شيء ما منذ الصغر جعل روحى ترتبط بالقلم إرتباطا وثيقا كإرتباط الروح والجسد فحملت للقلم وأكننت له فى نفسي قدسية كالتى يكنها جسدى لروحى موقنا أن الروح والقلم أمانتان عظيمتان من أمانات الله التى حملنا إياها وهما كمخلوقان من مخلوقات الله عزوجل لهما أسرار مكنونة ومكانة عالية معلومة لذلك قلت لنفسي صغيرا إن هذه الروح أمانة وعليك أن تحملها وتصل بها إلى حيث مرادالله عزوجل وأن القلم أيضا أمانة فيجب أن نكتب به بعلم وأن لا نقول به إلا الحق وتعاهدنا منذ الإصدار الأول عام 1996(عينيكى الفجر)أو (نحلملك ياوطن ) أن يكون الميثاق والعهد بيننا ألا نخشى إلا الله وألا نخشى فى الله لومة لائم .
كتبت لمصرمعشوقتى الأولى والأخيرة بروحى وقلمى ما أؤرخ به لحبى السرمدى اللامحدود وكأنى أرى بروحى مالايراه أحد من حب الله لمصر لاسيما وأنا أتلو آيات القرآن الذى ذكرالله فيه مصر تصريحا وإشارة مرات عديدة كما لم تذكر بلد فى العالم أجمع قط بتلك الكيفية فى كتاب الله المكنون وإستأثرت مصر بجمع من الأنبياء بإدريس ويوسف وموسى وروح الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام وقد قيل أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قد نزل فيها فى رحلة الإسراءوالمعراج وصلى ركعتين بسيناء أرض التجلى الأعظم وتكليم الله لسيدناموسى عليه السلام وظل فى روعى دائما أن مصربها من المكنونات الربانية مالم تبح به بعد !!!!
درست التاريخ وذهلت وتعجبت بشدة من تكالب الأعداء عليها كل هذا التكالب منذ القدم هكسوس وتتاروصليبيون وفرنسيون وإنجليز وغيرهم بشكل يثيرالتعجب والتساؤل لماذا مصر ؟!!! وكان التساؤل يزيد من اليقين بأن مصر حاملة لأسرارومكنونات لا يعلمها إلا الله وأن صفحات التاريخ لم تحوى كل الأسرار وأن ماسطر فى كتبه نقطه من أبحر لا يحيط بمدادها إلا الله وما زال الأعداء متكالبين عليها بل وأصابهم سعارالسيطرة عليها وعلى مقدراتها ومكنوناتها وشعبها من حيث كونها مكمن الخطورة ضد أعداءالله على الأرض وأنها جزء هام بل وعمودفسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه فى آخرالزمان .
إن أمانة الروح تقتضى ألا نوردها المهالك وأن نقودها إلى الله حتى تعود (( راضية مرضية )) وذلك لايكون ولن يكون أبدا إلا إذا وصلنا الروح بخالقها وبارئها على النحو الذى يحبه الله ويرضى وفق منهاج النبوة ذلك لأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم من وصل الروح بخالقها وبلغ بها إلى حيث لم يصل قبله نبى مرسل ولا ملك مقرب وأنت على الطريق الصحيح والصراط المستقيم ما دمت تجتهد فى إحسان الإتباع له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا وقد كنت على يقين كامل منذ صغرى بأن هناك علاقة وثيقة بين الآية الكونية التى فى يمينى (لفظ الجلالة وإسم النبى محمدصلى الله عليه وسلم ) وبين الآيات القرآنية وأنه سيأتى اليوم الذى يتضح فيه هذا التطابق بين الآية الكونية والآية القرآنية وأن فى ذلك التطابق رسالة إلى العالمين .
ولأن القلم هوأمانتى ووسيلة البلاغ المبين فقد إجتهدت أن أكتب بعلم وأن أكتب بالحق وألا أشترى بقلمى ولا بآيات الله ثمنا قليلا ليقينى بأنى مدين وأن أمانة الروح لابد مردودة إلى ربى وإلهى وخالقى جل وعلا وأنى حتما ميت كما أنكم ميتون لذا فقد كتبت بألوان شتى من الكتابة ماسطرت فيه تجربة حياتى فى تلك الدنيا وسأظل على ثغرالقلم مادامت روحى فى جسدى مبلغا عن الله ورسوله بكل الطرق وبكل وسيلة ممكنة رغم أننا فى هذا الزمان قد أبتلينا بالإبتلاء المزدوج كما كتبت من قبل فى مقال سابق (( جلدالكافروعجزالثقة)) وفى تلك السنوات الخداعات التى يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين إلا أننى لن أدخر جهدا فى الإستمرار على زنادالقلم كما قيل بحق عسى أن ألقى الله مبلغا البلاغ المبين وأسأل الله عزوجل لى ولجميع الموحدين حسن الخواتيم .
أمين بدر .مصر . 25/1/2021 أمانة الروح والقلم .