أردت فقط أخى الحبيب أن أؤصل لفهم الفروق بين أن نتحدث عن الإسلام والحديث عن المسلمين على الرغم من ألمى لذلك المعنى لأننا فى السابق كان المسلمين بأحوالهم عنوانا حقيقيا للإسلام حتى قال خيرنا من قبل أنثروا الحب على رؤوس الجبال حتى لايقال جاع الطير فى بلادالمسلمين !!! وكان العالم أجمع فى حقب مضت إذا أراد العلم هاجر إلى بلاد وحواضرالمسلمين بمصروالشام والعراق والأندلس وغيرها من العواصم الإسلامية التى إشتهرت بالعلوم والفنون المتعددة ولن تجد علم ولا فن إلا وللمسلمين فيه يد بيضاء منيرة للعالمين لكن ثمة قيادات شيطانية شريرة تحالفت مع الشيطان على أنهم فى ذات الوقت الذى يحملون خيراتك وينقلون علومك إليهم يكيدون لك ويشنون الحروب عليك لإيقاف مدك وإنتشارك وتقدمك فى الوقت الذى أخذوا يطورون ويبنون فوق الأسس والمناهج التى أخذوها منك ونقلوها عنك وإقرأ التاريخ لتعلم حقيقة ما أذكره لك من حقائق موثقة .
وأنا هنا لست بمعرض البكاء أو التباكى على مجد قديم أو ماض تليد أنا معك هنا لأجيبك عن سؤالك المحدد هل لدى الإسلام مشروع لإنقاذ هذا العالم من عذاباته الدنيوية ومآلاته الأخروية ؟!! وأنا أجيبك بكل يقين وهل لدى غيره ؟؟؟ أقول لك موقنا حق اليقين أنه لا يوجد على وجه الأرض مشروعا حقيقيا إنقاذيا للعالم أجمع فى الدنيا والآخرة إلا الإسلام دين الله المصطفى للعباد ولا يوجد على وجه الأرض ألآن مشروعا يقدم الحلول النموذجية لإسعادالعباد فى الدنيا والآخرة إلا الإسلام فقط شريطة أن نترك العباد لفطرتهم وحريتهم دون تدخل سلطوى من أصحاب الأهواء والأغراض والأمراض ودون تسلط أصحاب المشاريع المعادية لدين الله والتى تم صناعتها وصياغتها فى محاضن الشيطان المظلمة إلحادية كانت أوشيوعية أوعالمانية أوصهيونية أو فارسية نيرانية أو غيرذلك من المشاريع والطرق التى مهما إختلفت ستجدها تتوحد جميعها على هدف واحد هو عداء دين الله دين التوحيد الإسلام .
فكيف أنجوا بين كل تلك المشاريع الشيطانية التى تستهدفنى ؟!! أقول لك أوتظن أن الحبيب صلى الله عليه وسلم الذى هوأرحم بك من أمك وأبيك وأهلك وعشيرتك سيتركك فى تلك الأعاصيروالأهوال دون إجابة ودون سفينة نجاة ؟!!! كلا والله يا حبيبي فى الله ماتركنا إلا وقد عبد طريق النجاة وبين الصراط المستقيم وبنى سفينة النجاة المحمدية وما عليك إلا أن تستجيب وتركب معنا بأن تشهدبأن لا إله إلا الله وأن محمدارسول الله ثم تلتزم التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبود الحق عندئذ ستطمئن روحك ويستقر فؤادك بمسيرك إلى المصير الحق فتسعد فى الدنيا والآخرة بفضل رب العالمين وهذا الدرب المحمدى هو ماسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهاج النبوة (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى ) .
إن لدى الإسلام وحده على الأرض بناء عقائدى توحيدى فريد أركانه المعبودالحق والمنهج الحق والتطبيق الحق والمصيرالحق ويخدم هذا البناء العقائدى بناء علميا هو أولا وحدة علم التوحيد ( علم المعرفة بالله والصلة بالله ) ووحدة علوم الوحى الإلهى وهى قسمين (وحدة علوم القرآن الكريم )و(وحدة علوم السنة النبوية المطهرة ) ثم وحدة علم التعريف والإصطلاح (علم الأسماء ) وهى أصل وفروع ثم وحدة علوم الأسباب وهى العلوم التى تمكن الإنسان من آداء مهمته ومباشرة دوره كخليفة لله عزوجل على الأرض لإعمارالأرض (دارالخلافة ) كعلوم الطب والهندسة والعلوم العسكرية والإعلام والإقتصادوالسياسة والقانون ؟؟؟؟إلخ وهى وحدة علوم تتعلق بالأسباب التى جعل الله بها أرزاق للعباد على الأرض فسبحان مسبب الأسباب فأنت فى الدنيا بحاجة للطبيب والمهندس والمحامى والفلاح والعالم وكل منهم بحاجة للآخر ولكن هل نحن بحاجة لتلك العلوم والتخصصات فى الجنة اللهم آمين أوالناروالعياذبالله ؟!!!! الإجابة اليقينية لا لأنه بإنتهاء دارالخلافة التى قضى الله علينا فيها بالموت (( كل نفس ذائقة الموت )) (( كل من عليها فان )) ((كل شيءهالك إلاوجهه )) وقضى عليها أى على الدنيا أيضا بالزوال (( إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها وإنا لجاعلون ماعليها صعيدا جرزا )) وبذلك تنتهى علوم الأسباب تنتهى مع عالم الأسباب فى دارالخلافة (الدنيا ) ويبقى فقط صلتك بمسبب الأسباب رب كل شيء ومليكه خالق كل شيء الذى وسع كل شيء رحمة وعلما (( ففروا إلى الله ))
أنا أريد قبل أن أختم حديثنا اليوم على وعد بإستكماله سويا بمشيئة الله جل وعلا أن تعلم أن الإسلام لم ولن ينطلق أبدا من منطلقات الصراع مع الآخر التى تنطلق منها المشاريع الأخرى التى أعدها الشيطان لا لشيء سوى حرب دين الله وإنما المنطلق الوحيد لذلك المشروع الإسلامى العظيم هو إنقاذ البلاد والعباد وهذا المشروع لو كان ينطلق من منطلقات الصراع مع الآخر لحجب عنهم العلم وقت أن كان يملكه وحده على وجه الأرض ولكن لأن الإسلام دوره ومهمته إخراج العباد من الظلمات إلى النور عمل منذا لحظاته الأولى على نشرالعلم والنور إلى العالمين لقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلق إلى أعلى نقطه بلغها المخلوق من الخالق حيث إخترق وما إحترق !!! فسبح فى أنوارالله التى تغشانا بالصلة به والصلاة على حبيبه ومصطفاه صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا لكنه بأبى هو وأمى وروحى وكل غال ونفيس لما عاد إلى الأرض عاش متواضعا يأكل يوما ويجوع يوما عابدا موحدا لربه حتى أتاه اليقين وقضى حياته معلما وسراجا منيرا يرجوا الرحمة للعالمين فأعطاه الله الشفاعة وسماه ربه رؤوفا رحيما وبين أرحم الراحمين أن الهدف الرئيسى من إصطفائه وإرساله خاتما للنبيين وآخرا بعدالرسل أجمعين قائلا ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))