والحقيقة أن البشرية حققت فى سبيل تحقيق هذا الهدف شأوا عظيم قاتلت فى سبيله تعبدت وتحنثت أنفقت وهاجرت من أجله وبلغت منه درجات ودرجات لكنها لم تبلغ كمال هذا الأمر إلا بكمال الدين ورضا الرحمن فى أية ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )) لذا فإن سدرة منتهى كمال التوحيد لم تبلغها البشرية إلا بمحمدالله حبيب الحق محمدصلى الله عليه وسلم
وكيف لا وهو الذى به صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا تم وصل أهل الأرض بالسماء بأعظم سبيلين لهذه الصلة العظمى ألا وهما القرآن والصلوات الخمس .
إن التوحيد فى جوهره هو أن تعبدالله وحده ولا تشرك به شيئا وهو حق الله على العباد لكن كان لابد للبشرية من يد تعبد هذا الصراط المستقبم تعبيدا قويمامستقيما بهدى من الله ونوروبرهان فكان الوحى الأمين من الرحمن الرحيم للصادق الأمين فتم الوصل وإستقام الميسم على أهدى صراط عرفه الثقلان منذ هبط آدم عليه السلام وإلى قيام الساعة .
إن الحقائق الثابتة فى التاريخ البشرى لتؤرخ لهذا العلم السيد وتلك العقيدة الأنفس تأريخا وتاريخا ينطق ويشهد بالحق الذى أحدثكم عنه شهادة مبين ويقين لايعلم قدره إلا الله عزوجل وشهدت به الخلائق أجمعين والله سبحانه خيرالشاهدين وكفى بالله شهيدا .
إن الإسلام دين الله الكامل ذاالحجةالبالغة على العالمين هودين التوحيد الحق الأحق بالإتباع وهومخرج الثقلان من الظلمات إلى النورومعبرها إلى رضوان الله وجنات الخلود وإنه والله لنعم عقبى الدار (( ففروا إلى الله إنى لكم منه نذيروبشير))
ولأنى بدأت بالحديث عن الحرية وسدرة منتهاها ألا وهو التوحيد إذ أنه أيضا سدرة منتهى علوم الخلائق ذلك لأن موضوع هذا العلم السيد هو المعرفة بالله والصلة بالله فإعلم قارئنا الحبيب أن لهذا العلم جناحان ورأس فأما الجناحان فالخوف والرجاء وأما الرأس فمحبة الله عزوجل وإنك لن تحقق التوحيد بشق واحد فلقد هلك وسقط من فعل ذلك فتحقيق التوحيد معرفة وصلة فمن حصل المعرفة ولم يقيم الصلة سقط من عل والنماذج حولنا كثيرة (( كبرمقتا عندالله أن تقولوا ما لا تفعلون ))
إن العبد الموحد كلما علابالله فى درجات التوحيد يجب أن يدرك خطرسيره على ذلك الصراط الأدق من الشعرة والأحد من السيف فلا تأمن مكرالله أيها الموحد رفرف بالجناحين برأسك المحبة وروحك المفعمة بحب وصل الله فذاك نعيمها وكفى به نعيما ألقاكم على خيرودمتم موحدين فى كنف الله وحفظه والصلاة والسلام على من مبلغ العلم فيه أنه بشروأنه خيرخلق الله كلهم كما ينبغى له بعلم الله به دائما وأبدالآبدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .