فى حوار سابق مع أحد الأخوة الذين ينظرون للإسلام بحال المسلمين وما آلوا إليه بعد قرون من الحروب الضروس التى شنت عليهم وعلى بلدانهم فى كل أصقاع الأرض حتى لم يبق للإسلام أرض حقيقية يبسط عليها سلطان تطبيق شريعته السماوية ويبرز بها الأنموذج الأسمى للتطبيق الحى والحياتى لهذا الدين العظيم كما طبق من قبل لا كما يريد مشوهيه وأصحاب الأغراض والمآرب الدنيوية الرخيصة والفانية أن يظهروه قال هذا الأخ المحاور أخبرنى يا صاح هل لديكم مشروع حقيقي لهذا العالم الذى نعيش فيه ؟ ينتشله من عذاباته وينقذه من مآلاته ؟ فسألته هل أنت أولا صادقا فى بحثك عن إجابة لسؤالك ؟ فإذا ما كنت صادقا صدقتك الإجابة !!!
فأجابنى ولما تسألنى مثل هذا السؤال وماعلاقته بسؤالى ؟! فقلت يا أخى لو لم تكن صادقا لو نزل ملك من السماء بالإجابة ما صدقته فكيف بإجابتى أنا ؟!!! فضحك وقال أصدقك القول إنى ألآن أصبحت صادقا فى سؤالى وبحثى عن إجابة لأمريحيرنى لسنوات طويلة وإن كنت فى البداية متشككا في أنك تمتلك الإجابة فقلت فأخبرنى بالأمرالمحير فقال لقد جبت بلدانا عديدة فى الشرق والغرب وخالطت شعوبا مختلفة فى طبائعها وعقائدها وفهمها للأمور وتعاملها مع الآخر منها دولا رأسمالية وأخرى شيوعية منها دولا ديمقراطية وأخرى شمولية وفى كل البلدان وجدت المسلمين على أحوال مختلفة وكثيرون هم من تفوهوا أمامى بمصطلح المشروع الإسلامى وعن رغبتهم فى تطبيقه لينعم العالم بالخيروالأمن والسلام سواء كانوا فرادى أوجماعات أو دول ؟!!! وعندما أنظر لأحوال أولئك المسلمين فى كل تلك البلدان أجد أنها أحوالا يرثى لها بين جهل أو فقر أو مرض أو إضهاد وتنكيل ؟!!!فقلت فى نفسي إذا كان لدى هؤلاء مشروعا حقيقيا ينقذهم من أحوالهم التى يعيشونها فما الذى يمنعهم ؟!!!! أم أنهم يعيشون على وهم فى مخيلاتهم هربا من واقعهم المرير ؟!!!!
فقلت له يا أخى ألآن أحسنت السؤال وصدقتنى قولا وإليك الإجابة أنت تحدثت عن المسلمين وليس عن الإسلام وأريدك أن تعلم الفرق فالإسلام هو الذى يمتلك المشروع الأوحد المنقذ لهذا العالم على وجه الحقيقة الكاملة وليس المسلمين الإسلام هو الدين المصطفى من قبل الخالق للعباد على الأرض ليسوسهم دنيويالسعادتهموأخرويا لمرضاته ولنعيم الآخرة والمشكلة حاليا يكمن جزء منها بالفعل فى المسلمين وتطبيقهم للإسلام وليس فى المشروع الإسلامى ذاته فالإسلام يأمربالحق والعدل فمثلا وفى عهد النبى صلى الله عليه وسلم عندما سرق أحدالمسلمين درعا وأخفاه فى بيت اليهودى فأتهم اليهودى بالسرقة وتم كشف الحقيقة وتبين أن المسلم هو الذى سرق أراد بعض المسلمين مخالفة التطبيق الصحيح للحق والعدل بإفلات المسلم لكونه مسلما وعدم تبرئة اليهودى لدينه ؟!! أهذا الخلل فى المبادىء الإسلامية المجردة المحققة للحق والعدل أم الخلل فى فهم وتطبيق أولئك الذين ظنوا أن دين الله يحابى ؟!!! إن الله لايحابى أحدا وكذلك دين الله عزوجل لا يحابى أحدا ولكى يوضح النبى صلى الله عليه وسلم تلك الحقيقة للمسلمين أولا وللعالمين ثانيا لمعاصريه وللآتين من بعده وإلى يوم الدين فى قصة المخزومية التى سرقت فأرادوا أن يشفعوا لها فى حد السرقة فإختاروا الحب بن الحب أسامة بن زيد فغضب النبى عليه الصلاة والسلام قائلا أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها !!! وحاشا لفاطمة الزهراء أن تأتى بشائبة صلوات الله وسلامه على أبيهاوعليهاوعلى الصحابة وأمهات المؤمنين أجمعين .
يا أخى الخلل فى تطبيقنا نحن لا فى الإسلام ذاته ولكى لا يظن أحد أن التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبودالحق عصى على الأزمنة المتعاقبة فقد كانت للإسلام عصورا زاهية بعد حقبة النبوة وبعد حقبة الخلافة الراشدة التى على منهاج النبوة كعهد الخليفة العمرى عمربن عبدالعزيز وعهود أخرى من بعده أضاء فيها الإسلام للعالم أجمع وكتب التاريخ كفيلة بأن تذكرلك النماذج المذهلة والمبهرة للعلم والعلماء وفى شتى المجالات والذين ملأوا الدنيا بعلومهم نورا وعلما وخيرا وأمانا وسلما وكان لعلومهم الفضل الأكبر بل والأوحد لما نحن فيه ألآن من حضارة إنك يا أخى الحبيب إن أردت أن تنزع لون الإسلام من لوحة هذا العالم فستظلم وتكون سوداء قاتمة مظلمة والفضل يعود لله عزوجل الذى إصطفى لنا سراجا منيرا ورحمة للعالمين صلوات ربنا وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين كما إصطفى لنا الدين ولنا هنا أى للعالمين وليس المسلمين فحسب وهذا الدين وهذا المشروع مقصورا وفقط على منهاج النبوة وهو المقياس والميزان والحكم على أى تطبيق للمشروع الإسلامى ولذلك بشرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن الخلافة التى فى آخرالزمان (على منهاج النبوة ) وهى خلافة المهدى محمدبن عبدالله عليه السلام وأيضا بشرنا وأخبرنا أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام عندنزوله مددا سماويا للصادقين وإمامهم على جبل الدخان سينزل متوضئا ويبدأ بالصلاة صلاة الفجر وفجرالجمعة ثم يخرج للعدو عدوالله ليقتله ويجاهد فى سبيل الله فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف ؟!!! أى أنه جاء مطبقا لذلك الدين الحنيف والشرع السمح والمشروع الوحيد المنقذ للعالمين .
يا أخى الحبيب إن هذا المشروع الإسلامى الأعظم لا هدف له إلا نجاة عباد الله إنسا وجنا من عذاب الله فى الآخرة وبلوغهم رضوان الله ونعيمه فى الجنات ولكن من لا يدرك حقيقة الصراع ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فلن يبلغ مقام الفهم لحقيقة مايجرى على الأرض إن المشروع الإسلامى الحقيقي والمستند إلى المصدرالمحفوظ وحيا (كتابا وسنة )أهدافه واضحة ومعلنة ومن الرعيل الأول وهى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العبادة ومن جورالحكام إلى عدل الإسلام ( أقول الإسلام وليس المسلمين ) لأنى وأنت نعلم أن هناك مسلمين للأسف الشديد أظلم من الكافرين ومن أجل ذلك أعدالله يوما للحساب وثالثا إخراج العباد من ضيق الدنيا لسعة الآخرة فالدنيا ستزول حتما بالموت أوبالفناء أما الآخرة فسرمدية أبدية لكن يا أخى الإسلام منذ البدء يخوض حربا ضروس وقد تكالبت عليه كل القوى المندرجة تحت لواء حزب الشيطان لإهلاك البلادوالعباد وقد أعدوا وعددوا مشاريعا متباينة للهلاك والإهلاك ظاهرها المزين نعمة وحقيقتها نقمة بل من أشد النقم عند ذلك أراد الأخ الحبيب أن يقاطعنى فقلت له دون أن تقاطعنى أعلم أنى لم أجيبك بعد وإنما ذلك التأصيل كان من الأهمية بمكان والإجابة فى حوارنا القادم بإذن الله أطلت عليك فسامحنى ولكنه الحديث ذوالشجون وإلى أن نلتقى أترككم فى حفظ الله ورعايته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق