من كان يمر ببلال الرازح تحت الصخرة تحت لهيب شمس وحر مكة وسياط التعذيب تلهب جسده النحيل ليردوه عن دين محمد صلى الله عليه وسلم وهو يردد ترنيمته السرمدية أحد أحد ما كان يدور بباله ولا بخلده أبدا أنه سينجوا من هذا العذاب لا أن يكون المؤذن فى أعظم فتوحات التاريخ على الإطلاق أم القرى بكة و أولى القبلتين وثالث الحرمين قدسنا الأبى الشريف ! وها هو المشهد الذى ينبئك التاريخ بأنه من سنن الله عزوجل الماضية التى لاتتبدل ولا تتخلف أبدا ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) . النور
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) وعلى النقيض من هذه الفئة الثابتة الصامدة بالله هناك من يهرول نحو جحر الضب ويخشى أن تصيبه دائرة القوم الظالمين (( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) المائدة وهنا يجب أن تدرك أن الله يميز الخبيث من الطيب ليجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه فإذا هو زاهق وهذا أيضا من سنن الله عزوجل المشهودة ومن ثم يكون تمكين الله عزوجل للصامدين الصابرين المؤمنين الموحدين لله عزوجل ((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصرالله )) أحببت فى هذه السطور أن أذكر قرائى الأحبة ومتابعينا الكرام بسنن الله ونواميسه فى هذه الظروف التى تشبه إلى حد كبير مشاهد كثيرة يحفظها لنا التاريخ ولا تعيها إلا الأذن الواعية ونحن منذ زمن مضى نحاول قدر مستطاعنا أن نبلغ رسالات ربنا بكل ما أوتيناه من سبل ووسائل عسى الله أن يكف بأس الكافرين برغم أن الساعين فى هذا الدرب يتحملون ألآن الإبتلائين معا كما سبق وقلت فى مقال سابق ألا وهما جلد الكافر وعجزالثقة وحسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا نعم المولى ونعم النصير .
ولكننا موقنون أيما يقين بنصرالله الذى وعد وكيف لا ونحن نتلوا آيات الله التى يذكرنا بها سبحانه بهذه السنن والنواميس ويعرفنا بها الله كيف يدبر الحى القيوم الأمر وهو اللطيف الخبير فالله عزوجل يحكم آياته ويبينها لقوم يعلمون لقوم موقنين فيذكرون بالله عباده المؤمنين ليثبت القلوب والأرواح فى خضم كل تلك الفتن والظلمات التى يركب بعضها فوق بعض فنجد أعداء الله يتوعدون العالم بإعادة الضبط الكبير ظنا منهم أنهم قادرون عليها ؟!! وقد تجرأ منهم من تجرأ وتأله على الله ويتحدث وكأنما أنهم صاروا آلهة والعياذ بالله من دون الله فهذا يقرر إنهاء حياة مليارات من العباد تحت ما أسموه خطة المليار الذهبى وذاك يريد إخضاع من تبقى لمخطط البرمجة الجينية (حرب الجينوم ) للتحكم والتلاعب بخلق الله وصدق فيهم إبليس عليه لعنة الله ظنه (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) !! ولكن نذكرهم بأن سلطانه على الذين يتولونه الذين يعبدونه وينفذون مخططاته لإهلاك الجميع فهو بطبيعة نفسه الشيطانية لا يريد أن يخلد فى الجحيم وحده فهو يستكثر من وقود النار (( وقودها الناس والحجارة )) ؟!!!
ولكن نذكرهم جميعا بأن عبادالله ليس لكم عليهم سلطان والملعونان بالذات ((إبليس والدجال )) يعلمان تلك الحقيقة جيدا (( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان )) (( إلا عبادك منهم المخلصين )) وبالتالى فالحل الأمثل فى مواجهة هؤلاء الوحوش الضارية المتوحشة هو الدخول فى قول الله عزوجل ((عبادى )) وأن نخلص العبادة لله عزوجل لنكون من عباده (( المخلصين )) فذلك هو حبل النجاة المبين وصراط ربنا المستقيم ويجب أن يتوحد عباد الله الموحدين لمواجهة أتباع الشياطين وأما هؤلاء الشياطين فى أى مكان كانوا وأى مركز كانوا وأى زمان كانوا فنقول لهم ما قاله سابق المنذرين (( لقد أبلغتكم رسالات ربى ولكن لا تحبون الناصحين ) (( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله )) فيا عباد الأسباب مسبب الأسباب سبحانه حى لا يموت قيوم فوق عباده الرحمن على العرش إستوى وأمره بين الكاف والنون (إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) لن نقول أبدا والله (( إنا لمدركون )) بل سنردد يقين كليم الله (( كلا إن معى ربى سيهدين )) وسنؤذن مرة أخرى أذان التوحيد فرحين بعودة الغريب (دين الله الإسلام ) حتى وإن كان غريبا كما بدأ ((فطوبى للغرباء )) سنؤذن فى القدس أذان تسمعه كل البشرية سنردد آيات كتاب طابق آيات كونية فالقائل هو رب الكون القاهر حكما أبديا فلنا ( وعد ) ولكم ( وعيد ) وقد دعوناكم لتكونوا من أصحاب الوعد لا من أصحاب الجحيم لكنكم إستكبرتم وماضين فى غيكم تعمهون (( فقد مضت سنة الأولين )) و((هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليذكر أولوا الألباب )) . أمين بدر. مصر.السابع من رمضان 1443هجرى الثامن من إبريل 2022ميلادى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .