السبت، 23 يناير 2021

مصروأمانة الروح و القلم

 شيء ما منذ الصغر جعل روحى ترتبط بالقلم إرتباطا وثيقا كإرتباط الروح والجسد فحملت للقلم وأكننت له فى نفسي قدسية كالتى يكنها جسدى لروحى موقنا أن الروح والقلم أمانتان عظيمتان من أمانات الله التى حملنا إياها وهما كمخلوقان من مخلوقات الله عزوجل لهما أسرار مكنونة ومكانة عالية معلومة لذلك قلت لنفسي صغيرا إن هذه الروح أمانة وعليك أن تحملها وتصل بها إلى حيث مرادالله عزوجل وأن القلم أيضا أمانة فيجب أن نكتب به بعلم وأن لا نقول به إلا الحق وتعاهدنا منذ الإصدار الأول عام 1996(عينيكى الفجر)أو (نحلملك ياوطن ) أن يكون الميثاق والعهد بيننا ألا نخشى إلا الله وألا نخشى فى الله لومة لائم .

كتبت لمصرمعشوقتى الأولى والأخيرة بروحى وقلمى ما أؤرخ به لحبى السرمدى اللامحدود وكأنى أرى بروحى مالايراه أحد من حب الله لمصر لاسيما وأنا أتلو آيات القرآن الذى ذكرالله فيه مصر تصريحا وإشارة مرات عديدة كما لم تذكر بلد فى العالم أجمع قط  بتلك الكيفية فى كتاب الله المكنون وإستأثرت مصر بجمع من الأنبياء بإدريس ويوسف وموسى وروح الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام وقد قيل أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قد نزل فيها فى رحلة الإسراءوالمعراج وصلى ركعتين بسيناء أرض التجلى الأعظم وتكليم الله لسيدناموسى عليه السلام وظل فى روعى دائما أن مصربها من المكنونات الربانية مالم تبح به بعد !!!! 

درست التاريخ وذهلت وتعجبت بشدة من تكالب الأعداء عليها كل هذا التكالب منذ القدم هكسوس وتتاروصليبيون وفرنسيون وإنجليز وغيرهم بشكل يثيرالتعجب والتساؤل لماذا مصر ؟!!! وكان التساؤل يزيد من اليقين بأن مصر حاملة لأسرارومكنونات لا يعلمها إلا الله وأن صفحات التاريخ لم تحوى كل الأسرار وأن ماسطر فى كتبه نقطه من أبحر لا يحيط بمدادها إلا الله وما زال الأعداء متكالبين عليها بل وأصابهم سعارالسيطرة عليها وعلى مقدراتها ومكنوناتها وشعبها من حيث كونها مكمن الخطورة ضد أعداءالله على الأرض وأنها جزء هام بل وعمودفسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه فى آخرالزمان .

إن أمانة الروح تقتضى ألا نوردها المهالك وأن نقودها إلى الله حتى تعود (( راضية مرضية )) وذلك لايكون ولن يكون أبدا إلا إذا وصلنا الروح بخالقها وبارئها على النحو الذى يحبه الله ويرضى وفق منهاج النبوة ذلك لأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم من وصل الروح بخالقها وبلغ بها إلى حيث لم يصل قبله نبى مرسل ولا ملك مقرب وأنت على الطريق الصحيح والصراط المستقيم ما دمت تجتهد فى إحسان الإتباع له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا وقد كنت على يقين كامل منذ صغرى بأن هناك علاقة وثيقة بين الآية الكونية التى فى يمينى (لفظ الجلالة وإسم النبى محمدصلى الله عليه وسلم ) وبين الآيات القرآنية وأنه سيأتى اليوم الذى يتضح فيه هذا التطابق بين الآية الكونية والآية القرآنية وأن فى ذلك التطابق رسالة إلى العالمين .

ولأن القلم هوأمانتى ووسيلة البلاغ المبين فقد إجتهدت أن أكتب بعلم وأن أكتب بالحق وألا أشترى بقلمى ولا بآيات الله ثمنا قليلا ليقينى بأنى مدين وأن أمانة الروح لابد مردودة إلى ربى وإلهى وخالقى جل وعلا وأنى حتما ميت كما أنكم ميتون لذا فقد كتبت بألوان شتى من الكتابة ماسطرت فيه تجربة حياتى فى تلك الدنيا وسأظل على ثغرالقلم مادامت روحى فى جسدى مبلغا عن الله ورسوله بكل الطرق وبكل وسيلة ممكنة رغم أننا فى هذا الزمان قد أبتلينا بالإبتلاء المزدوج كما كتبت من قبل فى مقال سابق (( جلدالكافروعجزالثقة)) وفى تلك السنوات الخداعات التى يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين إلا أننى لن أدخر جهدا فى الإستمرار على زنادالقلم كما قيل بحق عسى أن ألقى الله مبلغا البلاغ المبين وأسأل الله عزوجل لى ولجميع الموحدين حسن الخواتيم .

أمين بدر .مصر . 25/1/2021 أمانة الروح والقلم .









الجمعة، 22 يناير 2021

قلب الأمة ولسانها (( بين المطرقة و السندان )) ||

فى مقال سابق قرأت تشبيها جميلا أرى مطابقته للحقيقة بشكل كبير وهو مأخوذ من حديث للنبى محمدصلى الله عليه وسلم وهو حديث أن فى جسد الإنسان مضغتان إذا صلحا صلح سائرالجسد القلب واللسان . وكما قال الفتى لسيدنا عمربن الخطاب لما أراد إختيار ممثلا للقوم يتحدث عنهم فأراد إجلاسه وأن يتكلم الأكبرسنا فقال الفتى يا أميرالمؤمنين لو كان الأمر بالسن لكان فى الأمة من هو أحق بالأمر منك المرء بأصغريه قلبه ولسانه !!! فأعجب به الفاروق وتركه يتحدث ويمثل قومه فى الحديث . أما التشبيه فهو أن العلماء هم بمثابة القلب فى جسدالأمة وأما لسانها فهم إعلاميوها لذا فإن الوحش العولمى وبشكل ممنهج على مستوى العالم يستهدف القلب واللسان بضرباته عساه أن ينتصرفى ملاحم الوعى والأرض فتجده بأذرعه يقتل ويعتقل ويطارد كل عالم حقيقي وكل ذى صوت حر أو قلم حر أو صاحب وسيلة تعبير غير مؤدلج فى منظومته العولمية نحو حكم الفردالواحد ذاالعين الواحدة والرأى الواحد (ديكتاتوريةالدجال ) .!!

ولسناوحدنا الذين ندق نواقيس ذلك الخطرالعظيم المحدق بالعالم من (عقود بل من قرون ) والذي يريد أن يلقى بهم فى آتون صراعات لا نهائية تذكرك بالمصارعة الرومانية وحلبتها الهمجية وهم يقتتلون حتى الموت لإرضاءشهوات السيد وأتباعه وأوباشه من الغوغاء غير عابئين بالأرواح المهدرة والأجسادوالأشلاء المقطعة والمصائرالبائسة فى مشاهد دامية يندى لها جبين الإنسانية أمام عالم الحيوان لا الإنسان وحسب وعلى طريق الأمم كما قال مسيح الهدى عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام مضى مليارات من العباد من الثقلان غير مكترثين للتحذير العظيم من فتنة الدجال وطريق الأمم (( العولمة فى إتجاه الملعون ..مقال سابق )) العولمى والذى يستهدف أهل الأرض بالإستعباد لصالح الدجال ((مخلص الصهاينة المزعوم )) الأعورالكافر وليس خافيا على أحد ألآن إستهداف دولة الزوال الحتمى لبناء الهيكل ليكون مكانا يعبد فيه هذا المخلوق من دون الله عزوجل فينشرون من القدم رموزه وإشاراته ويؤسسون مجامع تأييده وإتباعه ومؤسسات ونوادى الإنتماء إليه وإلى منظومته الدجالية وعلى كل الأشكال والأصعدة والمستويات من قاعدة الهرم إلى رأسه .!! 

ونظرا للجهودالعظيمة التى بذلها قلب الأمة الإسلامية ولسانها عبرقرون وعقود طويلة ظل وعى الأمة الإسلامية منتصرا إنتصارات مبهرة أرعبت العدو وألبسته ثوب الذعر من أن يقرب منها أو من العالم فخطط المخططات ودبرالمكائد لإفتراس شعوب الأرض وإلتهام وعيهم ولحومهم فأعد الجنود وأنفق على إعدادهم أموال طائلة وأعمارفانية وجهود مضنية حتى جاءت لحظة الحصاد الموعودة فإذا بالشعوب تخرج كالماردالخارق بوعيها وبأرواحها قبل أجسادها لتقف حائلا وسدا منيعا أمام مخططات الوحش العولمى الذى يمهد بكل الوسائل والطرق وبكافة الجنود فى شتى المجالات لخروج ((المخلص المزعوم )) ويحكم ((الحكم الألفى المكذوب )) فجن جنون الوحش العولمى فما كان منه إلا أن أعلن عن غضبه الشديد بتوجيه الضربات مباشرة لقلب الأمة ولسانها فى كل أرجاء الأمة بل والعالم فذهبت أذرعه تقتل وتعتقل وتحارب العلماءوالمفكرين والنابهين والأدباءوالشعراءوأصحاب الأقلام والكاميرات والفنانين والرياضيين بمنتهى الغباء منقطع النظير وذهبت تصم كل مخالف للتوجه الأعور بالإرهاب والتطرف وتنكلبه أيما تنكيل نفساومالاوعرضاوديناوعقلا عاصفة بكليات الإنسان الخمس المصونة فى الدين الإسلامى والمحرم والمجرم الإعتداء عليها وأيا كانت عقيدة صاحبها إلا بحق الله وبسلطان ولى الأمر(الشرعى) وفق المفهوم الإسلامى وبكفالة محاكمة عادلة لا دخل للأهواء والأغراض فيها وإن الله على نصرأهل الحق لقدير وإنه سبحانه لقوى عزيز .

إن على أمة الإسلام والعالم إن أرادوا التحررالحقيقي من قوى الظلام العولمية التى تسعى لإدخال أمة الإسلام لجحرالضب والعالم إلى طريق الأمم ((الدجال )) أن تتمسك بأهداب حلف الفضول الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لقد دعيت إلى حلف فى الجاهلية ولو دعيت إليه فى الإسلام لأجبت ))ألا وهوحلف الفضول وكان قد تعاهد ثلة مباركة ميمونة على أن يتحدوا على ألا يظلم بينهم مخلوق ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين فكان يسعى لرفع هذا الظلم عن كل المخلوقات والمقام يضيق بالأمثلة الكثيرة لا الحصر وهو بأبى هو وأمى الذى بلغنا عن رب العزة سبحانه فى الحديث القدسي (( يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )) لذا يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ولو دعيت إليه ((أى حلف الفضول )) فى الإسلام لأجبت  أى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان على إستعداد بل ويدعوا إلى التحالف ضد الظلم وهذا من منهاج النبوة الذى يجب أن تنتهجه الأمة الإسلامية وتضع يدها فى يد أحرارالعالم الذين لا يريدون السيرفى طريق الأمم الذى حذرهم منه روح الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام لإنقاذ هذا العالم من الويلات والظلمات والعذابات والحروب والصراعات التى يؤججها حزب الشيطان خدمة لأهدافه عسى أن يخرج وجه عملته القبيحة الآخر ليعبد من دون الله مقابل لعاعات الدنيا وشهواتها يلقيها إليهم ألا بئس دنياهم وبئس عباداتهم وبئس مصائرهم التى يؤزهم الشيطان إليها أزا والله محيط بالظالمين ...يتبع بإذن الله 






الخميس، 21 يناير 2021

الأمة الإسلامية بين مطرقة النظام العولمى وسندان النفاق |

عام بعد عام وعقد تلو الآخر وأوراق التوت تتساقط من على أجساد المتسترين بعمالتهم للوحش العولمى ونفاقهم للأمة الإسلامية التى يعيشون فيها وهم من بنى جلدتها ويتكلمون بألسنة أبناءها ؟!!! حتى باتوا مع العقد الأخيرالمنصرم من العام 2010وحتى ألآن فى العام 2021 عرايا تماما بعد سقوط آخر أوراق التوت التى كانت تستر عوراتهم فخرجوا عرايا تماما على العالم أجمع وعلى الأمة يعلنون خياناتهم بل ويفتخرون بها ظنا منهم أن الغلبة والقوة للوحش العولمى من حيث أنهم ينظرون لقوة الأسباب التى يملكها غافلين تماما بل ومعرضين عن مسبب الأسباب سبحانه ؟! وتلاشت الشماعات والحجج التى كانوا يرموننا بها حين كنا نحذر من مقدمات تلك الهجمة الشرسة على دين الله متهمين إيانا بمرضى نظرية المؤامرة وأصحاب هواجس هستيرية والصداميون أصحاب نظرية صراع الحضارات وكل التهم المعلبة التى لا غرض لهم منها إلا وضع قادة الفكر ودروع الوعى فى قالب ودور المدافع عن نفسه وبعد أن فشلوا فشلا ذريعا فى إقناع الأمة بمشاريعهم المحاربة والمعادية لدين الله الحنيف التوحيدى ( الإسلام ) وخرجت الشعوب بنفسهاوتصدت لهجمات الوحش العولمى بذاته أو عن طريق أذنابه وأتباعه وعملائه ليضعوا الأمة بأسرها بين مطرقة الوحش العولمى وبين سندان النفاق الذى أعدوه عبر عقود طويلة لييسر عليهم سحق وتدمير خير أمة أخرجت للناس كشر الوحش عن أنيابه وإستخدم أذرعه وأذنابه بشكل علنى بقوة السلاح وبإراقة الدماء والقتل والتشريد والإعتقال والحبس وشتى أنواع التنكيل (( والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ))

وبات معلوما يقينيا للعالم أجمع أن دولة الزوال الحتمى هى التى تتحكم فى الوحش العولمى مهما إختلفت الوجوه أو تبدلت الأذرع ومهما إختلفت مشاريعه المطروحه بحسب الأرض والشعب الذى يعيش عليها فلقد بذل جنود الوحش جهودا خرافية لدراسة كل التفاصيل إستعدادا ليوم الإفتراس فما يصلح للعراق قد لايصلح لسوريا أو لبنان وما يمكن تطبيقه بليبيا قد يستحيل تطبيقه بمصر أو السودان فكل أرض وكل شعب له طبيعته وقد عززوا عبر عقود وركزوا على تعزيز الفرقة فى الموروث الثقافى والهوية وأثاروا النعرات القديمة كالفرعونية والعروبية والعثمانية والبدوية ...إلخ ولم يكتفوا بذلك بل زادوا الشعوب على الفرقة تفريقا من أنواع جديدة سواء على المستوى السياسي أو الطائفى أو الثقافى أو حتى الرياضى وصنعوا لهم رؤوسا جهال تحت عناوين النجوم والنخبة ليتبعهم العوام بعيدا عن الحق والباطل فبات الناس يتمزقون للسياسي الفلانى وصراعه مع السياسي الآخر والحزب الفلانى والحزب الآخر والممثل الفلانى والممثل الآخروالفريق الرياضى الفلانى والفريق الآخر وهكذا  حتى نشبت الفرقة والفتنة والنزاعات على مستوى الأفراد والجماعات بل والدول وإذا أردت أن تعرف المجرم فيجب عليك رفع البصمات والبحث عن منهجية المجرم فى تنفيذ جريمته وعن صاحب المصلحة من إرتكاب الجريمة ومن عادت عليه نتائج الجريمة بالأرباح والمكاسب وحينها سترى أن منهجية فرق تسد هى القاسم المشترك الأكبر بين كل الجرائم المرتكبة بأذرع النظام العولمى بين مطرقته وسندانه وأن دولة الزوال الحتمى هى المستفيد الأكبروالرابح الدائم حتى ألآن من كل الفتن والحروب والنزاعات الدائرة على وجه الأرض .

لقد أصبح الوضع على الأرض أسوء من كارثى بمراحل وتعجز الألفاظ والكلمات عن وصفه والنزيف البشرى والحضارى مهول حتى بات مليارات من الناس تتمنى الموت ونهاية هذا العالم الذى أصبح الظلم هو العنوان العريض لكل صباح تشرق شمسه على العباد وعلى خلاف إستعاذتنا من شياطين الجن أصبحت إستعاذتنا من شياطين الإنس أشد بل ولربما إستعاذ شياطين الجن من شياطين الإنس الذين أصبحوا يتصدرون المشاهد فى شتى المجالات بمباركة أنظمة الوحش العولمى التابع للدجال الوجه الآخر لعملة الشيطان عليهما لعائن الله التامة هم وأتباعهم وأعوانهم وحلفائهم الذين حولوا الأرض إلى قطعة من الجحيم على عباد الله المؤمنين الموحدين ولكننا نؤمن بل يملؤنا اليقين أن المطرقة ستتحطم وأن السندان سينسفه الله نسفا وأن الوحش العولمى سيمزقه الله إلى أشلاء متناثرة فإن الجزاء من جنس العمل وهذا لا يعنى أن نركن أو نتواكل بل علينا أن نؤدى رسالتنا ونعمل لها فنحن أصحاب رسالة لا قضية ورسالتنا لا تتعلق بأرض أو وطن أو دنيا أيا ما كانت إن رسالتنا تتعلق بدين الله عزوجل دين التوحيد الإسلام وأن نبلغ كلمة الله للعالمين ثم هم بعد ذلك أحرار فيما يختارون فإن إختاروا الحق فهم إخواننا وأرواحنا فداء لهم وإن إختاروا الباطل فلكم دينكم ولى دين  نحن أصحاب رسالة إنقاذ للعالمين ومعبرإلى جنات رب العالمين فاللهم وعدك الحق ونصرك المبين ... يتبع بإذن الله 








الأربعاء، 20 يناير 2021

فقد نصره الله

 بدين الله عزوجل دين التوحيد تعاهد النصرأن يكون حليف خيرأمة أخرجت للناس وأمة الإسلام أمة كما قال الفاروق عمر نحن قوم أعزهم الله بالإسلام فإذا ما إبتغينا العز فى غيره أذلنا الله لذا أمرنا ألا نولى وجوهنا لا قبل المشرق ولا المغرب وأن نولى وجوهنا لله عزوجل وحده وألا تنحنى جباهنا ركوعاوسجودا إلا لله سبحانه وتعالى فلا تستذلنا دنيا مهما تعاظمت لأنها حتما إلى الفناء ولا تخيفنا قوة مهما تجبرت مادمنا طائعين لله ولأن للنصر نواميس حددها الله عزوجل فيجب علينا أن نتدبرها ونعمل بها ونطبقها ليتحقق لله مراده منا ونحقق بفضل الله ما نريد فى الدنيا والآخرة .

أول تلك النواميس وأهمها هو نصرتك لله عزوجل (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) (( ولينصرن الله من ينصره )) فإن فزت بنصرالله لك فلا غالب لك (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )) ونصرتك لله عزوجل ليست بالمسألة الهينة وليست بالمستحيلة ولكن فى مسيرك لبلوغ سلامة القلب وخلوص النية لله عزوجل فى القول والعمل سيتحقق يقينا نصرك لله عزوجل وبالتالى نصرالله عزوجل لك حينها تكون بوصل الله أقوى الجنود وما تبارى جنديان من جنود سليمان عليه السلام فى تنفيذ مهمة نقل عرش بلقيس أحدهما (عفريت من الجن ) والآخر (الذى عنده علم من الكتاب ) إلا بكونهما موصولان بالله عزوجل فبداية كليهما جنديان من جنود سيدنا سليمان عليه السلام ولما سأل عن أي الجنود يأتى بالعرش قال عفريت من الجن (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين )) أما الآخر الذى عنده علم من الكتاب فقال (( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) !!! أى فى طرفة عين  ولا شك أن ذلك أسرع فى إنجاز المهمة والسؤال أى قوة بلغها الجنديان ليكونا على هذا النحو أحدهما يمكنه نقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام حيث مكان النبى سليمان عليه السلام فى مدة المقام أو قبل أن يقوم من المقام (ساعة أو ساعتين مثلا ) والآخر فى طرفة عين نقل العرش بالفعل !!!! كيف فعلا ذلك ؟!! يقينا هما موصولان بالله عزوجل وموحدان لله عزوجل ولكن لأن التوحيد درجات والصلة درجات فكان لكل منهما قوته وقدرته (( وما النصرإلا من عند الله ))

وتلك الصلة بالله عزوجل هى التى جعلت كليم الله موسى وأحد أولى العزم الخمسة يسير متعلما من الخضرعليه السلام فى رحلتهما بأمر من الله جل وعلا وقد صرح الخضر تبيانا لتلك الصلة قائلا (( وما فعلته عن أمرى )) يريد أن يقول للكليم إننى موصول لا أفعل شيئا من عند نفسي أو بهواى وإنما أنا موصول مأمور أحقق لله عزوجل ما أراد وما أمرنى به فما كان لى أن أخرق السفينة إفسادا فى الأرض وإغراقا لركاب السفينة وما كان لى أن أقتل الغلام تلك النفس البريئة إلا بأمرمن الله ووحى وبحكمة وما كان لى أن أبنى الجدار حفظا لأرزاق وأقدار الأيتام حتى يأتى اليوم الذى يستخرج أصحاب الكنز كنزهما إلا بأمروصلة ووحى من الله وحكمة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فإنك  إن وصلت وصلت و نصرت . وعندئذ فلا غالب لك ولو كان من فى الأرض بعضهم لبعض ظهيرا .

لقد جاء أحدالمشركين وبيده سيفه إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس تحت ظل شجرة ووضع السيف على رقبة النبى الشريفة قائلا يا محمد من ينقذك منى ألآن ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم (بسدرة منتهى اليقين والثبات)




  الله  حينها إرتعدت يد المشرك ووقع السيف من يده فأخذه النبى المعلم الأعظم للعالمين ووضعه على رقبته قائلا  وأنت  من ينقذك منى ألآن ؟؟ فقال الرجل يا محمد كن خير آخذ  !!! أى إن كنت آخذا بحقك فبخير لا تنكل ولا تعذب !! تخيل أن الذى جاء متدرعا بالأسباب محرزا للسيف شارعا فى قتل الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو أعزل من السلاح (( إلا بأعظم صلة بالموصول الأعظم سبحانه ) فلم يجد هذا المشرك حين تبدلت المواقف ونقل مسبب الأسباب سبحانه أسباب القوة الدنيوية ليد رحمة الله للعالمين لم يجد إلا الإستسلام وطلب الرحمة فى العقوبة أو العفو إن أراد النبى صلى الله عليه وسلم ((إلا تنصروه فقد نصره الله )) !!!!وخلاصة الدرس المحمدى فى هذا الموقف العظيم أنك بدون مسبب الأسباب لا شيء ولو ملكت أسباب الدنيا بأسرها وإنك بوصل مسبب الأسباب أقوى الجنود ولو كنت لا تملك من أسبابها شيئا فسبحان مالك الملك والملكوت رب الأرباب ومسبب الأسباب وصلوات الله على الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم خير من أخذ بالأسباب موحدا لمسبب الأسباب وخير من نصرالله عزوجل فنصره الله سبحانه المحبوب الأعظم وأحب الأحباب جل وعلا وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين .


الاثنين، 18 يناير 2021

آية الله الكبرى

 عندما تسافرعبرالزمن وتحل ضيفا على بعض المشاهد والأحداث التاريخية قد تستوقفك بعض الأحداث لتتدبرها محاولا سبرأغوارها مستبينا لما وراءها من أسباب مستمدا المعنى الذى خلف المبنى من مسبب الأسباب سبحانه والتطابق المذهل بين آيات الله الكونية وآيات الله القرآنية سيدفعك دفعا للسجودلله عزوجل الذى خلق تلك الآيات الكونية وقال الآيات البينات القرآنية فيستيقن العبد فيما بلغه عن رب العزة سبحانه من الحق فيؤمن ويستقيم وفق مرادالله رب العالمين (( ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا )) سبحانك ربنا ما وجدنا إلا التطابق المذهل المبهروالمعجز فآمنا فأكتبنا مع الشاهدين وإجعلنا من عبادك المتقين الصادقين اللهم آمين .

فإذا ما حللت مثلا على ذلك المشهدوالحدث الذى وثقته كتب السيروالتاريخ من زيارة أبوسفيان ومعه من قريش تجاروسادة ونخبة فى تجارة وزيارة  لإمبراطورية الروم وإستدعاهم هرقل إمبراطورالروم لقصرالحكم وإستقبلهم سائلا إياهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أسئلة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأحواله وأتباعه تستوقفك مقالة ذلك الإمبراطورلأبوسفيان (( لوكان ما قلته حق فإنه سيملك موطأ قدمى هاتين ولو كنت عنده لغسلت له قدميه )) !!!! عجيب !!! فالدعوة المحمدية كانت فى مهدها وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن قد هيمن لا على مكة ولا على المدينة ولا جزيرة العرب بل كان وأصحابه يتخفون بدينهم عن أعين الكفارالذين كانوا يسومنهم سوء العذاب !!! ويأتى إمبراطورالروم هرقل الذى دخل إليه سيدقريش ومن معه من سادات قريش وأعيانهم (يرتعدون ) بين يديه ويعظمون له !!! ثم يقول لهم تلك الكلمات بهذه البساطة !!!! فما الذى حمله على ذلك وما السلطان الذى يملكه محمدصلى الله عليه وسلم على إمبراطورالروم فى عز قوة ومجد إمبراطوريته !!! ليقول تلك الكلمات و يشهد تلك الشهادة . إلا أن يكون أنه علم الحق فشهد به . علم آيةالله الكبرى فقال بالمبنى ما يحمل المعنى للدنيا بأسرها فى زمانه والأزمنة الآتية بعده !! وليت مثلك يا هرقل أسلم ! فإنما يخشى الله من عباده العلماء . فالجنة دارالمؤمنين .

وقبل أن نرحل عن تلك الحقبة الزمنية الأعظم فى التاريخ بلامنازع زماناومكاناوشخوصاوتفاعلات ونتائج هيا بنا إلى مشهد آخر وحدث ثانى يؤكدالمعنى ويوطده ويزيده وضوحا ألا وهو موقف المقوقس عظيم القبط بمصروكيف إستقبل رسالة النبى محمد صلى الله عليه وسلم قائلا (( قد فهمت ما قلت )) بعد أن سمع الرسالة المحمدية وما جاء فيها (( بسم الله الرحمن الرحيم  من محمدبن عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من إتبع الهدى أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت   فإن عليك إثم الآريسيين (أو القبط )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(آل عمران: من الآية64) وختمت بختم رسول الله صلى الله عليه وسلم  محمدرسول الله . ))فقال المقوقس (( إنى قد نظرت فى أمر هذا الدين فوجدته لا يأمر بمزهودفيه ولا ينهى عن مرغوب فيه ولم أجده بالساحرالضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء!!!!والإخباربالنجوى !وسأنظر )) فبعث المقوقس لرسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة جاء فيها ((سلام عليك، أما بعد: فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيا بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة وهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام عليك )) والجاريتان مارية (أم إبراهيم ) وسيرين فلما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم رسالته قال ( ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه ) أى أنه لم يسلم خشية ضياع ملكه وحتما سيزول ملكه لأن الدنيا بأسرها زائلة !!! ولو أسلم لكان خيرا له فى الدنيا والآخرة والشاهد أيضا هنا ومن مبنى ومعنى كلمات المقوقس نفسه أنه علم الحق ورأى آية الله الكبرى إلا أنه وبشهادة من لاينطق عن الهوى خشى ضياع الملك ولكن لنا هنا شاهد آخر وهو ذات سؤالنا السابق ما السلطان الذى يملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاكم مثل هذا أو إمبراطورمثل هرقل ؟!! ليسترضى الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا يستغضبه ويرسل له بالهدايا ويحسن معاملة رسله ولا يسيء إليهم كما فعل كسرى على سبيل المثال فدعى عليه رسول الله بتمزيق ملكه (فكان ) ومزق ملكه وقتل (وعلى يد أبنائه !!!) السر أنهم علموا الحق ورأوا آية الله الكبرى ولكن ((من إستغنى فالله أعلى وأجل وأغنى )) إن الله عزيز والجنة سلعة الله الغالية ألا فأطلبوه سبحانه تنالوها والله عزوجل أمر حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم قائلا فى كتابه العزيز (( وإصبرنفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وإتبع هواه وكان أمره فرطا 28 الكهف )) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (( الحمدلله الذى لم يمتنى حتى أمرنى أن أصبر نفسي مع رجال من أمتى معكم المحيا ومعكم الممات )) .صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا  (( فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خيرخلق الله كلهم )) .



هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...