الخميس، 7 يناير 2021

ليلة سقط فيها الصنم




السادس من يناير2021 سيظل محفورا فى ذاكرة التاريخ الأمريكى بصفة خاصة والعالمى بصفة عامة على أنها ليلة سقوط صنم الديمقراطية التى لطالما صدع علمانيو العرب رؤوس الناس بقدسيتها وأنها جالبة لأنهار اللبن والعسل من السماء وأنها يجب أن تعبد من دون الله عزوجل فيجب أن يترك أهل الأديان أديانهم من أجل دساتيرهم المعلمنة للمجتمعات التى تقبلها وهم يختلقون معركة حامية الوطيس بين النص التشريعى الوضعى والنص التشريعى الإلهى فيقول قائلهم ذات مرة إن حربنا على الإسلام ليست سوى حربا بين كتاب القانون وكتاب القرآن زاعما هذا الجاهل أن النص التشريعى الوضعى أجلب للخير من النص التشريعى الإلهى وأن التشريعات الإلهية عفى عليها الزمان وأصبحت لا تناسب عصرهم الحديث .!!

والحقيقة العلمية التى أرساها علماءالقانون المسلمين هى وجوب أن يكون النص التشريعى الوضعى مستمد من النص التشريعى الإلهى فيما شرعه الله لعباده من معاملات تنظم مصالح العباد وماليس فيه نص تشريعى إلهى فالأصل فيه الإباحه مادام لا يخالف التشريع الإلهى ومادام لا يبيح منكرأو يمنع معروفا بين العباد ولكن بعيدا عن الجدل العلمى وبعيدا عن هذا الصراع الذى يحاولون فرضه على مجتمعاتنا فرضا فإن الأساس الذى ينظم حكم الدول التى تعتمد الإنتخابات الحرة والنزيهة ( السلطان المستمد من الإختيارالحرالشعبى ) فيما إصطلحوا على تسميته بالنظام الديمقراطى قد منى بضربة قاصمة وصدمة هائلة من الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته بدعوته أنصاره إلى العصف بالأسس التى تداولتها الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 45 ولاية سابقة منذ نشأتها حيث دعاهم للخروج وتغيير نتيجة الإنتخابات بالقوة بل ولأول مرة فى التاريخ إلى إقتحام الكونجرس الأمريكى لعرقلة ومنع عملية إعتماد أعضاءالكونجرس لتصويت المجمع الإنتخابى فى سابقة خطيرة أشبه بإجتماع فئام يأجوج ومأجوج لأكل صنم عجوة كبير !!!!

فتمت إشاعة الفوضى بشكل غيرمسبوق إشمأزت منه كل دول العالم الذى يعانى وبكل مافى الكلمة من معنى من محنة شديدة للضميرالجمعى الإنسانى حيث يصنف العالم لتصانيف مختلفة تبعا للعرق أو اللون أو الدين وتصانيف أخرى تبعا لإقتصاديات الدول وتصانيف ثالثة تبعا للسياسة وأنظمة الحكم السائدة فضاع الإنسان بين تلك التصانيف المختلفة وأصبح الضميرالجمعى العالمى إنتقائى وبإمتياز فهو قد تجده يهب هبة الأسود الغاضبة لمقتل صحفيو شارلى إبدو الذين إستهزأوا بدين مليارى مسلم حول العالم ويجمعون قادة العالم ووراءهم ملايين فى مسيرة ( ضدما أسموه إرهابا ) لكنهم يغضون الطرف عن مقتل آلاف المسلمين فى شتى بقاع العالم فى بورما أو الإيجور أو من قبل فى البوسنة والهرسك ثم العراق وأفغانستان وحاليا اليمن وسوريا وليبيا ...إلخ والنماذج يشيب لها الوليد ويضيق المقام لحصرها تجد العالم يهب هبة واحدة لمقتل جورج فلويد لكنهم لا يرون عبدالرحيم الحويطى أو غيره فى كل أصقاع الأرض أنا لست ضد الهبة لأى إنسان أيا كان لونه أو دينه أو عرقه لمنع النظام العولمى من إستباحة حقوقه الأساسية كإنسان والإسلام قد كان سباقا بالحفاظ على الكليات الخمس للإنسان نفسه وعرضه وماله وعقله ودينه بألا يكره فى شيء حتى فى الدين (( لا إكراه فى الدين )) 

لقدكشف دونالد ترامب عن المخبوءفى المجتمع الأمريكى وإن كان معلوما لكن ليس بكل تلك الفجاجة العالم كله يعلم أن ديمقراطية النظام العولمى عوراء إنتقائية ستحميها فى بلدان وتقتلها فى أخرى ستناصر حرية شعوب وتستبيح حريات شعوب أخرى وهى بذلك قد سنت من جديد قانون الغاب فإنك لن تحترم ولن يسمع صوتك مالم تكن قويا ولن تكون قويا ما دامت كلمتك مفترقة وقواك مشرذمة إن على الإسلام بالذات لأنه الوحيدالذى يمتلك إستراتيجية إنقاذ للبشرية بل للثقلان دونما النظر إلى لون أو عرق أو فقر أو غنى وهو الوحيد الذى يمتلك صوامد عقائدية وعلمية تستطيع قياد هذا العالم إلى شاطىء النجاة لكنهم يحاربون بلوغه القوة التى تمكنه من نصرة ضعفاء هذا العالم ومن لايسمع لصوتهم إنهم لو تركوا العالم لحريته فسينعم حتما بالأمن الحقيقي والسلام الحقيقي لا الزيف الذى يروجون له ليل نهار ويسوقون له بين البلهاء والبهاليل ثم مع أول تعارض مع مصالحهم يطرحون الصنم أرضا ويستدعون هولاكو ليحتل الكونجرس بجحافله ليجتمعوا جميعا لأكل صنم العجوة الذى كانوا بالأمس القريب يسوقون لعبادته من دون الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...