الجمعة، 9 أبريل 2021

أنتم الفقراء إلى الله

إن للأدب مع الله عزوجل جمال يغشى القلوب والأرواح فيبعث بالسكينة والطمأنينة ويشيع فى الكون جمالايخلب ويأسر النفوس المحبة لله عزوجل بحق فبالرغم من كون كليم الله موسى قد خرج من مصر طريدا ومكروبا ولايملك من حطام هذه الدنيا شيء لا مال ولا دابة ولا زوجة أو مؤنس إلا أنه لما سقى للفتاتين اللتان ماكانتا بإستطاعتهما السقاية بين رعاء القوم  (( تولى إلى الظل )) ودعا ربه بأدب جم (( رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير )) فكانت الإجابة من أكرم المكرمين على وجه السرعة وبفاء السرعة ((فجاءت إحداهما تمشى على إستحياء فقالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا )) فآواه الله إلى بيت كريم وزوجه كريمة إبنة كريم فمنحه المأوى الكريم الآمن والصهر الكريم الحكيم والزوجة الخلوقة الصالحة والمال الحلال الوفير فأتته الدنيا وهى راغمة من باب الله عزوجل ببركة الأخلاق الحسنة وبركة الأدب الجم والمحبة الصادقة لله عزوجل . 

والكثيرمن العباد للأسف الشديد مع الضيق والكروب والضغوط الشديدة يفقد الأدب مع الله ويالها من خسارة فادحة فيشتكى الله رب العباد إلى العباد بشكل يفتقد لأبجديات وأخلاقيات التأدب مع الخالق سبحانه المبتلى الأعظم جلت حكمته وهو سبحانه قد يبتليك بالمنع كما يبتليك بالعطاء (( ونبلوكم بالخيروالشر فتنة وإلينا ترجعون )) وكلنا يعلم أن دار الفناء إلى زوال وأن الأيام دول (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )) فلا فضل إلا لله عزوجل سواء على من أبتلى بالمنع أو من أبتلى بالعطاء و (( إلينا ترجعون )) إلى البعث والحساب والجزاء ودارالمقامة والمصيرالأبدى فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه  فإنك إن وطنت نفسك على الأدب مع الله وعدم التشكى للعباد فإن ربك أعلم بحالك وغنى عن سؤالك وهى كانت مقالة أحد أعظم نماذج الله الربانية من العباد خليل الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأزكى التسليم حين أوقد له القوم النار ليحرقوه وقيدوه ورموه بالمنجنيق إلى النارالكبرى التى أعدوها لحرقه وبينما هو يهوى إلى تلك النار يرسل الله عزوجل الأمين جبريل عليه السلام ليسأله  ألك حاجة  ؟!!  فكانت إجابة خليل الرحمن عليه السلام إجابة عظيمة مقدسة  (أما منك فلا وأما من ربى فعليم بحالى غنى عن سؤالى ) أى توحيد وأى أدب وأى إخلاص وتعلق بمسبب الأسباب وحده !!! فكان الأمرالإلهى الفورى ((قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم )) .

ولعمرى إذا أردت أن تطوف طوافا سرمديا مع أعظم نماذج تلك الأخلاق العليا والآداب النبوية فطف مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى حله وترحاله فى سلمه وحروبه ومعاركه حين يعطى وحين يمنع حين يرقد وحين يقوم حين يأكل وحين يجوع وهلموا إليه فى شعب إبن أبى طالب بأبى هو وأمى والأحبة أجمعين صلوات ربى وسلامه عليه حين حصره المشركين وكفار قريش بالشعب لثلاث سنوات لا طعام لا زواج لا معاملات ومنعوا عنهم كل مقومات الحياة حتى أكل العباد الجلود والصحاف وورق الشجر ؟!!! فما سمع الناس ولا روى أحد شكوى من الحبيب صلى الله عليه وسلم وختمت الثلاث سنوات بموت أحب الناس إليه وأشدهم نصرة له زوجته أم المؤمنين خديجة رضى الله تعالى عنها وأرضاها وعمه أبوطالب ( خفف الله عنه ورحمه ) فكان عام الحزن بحق فما سمع الناس من رسول الله إلا الذكر والدعاء فكانت المنة الكبرى والإستدعاء الأعظم من رب الأرض والسماوات بعد أن أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك ثم إلى المعراج إلى رب السماوات والأرض إلى مافوق السماوات إلى حيث لم يبلغ لا نبى مرسل ولا ملك مقرب فرأى من آيات ربه الكبرى (( مازاغ البصر وما طغى )) فجل من زكى خلقه وأدبه بقوله سبحانه ((وإنك لعلى خلق عظيم )) وصدق من لا ينطق عن الهوى حين قال (( أدبنى ربى فأحسن تأديبى )) .صلوات ربنا وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .






هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...