السبت، 30 يناير 2021

من الذى حطم الأصنام ؟!

 سؤال كان يلح على أذهاننا ونحن صغار نشاهد أفلام السينما التى صورت عبادة الأصنام قديما !! كيف يصنعونها بأيديهم ثم يعبدونها ؟؟!!! فكنا نضحك عليهم ملىء أفواهنا كضحك الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه عندما كان يتذكرأيام الجاهلية وأنهم كان يصنعون أصناما من العجوة ويعبدونها فإذا جاعوا آخرالنهار  أكلوها !!! فكانوا محل تسفيه وسخرية وشتم وإحتقار عقولنا أطفالا صغار بفطرتنا السليمة النقية وبقليل غرس أبائناوأمهاتناومعلمينا  ودون تأصيل علمى أو عقائدى فى نفوسنا أو منهجية فى تربيتنا ولكن بعد أن كبرنا وتعلمنا ودرسنا علمنا أن الأصنام لا تقتصر على تلك التماثيل الحجرية التى كانوا يعبدونها ويسجدون لها من دون الله وأن الأصنام إتخذت أجسادا أخرى مهما إختلفت مادتها بوعز وإضلال الشيطان لتعبد من دون الله لعلمه أن كل عبادة لغيرالله  تنصرف إليه وإن زعموا غير ذلك وصارت مهمة تحطيم الأصنام فى كل العصور مهمة عظيمة فى نفوس الموحدين وأكبرجريمة فى نفوس الشياطين وحزبهم الساعى لإهلاك الجميع بلا أية إستثناءات .

لذلك لما دخل قوم سيدنا إبراهيم خليل الرحمن إلى حيث تقبع أصنامهم بلا حراك أو نطق أو أى تفاعل كان فوجدوها محطمة إلا كبيرأصنامهم المهان بفأس سيدنا إبراهيم معلقا فى رقبته لا يستطيع له دفعا ولا ردا  كان سؤالهم المجنون والمحموم  من الذى حطم الأصنام ؟؟!! أو بقولهم وزعمهم  من الذى فعل هذا بآلهتنا ؟!!! وأخذوا يكيلون الإتهامات بالجرم العظيم بتحطيم أصنامهم وتسفيه آلهتهم المزعومة للخليل إبراهيم متوعدين إياه بالعقوبات الشديدة والدمارالكامل والإهلاك والتعذيب والتنكيل ختاما بإنهاء حياته وإستزادة فى التحطيم والتسفيه والسخرية من عقول إرتضت بتلك الحجارة الصماء وتلك الأصنام البلهاء  آلهة تعبد من دون الله  قال لهم  بل فعلها كبيرهم هذا فإسألوهم إن كانوا ينطقون ؟!!! فتبينوا وتيقنوا أنهم هم الظالمين وربح منطق الحق منطق الباطل ومرة أخرى يخسر حزب الشيطان معركته الروحية ومعركة الوعى فينطلق بغباء السطوة والسلطان إلى معركة القوة والأرض معرضين تماما عن الجبار ذى القوة المتين مالك الملك والملكوت  مسبب الأسباب سبحانه .

فقيدوا خليل الرحمن وأوقدوا له نارا عظيمة أسهب فى وصفها المؤرخون وحوت سطورالكتب وصفحات التاريخ بيان مدى قوتها وشدة إحراقها حتى قالوا أن الطائر إذا مر بها فى السماء خر محترقا  علهم يظفرون بنصر مادى على الأرض بالخلاص من محطم أصنامهم خليل الرحمن وأحد أبرز أئمة التوحيد وأولى العزم الخمسة من العالمين وإجتمع الخلق ليشهدوا عقوبة جريمة تحطيم الأصنام ؟!! حرقا فى تلك النار العظيمة ولكن هؤلاء الأغبياء الذين تنحصر عقولهم فى عالم المادة والأسباب  لا ندرى لماذا يفقدون عقولهم وتفكيرهم ومن قبل فطرتهم  لأن تلك الأسباب التى مكنكم الله منها هى من خلقه وتأتمر بأمره ماء ونارا وترابا وريحا أجسادا وأرواحا ...إلخ؟!!! أفلا تعقلون ؟!!! (وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) الأنبياء ( فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ) الصافات (( قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم )) الأنبياء فمحقق التوحيد لله عزوجل فى كنف الله وحفظه وإذا المعية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان ؟!! 

ولا زال السؤال المجنون المحموم يدور عبرالأزمان والعصور فى أنفس وعقول الذين لا يعقلون (( من الذى حطم الأصنام )) ؟؟!!! ومازالت قوانينهم الغبية هى ذات قوانين أسلافهم (( قالوا حرقوه وأنصروا آلهتكم )) ؟؟!! وكأنهم قطعة واحدة وزعت على أزمان وأماكن شتى بنفس صفاتهم ومقالاتهم مهما إختلفت العصور ومهما إختلفت الأماكن وكلما أتى عبدا من عباد الله الموحدين ويحقق التوحيد عقيدة وديانة لله رب العالمين وتهاوت أصنامهم  صنما تلو الآخر هرعوا إلى كبيرهم وقائدهم  ليشير عليهم بالعقوبة التى يستحق إنزالها بهذا ((الإرهابى)) ((المجرم )) الموحد لله رب العالمين (( أتواصوا به )) ؟!!! تغيرت الأزمنة وتطورت الوسائل وصنع لهم حزب الشيطان أصناما جديدة  ولم يعد يكترث الشيطان أن تكون تلك الأصنام المصنوعة على عينه من حجارة أو من ذهب كعجل السامرى أو حتى من لحم ودم كنجومهم المزيفة التى يتم تلميعها ليل نهار ليتبعها الغاوون وفاقدى الوعى والصلة الروحية برب العالمين وذلك بمنهجية موحدة لعالم أصبحوا يريدون السعى به موحدا ((بالقوة وبالسلطان )) بالإغراء أو بالعصا بالدنيا وشهواتها وشبهاتها أو بالقهروالتنكيل والتدميروالقتل والتعذيب أصبح حزب الشيطان ألآن وبعد التغلغل فى دوائرالسلطة والمال والنفوذ والعلم والإعلام والسياسة والعسكرية ..إلخ يريد السعى بنظام عولمى نحو الصنم الأكبر الذى سينتعله الشيطان ليعبد على الأرض من دون الله  ((الدجال )) جسدا ونعلا للشيطان فحقت فيهما أقصى عقوبة (( اللعن )) أى الطرد من رحمة الله .

لكن سيظل محطموا الأصنام فى كل زمان ومكان إلى يوم الدين  (( اليم )) الذى ينسف الله فيه إلهكم وأصنامكم نسفا !! وكل من قبل أن يكون نعلا للشياطين بجسده خائنا لله عزوجل وبائعا لروحه سيظل كل موحد لله عزوجل يحرق الله به أصنامكم تحريقا حتى يأتى موعد النسف الأعظم ونهاية آلهتكم المزعومة برأسها الأكبر فيا كل ذى عقل وقلب ولب وروح لا تتبع من إختار لنفسه اللعن والطرد من رحمة الله وأنت أمامك الفرصة العظيمة وباب الرحمة الكبرى بالإسلام أو التوبة (( ففروا إلى الله )) حطموا قيودكم وأصنامكم وإستيقظوا وأفيقوا وأنظروا إلى أين المسير وأين بهذا المسير سيكون المصير ؟؟!! إنها جنة أبدا ونعيم سرمدى  أو والعياذ بالله جحيما وعذابا أبدى ((فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله )) اللهم هل بلغت اللهم فإشهد   أمين بدر30/1/2021





الجمعة، 29 يناير 2021

بسم الله رب الغلام

حين تقدم الغلام الذكى لمسابقة الإختيار من قبل ساحرالملك لإستخلافه على عرش السحر ليفوز بالمركز الأول لم يكن يدرك حينها أنه كما أختير من قبل ساحرالملك ومليكه أنه المختارأيضا ولكن من قبل العلى القديرلملحمة التحرير وأنه العبدالمصطفى لمهمة النصرالمبين فى ملاحم ثلاث لابد للحق أن يخوضها فى مواجهة الباطل على مستوى الروح وعلى مستوى الوعى وفعليا على الأرض وإدراك النصر فى الأبعاد الثلاثة من قبل الحق من أهم الإدراكات للجندية فى جنب الله عزوجل ذلك لأن تحقيق النصر فى معركة الأرض هو نتيجة حتمية بأمرالله للإنتصارالروحى وفى ملحمة الوعى وبمشاهدة ذلك الغلام أثناء خوضه لملاحم الروح والوعى والأرض ستتيقن من إصراره على تحقيق النصر فى معركة الأرض بعد تحققه على مستوى الروح والوعى من أن النصر فى الجهادالأصغر أمرحتمى ولاحق بأمرالله على النصر فى الجهادالأكبر كما أمرنا وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث (( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر )) حيث أن الجهادالأكبر لا يحده زمان أومكان على الأرض أى أنه لا ينفك عنك مادامت روحك فى جسدك حتى تلقى الله عزوجل (( بالقلب السليم )) .

ففى البداية وبعد فوز الغلام فى المسابقة وبعدما أصبح الساعد الأيمن لساحرالملك يعلمه أسرارالسحر وخباياه قدرالله لإصطفاء الغلام أن يمر فى طريقه لقصرالملك بالراهب الذى يتعبد لله عزوجل على دين التوحيد وعبادة الله عزوجل وحده لتبدأ أولى ملاحم الغلام بين الحق والباطل على المستوى الروحى ويبدأ صراع الغلام نفسا وروحا وجسدا ويتبلور هذا الصراع فى سؤال  أمر الراهب أحق أم أمر الساحر ؟!! فالسحر بالرغم من كونه يأتى بأعاجيب فى أعين الناس إلا أنه فى نهاية الأمر صلة مخلوق بمخلوق إنس بجن ((وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) أما علم التوحيد الذى كان الغلام يتعلمه على يد الراهب فهو يصل المخلوق بالخالق يصل الروح بربها وإلهها الواحد الأحد وشتان بين صلة المخلوق بمخلوق مهما بلغ من قوة أو نفوذ أو سلطان وبين صلة المخلوق بخالقه سبحانه الجبار ذوالقوة المتين القهارالفعال لمايريد وظلت تلك الملحمة الروحية فى نفس الغلام حتى لحظة الحسم والنصرالمبين فى تلك الملحمة الروحية عند خروج الدابة التى إعترضت طريق الناس فعندها لما قتل الدابة برمية حجربإسم الله الواحد الأحد (إطمأن قلبه ) وإستقرفؤاده وإنتصرت روحه لوصلها بالخالق جل وعلا وألقت بصلات كل المخلوقين وراء ظهرها معلنة بدء حقبة جديدة وملحمة أخرى شديدة هى ملحمة الوعى .

بدأت ملحمة الوعى مباشرة بعد ذيوع صيت الغلام بين الناس بعد قتله للدابة وتخليصهم من شرها فلقد كان الساعد الأيمن لساحرالملك والناس لا تدرى عن توحيده وصلته بالله عزوجل شيئا تنفيذا لوعده للراهب بألايخبرعنه أحدا وأن يظل تعليمه إياه لعلم التوحيد سرا بينهما لكن قلب الغلام الوضاء وفطرته النقية وسريرته الشفافة كانت تأبى وترفض أن تسبح روحه فى أنوارالله وحدها ؟!!! كان معدنه النادر يرفض بكل كيانه أن يستأثر بلذة وصل الله وحده فذلك فوق تحمله وفوق طاقته فأراد بكل روحه وبكل ذرة فى معدنه الأصيل النادرالنقى أن ينعم العباد جميعهم بوصل الله فى الدنيا وفى جنات النعيم ومن هنا بدأت ملحمة الوعى لأن الناس لما تحدثت أنه قتل الدابة بفضل السحر الذى تعلمه فى قصرالملك أخبرهم أنما قتلها بفضل الله عزوجل وقدرته وأنه ( ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى ) فبدأ الناس يسألون عن الله والمعرفة بالله والصلة بالله وبدأ التوحيد ينتشر وأدرك فسطاط الكفر أن البساط ينسحب من تحت قدميه وأن العباد سيؤمنوا بالله ويكفروا بهم لأن فسطاط الكفر لا يمتلك بنيانا علميا ولا عقائديا يواجه به فسطاط الحق والإيمان وإنما هى خزعبلات وخرافات واهية لا تستقيم ولا تصمد أمام صوامد الحق والإيمان العلمى والعقائدى وأن إنهيار فسطاط الكفر آت لا محالة وأن الهزيمة فى معركة الأرض أصبحت مسألة وقت لا أكثر وأنها صارت صفرية لا تحتمل التأجيل أو التسويف وأنه لابد من مواجهة ولابد من منتصر ولابد من مهزوم  ( وما النصرإلا من عند الله )

بعد هزيمة الباطل أمام الحق على مستوى الروح والوعى وإقبال العباد على الحق لم يملك فسطاط الكفر إلا سلطان القوة المادية بالحبس أو القتل أو النفى فبدأ بالتنكيل بكل من يعلم عنهم أنهم كفروا بالباطل وآمنوا مع الحق بالله رب العالمين كما قص الله عزوجل فى القرآن قول الملكة الحكيمة بلقيس (( أسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) !!! توحيد خالص لله عزوجل . وعندما تصبح معركة الأرض صفرية أمام الباطل ليس أمام الحق إلا الصمود بإنتصاراته الروحية وفى ملحمة الوعى ولذلك لما إلتقى الغلام بالراهب مقبوضا عليهما (( تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) فثبتا بعضهما البعض وتصابرا بالله على أن يكون الموعد الجنة فقتل الملك وسحرته الراهب فلم يثنى ذلك الإجرام الغلام الموحد عن المضى نحو الهدف الأسمى وإتمام نموذج النصرالمبين بأبعاده الثلاثة روحياووعيا وعلى الأرض وكلما حاول فسطاط الكفرالتخلص من الغلام ووأد (( فتنته )) !!! عاد إليهم سليما معافى وأهلك الله جنود الملك وساحره بدعاء كان يدعوا به مسبب الأسباب (( رب إكفنيهم بما شئت )) ((فسيكفيكهم الله )) فكفاه الله جنود الملك وسحرته لكن هناك مهمة ودور وكونه المختار من قبل مسبب الأسباب سبحانه فلابد من تحقيق المهمة وآداء الدور وإستكمال نموذج النصرالمبين كاملا بكل أبعاده لذا لم ترهبه الأسباب التى فى يد فسطاط الكفر وجحافله ولم ترهبه العقوبات وفقدان ملذات الدنيا بأسرها وإمتيازات الساحرومليكه ولا يرهبه فقدان الحياة بالقتل على يد رأس فسطاط الكفر وإنما كل ما يهمه آداء المهمة وتحقيق الدور وتبليغ رسالات الله عزوجل وأن يخرج العباد من الظلمات إلى النور .

ولتحقيق الهدف كان يعلم تماما أن حياته ستكون ثمنا لتحقيق ذلك الهدف الأسمى وإكتمال نموذج النصرالمبين فحياته أصبحت هدفا لفسطاط الكفر وهو يريد إنتشار الحق والخير إذا فلا ضير من فقدان الحياة الزائلة أصلا وحتما مقابل أن يعبر العباد من الظلمات إلى النور  من ظلمات الشرك والكفر والنفاق إلى أنوار التوحيد والإيمان ووصل الله عزوجل  حياتى إذا بتحقق الهدف ستكون ثمنا رخيصا إذا حققت مرادالله عزوجل لذا مكر فسطاط الكفر ومكرالله عزوجل (( والله خيرالماكرين )) فإن الله يمكر سبحانه لقيادة العباد إلى خيرهم فى الدنيا والآخرة فكانت الفكرة ولحظة الحسم فى معركة الأرض وملحمة الخلود أنك يا رأس فسطاط الكفر إذا أردت تحقيق هدفك بقتلى فعليك أن تجمع الناس فى صعيد واحد وتنادى بصوت عال يسمعه كل الناس  (( بسم الله رب الغلام )) وترمى بسهمك عندئذ فقط وحسب ستتمكن من قتلى ؟!! ولأن الله يستدرج فسطاط الكفر من غباءه كان رأس الكفر ينفذ كل ما يأمر به الغلام على مرأى ومسمع من العباد أجمعين ؟!! عند ذلك أدرك الجميع أنه عبد سفيه وليس إله كما زعم وكما يروج سحرته من حوله ؟!! وهنا سقط صنم العبد المتأله ولسان حالهم يقول (( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا )) فآمنوا جميعا وخد لهم المجرم أخدودا عظيما أوقد فيه نيرانا عظيمة يراودهم بالإبقاء على حياتهم الفانية عبيدا له أو يلقى بهم فى نيران الأخدود (( ليفوزوا بالخلود )) حتى أنطق الله الرضيع ليثبت أمه الفزعة على ولدها ناطقا (( إصبرى يا أمى فنحن على الحق )) فسبحان من أنطقه تثبيتا منه سبحانه وإنتصرالحق وهزم هنالك المبطلون فلم يبق عبدا من عباد الله إلا موحدا لا يخشى فى الله لومة لائم ولا يهاب الموت فى سبيل الله عزوجل ونعيم وصله سبحانه فى الدنيا والآخرة فنزع الله سلطان فسطاط الكفر  فلا سلطان بدون الناس بدون المحكومين ؟!! وإنتصرالحق روحيا ووعيا وعلى الأرض وبقى الخلود من الواحد الأحد المعبود الذى لا معبود بحق سواه ☝ أمين بدر الجمعة .مصر.29/1/2021






الخميس، 28 يناير 2021

ثغور نفذ منها العدو 1

منذ لحظات الإسلام الأولى حرص المعلم الأعظم صلوات الله وسلامه عليه على صياغة الوعى والإدراك للفردالمسلم أن يعى أنه جزء لا يتجزأ من أمته الإسلامية ينتظم معهم فى جسد واحد كما يدرك أن يكون أمة وحده فإذا مانظرت للصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم تتعجب من كون كل فرد منهم هو أمة وحده إلا أنك أيضا تجده جزء لا يتجزأ من أمته الكبرى إذا إشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى وعلى هذا النحو تربى جيل الصحابة على يد النبى صلى الله عليه وسلم ثم تربى جيل التابعين على غراره وتابعى التابعين ومن حينها إلى ألآن قلت تدريجيا تلك المنظومة التربوية العظيمة وهذا النموذج الفريد الذى صاغ رجالا حيروا أقلام التاريخ فى الكتابة عنهم وأعجزوا أفذاذ اللسان فى وصفهم والتعبير عن حقيقتهم . 

وبتلك المنظومة التربوية العظيمة وذلك النموذج الفريد نلتقى مع ثغر مهم جدا من ثغور هذا الدين الحنيف وهذه الأمة الخيرية رابط عليه عظماء وأبهروا الدنيا بفعالهم ألا وهو الإنفاق فى سبيل الله  وهذا الثغر العظيم يختلف عن ثغرالجهادبالنفس والمال فعلى سبيل المثال تجهيز سيدنا عثمان بن عفان لجيش العسرة هو جهاد بالمال فى سبيل الله عزوجل أما شراؤه لبئر أرومة الوحيد فى المدينة فهو من المرابطة على ثغر الإنفاق فى سبيل الله فقد وجد سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه أن المدينة بأسرها بعد الهجرة تحتاج للشرب من ذلك البئر الذى يملكه يهودى يحتكر إستثمار ذلك البئر ويغالى على الناس وبعبقرية الإقتصادى الفذ عرض على اليهودى شراء البئر فرفض اليهودى وبذكاء المستثمر المريد للخير للناس عرض عليه شراء نصف البئر وتخصيص ثلاثة أيام له وثلاثة أيام لليهودى ويوم للصيانة فوافق اليهودى إلا أنه غالى فى الثمن كثيرا إلا أن سيدناعثمان وافق وأتم الصفقة وخصص الثلاثة أيام التى يملكها كنصف للبئر مجانا (( لجميع أهل المدينة مسلم وغيرمسلم )) (( فأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض )) فعم الخير على الجميع وأصبحوا يخزنون الماء للثلاثة أيام التى يملكها اليهودى فبارت عليه أيامه وذهب إلى سيدنا عثمان يعرض عليه شراء النصف الآخر من البئر وظل يرفض سيدناعثمان واليهودى يخفض الثمن حتى قبل سيدنا عثمان بالسعر الأمثل وإمتلك البئر ووهبه لجميع سكان المدينة مجانا بغير مقابل  !! ألم أقل لكم  خيرية الأمة للعالمين !!! وهذا ماتربى عليه ووعاه الرعيل الأول ومن تلاهم ممن درسوا هذا الدين الحنيف ووقفوا على جوهره وحقيقته  بأن تكون أمة ولكنك جزء لا يتجزأ من الأمة الكبرى وأن يفيض الخير من بين يديك للعالمين .

ويحضرنى فى ذكر ثغر الإنفاق فى سبيل الله ذكر الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله ذلك العالم المسلم العربى الكويتى الإنسان بمعنى الكلمة (( رحمه الله رحمة واسعة )) حيث كان نموذجا مبهرا للمرابطين على هذا الثغر فى عصرنا الحديث أو قل فى الآخرين حيث لم يترك بابا من أبواب الخير إلا وطرقه بالإنفاق فى سبيل الله عزوجل فى القارة السمراء من حفر أبار المياه إلى إنشاء المدارس والدور الدعوية وتحفيظ القرآن إلى إنشاء المستشفيات ودور العلاج والإسعاف وغير ذلك من وجوه البر والخير حتى رأينا رجلا من رجالات زماننا تحقق فيه الأنموذج وأصبح أمة وحده فشرح الله له القلوب والصدور وأسلم على يديه خلق كثير ومازال نهرالخيرات من يديه يجرى رحمة الله عليه وأدام عليه نعيمه ورفع درجاته فى عليين اللهم آمين .

وندرك بذلك أن ثغر الإنفاق فى سبيل الله ليس له وجه بالخصوص وللمرابطين عليه مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لما كان من مرابطتهم من أثر ونتيجة حيث أن بناء المدارس أو الجامعات أو نشر الكتب والبحوث العلمية والإنفاق على البحث العلمى النافع للبشرية وبناء المساجد ودورتحفيظ كتاب الله وكذلك المستشفيات ودورالعلاج وشراء الأجهزة والأدوية والعلاجات المختلفة كل ذلك ووجوه البروالخيركثيرة من إيواء لمشرد أو دعم لمحتاج أو سداد لدين أو غارم ,,,إلخ فإن المرابط على ثغر الإنفاق فى سبيل الله لن يعدم وجها من تلك الوجوه المتعددة ولا شك أن هذا الثغر من الثغور التى يحارب الوحش العولمى المرابطين عليها لما تجلبه للعالمين من خير وهذا الوحش يريد إحتكار (الطعام والشراب ) حتى يأخذهم المتبع لهذا الدجال الملعون بدينه وآخرته ؟!!! ولذلك كان للمرابط على هذا الثغر الأجرالعظيم الذى لا يعلمه إلا الله وحده مادام خالصا لوجهه الكريم  .







الأربعاء، 27 يناير 2021

ثغور نفذ منها العدو

 لأول مرة فى تاريخ أمة الإسلام عبرأربعة عشرقرنا ونصف من الزمان تستباح فيه (بهذا الشكل الغيرمسبوق )الثغورالتى لطالما تفاخرت بمرابطيها عبرالتاريخ التليد وفى كل الميادين العلوم والثقافة,الجهاد فى سبيل الله بالنفس والمال ,الإعماروالحضارة ,الحكم والسياسة ,,,وميادين كثيرة تبارى فيها المرابطين على ثغورالأمة إنتاجاوإبداعا وتألقا حتى أشرقت شمس الإسلام والمسلمين على الدنيا بأسرها وعبرت بالإنسانية كلها من الظلمات إلى النور لكن الشيطان وحزبه منذ زمن طويل وهو يخطط ويدبر ويكيد لخيرأمة أخرجت للناس لينفذ من الثغور إليها بعد أن يخليها من المرابطين ليمرح بجنده من الإنس والجان فى جنبات الأرض فسادا وإفسادا وخرابا وتدميرا ولنا فى نزول الرماة من على جبل أحد مخالفة لأمرالنبى صلى الله عليه وسلم أعظم العبر والدروس ومن من يوم أحد إلى يومنا هذا وما زالت المعارك دائرة ولا زال هناك ثغور ينزل منها المرابطين فينفذ منها العدو عله ينتصر على الأمة حاملة آخر رسالات السماء لأهل الأرض .

ومنذ أكثر من ربع قرن من الزمان وأنا أحاول الجمع لمادة كتاب أتناول فيه هذا الموضوع الهام جدا والشائك جدا تحت عنوان (( ثغور نفذ منها العدو )) وسأحاول نشره فى سلسلة مقالات عبر مدونتى هذه عله يجد طريقه للقلوب والأسماع فنستدرك قبل فوات الأوان ثغورنا ونطرد العدو الذى نفذ منها ونرابط بقوة ونحمل رسالتنا من جديد فى هذا العالم الذى يزداد يوما بعد يوم بغياب أمتنا عن آداء مهمتها ودورها ورسالتها يزداد ظلما وظلمات ولا سبيل لخلاص هذا العالم إلا بعودة خيرأمة بأبناءها الأخيار الأبرار للمرابطة على الثغور فى شتى ميادين الخلافة على تلك الأرض لوجه الله وإبتغاء مرضاته فإنه يقينا عندما يتحقق ذلك سيسعد هذا العالم وسيخرج من ظلمات الظلم والجور إلى أنوارالحق والعدل فيحيا كل الناس وأكرر كل الناس مسلمين وغير مسلمين فى أمن وسلام (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض )) .

وبداية يجب أن تدرك قارئى الحبيب أن المسلمون الأوائل رابطوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل الثغور ولم يتركوا ثغرا إلا وندبوا له أفذاذهم ليرابط عليه بروحه وجسده بقلبه وعقله وبكل كيانه حتى أبهروا الدنيا بأسرها فى كل ميادين الحياة فهذا عبقرى الحرب والعسكرية خالد بن الوليد وذاكم عمربن الخطاب فى الحكم والسياسة وإليكم عثمان بن عفان فى الإقتصاد والجهاد بالنفس والمال وفى القضاء الملهم العبقرى فتى الإسلام على بن أبى طالب وفى علوم القرآن والوحى ترجمان القرآن عبدالله بن مسعود وفى النصف الأخرمن علوم الوحى (علوم الحديث ) أبوهريرة وإذا جلست أفرد لصفحات هؤلاء المشرقات تلك الثلة المباركة الميمونة المصطفاة من رب العالمين فلن تسعنى أوراق الأرض كتابة ولا بحورها مدادا ولا أشجارها أقلاما وإن فعلت ولو إتحد معى أهل الأرض أجمعين فلن نفيهم حقهم أبدا وحسبهم من الفخر أنهم رابطوا حول الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى كمال الدين وتمام الرسالة وآداء الأمانة فأخرج الله بهم عباده من الظلمات إلى النور رضى الله تعالى عنهم جميعا وأرضاهم .

تلك التقدمة كان لابد منها قبل أن أحاول ( من وجهة نظرى ) تناول الأسباب التى أدت لما نراه جميعا ونشاهده من تعدى العدو على الأمة وما هى أهم الثغور التى تركها مرابطوها فنفذ منها العدو وعاث من بعدها فى الأرض فسادا وإفسادا؟؟ وماذا يخسرالعالم بحرب الأمة الخيرية ومنعها عن آداء مهمتها ودورها ورسالتها ؟؟ولماذا يجب على هذه الأمة المرابطة والصبروالمصابرة والتصمد بالله عزوجل والعودة إلى ثغورها المتروكة لتعيد التوازن والحياة المستقيمة فى آخر فرصة لأهل الأرض لإثبات جدارتهم بخلافة الله عزوجل وأن الظلم وسفك الدماء والفسادوالإفساد  إستثناء وأن الأساس الخيري فى فطرتهم أكبر وأنهم قادرون على جعله واقعا ملموسا ليس فقط بذور فى فطرتهم يخالفونها بواقعهم وأنهم قادرون على العودة بهذا العالم إلى الطريق والمسار الصحيح قبل أن يوحى الله إلى الأرض بالزلزلة فيجعلها صعيدا جرزا  (( فقد مضت سنة الأولين ))  (( ففروا إلى الله )) وحتى ألقاكم فى أهم تلك الثغورالتى يجب أن يعود مرابطيها إليها ويسطروا أروع الأمثلة في المرابطة عليها أترككم فى حفظ الله وأمنه .




الثلاثاء، 26 يناير 2021

جمعة الجمعة يوم المزيد

 يوم الجمعة هو خيرأيام الله على الأرض وفى السماء فهو خير يوم طلعت فيه الشمس ففيه خلق أبونا آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة  وفيه أهبط إلى الأرض للقيام بمهام أعظم تكليف وتشريف (خلافة الله عزوجل) ففى الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة  )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنه اليوم الذى فيه الصلاة التى سمى اليوم بإسمها ألا وهى صلاة الجمعة والتى تجمع المسلمين على موعظة وتذكرة وتدارس أسبوعى لأمور دنياهم وأخراهم فلذلك خففت من أربع ركعات إلى ركعتين جهريتين بعدالخطبة وفيه أيضا ساعة إجابة من وافقها بدعاء أستجيب له بفضل الله رب العالمين .

وسمى فى السماء بيوم المزيد نظرا لأنه أى فى يوم الجمعة يتجلى الله لعباده المنعمين فى الجنة فينظرون إلى وجهه الكريم فيزيدون بهاء وجمالا وهو أعظم مرادات عبادالله الموحدين لذلك أمر الله سبحانه حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع هؤلاء فى قوله سبحانه (( وإصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت الآية الحمدلله الذى لم يميتنى حتى أرانى من أمتى من أمرنى بأن أصبر نفسي معهم  أو كما قال صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .

وقد جاء فى الحديث أيضا قوله صلى الله عليه وسلم  ((أتاني جبريل وفي كفه كالمرآة البيضاء يحملها فيها كالنكتة السوداء فقلت : ما هذه التي في يدك يا جبريل ؟ فقال : هذه الجمعة ، قلت : وما الجمعة ؟ قال : لكم فيها خير كثير ، قلت : وما يكون لنا فيها ؟ قال : يكون عيدا لك ولقومك من بعدك ، ويكون اليهود والنصارى تبعا لك ، قلت : وما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها ساعة لا يسأل الله عبد فيها شيئا هو له قسم إلا أعطاه إياه أو ليس له بقسم إلا ذخر له في آخرته ما هو أعظم منه ، قلت : ما هذه النكتة التي هي فيها ؟ قال : هي الساعة ، ونحن ندعوه يوم المزيد ، قلت : وما ذاك يا جبريل ؟ قال : إن ربك اتخذ في الجنة واديا فيه كثبان من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من عليين على كرسيه فيحف الكرسي بكراسي من نور فيجيء النبيون حتى يجلسوا على تلك الكراسي ، ويحف الكراسي بمنابر من نور ومن ذهب مكللة بالجواهر ثم يجيء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا على تلك المنابر ، ثم ينزل أهل الغرف من غرفهم حتى يجلسوا على تلك الكثبان ، ثم يتجلى لهم عز وجل فيقول : أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي فسلوني ، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم ، فيفتح لهم في ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وذلك بمقدار منصرفكم من الجمعة ، ثم يرتفع على كرسيه عز وجل ويرتفع معه النبيون والصديقون ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهي لؤلؤة بيضاء و زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء ، غرفها وأبوابها وأنهارها مطردة فيها ، وأزواجها وخدامها وثمارها متدليات فيها ، فليسوا إلى شيء بأحوج منها إلى يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلى ربهم ويزدادوا منه كرامة )) .
                                                                                                                                              
ومن أجمل ما يكون فى ذلك اليوم العظيم الإكثارفيه من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم طاعة له وحبا وبركة وإستزادة من الأنوارالربانية فمن صلى على الحبيب صلاة صلى الله عليه بها عشرا والله يضاعف لمن يشاء فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أيضا (( من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا وحطت عنه عشرخطيئات ورفعت له عشر درجات )) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم ((من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ)) كما أنه قد ورد أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أن الله عزوجل يرد له روحه حتى يرد على المصلين والمسلمين عليه لاسيما يوم الجمعة وقد قال الله عزوجل (( وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) لذا فعلينا أن نكثر من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وكذلك نكثر من الإستغفار ففيهما الفرج والنصرالمبين من الله رب العالمين الذى لا يرجى النصر إلا منه وحده سبحانه                                                                                  
                                                                                                                                          

ولن ننسى أن ثوارتنا كانت تزداد قوة فى الجمعات حيث كانت القلوب موحدة متآلفة وكانت مليونياتنا المنصورة تسمى بجمعاتنا كجمعة الغضب أوالتنحى وهكذا فكانت الجمعة جامعة القلوب على الحق والخير صلاة ويوما وكذلك كانت الجمعات فى بقية الدول وعند الشعوب التى رفعت رايات حريتها وإبتغت أن تسهم بكرامة فى الركب الحضارى الإنسانى والحقيقة أننا لبيان فضل ذلك اليوم العظيم بحاجة إلى مساحة أكبر نستفيض فيها فى تدبر فضائله ولكنها ذكرى (( فذكرفإن الذكرى تنفع المؤمنين )) وحسبها فضلا كما سبق وقدمنا أنها يوم مرادنا الأعظم ومبتغى قلوبنا وأرواحنا الأوحد ألا وهو المزيد بيوم المزيد فهلموا وشمروا وأبذلوا ليوم قال الله عزوجل فيه (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ))  رزقنى الله وإياكم بالحسنى وزيادة بيوم المزيد اللهم آمين آمين آمين وصلى الله وسلم وبارك على إمام الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

                                                                                                                                               



(ص1) .


الأحد، 24 يناير 2021

وطن بلا شروخ

كلما قلبت وجهى فى هذا العالم بين كل الأوطان بحثا عن وطن بلا شروخ عاد وجهى مكتسيا بالحزن يعلوه الألم والحسرةودموع القهرالمنهمرة خالى الوفاض حائرا متسائلا لماذا ؟ لماذا لا يوجد وطن بلا شروخ لماذا تم تقسيم البلادوالعباد وتفرقتهم كل تلك التقاسيم والتفرقات التى أشاعت العذابات والآلام ألواناعديدة وما السر وراء نجاح حزب الشيطان فى غرس وتعميق الشروخ والفجوات بين البلاد والعباد وكلما تلوت قول الله عزوجل (( وجعلناكم شعوباوقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) أجلس متسائلا مادام أن الله عزوجل أخبرنا بمراده لماذا قعدنا عن تحقيقه ؟!! لماذا لم نحمل مشعل التعارف بحرية تحت مظلة تقوى الله كما أمر ؟!! والحقيقة أن الإجابات مريرة جدا .

ومرة أخرى ولابد ألا نمل من قولها ولابد ألا تملوا من سماعها لأنها الحقيقة المثبتة والموثقة بكل طرق الإثبات المكتوبة والمسموعةوالمرئية وهى أن حفنة من العباد تحالفوا مع الشيطان على إحداث تلك الشروخ وتعميقها ليحكموا هم ويسودوا ويستطيعوا السيطرة على البلادوالعباد لصالح حزب الشيطان بمبدأ قمىء قذر هو ((فرق تسد )) تلك الحفنة المجرمة بدا مؤخرا وبكل وضوح أنها لا تقتصر على دين أو جنس أو جنسية أولون فلقد ذوبوا الفروق والشروخ فيما بينهم وغرسوها وعمقوها بين البلادوالعباد من غيرهم زاعمين كذباوزوراوبهتانا وإفتراء على الله أن السيادة لهم والعبادة لمن هم من دونهم فهم سادة وغيرهم عبيد ؟!

بتلك الأيديولوجية المجرمة فى حق شعوب الأرض سعت تلك الحفنة المجرمة وجندت كل ما إستطاعت تجنيده من مقومات القوة (رؤوس الأموال ,حكام ,جيوش,ساسة,فنانين,كتاب,علماء,أدباء,,,,إلخ ) ومن قبل الجندية لتلك الفئة المجرمة أصبح واحدا منهم فيفتحون له أبواب (جنة الدجال) ليدخلها ويأكل من طعامه ويشرب من شرابه ويتنعم بلعاعات النعيم الدنيوى الزائل من مال ونساء وطعام وشراب وملبس وشهرة ونفوذ ,,,إلخ ومن عاداهم وكشف إجرامهم وحاول إيقاظ البلاد والعباد لمخططاتهم الحقيرة للسعى بالبلادوالعبادإلى المصيرالجهنمى المحتوم فتحوا له أبواب (نار الدجال) وحولوا حياته الدنيوية إلى بؤس وشقاء وحاربوه فى وطنه وفى رزقه وأهله وأحبابه وفى حلمه فى وطن بلا شروخ وطن سعيد .!

وليس فى تلك الأيديولوجية وإستراتيجيتها نحو الملعون أية إستثناءات فهى لها قانون معلن ومطبق بشكل شديد الصرامة وأعلنوه مرارا وتكرارا هو (( من ليس معنا فهو علينا )) وهى حقيقة ذكرتها لكم أيضا من قبل فى مقالات عديدة سابقة وتلك الحقيقة مؤيدة بالوحى على لسان الصادق المصدوق من ربه من لاينطق عن الهوى ((إن هو إلا وحى يوحى )) ألا وهى أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه فى آخر الزمان ستنقلب الأرض وتتمخض عن فسطاطين لا ثالث لهما  (( فسطاط إيمان لا نفاق فيه )) و (( فسطاط نفاق لا إيمان فيه )) وأهل اللسان العربى المبين يعلمون يقينا أن ( لا ) التى فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم (نافيةللجنس) أى أن فسطاط الإيمان سيخلص لله عزوجل حتى لا يكون فيه مثقال ذرة من نفاق أو أقل وكذلك فإن فسطاط (( النفاق )) و(لاحظ كما بينت سابقا أن النبى صلى الله عليه وسلم سماه بإسم النفاق وليس الكفر )هذا الفسطاط كذلك سيخلص كحزب للشيطان حتى لا يكون فيه مثقال ذرة أوأقل من الإيمان .

وأمام تلك الأيديولوجية السفاحة والإستراتيجية الإجرامية وذلك القانون الإرهابى بإمتياز لا يسع شعوب العالم الحرة فى مواجهتهم إلا التشبث والتمسك بحلمهم الأجمل فى وطن بلاشروخ وطن يأمن فيه الإنسان على كلياته الخمس المحمية بشريعة الله وقانونه الأعظم يأمن على نفسه ودينه وعرضه وماله وعقله . وطن لا يقتل فيه أو ينكل به لأنه أسود أو لأنه مسلم أو لكونه ينتمى لعرق ما أو قبيلة ما . وطن لا يعرف طبقية السادة والعبيد ولا يعيش فيه شعوب متفرقة شعوب تحت خط الفقر وأخرى فوق السحاب أو فى عالم الخيال وطن يحيا فيه الجميع أحرار آمنين سعداء  ؟!! ثلاث كلمات أو مصطلحات فشلت البشرية بسبب تلك الحفنة الشيطانية من تحقيقها واقعا على الأرض فى آخرالزمان الذى نعيش فيه ونحن على أعتاب لقاء الله عزوجل والحساب نحن لانملك إلا أن نرابط ونصابر ونتصمدبالله عزوجل لنحقق حلمنا فى أن نكون أحرار و آمنين وسعداء فى أوطاننا بلا شروخ .










هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...