصلوات الخمس موصولا ربانيا سابحا فى أنوارالله أينما ذهب وأينما حل وكان بين العباد مباركا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ولأن الله عزوجل يسر سبل الطاعة لله عزوجل وتولى بنفسه سبحانه حفظ كتابه العزيز القرآن الكريم بما يريح النفس ويطمئن الروح ويشفى البدن بأن سبيل الوصل لم ولن تطالها يد التبديل والتحريف الآثمة التى تسعى دوما لقطع صلة أهل الأرض بالسماء سعيا بهم إلى سبل الهلاك فلذلك تجدهم من حين لآخر يشنون الحملات على الإسلام والمسلمين فى كل بقاع الأرض بغضا وحسدا من عند أنفسهم رغم علمهم أنه الحق من ربهم فتارة يشنون حملاتهم على القرآن الكريم وتارات أخرى على رسولنا الكريم حبيب الله ورحمته للعالمين محمدالله صلوات ربنا وسلامه عليه وكذلك لا يفتئون أن يتعرضوا كذلك للطعن فى منهاج النبوة بالطعن على ماصح وورد عن رسول الله من السنن أو من الأحاديث الشريفة فى الكتب الصحاح كالبخارى ومسلم وكل ذلك من أساليب حزب الشيطان للصد عن سبيل الله عزوجل وستجمعهم الحسرة والندامة فى العذاب بقولهم (( ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )) ؟!!! وبالرغم من أن المهلة والفرصة كانت سانحة وأن البابان لم يغلقا بعد (( الإسلام و التوبة )) إلا أنهم خسروا المهلة فحق العذاب وحق الندم .
إن الطاعة لله عزوجل ورسوله إذن هى فيصل هام بين الندم والألم وبين الفرح بفضل الله ومنه وكرمه يوم القيامة وقد كثر وجاء أشراطها ولا يكاد يمر يوم إلا ونرى علامة من العلامات التى أخبرنا عنها الصادق المصدوق عن ربه جل وعلا (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى )) فلذلك وجب الإتعاظ والإعتبار (( فإعتبروا يا أولى الأبصار)) فالعبد منا على موعد مع أجله الذى لا يعلم موعده وعلى موعد مع أقدارالله وقضاؤه فإذا ماكنت فى فسحة من وقت وصحة فإياك إياك والغفلة وسارع بإغتنام الفرص وزيادة الأعمال الصالحة فلا تدرى نفس ماذا تكسب غدا ولا تدرى نفس بأى أرض تموت فبادروا بالأعمال الصالحة فتنا أطلت برأسها وصارت كما وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم وصفا مطابقا لما نراه حولنا (( فتنا كقطع الليل المظلم إذا أخرج يده لم يكد يراها يمسى المرء فيها مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح كافرا ويمسى مؤمنا )) أو كما قال بأبى هو وأمى ونفسي وروحى وكل غال فى حياتى سيدى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
أخى وأختى فارئة مقالى إنى أدعوكم فى مقالى هذا إلى الحرص على الطاعة لتجنب الندم يوم الحسرة والندامة أن تقول نفس يا حسرة على مافرطت فى جنب الله فهى يومئذ مضاعفة بفوات النعيم الكبير والخلود فى العذاب الشديد ويومئذ لن ينفع الندم فالعمر أو المهلة نفدت دون أن يؤمنوا أو يكسبوا فى إيمانهم خيرا فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض وقولوا من ألآن أطعنا الله وأطعنا الرسولا قولا وعملا تطبيقا ومنهاجا من قبل أن يأتى يوم لاريب فيه أنه آت لامحالة فتزيد الكلمات بكلمة ( ياليتنا ) وعندئذ لن تنفع الحسرة ولن تنفع الندامة فاللهم إهدنا إليك وردنا إليك ردا جميلا وحتى ألقاكم أترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أمين بدر .مصر . 11ربيع آخر1443هجرى الموافق 16نوفمبر2021ميلادى .