الأربعاء، 20 يناير 2021

فقد نصره الله

 بدين الله عزوجل دين التوحيد تعاهد النصرأن يكون حليف خيرأمة أخرجت للناس وأمة الإسلام أمة كما قال الفاروق عمر نحن قوم أعزهم الله بالإسلام فإذا ما إبتغينا العز فى غيره أذلنا الله لذا أمرنا ألا نولى وجوهنا لا قبل المشرق ولا المغرب وأن نولى وجوهنا لله عزوجل وحده وألا تنحنى جباهنا ركوعاوسجودا إلا لله سبحانه وتعالى فلا تستذلنا دنيا مهما تعاظمت لأنها حتما إلى الفناء ولا تخيفنا قوة مهما تجبرت مادمنا طائعين لله ولأن للنصر نواميس حددها الله عزوجل فيجب علينا أن نتدبرها ونعمل بها ونطبقها ليتحقق لله مراده منا ونحقق بفضل الله ما نريد فى الدنيا والآخرة .

أول تلك النواميس وأهمها هو نصرتك لله عزوجل (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) (( ولينصرن الله من ينصره )) فإن فزت بنصرالله لك فلا غالب لك (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )) ونصرتك لله عزوجل ليست بالمسألة الهينة وليست بالمستحيلة ولكن فى مسيرك لبلوغ سلامة القلب وخلوص النية لله عزوجل فى القول والعمل سيتحقق يقينا نصرك لله عزوجل وبالتالى نصرالله عزوجل لك حينها تكون بوصل الله أقوى الجنود وما تبارى جنديان من جنود سليمان عليه السلام فى تنفيذ مهمة نقل عرش بلقيس أحدهما (عفريت من الجن ) والآخر (الذى عنده علم من الكتاب ) إلا بكونهما موصولان بالله عزوجل فبداية كليهما جنديان من جنود سيدنا سليمان عليه السلام ولما سأل عن أي الجنود يأتى بالعرش قال عفريت من الجن (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين )) أما الآخر الذى عنده علم من الكتاب فقال (( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) !!! أى فى طرفة عين  ولا شك أن ذلك أسرع فى إنجاز المهمة والسؤال أى قوة بلغها الجنديان ليكونا على هذا النحو أحدهما يمكنه نقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام حيث مكان النبى سليمان عليه السلام فى مدة المقام أو قبل أن يقوم من المقام (ساعة أو ساعتين مثلا ) والآخر فى طرفة عين نقل العرش بالفعل !!!! كيف فعلا ذلك ؟!! يقينا هما موصولان بالله عزوجل وموحدان لله عزوجل ولكن لأن التوحيد درجات والصلة درجات فكان لكل منهما قوته وقدرته (( وما النصرإلا من عند الله ))

وتلك الصلة بالله عزوجل هى التى جعلت كليم الله موسى وأحد أولى العزم الخمسة يسير متعلما من الخضرعليه السلام فى رحلتهما بأمر من الله جل وعلا وقد صرح الخضر تبيانا لتلك الصلة قائلا (( وما فعلته عن أمرى )) يريد أن يقول للكليم إننى موصول لا أفعل شيئا من عند نفسي أو بهواى وإنما أنا موصول مأمور أحقق لله عزوجل ما أراد وما أمرنى به فما كان لى أن أخرق السفينة إفسادا فى الأرض وإغراقا لركاب السفينة وما كان لى أن أقتل الغلام تلك النفس البريئة إلا بأمرمن الله ووحى وبحكمة وما كان لى أن أبنى الجدار حفظا لأرزاق وأقدار الأيتام حتى يأتى اليوم الذى يستخرج أصحاب الكنز كنزهما إلا بأمروصلة ووحى من الله وحكمة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فإنك  إن وصلت وصلت و نصرت . وعندئذ فلا غالب لك ولو كان من فى الأرض بعضهم لبعض ظهيرا .

لقد جاء أحدالمشركين وبيده سيفه إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس تحت ظل شجرة ووضع السيف على رقبة النبى الشريفة قائلا يا محمد من ينقذك منى ألآن ؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم (بسدرة منتهى اليقين والثبات)




  الله  حينها إرتعدت يد المشرك ووقع السيف من يده فأخذه النبى المعلم الأعظم للعالمين ووضعه على رقبته قائلا  وأنت  من ينقذك منى ألآن ؟؟ فقال الرجل يا محمد كن خير آخذ  !!! أى إن كنت آخذا بحقك فبخير لا تنكل ولا تعذب !! تخيل أن الذى جاء متدرعا بالأسباب محرزا للسيف شارعا فى قتل الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو أعزل من السلاح (( إلا بأعظم صلة بالموصول الأعظم سبحانه ) فلم يجد هذا المشرك حين تبدلت المواقف ونقل مسبب الأسباب سبحانه أسباب القوة الدنيوية ليد رحمة الله للعالمين لم يجد إلا الإستسلام وطلب الرحمة فى العقوبة أو العفو إن أراد النبى صلى الله عليه وسلم ((إلا تنصروه فقد نصره الله )) !!!!وخلاصة الدرس المحمدى فى هذا الموقف العظيم أنك بدون مسبب الأسباب لا شيء ولو ملكت أسباب الدنيا بأسرها وإنك بوصل مسبب الأسباب أقوى الجنود ولو كنت لا تملك من أسبابها شيئا فسبحان مالك الملك والملكوت رب الأرباب ومسبب الأسباب وصلوات الله على الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم خير من أخذ بالأسباب موحدا لمسبب الأسباب وخير من نصرالله عزوجل فنصره الله سبحانه المحبوب الأعظم وأحب الأحباب جل وعلا وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...