ما أحوج العالم ألآن إلى بلاغ يعقبه البلاغ المبين عن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم رحمة الله للعالمين لاسيما والحملة ألآن على دين الله شديدة وأذرع النظام العولمى تكشفت للناس جميعا ولا يكذب ذلك إلا منافق أو نعامة تنتظر دورها فى الإفتراس وإن أعظم مهمات البلاغ عن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم دعوة العالمين إلى توحيدالله عزوجل وعبادته وحده فإن فى ذلك النجاة للجميع لأن الشيطان يوحد جنده وأذرعه ومشاريعه ضد دين الله وأتباعه الموحدين ألا وإن الإسلام دين الله الذى إرتضاه الله عزوجل للعباد وختم به رسالاته إلى أهل الأرض جميعا إنسا و جن ((الثقلان )) .
والآية التاسعة عشر من سورة الأنعام تحدد هذه المهمة وهذا التكليف العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لكل من إتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بمنهاج النبوة فبلغ و بلغ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كتابا و سنة فكلاهما كما سبق وأن بينا وحى من الله ((وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى )) سورةالنجم وأما المهمة والرسالة فهى قول الله عزوجل (( قل أى شيء أكبرشهادة قل الله شهيد بينى وبينكم وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإننى بريء مما تشركون )) 19الأنعام .
وفى هذا الإطار المحدد قرآنيا للمهمة العظيمة والرسالة الجليلة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( بلغوا عن الله فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمرالله )) وفى إطار هذا الفهم الغالى والعميق والدقيق لأهمية تلك المهمة وهذه الرسالة يقول الربيع بن أنس .. حق على من إتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعوا كالذى دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ينذر كالذى أنذر . وهو محمول الآيات يقينا معنى ومبنى وعليه فإن أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم مكلفة بهذا البلاغ وأن على العلماء خاصة البلاغ المبين فإذا ما أدت الأمة هذه المهمة وأتمت الرسالة فقد حق إعذار الله وإنذاره للمشركين والكافرين وعندها إذا ما أصروا على حرب دين الله التوحيد حقت كلمة العذاب .
مصداقا لقول الله عزوجل فى محكم التنزيل فى سورة الأحقاف الآية الخامسة والثلاثين (( فإصبركما صبرأولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ))35الأحقاف . ذلك لأن الله عزوجل أرحم الراحمين لا يعذب أحدا إلا إذا أنذره وأعذر سبحانه فى بلاغه وإنذاره فإذا ماتم الإعذار بالبلاغ والإنذار وتكبروا فقد ( حقت كلمة العذاب ) و (مضت سنة الأولين ) ونحن جميعا نرى ونشهد حملة النظام أو بالأحرى الوحش العولمى على العالم الإسلامى مستهدفا كل قوم أو أرض أو بلد تنتهج أو تصنف على أنها تنتمى لمنهاج النبوة ضربا وإستهدافا للفسطاط الذى هو فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه وهو الفسطاط الذى سينصرالمهدى محمدبن عبدالله فسطاط الخلافة التى على منهاج النبوة كما أخبرنا الصادق المصدوق عن ربه صلوات الله وسلامه عليه .
والوحش العولمى فى سبيل تنفيذ تلك المهمة بقيادة الشيطان يستخدم كل المشاريع التى هى أذرعه فى إفتراس أبناء المشروع التوحيدى الإسلامى وكل من هم على ذات التوجه أو الإنتماء أو حتى من هم فيهم بقايا الخير من الفطرةالسليمة والإنسانيةالموصولة برب العالمين ويستوى عند الوحش فى الإفتراس أن يستخدم الذراع الصهيونى فى فلسطين أو الذراع الفارسي فى العراق وسوريا واليمن أو الذراع الشيوعى فى الصين وروسيا أو البوذى والهندوسي فى الهند أو الذراع العلمانى فى فرنسا ومصروغيرها أو اليسارى الشيوعى الإشتراكى فى السودان وغيرها فلا يهتم الوحش بمسميات أذرعه ومناهجها بقدر ما يهتم بتحقيق الهدف ألا وهو إفتراس دين الله الإسلام دين التوحيدوالفطرة .
وأنا أدعوا حكام العالم ومحكوميهم بشكل واضح وصريح إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن نعبدالله وحده ولا نشرك به شيئا وأنذرهم إقتراب الساعة وإقتراب العلامات الكبرى بدءا بخروج الدجال عليه لعنة الله وإنتهاء بالنار التى تخرج من اليمن لتحشرهم لأرض المحشر _هذا بلاغ _ فإذا ما أرادوا البلاغ المبين فإننى أدعوهم إلى المناظرة والحواربكوكبة من علماء المسلمين وعلمائهم نجنب به الأرض صراع ودماء وأرواح ونجنب أنفسنا جميعا عذاب الله الذى سيحل إن لم نستجيب لرسالات الله وإن المصيرالحق لأبدى سرمدى هو دار الخلود سواء كان فى النعيم أو الجحيم فلا تستعجلوا عذاب الله بحرب دينه دين التوحيد ومائدة الحوار فيها متسع لمن أراد أن يتفكر أو يتدبر أو أراد لله عزوجل شكورا .