سؤال كان يلح على أذهاننا ونحن صغار نشاهد أفلام السينما التى صورت عبادة الأصنام قديما !! كيف يصنعونها بأيديهم ثم يعبدونها ؟؟!!! فكنا نضحك عليهم ملىء أفواهنا كضحك الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه عندما كان يتذكرأيام الجاهلية وأنهم كان يصنعون أصناما من العجوة ويعبدونها فإذا جاعوا آخرالنهار أكلوها !!! فكانوا محل تسفيه وسخرية وشتم وإحتقار عقولنا أطفالا صغار بفطرتنا السليمة النقية وبقليل غرس أبائناوأمهاتناومعلمينا ودون تأصيل علمى أو عقائدى فى نفوسنا أو منهجية فى تربيتنا ولكن بعد أن كبرنا وتعلمنا ودرسنا علمنا أن الأصنام لا تقتصر على تلك التماثيل الحجرية التى كانوا يعبدونها ويسجدون لها من دون الله وأن الأصنام إتخذت أجسادا أخرى مهما إختلفت مادتها بوعز وإضلال الشيطان لتعبد من دون الله لعلمه أن كل عبادة لغيرالله تنصرف إليه وإن زعموا غير ذلك وصارت مهمة تحطيم الأصنام فى كل العصور مهمة عظيمة فى نفوس الموحدين وأكبرجريمة فى نفوس الشياطين وحزبهم الساعى لإهلاك الجميع بلا أية إستثناءات .
لذلك لما دخل قوم سيدنا إبراهيم خليل الرحمن إلى حيث تقبع أصنامهم بلا حراك أو نطق أو أى تفاعل كان فوجدوها محطمة إلا كبيرأصنامهم المهان بفأس سيدنا إبراهيم معلقا فى رقبته لا يستطيع له دفعا ولا ردا كان سؤالهم المجنون والمحموم من الذى حطم الأصنام ؟؟!! أو بقولهم وزعمهم من الذى فعل هذا بآلهتنا ؟!!! وأخذوا يكيلون الإتهامات بالجرم العظيم بتحطيم أصنامهم وتسفيه آلهتهم المزعومة للخليل إبراهيم متوعدين إياه بالعقوبات الشديدة والدمارالكامل والإهلاك والتعذيب والتنكيل ختاما بإنهاء حياته وإستزادة فى التحطيم والتسفيه والسخرية من عقول إرتضت بتلك الحجارة الصماء وتلك الأصنام البلهاء آلهة تعبد من دون الله قال لهم بل فعلها كبيرهم هذا فإسألوهم إن كانوا ينطقون ؟!!! فتبينوا وتيقنوا أنهم هم الظالمين وربح منطق الحق منطق الباطل ومرة أخرى يخسر حزب الشيطان معركته الروحية ومعركة الوعى فينطلق بغباء السطوة والسلطان إلى معركة القوة والأرض معرضين تماما عن الجبار ذى القوة المتين مالك الملك والملكوت مسبب الأسباب سبحانه .
فقيدوا خليل الرحمن وأوقدوا له نارا عظيمة أسهب فى وصفها المؤرخون وحوت سطورالكتب وصفحات التاريخ بيان مدى قوتها وشدة إحراقها حتى قالوا أن الطائر إذا مر بها فى السماء خر محترقا علهم يظفرون بنصر مادى على الأرض بالخلاص من محطم أصنامهم خليل الرحمن وأحد أبرز أئمة التوحيد وأولى العزم الخمسة من العالمين وإجتمع الخلق ليشهدوا عقوبة جريمة تحطيم الأصنام ؟!! حرقا فى تلك النار العظيمة ولكن هؤلاء الأغبياء الذين تنحصر عقولهم فى عالم المادة والأسباب لا ندرى لماذا يفقدون عقولهم وتفكيرهم ومن قبل فطرتهم لأن تلك الأسباب التى مكنكم الله منها هى من خلقه وتأتمر بأمره ماء ونارا وترابا وريحا أجسادا وأرواحا ...إلخ؟!!! أفلا تعقلون ؟!!! (وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) الأنبياء ( فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ) الصافات (( قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم )) الأنبياء فمحقق التوحيد لله عزوجل فى كنف الله وحفظه وإذا المعية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان ؟!!
ولا زال السؤال المجنون المحموم يدور عبرالأزمان والعصور فى أنفس وعقول الذين لا يعقلون (( من الذى حطم الأصنام )) ؟؟!!! ومازالت قوانينهم الغبية هى ذات قوانين أسلافهم (( قالوا حرقوه وأنصروا آلهتكم )) ؟؟!! وكأنهم قطعة واحدة وزعت على أزمان وأماكن شتى بنفس صفاتهم ومقالاتهم مهما إختلفت العصور ومهما إختلفت الأماكن وكلما أتى عبدا من عباد الله الموحدين ويحقق التوحيد عقيدة وديانة لله رب العالمين وتهاوت أصنامهم صنما تلو الآخر هرعوا إلى كبيرهم وقائدهم ليشير عليهم بالعقوبة التى يستحق إنزالها بهذا ((الإرهابى)) ((المجرم )) الموحد لله رب العالمين (( أتواصوا به )) ؟!!! تغيرت الأزمنة وتطورت الوسائل وصنع لهم حزب الشيطان أصناما جديدة ولم يعد يكترث الشيطان أن تكون تلك الأصنام المصنوعة على عينه من حجارة أو من ذهب كعجل السامرى أو حتى من لحم ودم كنجومهم المزيفة التى يتم تلميعها ليل نهار ليتبعها الغاوون وفاقدى الوعى والصلة الروحية برب العالمين وذلك بمنهجية موحدة لعالم أصبحوا يريدون السعى به موحدا ((بالقوة وبالسلطان )) بالإغراء أو بالعصا بالدنيا وشهواتها وشبهاتها أو بالقهروالتنكيل والتدميروالقتل والتعذيب أصبح حزب الشيطان ألآن وبعد التغلغل فى دوائرالسلطة والمال والنفوذ والعلم والإعلام والسياسة والعسكرية ..إلخ يريد السعى بنظام عولمى نحو الصنم الأكبر الذى سينتعله الشيطان ليعبد على الأرض من دون الله ((الدجال )) جسدا ونعلا للشيطان فحقت فيهما أقصى عقوبة (( اللعن )) أى الطرد من رحمة الله .
لكن سيظل محطموا الأصنام فى كل زمان ومكان إلى يوم الدين (( اليم )) الذى ينسف الله فيه إلهكم وأصنامكم نسفا !! وكل من قبل أن يكون نعلا للشياطين بجسده خائنا لله عزوجل وبائعا لروحه سيظل كل موحد لله عزوجل يحرق الله به أصنامكم تحريقا حتى يأتى موعد النسف الأعظم ونهاية آلهتكم المزعومة برأسها الأكبر فيا كل ذى عقل وقلب ولب وروح لا تتبع من إختار لنفسه اللعن والطرد من رحمة الله وأنت أمامك الفرصة العظيمة وباب الرحمة الكبرى بالإسلام أو التوبة (( ففروا إلى الله )) حطموا قيودكم وأصنامكم وإستيقظوا وأفيقوا وأنظروا إلى أين المسير وأين بهذا المسير سيكون المصير ؟؟!! إنها جنة أبدا ونعيم سرمدى أو والعياذ بالله جحيما وعذابا أبدى ((فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله )) اللهم هل بلغت اللهم فإشهد أمين بدر30/1/2021