عجبت أشدالعجب لأصحاب الدنيا وهم يستعجلون نهايتها بإستهداف المؤمنين والإجهازعلى حيواتهم بالقتل أوالحبس أوالنفى وما يمنع الله عن صب العذاب صبا إلا الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرتع فلولا أولوا بقية من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله لصرنا إلى النهاية المحتومة والمصيرالحق ((فريق فى الجنة وفريق فى السعير)) وكنت أتسائل من أين لهم بكل تلك الجرأة فى إستعجال العذاب وطلبه بل والإسراع إليه ؟!!! وأى قلوب تلك التى علمت حقيقة الشيطان وحقيقة الدجال عليهما لعائن الله التامة ولا زالت تتحالف معهما وتسرع بالعالم الخطى نحوهما وتجند كل شيء من أجل لحظات لقائهما المحكوم عليه مسبقا بالموت والمصيرالحق خلودا فى الجحيم .
إن المؤمن الحق الذى وصفه الله عزوجل بالفلاح فى أول سورة المؤمنون (( قد أفلح المؤمنون )) إلى آخرالآيات الكريمة ليحيا فى هذه الدنيا بالفعل ومهما أوتى من مباهجها فى سجن كما قيل ووصف تماما ذلك لأن المؤمن الموصول بالله عزوجل يشعرأن لا راحة لروحه إلا إذا بلغت مستقرها عند رب العالمين فى جنات الله وجواره الأعظم ذلك حيث لا وصل أعظم من وصله سبحانه ولا نعيم يفوق نعيم ذلك الوصل الأعظم وبين كوكبة من أعظم عبادالله الموصولين به سبحانه على إختلاف درجاتهم عندالله جل وعلا ((وفى ذلك فليتنافس المتنافسون )) فصلوات ربنا وتسليماته على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من وصل ووصل وسبحان الله عما يصفون .
ومن أجل ذلك وحتى لا يسعى المؤمنين إلى ميدان تنافسي خلاف ميدانهم الأوحد ميدان وصل الله تبارك وتعالى قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا (فتنافسوها ) كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )) أو كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم فيا أيها المؤمن الساعى إلى أن يكون فى مشمول ومضمون قوله سبحانه ((قد أفلح المؤمنون)) قد أبان رحمة الله للعالمين سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم الميدان الحقيقي للتنافس الذى زكاه رب العالمين فى كتابه العزيزالقرآن الكريم فلا تغرنك الدنيا وإن جائتك راغمة فما هى إلا ساعة فلتكن لله طاعة وقل لها كما كان الإمام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه يقول إذا ما جاءه شيء منها (( يا دنيا غرى غيري ))!!!
وبحكم تخصصى العلمى والقانونى أريد أن يعلم العالم أجمع أن توقيع ((أقصى عقوبة إلهية )) وهى ((اللعن)) أى ((الطردمن رحمةالله عزوجل )) إقتصرفقط على عبدين ومخلوقين إثنين فقط من مخلوقات الله عزوجل وهما الشيطانان (إبليس) و(الدجال) عليهما لعائن الله التامة أحدهما من الجن والآخر من الإنس قال تعالى (( وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين )) وفى إقتصارتلك العقوبة عليهما رحمة كبرى من رب العالمين إذ ترك بابان مفتوحان حتى ميعاد غلقهما بإذن رب العالمين ألا وهما كما ذكرنا سابقا ((الإسلام و التوبة )) ولكن لأن الشيطانان يعلمان تلك الحقيقة فهما يسعيان إلى إيصال العباد إلى أن ييأسوا من رحمة الله عزوجل ولذلك يأزونهم أزا على المعاصى والفجورومواطن غضب الله وسخطه حتى يستحوذوا عليهم فيلقون معهم ذات المصير ولكن فى كتاب الله وسنة حبيبه ورحمته للعالمين صلى الله عليه وسلم سعة ورحمة (( ففروا إلى الله )) فلا ملجأ من الله إلا إليه (( فأين تذهبون )) .
لذلك فى ختام مقالتى تلك أحب أن أوجه رسالتين لفسطاطين على الأرض ولا ثالث لهما (( فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه )) و ((فسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه )) وهى أننا موقنون تماما أن الله يحكم ولا معقب لحكمه وأن سنن الله ماضية لا تتبدل ولا تتغير وأن كل شيء عند الله بمقدار وبحكمة موصوفة بكل كمال ومنزهة عن أى نقص لذا فعلى الذين جعلوا من الإسلام هدفا لكيدهم ومؤامراتهم ومكرهم الذى تكاد أن تزول منه الجبال (( أن يراجعوا أنفسهم )) قبل أن يفقدوا جنتهم ويخلدون فى مستقرهم الأبدى وأن البابان ما زالا مفتوحان لم يغلقا فلا يغرنكم من الله حلمه لأن ((أخذه أليم شديد )) وما تذكيرى لكم (( إلا بلاغا من الله ورسالاته )) فلتتقوا الله رب العالمين (( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى ورزقنى منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما إستطعت وماتوفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )) هود 88
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق