السبت، 27 فبراير 2021

فأعينونى بقوة

 كثيرة هى الشركات التى تقوم بالبحث والتنقيب فى هذا العالم عن الكنوز والثروات بمختلف أنواعها ألماس وأحجاركريمة ذهب ونفط وغازومعادن إلخ وتقوم تلك الشركات بإنفاق مبالغ هائلة للبحث والتنقيب ثم بعد الكشف فى الإستخراج والإستثمار ثم تنتقل عوائد تلك الإستثمارات الهائلة إلى حسابات عدد قليل من الأفراد الذين يتحكمون فى سياسات وإدارة بعض الدول وبعض الأفرادوالعائلات الرأسمالية التى تتعامل وكأنها تحكم كوكب الأرض ولا حق من وجهة نظرهم للشعوب فى تلك الكنوزوالثروات ومن يتكلم فلا حق له فى الحياة لاسيما وقد إستخدموا القوة الجبرية والعسكرية فى السيطرة على تلك الشعوب وأصبحنا أمام مشهد كذلك الذى قصه علينا القرآن عن قوم يأجوج ومأجوج وإفسادهم فى الأرض وإستياء الشعب أو القوم (الذين لا يكادون يفقهون قولا )! من إفساد قوم يأجوج ومأجوج .

وهنا يبرز (المخلص) أو المنقذ (ذوالقرنين) الذى أثبت الله عزوجل ووثق فى كتابه العزيز تمكينه له وأنه سبحانه آتاه (من كل شيء سببا فأتبع سببا ) فيعرض عليه القوم المال والمقابل ليمنعهم ويحميهم من إفساد قوم يأجوج ومأجوج ((هل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا )) وهنا ملمح غاية فى الأهمية وهو أن ذوالقرنين ذلك الملك الممكن والفاتح العظيم الذى غزا الدنيا وملأ صيته فيها الآفاق ووثق الله عزوجل سبحانه جانبا هاما من قصته وحياته فى أعظم الكتب السماوية على الإطلاق (القرآن الكريم) وبرغم تمكين الله عزوجل له فى الأرض إلا أنه أراد أن يشرك القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا (( فى التغييرالمراد ))ذلك لأن الناس إذا أسهمت فى إحداث التغيير كان أدعى منهم لحراسته والمحافظة عليه وعلى مكتسباته  فطلب منهم الإعانة وبقوة (( فأعينونى بقوة ))وتحضرنى هنا



مقولة الحازم صلاح أبوإسماعيل (العبرة ليست فقط بوجود صلاح الدين وإنما بأمة نصرت صلاح الدين ).

 ثم قاد(ذوالقرنين) جهود التغيير وبناء السد بين المفسدين فى الأرض وبين الناس وبدأ يوجه هؤلاء القوم ويشركهم فى إحداث التغييروبناء المستقبل المختلف المغايرلمعاناتهم السابقة مع هؤلاءالمفسدين ( آتونى زبرالحديد ) ( حتى إذا ساوى بين الصدفين ) (قال أنفخوا )(حتى إذا جعله نارا) (قال ءاتونى أفرغ عليه قطرا ) والنتيجة بعدما إجتمعت القيادة العليمة والحكيمة بإيجابية مريدى التغييربصدق حتى وإن كانوا (لا يكادون يفقهون قولا ) النتيجة هى أن يأجوج ومأجوج المفسدين فى الأرض (( فما إسطاعوا أن يظهروه وما إستطاعوا له نقبا )) وهنا يأتى الشكرلله والإعتراف بفضل الله سبحانه من القيادة المؤمنة (( قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا ))

وهنا يجب أن ندرك أن الكنوز والمواردالبشرية هى أهم وأغلى بكثير من الكنوز والموارد المادية وما أوجد الله الكنوز ومختلف أنواع الثروات فى الأرض إلا ليحقق الخليفة مهمة الإعمار وإسعاد البلاد والعباد بتحقيق العدالة فى توزيع الثروات لا أن تستأثر بها طغمة حاكمة أو فئة متسلطة وتقوم ببعثرتها هنا وهناك مع التسلط والتجبر على ضعاف الناس ومن لايملكون القوة أو الصوت ليسمع لهم أنين أو شكوى ولذلك فإن أول السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ( الإمام العادل ) وبالمقابل فإن خيرالشهداء عندالله ذلك الذى يقول كلمة الحق فى وجه سلطان جائر يأمره بمعروف أو ينهاه عن منكر فيقتله لذلك فهو خيرالشهداء عندالله هذا الميزان وتلك المعادلة لدولة قوية طرفاها راعى عادل ورعية لا تخشى إلا الله .

أما مانراه حولنا فى شتى بقاع الأرض من الظلم والجور الذى ملأ الأرض والفساد والإفساد الذى أغرق حياة الناس بفعل فئة ظالمة ومتجبرة إستطاعت أن تتغلغل فى دوائر المال والحكم والسلطة فى أهم وأقوى الدول ساعية إلى إحكام القبضة حول شعوب الأرض على حد سواء وسوقهم سوقا إلى (حظيرة الدجال ) فذلك فساد وإفساد والله أشد من إفساد قوم يأجوج ومأجوج ووجب على العلماء والقيادات الحكيمة أن تقود الناس لإحداث تغيير جوهرى وبناء سد حصين ومنيع أمام هؤلاء الفسدة المفسدين فى الأرض وإلا فسيأتى يوم نجد هؤلاء الظلمة المتجبرين يجبرون أبنائنا على عبادةأصنام وأوثان جديدة أو عبادتهم هم من دون الله عزوجل وعلى الناس أن (( يعينوا وبقوة )) كل جهد وكل لبنة فى بناء هذا السد فكرة كانت أو إختراع كلمة كانت أو لوحة كتاب كان أو سلاح فإن تضافرجهود الكنوز البشرية وتوظيفها لما هو متاح من الموارد المادية وتحت مظلة توفيق الله ورحمته سيحقق المعجزات ويأتى بالتغييرالمراد وتشرق شمس العدالة من جديد على البلاد والعباد (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ))وللحديث بقية إن قدرالله وأراد سبحانه . وحتى ألقاكم على خير أترككم فى حفظ الله ورعايته . أمين بدر27/2/2021.



الجمعة، 26 فبراير 2021

سجن المؤمن وجنة الكافر

عجبت أشدالعجب لأصحاب الدنيا وهم يستعجلون نهايتها بإستهداف المؤمنين والإجهازعلى حيواتهم بالقتل أوالحبس أوالنفى وما يمنع الله عن صب العذاب صبا إلا الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرتع فلولا أولوا بقية من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله لصرنا إلى النهاية المحتومة والمصيرالحق ((فريق فى الجنة وفريق فى السعير)) وكنت أتسائل من أين لهم بكل تلك الجرأة فى إستعجال العذاب وطلبه بل والإسراع إليه ؟!!! وأى قلوب تلك التى علمت حقيقة الشيطان وحقيقة الدجال عليهما لعائن الله التامة ولا زالت تتحالف معهما وتسرع بالعالم الخطى نحوهما وتجند كل شيء من أجل لحظات لقائهما المحكوم عليه مسبقا بالموت والمصيرالحق خلودا فى الجحيم . 

إن المؤمن الحق الذى وصفه الله عزوجل بالفلاح فى أول سورة المؤمنون (( قد أفلح المؤمنون )) إلى آخرالآيات الكريمة ليحيا فى هذه الدنيا بالفعل ومهما أوتى من مباهجها فى سجن كما قيل ووصف تماما ذلك لأن المؤمن الموصول بالله عزوجل يشعرأن لا راحة لروحه إلا إذا بلغت مستقرها عند رب العالمين فى جنات الله وجواره الأعظم ذلك حيث لا وصل أعظم من وصله سبحانه ولا نعيم يفوق نعيم ذلك الوصل الأعظم وبين كوكبة من أعظم عبادالله الموصولين به سبحانه على إختلاف درجاتهم عندالله جل وعلا ((وفى ذلك فليتنافس المتنافسون )) فصلوات ربنا وتسليماته على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من وصل ووصل  وسبحان الله عما يصفون .

ومن أجل ذلك وحتى لا يسعى المؤمنين إلى ميدان تنافسي خلاف ميدانهم الأوحد ميدان وصل الله تبارك وتعالى قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا (فتنافسوها ) كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )) أو كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم فيا أيها المؤمن الساعى إلى أن يكون فى مشمول ومضمون قوله سبحانه ((قد أفلح المؤمنون)) قد أبان رحمة الله للعالمين سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم الميدان الحقيقي للتنافس الذى زكاه رب العالمين فى كتابه العزيزالقرآن الكريم فلا تغرنك الدنيا وإن جائتك راغمة فما هى إلا ساعة فلتكن لله طاعة وقل لها كما كان الإمام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه يقول إذا ما جاءه شيء منها (( يا دنيا غرى غيري ))!!!

وبحكم تخصصى العلمى والقانونى أريد أن يعلم العالم أجمع أن توقيع ((أقصى عقوبة إلهية )) وهى ((اللعن)) أى ((الطردمن رحمةالله عزوجل )) إقتصرفقط على عبدين ومخلوقين إثنين فقط من مخلوقات الله عزوجل وهما الشيطانان (إبليس) و(الدجال) عليهما لعائن الله التامة أحدهما من الجن والآخر من الإنس قال تعالى (( وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين )) وفى إقتصارتلك العقوبة عليهما رحمة كبرى من رب العالمين إذ ترك بابان مفتوحان حتى ميعاد غلقهما بإذن رب العالمين ألا وهما كما ذكرنا سابقا ((الإسلام و التوبة )) ولكن لأن الشيطانان يعلمان تلك الحقيقة فهما يسعيان إلى إيصال العباد إلى أن ييأسوا من رحمة الله عزوجل ولذلك يأزونهم أزا على المعاصى والفجورومواطن غضب الله وسخطه حتى يستحوذوا عليهم فيلقون معهم ذات المصير ولكن فى كتاب الله وسنة حبيبه ورحمته للعالمين صلى الله عليه وسلم سعة ورحمة (( ففروا إلى الله )) فلا ملجأ من الله إلا إليه (( فأين تذهبون )) .

لذلك فى ختام مقالتى تلك أحب أن أوجه رسالتين لفسطاطين على الأرض ولا ثالث لهما (( فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه )) و ((فسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه )) وهى أننا موقنون تماما أن الله يحكم ولا معقب لحكمه وأن سنن الله ماضية لا تتبدل ولا تتغير وأن كل شيء عند الله بمقدار وبحكمة موصوفة بكل كمال ومنزهة عن أى نقص لذا فعلى الذين جعلوا من الإسلام هدفا لكيدهم ومؤامراتهم ومكرهم الذى تكاد أن تزول منه الجبال (( أن يراجعوا أنفسهم )) قبل أن يفقدوا جنتهم ويخلدون فى مستقرهم الأبدى وأن البابان ما زالا مفتوحان لم يغلقا فلا يغرنكم من الله حلمه لأن ((أخذه أليم شديد )) وما تذكيرى لكم (( إلا بلاغا من الله ورسالاته )) فلتتقوا الله رب العالمين (( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى ورزقنى منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما إستطعت وماتوفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )) هود 88 






هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...