الجمعة، 2 أكتوبر 2020

السامري عدو الله

  1.  كان عين الشيطان فى بني إسرائيل السامرى لا ذكر له يسجل فى صمت شارداتهم ووارداتهم ويوثق أفعالهم ويحلل أقوالهم وأفعالهم ويحفظ خباياهم حتى تحين فرصة توظيف كل تلك المعلومات التى جمعها عنهم وبالتعاون والتحالف مع الشيطان الأكبر يستطيع أن يحقق للشيطان هدفه بإغواءوإضلال بنى إسرائيل عن عبادة الله عزوجل إلى عبادة الشيطان فى جسد عجل له خوار مقابل أن يحل محل موسى عليه السلام ومحل خليفته هارون عليه السلام فى قيادة بنى إسرائيل فمتى الفرصة السانحة ؟!!!
  • وأتت الفرصة السانحة بموعد موسى كليم الله مع ربه ذلك الموعدالثلاثينى المزيد إلى أربعين بفضل من الله ومنة فإستغل السامرى غياب موسى عليه السلام وتأخره على قومه فبدأ على الفور بتنفيذ بنود تحالفه مع الشيطان للدفع ببنى إسرائيل إلى هاوية الكفربالله وإلى الهلاك المحقق فصنع لهم عجلا له خوار بمعاونة الشياطين وذلك من الحلى والذهب المسروقة من بيوت المصريين فأخذ الغبي يستثمر الثروة المعلوماتية عن بنى إسرائيل لإهلاكهم ذلك لأنه أصلا لم يك ينتمى إليهم كونه زنيم لا يعلم لنفسه أصلا من بنى إسرائيل ومن الجلى أن ممارسات بنى إسرائيل معه بالنبذوالتجاهل جعلته دوما يشعربالنقص فجنده الشيطان وإستخدمه ضدنفسه وضدبنى إسرائيل فى معركة اللاربح والنتيجة الحتمية فيها الخسران المبين ذلك المعبرإلى الجحيم الذى يسعى الشيطان بكل قوته وخيله ورجله ألا يكون وحده فيه فيستكثر من وقودها (( الناس والحجارة )) فهو ولا شك زعيم الغباء المطلق الغباء لذاته !!!غباء النفس والفكر معا .
  • وعلى ذات الدرب الذى رسمه الشيطان سار السامرى وجر معه بنى إسرائيل فبعد التوحيدوعبادة الله عبدهم للشيطان فى جسد العجل ؟!!! كيف ذلك  ألم أقل لكم وظف ثروته المعلوماتية عن بنى إسرائيل لصالح الشيطان وصفقته الخاسرة .. لقد أبصر بنى إسرائيل وهم يسرقون الذهب فسجل عليهم تلك المعصية وأبصر بنى إسرائيل يطلبون من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلها كما لقوم رأوهم يعبدون أصناما من دون الله  قالوا (( إجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون هؤلاء متبر ماهم فيه )) وسجل تقاعسهم عن العبادة وعن الجهادفى سبيل الله وإنكبابهم على طلب الدنيا والملذات فلما أراد أن يعبدهم للشيطان عدوالله فى جسد العجل الذى صنعه لهم من الذهب المسروق جعل عبادتهم أن يرقصوا حول العجل !!! نعم عبادتهم الرقص إستبدل ما إستثقلته أنفسهم بما إستهوته أنفسهم وأغرتهم به الشياطين ألم أقل لكم يوظف ثروته المعلوماتية ؟!!!
  • عملية توظيف للمعلومات والماديات والإمكانيات فى خدمة للشيطان ضد أنفسهم ومحاربة لله عزوجل وإن الله لغنى عن العالمين .ولكن إلى متى يا عدوالله إلى كم من العمر وعدك الشيطان الذى لا يملك حياته ولا موته (( يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا )) ومن عجائب المتشابهات بين حليف الشيطان عدوالله السامرى وبين الدجال عليه لعنة الله أن إستراتيجيتهما قائمة على بنى إسرائيل ؟!!! وأن ميعاد موسى مع ربه كان أربعين يوما وهو الذى غاب فيه الكليم عن قومه فإستثمرالسامرى والشيطان تلك الغيبة فى إضلال بنى إسرائيل وكذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن مكث الدجال فى الآخرين أربعين يوما ؟!!! يوم كسنة ويوم كشهرويوم كأسبوع وسائر أيامه كأيامكم ؟؟!!! وأيضا تجد السامرى يوظف الخلطة المتكررة بكل زمان الشياطين والسحروالنساءوالرقص وكذلك الدجال عند خروجه يتبعه السحرة والنساءوالشياطين والرقص ؟!!!
  • وهكذا خدع جاسوس الشيطان بنى إسرائيل وأوردهم المهالك وما كان لهم من نجاة بعد عودة كليم الله إلا بالتوبة الصادقة لله عزوجل فكيف تكون تلك التوبة من هذا الجرم العظيم ؟ لقد أجرموا هذا الجرم إقبالا على الدنيا بأشكالها بما إستهوته أنفسهم وزينه لهم الشيطان وأغوتهم به الشياطين فكان الجزاء من جنس الجرم  (( أن أقتلوا أنفسكم إن كنتم صادقين )) إن صدقتم فى توبتكم لله عزوجل فإنه يجب أن تحرموا من الدنيا التى أقبلتم عليها وأعرضتم ‘ن الله  وهذا الحرمان ليس بشكل مؤقت دنيوي وإنما بالإقبال على الموت توبة إلى الله عزوجل بأمرمنه سبحانه على لسان كليمه موسى فكانت التوبة ثمنها الدماءوالأرواح والحرمان من الدنيا الزائلة أصلا وإبتداء.
  • لكن العجيب فى قصة عدوالله السامرى هو فعل كليم الله معه فنبي الله موسى الشديدالقوى فى دين الله كاد أن يفتك بأخيه هارون عليه السلام وفى غضبته الشديدة ألقى بالألواح التى فيها كلام الله ووحيه وكانت توبة بنى إسرائيل بالقتل وإزهاق أرواحهم بأمرالله وعندما نأتى إلى عدوالله السامرى حليف الشيطان يسأله بهدوء عجيب ؟!! (( ماخطبك ياسامرى )) !!!! (( قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسي )) (( قال فإذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لامساس وإن لك موعد لن تخلفه وأنظرإلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا )) هكذا ببساطة  فإذهب !!!! فإن لك فى الحياة أن تقول لامساس !! 
  • مما لا شك فيه أن إلهه الذى ظل عليه عاكفا ليس العجل الذهبي ؟!!! وإنما حليفه الشيطان عدوالله الأكبر ذلك أنه عكف يجتهد ويجاهد فى وصله وتقديم القرابين قربان تلو الآخر حتى يتصل به ويتحالف معه وبالفعل ظل عليه عاكفا حتى وصله وإتخذه إلها من دون الله وتحالف معه لتحقيق مآرب الشيطان ذلك الخائن الزنيم النجس عدوالله رب العالمين ولأن موسى عليه السلام نبي لله عزوجل فإنه لايتصرف إلا بوحى من الله عزوجل وبالتأكيد فإنه لم يأت أمرمن الله بقتله وإلا لفتكت به بنوإسرائيل جزاءلإضلالهم وما فعله بهم وما أوصلهم إليه من قتل وإزهاق للأرواح لكن لأن عدوالله هذا ليس له توبة وهو من المنظرين فلم يسلط الله عليه نبي الله موسى بالقتل ولكن بين فيه القول الفصل (( وإن لك موعد لن تخلفه )) فكونك منظر لا يخرجك من دائرة الموت المحيطة بالمخلوقين فهو هالك هالك بأمرمن الله وموعد والإذلال والإهانة بتوعد نبي الله موسى له بأن إلهه الذى ظل عليه عاكفا لوصله والتحالف معه  سينال من التحريق على يد الموحدين لله عزوجل العذاب المهين إلى يوم الوقت المعلوم ثم  ولا ريب (( لننسفنه فى اليم نسفا )) قضاء قضاه الله عزوجل وأمرالله نافذ لا محالة فسبحان الحى الذى لايموت .وإلى أن نستكمل سويا ذلك الإبحاروالطواف حول آيات الله عزوجل أسأل الله أن يحفظنا وإياكم وذرياتنا والموحدين أجمعين إلى يوم الدين وأن يجمعنا فى جنات النعيم وفردوسه الأعلى والنعيم المقيم والصلاة والسلام على إمام الصادقين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين .



الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

عودة مصرللبناءالحضاري بصوامدالإسلام

  •  لا يوجد حضارة فى التاريخ البشرى تم بناؤها إلا وكان لها أعمدة والحضارة الإسلامية (التى فتحت أبواب النور أمام الحضارة الغربية التى كانت بلدانها تعج فى ظلم وظلمات جهل بئيس) إنما بنيت تلك الحضارة الإسلامية المشرقة والمزدهرة على أعمدة دين الله عزوجل (( الإسلام )) ومصر منذ الفتح الإسلامى لها وكأنما إستدعت حضارة آلاف السنين وإنصهرت فى بوتقة هذا الدين العظيم وأعادت صياغة نفسها لتسهم بشكل كبيروعظيم فى نشرتلك الحضارة وإزدهارها عبرالعصورلاسيما البناءالعلمى الراسخ الأركان والمستمد من البناء العقائدى فهما وإستيعابا وتجددا مبهرا للعقول والألباب حتى باتت وكأنها الحارس الأمين على بناءالإسلام العلمى والعقائدى وكل من أدرك خطورة وأهمية هذا الدورالعظيم لمصر إن كان من الأعداء حرص على السيطرة عليها وسعى لتدمير قوتها المادية والبشرية وإن كان من فسطاط الحق حباها بإهتمامه وسعى إلى تقويتها ودعمها على كل الأصعدة ومن أجل ذلك كان تسمية الفاتح لها عمروبن العاص رضى الله وأرضاه بالفسطاط !!! كعاصمة للحكم الإسلامى فى مصر بعد الفتح .
  • لذا كانت مصر عبرالتاريخ مطمح ومطمع لكلا الفسطاطين فسطاط الحق وفسطاط الباطل مطمحا للقادة التاريخيين كصلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز وغيرهم ومطمعا للأعداء من أجناس شتى كالمغول والصليبيين ثم فرنسا وإنجلترا ثم وبعد الحرب العالمية والقضاءعلى الخلافة العثمانية أصبحت مطمعا بعد أن تحررت من القوى الأجنبية إلى نظام عولمى تشكل بأشكال مختلفة وتطوروتغير عبر العقود الأخيرة حتى وصل إلى ما أعلن عنه قادة غربيين كبوش الأب وغيره من سعيهم لإيجاد نظام عولمى موحد تحكمه حكومه موحده تسعى للسيطرة على العالم بمقدراته المادية والبشرية وهذا النظام العولمى له إستراتيجية واضحة نحو (( الدجال )) وهذا لم يعد يخفى على أحد ألآن لاسيما بعد التصريح والجهر من كثير من قادة وأعضاء هذا النظام العولمى سواء بعضويته وإنتماؤه الواضح والصريح لهذا الكيان العولمى أو من حيث أهداف هذا النظام العولمى المعلنة وغيرالمعلنة ونظرا للدورالهام والخطيرالذى قدرللمصرالأمين فى هذا الصراع بين الفسطاطين يشتد الصراع إلى حد الكيد والتآمر للسيطرة عليها وإبعادها عن دورها الدينى والحضارى والتاريخى والإنسانى .
  • إن النظام العالمى بإستراتيجيته نحو الدجال لا يسعى إلى بناء حضارة وإنما للسيطرة على مقوماتها المادية والبشرية دعما لحكمه وسلطانه ونفوذه لذا تشقى البشرية كلها تحت رزح وأغلال تلك المنظومة العولمية التى ضربت كل المجالات وحولت الجميل إلى قبيح بالتشويه المتعمد والقبيح إلى جميل بالتزيين والتجميل الكاذب ولعلك عزيزى القاريء إذا تدبرت معى تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم لكلا الفسطاطين وهو الذى أوتى جوامع الكلم وعلم الأولين والآخرين لأدركت حجم المعاناة التى وقعت فيها الأجيال الحالية والآتية ألا وهما فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه !!! لم يقل صلى الله عليه وسلم فسطاط الكفر وفسطاط الإسلام مثلا  لا  وإنما إيمان لا نفاق فيه  و  نفاق لا إيمان فيه  ذلك أن الفيصل هنا ليس بالهوية أوباللسان أوبنطق الشهادتين وإنما الفيصل هو المنهاج على الأرض الفعل المطابق للقول  لا الكذب والتدليس على الناس وخلط الحقائق وتحريف المفاهيم وتمييعها ونسف المسلمات الرواسخ خدمة لسادة النظام العولمى وتقربا إليهم .
  • ومصرالمصرالأمين على أعمدة دين الله عزوجل علميا وعقائديا بذلت وتبذل الكثير ولولا أن حجم الخيانة والتآمروالكيد والمكر (( لتزول منه الجبال )) لكانت مصردرع الأمة وسيفها فى مواجهة النظام العولمى السائر بخطى متسارعة نحو قاع الهاوية فمصر الراسخ فى وجدان موحديها ومحمديوها أمانة البناء العقائدى الراسخ الأركان يقينا بأنهم يعبدون المعبود الحق بالتطبيق الحق للمنهج الحق الموحى به من الحق تبارك وتعالى كتابا وسنة أملا وسعيا إلى المصير الحق الجنة وعوذا بالحق من النار قد رسخ فى وجدانهم وعقولهم أيضاء البناء العلمى الذى يخدم ذلك البناء العقائدى وهم أولا وحدة علم التوحيد ثم وحدة علوم الوحى الإلهى ثم وحدة علوم التعريف والإصطلاح (( الأسماء)) ثم وحدة علوم الأسباب وتلك الأمانة التى حملتها مصرلله عزوجل فلا تؤديها إلا لأهلها كما أمرالله عزوجل (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )) فكان لكل منها نصيب عبرالتاريخ ممن نبغوا وأثروا الحضارة البشرية بإسهاماتهم العلمية والحضارية فى العصورالمختلفة .
  • إن العالم ألآن فى مفترق طرق بين الفسطاطين فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه والذى يسعى إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة وفسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه والذى يسعى للملذات الدنيوية وحسب سواء كانت من حلال أو من حرام ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخروعليك طبقا للتسمية أن تبذل جهدا لتتبصربالأقوال والأفعال لتعلم من طابق فعله قوله ومن ناقض فعله قوله لتعلم الصادقين والذى ألزمك الله معيتهم على الأقل فقال سبحانه (( يا أيها الذين آمنوا أتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) وهى رحمة أن لم يقل من الصادقين فلا يكلف الله سبحانه نفسا إلا وسعها فكلف معيتهم وتكثيرسوادهم فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم وبذلك الحد الأدنى من النجاة فى هذا الصراع المرير .
  • إن مصرالصامدة الصابرة المحتسبة فى خندق فسطاط الحق فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه لم تبدل ولم تغير والله يعلم وأكثرالناس لا يعلمون وهى على ذلك الصبروالصمود والإحتساب حتى يأتيها وعدالله الحق وكيف لا وذلك الفسطاط قائده رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الأنبياءوالمرسلين ومنه أئمة الصادقين فى الآخرين المهدى عليه وعلى آل نبيناالصلاةوالسلام ومسيح الهدى عيسى بن مريم عليه وعلى أمه أزكى السلام فسطاط يتدرع بمعية الله ومحبته وسيفه توحيد الله عزوجل التوحيد الخالص لهو حتما الفسطاط المنصور (( فستذكرون ما أقول لك وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصيربالعباد )) غافر الآية 44



هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...