السبت، 16 يناير 2021

الفاعى وأبناء الأفاعى ||

بدأت رحلة أمين دياب مع الدراعمة فى قلب مدينة الفسطاط (المدينةالعظمى )وفى أول يوم دراسي فوجىء أن أول محاضراته للدكتورمحمدعبدالعزيزقطب وكان قدسمع عنه وعن سمعته الطيبة علماوخلقا ولكنه لم يكن قد رآه ومع بداية المحاضرة رآه فوجده ذلك الرجل المهيب الناصح له بأن يدرس اللغة العربية بدارالعلوم ليصيردرعمى . شيءما بتلك المفاجأة أسعده دون أن يعرف مصدرتلك السعادة ومضى وقت المحاضرة وهو يسجل كل مايقال منتبها تماما لكل كلمة وكل ملحوظة فأمين كان عاشقا للتميزوالتفوق ومحبا للعلم بشكل خارق وبعد إنتهاء المحاضرة كان قد سجل أكثر من نقطة ذهب يستفسرعنها ويستوضحها من الدكتور محمدقطب وكانت تلك النقاط التى أراد أن يستوضحها من الدكتور ويناقشها معه كفيلة بأن تغرس فى نفس أستاذه ومعلمه أن ذلك الطالب سيكون أرض النبوغ الموعودة فى المستقبل من بين الدراعمة .

وفى قريته طهيو وفى جنح الظلام تسللت إمرأة توشحت السواد مستترة بظلام الليل وسواد ملابسها وتوجهت نحو البيت المهجورالذى يؤوى لبيب الأعرج الساحر وسمع لبيب صرير الباب المزعج فإنزعج قليلا فطمأنته قائلة لا تخش شيئا أنا الخالة مكاسب فضحك ضحكة خبيثة وقال متهكما ما رأينا منكى مكاسب يا خالة مكاسب فغضبت من مزحته قائلة وهل يربح من يعرفك أيها الأعرج !!! فنهرها بقوله ولما تأتينى إذا أيتها العجوزاللئيمة !! قالت جئتك اليوم أريد منك خدمة إن أتممتها كما أريد وأشتهى ستكون لك منى غنيمة كبيرة فقال وما الخدمة التى تريدينها فقالت إبنتى عقيلة  فقال مابها قالت أريد أن أزوجها  فإتسعت حدقة عينه تزوجينها لى أنا فقالت ماذا تقول؟! أجننت يا ملعون ؟!!! فقال ألم تقولى تريدين أن تزوجيها فقالت أولم أجد غيرك أنت يا شيطان ؟! فقال أنا شيطان وأنتى من الملائكة مثلا أنتى فى بيتى فقالت أصمت وإستمع للنهاية فإنى سأمنحك مكافأة عظيمة إذا صنعت لإبنتى سحرا يأتينى بأمين إبن الحاج يوسف دياب زاحفا ليخطب إبنتى ويصيربها مولعا متيما  فإشمأز لبيب المبغض لمجرد سماع إسم أمين دياب ولكنه وجد بابا ليؤذيه وينال مراده منه فقال لها أتستطيعين أن تأتينى بشيئا من ملابسه يكون قد إرتداه قريبا ؟!!! فقالت لك ذلك بمجرد عودته للقرية فى إجازته القادمة .

وفى طريق عودتها وفى شارع جانبي فجأة ظهرلها العم شعراوى  ونظرلها نظرة إنخلع لها قلبها صارخا وهو يضرب عصاه فى الأرض (أم الكليم عارفة إن الكليم حيعود   مايهزموش فرعون والله ف سماه موجود  )فدفعته مكاسب بعيدا عن طريقها وهرولت نحو منزلها وفى نفسها خافت أن يكون شعراوى قد تتبعها وسمع شيئا مما كانت تدبره مع لبيب الساحر وأخذ شعراوى يصيح فى طرقات القرية بنداءاته التى كانت تحمل النذارة أحيانا والبشارة فى أحايين أخرى ودخلت مكاسب بيتها ووجدت إبنتها عقيلة جالسة أمام المرآة تتزين فضحكت وقالت لها سآتيك بفارس الفرسان زاحف عريسا لكى يا ست البنات أعدكى بذلك قريبا إما أن يحدث ذلك أو لن تناله أخرى أبدا سيكون لكى وحدك ولو رغم أنفه وإحتضنتها كالأفعى وهى تضحك الضحكات الجهنمية حتى أخرس ضحكاتها صوت شعراوى يعيد كلماته وكان قريبا من بيتها قائلا  مايهزموش فرعون والله ف سماه موجود .!!!!

كانت المدينة العظمى فسطاطا لعلماء الدنيا بأسرها وفى كل العلوم فقد كانت بمثابة الكعبة التى يطوف بها أصحاب العلوم والفنون والإبتكارات والآداب والشعراء وكل من أراد لعلمه أو فنه صيتا وذيوعا فى الدنيا كلها لابد من أن يتخذ من المدينة العظمى (الفسطاط )منطلقا له وكان أمين يتجول مع زملائه من الدراعمة كل يوم بعد الإنتهاء من دراستهم وإنهاء مهامهم اليومية ويتقلبون من رواق إلى آخر ومن أصحاب علم إلى آخر من أصحاب الفنون ويتجولون فى شوارع المدينة العظمى أحيانا بالنهار وكثيرا فى ليلها الخلاب الذى كان يأسر أفئدة زائريها ويعيدهم مرة بعد مرة كالعاشق الولهان حتى ولو كانوا لا يعلمون سر إنجذابهم لتلك المدينة التى لا يقاوم جمالها فى كل الأحايين ومن مكتبة إلى متحف ومن قلعة إلى قصر ومن جولة على صفحة نيلها إلى جلسة ثقافية مع أدبائها وعلمائها وأصحاب الشأو الأعلى من فنونها الراقية كانت الأوقات تمر كأنهم بجنة على الأرض مستمتعين بكل لحظاتها مقبلين على أهدافهم هدفا تلو الآخر كل منهم بحسب ماتحب نفسه ويهواه فؤاده .





وبعد مضى شهرين كاملين على وجود أمين بالفسطاط قرر أن يعود إلى طهيو لمدة أسبوع لينعم بأبويه فى إجازة يستعيد حنانيهما المفقود أثناء تواجده بالمدينة العظمى فقام بالفعل بتجهيز حقائبه ثم ذهب مع صديق له أحبه كثيرا إسمه كمال وكان كمال زميل الدراسة ورفيق الطريق وشريكه فى السكن فذهبا سويا لحجز تذكرة العودة لطهيو قرية أمين وتم الحجز على أن يكون إنطلاقه فى السادسة صباحا ليكون فى التاسعة تماما بمحطة القرية وعند خروجه من محطة القطار وجد إمام جامع القرية الكبير الشيخ عمران الدالى ففرح به الشيخ عمران وإعتنقه قائلا حمدا لله على سلامتك يا أمين طهيو نورت بعودتك إليها لقد كنا نفتقدك كثيرا فى المسجد وفى مجالسنا ودعى له بالخير وأوقف له الحنطور ليوصله إلى منزل الحاج يوسف دياب وودعه طالبا منه أن يسلم على والده وأن يلتقيا قبل العودة إلى الفسطاط مرة أخرى فوعده بذلك وعند وصوله لبيت والده وقبل دخول البيت حاملا لحقائبه كان عم شعراوى وكأنه منتظره ووكأنه عالما بموعد وصوله ؟!! فسلم أمين عليه مبتسما لكن شعراوى كان يطيل النظر لوجه أمين ثم إنطلق وهو يقول أدخل فى حصن الكتاب  ماتخافش من فرعون  ياحلية الأغراب ودرة المكنون ..!!! وإختفى .. يتبع بإذن الله ..


الجمعة، 15 يناير 2021

الفاعى وأبناء الأفاعى

فى قرية من قرى المدينة العظمى كان يعيش فتى حالم مفعم بالإيجابية دخلت محبته قلوب كل من حوله لأنه كان بابا من أبواب الخيرللجميع مغلاقا للشر درعا لهم فى مواجهته حتى ذاع صيته وإنتقلت سمعته وشهرته للقرى المجاورة بأخلاقه وتفوقه وذكائه الشديد حتى أصبح حلم كل بيت من بيوت القرية والقرى المجاورة أن يكون أبنائهم مثل الفتى أمين دياب لكن لأن للمصائرالعظيمة سير أعظم فقد تأتى فى بعض الأحايين الرياح بما لا تشتهى السفن فالقلوب النقية النيرة يكرهها أبناءالظلام وحيث كان يعيش أمين وعلى أطراف قريته كان يقطن ساحرا عربيدا فى بيت مهجوريقتات على أموال جهلاءالقرية ومن حولها إسمه لبيب الأعرج وكان لبيب هذا يكره أمين دونما خلاف بينهما وكانت مجرد رؤيته لأمين تعكر مزاجه وتقلب يومه رأسا على عقب .

وذات ليلة وقبيل آذان الفجريوم الجمعة إستيقظ أمين على صراخ عم شعراوى (درويش القرية كما يقولون عنه ) وهو يقول  أرادوا الضربالأخ فوجدوا الأخ معتصم برب الضر والأخ رب النون والقلم !!!!ويكررها مرات ومرات فخرج له أمين وسأله مابك يا عم شعراوى تعالى نصلى ونفطرسويا وهو يكرر الكلمات  أرادوا الضر بالأخ فوجدوا الأخ معتصم برب الضر والأخ رب النون والقلم ! ثم سكت وقال لأمين إذهب أنت وصلى أنا سأصلى فى المدينة العظمى ؟!! فتعجب أمين وقال له بينك وبينها ثلاث ساعات على الأقل لن تدرك فجرالجمعة حاضر ؟!! فصرخ شعراوى  تواب وأنا له أواب  تواب وأنا له أواب ثم إنصرف قائلا إلحق بصلاتك يا أمين وأسجد سجداتك يا أمين وأكتم آهاتك يا أمين ؟!!! فتعجب أمين ذاالقلب النقى من كلمات عم شعراوى ودخل بيته ليتوضأ ويصلى الفجر .

كان الحاج يوسف دياب يحلم بأن يرى إبنه أمين عالما كبيرا أوقاضيا مرموقا وبعد أن تفوق أمين فى المرحلة الثانوية أراد والده أن يلحقه بالجامعة فى المدينة العظمى ورغم مخاوف والدته آمنة عليه من السفر إلا أنها إرتضت بنهاية الأمرولأول مرة أن يفارقها إبنها الوحيد لتحقيق مراد وحلم والده وأيضا لتراه كما يشتهى قلبها ويتمنى وفى صباح سفره مع والده للمدينة العظمى ليتقدم بأوراقه للجامعة إلتقاهما عم شعراوى فى الطريق فإبتسم أمين وسلم عليه سائلا إياه أتريد شيئا من مدينتنا العظمى يا عم شعراوى فصرخ كعادته قائلا  إمسك لسان العرب وإوعى اللسان يا أمين  ده أمرليك مش طلب وحتفهمه بعدين ؟!!!! وتعجب أمين من كلمات عم شعراوى ومن دموعه التى كانت تنساب مع الكلمات وإنصرف عنهما وسأل أمين والده ماذا يقصد بكلماته فإصطحبه الحاج يوسف كى لايفوتهما القطار قائلا له لا تنشغل بكلمات الدرويش لكن شيء ما وقر فى نفس أمين أنها ليست مجرد كلمات أو تمتمات وقر فى نفسه أن هناك رسالة لكنه لم يستطع فك شفراتها وسار مع والده صامتا مبحرا مع كلمات عم شعراوى .

كان أمين لا يلوى على دراسة بعينها وكان كل همه رضا والديه وكان الحاج يوسف دياب يحلم بأن يكون إبنه عالما أوقاضيا ولكن طيلة الطريق لم تفارق كلمات العم شعراوى الدرويش ذهن أمين وعندما وصلا إلى مجمع كليات المدينة العظمى قال الحاج يوسف لإبنه أمين لقد ربيتك على أن تختاربحرية وألا أفرض عليك شيئا وأنت فى تلك اللحظة تحدد مستقبلا وطريقا لكيانك ولكسب عيشك فى الحياة وأيضا لدورستؤديه لأهلك ووطنك فأحسن الإختيار وفى تلك اللحظات كان عقل أمين يشبه محطة القطارالتى أتوا منها للتو أفكارمتزاحمة ذهابا وإيابا ولكن مع هذا التزاحم تمركلمات العم شعراوى كالطيف اللامع فأحس أمين بالحيرة والإرهاق فقال لوالده يا والدى أنا ألآن مرهق جدا وأشعربالتعب وذهنى مشتت هل لنا فى أن نبيت ليلة فى فندق من الفنادق ثم نعود فى الصباح لتقديم الأوراق بالجامعة فأجابه والده لك ذلك هيا بنا فإختاروا نزل قريب من المجمع ودخلا وحجزا غرفة ليرتاحوا ويتهيأوا لليوم التالى وبات أمين ليلته مع تزاحم أفكاره ولكن وكأن ذهنه قدعلق بكلمات الدرويش وعلقت به فلا فكاك منها وخلد للنوم العميق .

نام أمين وفى نومه رأى رؤيا وكأنه بين خلق كثير فى صعيد يجمعهم وهو يشرح لهم بعض الدروس عن العلوم والحضارة ولكن وكأن من حوله لايفهمون كلامه ولا يصلهم مراده وكأنه يتحدث بلسان مختلف عن لسانهم وفجأة خرج له من بين الناس الدرويش شعراوى وكان بينه وبين أمين مسافة وخلق كثير فناداه بصوت عال قائلا  يا أمين فى علوم الناس ماتعرفش عنها حاجة ؟!!!ثم إختفى فجأة ثم فجأة وجده بجانبه واضعا يده على كتف أمين ثم ضمه قائلا يا أمين أمسك لسان العرب !!!وإختفى ! وإستيقظ أمين وقد عقد العزم على دراسة اللغة العربية وسبرأغوارها وفهم أصولها وأثناء فطوره مع والده قص الرؤيا عليه وأخبره بعزمه على دراسة اللغة العربية بشكل تخصصى وبرغم أنه مسار مخالف لما كان يريده له والده إلا أنه إرتضى بمراد وعزم ولده ليرسخ فيه الإختيار والمسئولية التى سيتحملها بإختياره  وعلى أبواب المجمع العلمى لكليات المدينة العظمى إلتقيا بشخص مهيب الطلعة أشيب الفودين بهى الوجه وقور فسألاه من أراد دراسة اللغة العربية بإستفاضة لأى الكليات يتقدم  فإبتسم الرجل المهيب بإشراق قائلا لأمين يابنى إذا أردت بأن تمسك لسان العرب فعليك بأن تكون درعمى ؟!! فتعجب أمين من كلمته التى طابقت كلمة عم شعراوى وسأله  وما معنى ذلك ؟!!



فقال يا بنى قدم أوراقك بكلية دارالعلوم .يتبع.



الثلاثاء، 12 يناير 2021

المشروع الإسلامى تأصيلا ومنهاجا وتطبيقا 6

 بادرنى محاورى الحبيب بخاطرة جالت برأسه بعدما إستفضت معه فى شرح أسس ومقومات مشروع دين الله الإسلام قال لكنى أخى يجول برأسي أنه مادام هذا المشروع الإسلامى على مستوى التأصيل والمنهاج والتطبيق بهذه العظمة ومادامت المشاريع المعادية لا تمتلك مثل تلك الأسس والمقومات من توحيدلله عزوجل ومن علوم الوحى الإلهى فلما نسبة إنتشارها فى العالم أكبر من إنتشارالمشروع الإسلامى برغم إمتلاك العالم الإسلامى لمقومات مادية وبشرية تكفل لهذا المشروع السيادة والريادة بل والسيطرة بشكل مطلق ؟؟!!! فلونظرنا على مخزون الكنوزوالثروات المادية لوجدناه متركزا وبشكل كبير فى العالم الإسلامى وعلى مستوى الكنوزالبشرية أيضا سنجد أن العالم الإسلامى أمد البشرية والعالم ومازال بعقول وأفذاذ  عز نظيرها فى العالم  فلماذا لا يتبوأ هذا المشروع الأعظم مكانته اللائقة بهذا العالم الذى هو أحوج ما يكون له ألآن فى هذا الزمان .

قلت له وقدأسعدنى إتفاقه معى لأمرين أولهما يتعلق بالحرب الشعواء والحملة المشنونة على العالم الإسلامى فى كل بقاع العالم كما بينت لك سابقا ثانيا وهو الأهم من وجهة نظرى وهو يتعلق بالعالم الإسلامى والمسلمين أنفسهم ألا وهو بعدهم عن المنهج الحق والتطبيق الحق لهذا المنهاج فالنتيجة الموثقة واقعيا وتاريخيا أنه قد تم إفراز أجيال تم تغريبها ثقافيا وتمت عملية إستغراقها على مستوى الوعى والهوية نتيجة لقرون طويلة من الحروب الثقافية و ((ملاحم الوعى )) هذا الجيل الذى يتكلم بألسنتنا وهو من بنى جلدتنا لكنه على مستوى الوعى والهوية والثقافة أصبح ينتمى للمشاريع المعادية للإسلام تحت إدارة وسيطرة النظام العولمى وأيا ما كان المشروع الذى إستغرقه وإستحوذعليه كإستحواذ الشيطان على أتباعه والعياذبالله فأصبح أمثال هؤلاء أعداء لدينهم وثقافتهم وهويتهم يحاربون بالوكالة عن العدوالأصلى بل ويدافعون عن تلك المشاريع المعادية بإستماتة ورضوا بالجلوس تحت مائدة الدجال يلقى لهم بلعاعات الدنيا وفتاتها القذرالملوث يقتاتون منه ويملأون بطونهم فإذا قلت لهم كيف تتبعوه وأنتم تعلمون أنه الكافرالأعورالدجال وأن تلك بضاعته أكفرتم بعد إيمانكم قالوا كلا وإنما نحن نتبعه لنأكل من طعامه ونشرب من شرابه (( قدضلوا إذا وما كانوا من المهتدين )) .

لكن أيضا ليست الفئة سالفة الذكر هى وحدها التى تتحمل وزر عدم سيادة المشروع الإسلامى العظيم وتبوئه لمكانته التى تنبغى له وإنما أيضا يتحملها أصحاب المشروع ذاته وحملة لوائه وذلك لتخليهم عن التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبود الحق فعلى سبيل المثال كم صار لنا أنا وأنت أصدقاء ؟؟فأجابنى أكثر من ربع قرن . فقلت له منذ متى وأنت تعلم أنى أكتب وأصنف فى مواضيع مختلفة من العلوم والأدب وغيره ؟ فأجابنى تقريبا من نفس المدة ؟؟ قلت له وأنت ما مجال عملك ؟ فأجابنى كما تعلم لقد أسست شركتى فى مجال التطويرالمعمارى والإستثمارالعقارى من ذات الفترة تقريبا . قلت له فبغض النظر عن صداقتنا تخيل إن جعلت من مالك جزء داعما لقلمى لخمس أو عشرسنوات كيف ترى نتيجة ذلك ؟؟ فلمعت عيناه قائلا عظيمة بكل تأكيد قلت له فأنت لم تبادر وأنا لم أطلبها فبقى مالك فى حيزه وبقى نتاج قلمى فى حيزه وخسرنا ربما ربع قرن كان من الممكن أن نحصل أنا وأنت على ذات الأجروالثمرة دنيويا وأخرويا . كذلك يا أخى مشروع الإسلام العظيم هو مشروع الإنقاذ الأعظم لهذا العالم لكنه عزيز يجب أن تبادر بدعمه وتت


بنى فكرته وجوهره ومراده وتتفاعل بإيجابية لنشره بكل السبل فربما تكون أمة وحدك وينتصربك ذلك المشروع .

ففى الوقت الذى تجد مشاريع النظام العولمى دعما هائلا ومهولا من النظام العولمى بدوله وأنظمته الحاكمة لا تجد لذلك المشروع الإسلامى داعما حقيقيا اللهم إلا من جهود للشعوب فرادى أو جماعات وهى جهود متفرقة مشرذمة فى بقاع الأرض والنظام العولمى يحاربها أيضا وحتى إن كان هناك بعض الدول التى تبنت ولو أجزاءا من هذا المشروع وتدعمه بما لديها من إمكانيات فإنها أيضا لم تسلم من حروب وحملات النظام العولمى لتشويه تجربتها وتسفيه إنجازاتها للحط من قيمة نجاحها بالنموذج الإسلامى لذلك المشروع وتركيا على سبيل المثال ألىن هى أوضح نموذج ومثال على ما أقوله لك ولك أن تتخيل لو أن أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم والذين هم ألآن زهاء المليارى مسلم فيهم ألف مسلم فقط كالدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله ذلك العالم والداعية والتاجرمع الله والذى غير بمنهاج ذلك المشروع وجه أفريقيا وحول الله أرواح وقلوب الآلاف إلى هذا الدين العظيم وخرج بسبب جهده العلماء فى مجالات مختلفة من قلب القارة السمراء بفضل جهده العظيم والمشكور من الله عزوجل فلقد ترك هذا الرجل وأسرته الكريمة حياة الرغد والترف وبذل من عمره وجهده وماله هو وأسرته حتى تغيرت تماما معالم الكثير من قلب القارة السمراء ولم يقتصرجهده على الدعوة إلى الله فحسب وكفى بذلك شرفاعظيما وإنما إمتدت يده الكريمة إلى كل مناحى حياتهم من حفرلآبارالمياة وبناءللمدارس التعليمية والمستشفيات العلاجية فأحيا الله به أمم من موات والحمدلله رب العالمين .

أنا ذكرت لك ذلك النموذج الإيجابى التفاعلى لتعلم وترى أن جهد فرد واحد قد يفوق جهد أمة فيكون فردا بأمة فلا يستقل فردا جهده وعمله فيوما ما كان جهد الصحابى الجليل نعيم بن مسعود أحد أهم أسباب النصر فى غزوة الأحزاب وكان فردا واحدا ولكنه أطاع الله ورسوله حينما قال له رسول الله لما أتاه مسلما طالبا منه أن يدله ماذا يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نعيم إنما أنت فرد فخذل عنا ما إستطعت . فإستعمل حيلته مع أعداء الله وكان من أسباب النصر فما بالكم إذا توحدت الجهود والإمكانيات المادية والبشرية على هدف عظيم كنصرة دين الله . نحن أمة موعودة بالنصرمن الله عزوجل وإن الله عزوجل منجز لرسوله ماوعد ولكن يا أخى الحبيب سنن الله ماضية بالإستعمال والإستبدال ونسأل الله أن يستعملنا ولايستبدلنا فتلك هى القضية فمن إستغنى فالله عزوجل أعلى وأغنى فعلينا أن نبادرونتقدم ونكون إيجابيين عسى الله يستعملنا ويقبضنا على مايحب ويرضى فنسعد فى الدنيا بأننا على صراطه المستقيم وفى الآخرة بالمصيرالحق فى جنات النعيم برضوان الله عزوجل وصحبة حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياءوالمرسلين . اللهم آمين آمين آمين 

المشروع الإسلامى تأصيلا ومنهاجا وتطبيقا 5




 أخى الحبيب إنك يجب بعد هذا الثريد من حديثنا سويا أن تتيقن من أن مشروع ديننا العظيم الإسلام منصور وإدراكك لهذا النصر نصر فوق النصر لأن الذى لا يدرك إنتصاراته يعيش كالمهزوم ويبدو عدوه المهزوم فى زى المنتصر !!! إن هذا المشروع التوحيدى الإنقاذى لكلا الثقلين على حد سواء منتصربالله عزوجل وإنتصاراته تملأ التاريخ نورا وضياء لقد تم سحق المشروع الإلحادى الشيوعى أمام المشروع الإسلامى وفى أوج قوة وصولجان الإتحادالسوفيتى المنحل وتم إذاقة وريثته روسيا الحالية الهزائم المتتالية على يد أبطال الإسلام فى الشيشان وبلادالقوقاز ثم تغيرت موازين ومعادلات الصراع الدولية وإستأسدت الولايات المتحدة الأمريكية وأظهرت قوتها وظهرت كقطب قوة أوحد فى العالم وأرادت أن يطوف العالم حولها ويأتمربأمرها كحاكم وحيد للعالم وهى كإقتصادرأسمالى وكنظام سياسي يتحكم فيه بشكل كبيرأصحاب المشروع الصهيونى ومؤسسي الأخوية الماسونية فى العالم .

وبعد (جرائم الحادى عشرمن سبتمبرالإرهابية )(بغيرالخوض فى مسألة فاعلهاالحقيقي والمجرم المدبرلها ألآن )على برجى التجارة العالمى إتخذها سائقوا مؤسسات الحكم فى أميركا ذريعة للعدوان على أفغانستان والعراق والسيطرة بقواها العسكرية على الشرق الأوسط وبسط نفوذها هناك ولكن الولايات المتحدة الأمريكية منيت بهزائم مهولة فى أفغانستان وفى العراق على يد أبناءالمشروع الإسلامى ولكى تخرج بحفظ ماء وجهها أمام العالم سلمت العراق لأصحاب المشروع الفارسي النيرانى وجلست مؤخرا مع طالبان أفغانستان رأسا برأس وندا لند لتتفق على خروج بقية قواتها سليمة بلا خسائر وعلى مصالحها التى تريد الإبقاء عليها هذا بعد أن إرتكبت فى تلك البلدان أفظع وأبشع الجرائم وبدت أمام العالم عارية بمشروعها من أية قيم وأية مبادىء تزعم أنها تتبناها بل وعاد أبناءها أنفسهم يقصون ويلاتها ويقصون جرائمها موثقين لهزيمتها المادية والمعنوية لهزيمتها فى ملاحم الوعى والأرض معا .

وها أنت ترى أخى الحبيب فرنسا الراعى لمشروع العالمانية مدحورة بمقاطعة الشعوب الإسلامية لمنتجاتها بعد جرائمها المتتالية والتى تصرعليها فى حق الإسلام ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والمسلمين وهى تريد التزييف والكذب على الشعوب ظنا منها أنها تتعامل مع شعوبا من السذج لوقوع تلك الشعوب تحت نير وقمع وكلائهم وأذنابهم فى بلداننا العربية والإسلامية ولكن تلك الشعوب هبت هبة رجل واحد ولقنتها وتلقنها درسا عظيما بالمقاطعة الإقتصادية الموجعة بشدة بما يؤكد ويبرهن أنك أنت المنتصر فى ملحمة الوعى وأنهم لولا تحالف النظام العولمى مع وكلائه وأذنابه الموكلين على بلداننا وشعوبنا لما إستطاعوا أن ينالوا خطام بعير وهذا يؤكد أن تلك المشاريع سواء شيوعية أو صهيونية أوعالمانية أوفارسيةنيرانية خاوية من الجوهروالمضمون والروح ولا تمتلك أى أيديولوجية إنقاذية للبلاد أو العباد وإنما هى مشاريع إنتهازية تعتمدالمصلحة الدنيوية أساسا لحركتها وتعاملاتها وحتى فى أهدافها الإستراتيجية وكما أخبرتك أنها مؤخرا وضعت نصب أعينها هدفا وحيدا وعداء وحيدا لمشروع واحد ألا وهوالمشروع التوحيدى الإسلامى الذى يعتمد منهاج النبوة صراطا مستقيما وهذا المشروع منتصرومنصور على مستوى الوعى والأرض وإلا لما تحالف النظام السورى المجرم مع روسيا بمشروعها الشيوعى الإلحادى ومع إيران بمشروعها الفارسي النيرانى على أبناء الشعب السورى قتلا وتشريدا وخرابا وتدميرا لا لشيء سوى أنهم رأوا أن هناك قوة تتعاظم قوة حرة وشعب حر أساسه الإسلام ومنهاج النبوة وأنا هنا لا أعنى الكيانات المصطنعة والجماعات المتشرذمة أنا أعنى الشعب ذاته الشعب المسلم الموحد . ولحديثنا بإذن الله بقية إن قدرالله لنا الحياة وشاء الله وأراد .



الاثنين، 11 يناير 2021

المشروع الإسلامى تأصيلا ومنهاجا وتطبيقا 4

إستوقفنى الأخ الحبيب بعد أن عددت له من صفحات التاريخ ما يعضد وجهة نظرى ويؤكد كلامى قائلا لكن حتى وإن كان كلامك صحيحا مائة بالمائة تبقى المشكلة بدون حل لديك مشروعا أنت لا تستطيع إقامته على الأرض وفى الوقت ذاته إذا سلمت بوجهة نظرك فالنظام العولمى يتقدم خطوات وخطوات ويكسب كل يوم أرض جديدة كما قلت بمشاريعه المختلفة التى تقول أنها خرجت جميعا من عبائته وأنها تحت سيطرته ؟؟ ما السبيل إلى إقامة المشروع الإسلامى الحقيقي كما شرحت ؟؟ لقد تمدد المشروع الشيعى الفارسي بالعراق واليمن وسوريا ولبنان . والمشروع الصهيوعولمى تجذربفلسطين والجولان بسورياوالأردن وأجزاءمن مصر ولبنان ويحلم بالإستكمال من النيل إلى الفرات ؟!!! وها أنت ترى أفواج المطبعين مع الكيان المحتل ؟!! فأين الحل الفعلى والحقيقي على الأرض ؟!

فقلت له أخى الحبيب أنا عددت لك جرائم النظام العولمى بمشاريعه المختلفة لا لأبث فى نفسك اليأس والإنكسار وإنما لتتضح حقيقة تلك المشاريع الشيطانية التى لا تقود الإنسان إلا إلى الشر فى الدنياوالآخرة ولكن يجب أن تدرك جيدا وبكل يقين أنك قوى وأنك منتصر وأنك يقينا بالنهاية صاحب النصرالمبين إنهم يحاولون بث الخوف والرعب فى نفسك كى يهزموك نفسيا ليتمكنوا من هزيمتك على الأرض وعدم إدراكك لقوتك ولقدراتك وإمكاناتك يساعدهم كثيرا فيجب أن تدرك وضعك وتقيم موقفك من العدو يجب أن تعرف إمكاناتك وقدراتك مع معرفتك بقدرات وإمكانات العدو ذلك لتستطيع إدارة معاركك معه حتى تحقيق النصرالمبين وما النصرإلا من عند الله .

كما أنك يجب أن تعى جيدا مهمتك ورسالتك مع معرفتك بأهداف تلك المشاريع فالنظام العولمى يختار من نماذج مشاريعه بحسب البلد المستهدف فما يصلح فيه النموذج الشيوعى الإلحادى لا يصلح فيه مثلا الشيعى الفارسي وما يصلح فيه الصهيوعولمى الرأسمالى لا يصلح فيه الشيوعى فى رداء الإشتراكى وقد تنجح العلمنة فى بلد وتفشل فى آخر فلقد فرضوا على سبيل المثال المشروع العالمانى فى تركيا فرضا بقوة السلاح لعقود ثم نزعه الشعب التركى كنموذج فاشل لم يجنى من ورائه الشعب التركى إلا الخيبات تلوالأخرى حيث لم يقدم لهم أى تقدم على المستوى العلمى أوالإقتصادى أوالحضارى بصفة عامة والنموذج الشيعى الفارسي الذى أختير لإيران وتم إعداده فى الغرب وتطبيقه عن طريق الثورة ثم بعدإنجاحها تم إقتلاع كل ماهو سنى فى الداخل الإيرانى وتم تسفيه وتشويه كل مايمت للعرب بصلة وأقيمت الإعدامات فى الشوارع على الرافعات إرهابا لكل من تدور فى رأسه فكرة المعارضة ولا زالت الأحواز العربية تحت نير نيرانهم إلى ألآن لكنى أعلم رغم ذلك أن هناك وفى قلب فارس (إيران ) من أخبرعنهم من لاينطق عن الهوى قائلا (( لوكان الإيمان معلقا بالثريا لتناوله رجال من فارس )) وسيكون ما أخبربه الصادق المصدوق عن ربه سيتناولون الإيمان الذى أنزل لا الذى أعد فى أروقة الغرب وفى محاضن النظام العولمى الشيطانى وسيعبدون المعبودالحق بتطبيق المنهج الحق المنزل من المعبودالحق كتابا وسنة فالقوم الذين أتى منهم الباحث عن الحقيقة سيدنا سلمان الفارسي لن يطول غيابهم عن الحق والحقيقة وسيعودون إليه وأيم الله سيعودون للحق الذى أنزل وينصرونه ويغيظ الله بهم حزب الشيطان .

وقد يقول قائل أن بعض تلك المشاريع ناجح فى بلدان العالم فالعالمانية مثلا ناجحة فى فرنسا والشيوعية ناجحة فى روسيا والصين وغيرها والصهيوعولمية كالأخطبوط تمدأذرعها فى دول كثيرة بالعالم لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وكل تلك الدول تتنافس فى مجالات عديدة كالتكنولوجيا والعلوم المختلفة وعلى المستوى الإقتصادى ولديهم قوى عسكرية هائلة وأجيب على ذلك بأكثرمن نقطة أولا يجب أن أعيدك من حيث بدأنا أننا نريد إسعاد الإنسان فى الدنيا والآخرة بما يعنى النجاح فى الدنيا والفلاح فى الآخرة وذلك فارق هام وكبير فيما بين المسلمين وغيرهم لأن المسلم المؤمن بالله واليوم الآخر موقن أن الدنيا معبر وأن الآخرة مستقر ونعم هو يريد أن يسعد فى الدنيا لكن ليس على حساب آخرته فيسعد فى الفانية الزائلة ويشقى فى الآخرة الخالدة الأبدية وأنا لا أعفى المسلمين من المسئولية عن تقاعسهم عن آداء مهمتهم ودورهم لكن أوضح حقائق موثقة واقعيا وتاريخيا فالمسلمون تقاعسوا عن آداء أعظم رسالة وأعظم دور ومهمة على وجه الأرض أقول نعم لكنهم أيضا ليسوا جميعا على ذلك الحال فهناك ثلة مقاومة حملت الراية واللواء ما كلت وماملت يد تستلم من يد ولا زال اللواء مرفوعا وسيظل مرفوعا بأمرالله .

ثانيا هل أسعدت تلك المشاريع المختلفة الإنسان فى الدنيا سعادة حقيقية فضلا عن تضييعها للآخرة ؟؟ الإجابة هى لا بكل يقين ونستطيع أن نتجول فى تلك البلدان وربما بدون تجول إذا تتبعت أحوالها وأخبارها ستدرك أن تلك الدول أشقت الإنسان أيما شقاء وبألسنة شعوب تلك البلدان وحالات الأمراض النفسية والإكتئاب والإنتحار المحصاة تؤكد لك ذلك ناهيك مثلا عن وضع المرأة التى يتشدقون بمناصرتهم (لحقوقها ) فأحوالها فى تلك البلدان وبين تلك الشعوب مزرية ومهينة وتعامل كسلعة وكمتعة وتهان وتنتهك وتستباح بشكل غيرآدمى وبأشكال يشيب لها الولدان ثم يريد هؤلاء بأنظمتهم ومشاريعهم أن يحاسبون ويحاكمون الدين الوحيد الذى كفل للمرأة حريتها وذمتها المالية المستقلة وجعل لرأيها ولعقلها مكانا مرموقا وجعلها تعامل كملكة أو أميرة فى كيان الأسرة المسلمة لكنه الإغراض والمرض والأهواء لنظام عولمى يريدها عوجا ويريد أمن تشيع الفاحشة فى المؤمنين و للحديث بقية بأمرالله حتى نلتقى أترككم فى حفظ الله





الأحد، 10 يناير 2021

المشروع الإسلامى تأصيلا ومنهاجا وتطبيقا 3



 لخصت لك قلب وجوهرالمشروع الإسلامى أخى الحبيب فى ميسم أوناموس أو قانون أو ميزان سمه ماشئت ألا وهو (التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبودالحق إبتغاء وجه الله ومرضاته بالمصيرالحق ) وبهذا القانون أوالميزان تستطيع أن تحصل سعادة الدنياوالآخرة كماتستطيع أن تكشف زيف المشاريع الأخرى التى يحاول النظام العولمى بقيادة الشيطان أن يروج لها ويسوقها فى العالم بصفة عامة وفى الأمة الإسلامية بصفة خاصة وكما ذكرت لك سابقا سترى القاسم المشترك الأكبر بين تلك المشاريع على إختلافها أو تباينها هو عداء دين الله الإسلام وكره أتباعه وإيذائهم وحربهم والتنكيل بهم ولا يغرنكم ظاهرالعداء المصطنع بين بعضهم البعض فهم قد يتظاهرون بالعداء فوق المائدة وتحت المائدة هم حلفاء مجتمعون هدفهم الأوحد الإسلام ومشروعه التوحيدى الإنقاذى للعالمين .

ودعنى أذكرك بأن الدول التى خاضت الحربين العالميتين الأولى والثانية إتحدوا وتحالفوا على آخر دولة كانت توحدوتجمع المسلمين تحت مسمى الخلافة (وحقيقتها آخرحقبة الملك العضوض كما سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وإن كان مسماها التاريخى الخلافة العثمانية ولكن هذا التحالف العولمى الأولى إجتمع على تفتيت وتقسيم ما أسموه (دولة الرجل المريض ) الخلافة العثمانية وقسموا العالم الإسلامي إلى دول تبسط كل دولة من دول هذا التحالف العولمى نفوذها عليها تنهب خيراتها وتستنزف مواردها وتبدل هويتها ودينها إن إستطاعت فإنجلترا فى مصروالسودان وفى الشام وفرنسا فى الشمال المغربى فى تونس والجزائروالمغرب وإيطاليا فى ليبيا وهكذا وقد خدع هذا التحالف العولمى ( العرب ) حين إستخدمهم ضد حكم الدولة العثمانية زاعما أنه سيمنحهم حق حكم أنفسهم بأنفسهم فإذا به يجثم على صدورالبلاد والعباد ويذيقهم ويلات الويلات والتاريخ يقيء دماءودماء ومهج وأرواح من أبناء الأمة الإسلامية على يد هذا التحالف العولمى وبرغم أن أبناء تلك البلدان التى قسمت فيما بين دول هذا التحالف سطروا وسجلوا ووثقوا صفحات مشرفة ومضيئة فى كتاب تاريخهم المجيد حتى تحرروا وأخرجوهم من البلاد إلا أن تلك الدول المتحالفة تتعامل على أنها وريثة (الرجل المريض ) وأن بلداننا هى إرثهم وإرث شعوبهم أرضا ومواردوشعوب .

فأخذت تتعامل بوصاية هنا وبإنتداب هناك تختار من يحكم هنا ومن يسقط هناك وهى لا تفعل ذلك خفية بل جهارا نهارا بأذرعها الأخطبوطية التى تمكنت من غرسها وزرعها فى أراضينا ومن بيننا ممن هم يتكلمون بألسنتنا ومن بنى جلدتنا ويظهرون بمظهرنا ولكنهم ينتمون لهذا التحالف العولمى القديم بإستراتيجيته ولكن بأجياله المستحدثة فترى مثلا فرنسا تتعامل فى لبنان على أنها الحاكم الفعلى هناك وترى التدخل الأمريكى فى كل بقعة من بقاع العالم الإسلامى سافرا حتى قالها علانية لسانهم الأخرق دونالد ترامب أنه لولا حمايته لعروشهم فلن يظلوا على كراسيهم بضع ساعات ؟!!! وتجد هذا التحالف العولمى لا يترك أرضا تصلح أن تكون مهدا لحكم المشروع الإسلامى الحقيقى(لا الكيانات المصطنعة مخابراتيا ) إلا ودخلوها تخريبا وتدميرا والنموذج السورى مؤخرا فى العقد الأخير فضح تحالف كل تلك المشاريع فى آن واحد حيث ظهر التحالف العولمى الصهيوأمريكى من جهة والشيعى الشيوعى من جهة أخرى على تدمير سوريا وقلبها رأسا على عقب وإبقاء رأس النظام النصيري بشارالأسد فى سدة الحكم بعد إرتكابه لكل الجرائم وأبشعها فى التاريخ  ضد الشعب السورى الثائر على حكمه الفاجر فرأينا روسياوإيران (الحلف الشيعى الشيوعى ) يرتكبون المجازر بحق المسلمين السنة فى قلب سوريا بمدنها وأحيائها وعلى شعبها الأعزل ورأينا الأذرع الصهيوأمريكية تفتح الباب هنا وتغض الطرف هناك وتعقد الصفقات ولا يهم قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من الشعب السورى الحر الذين كان ندائهم دوما ( مالنا غيرك يا الله ) المهم أن من يجلس على كرسي الحكم يكون تبعا لنا ومطيعا لأوامرنا ومحققا لمصالحنا نحن (وسينصرهم الله عما قريب بأمرالله ولكنها سنن الله الماضية لتحقيق مراد الله) فنحن نؤمن موقنين أنه لن يحكم أحد فى ملك الله إلا بمراد الله سبحانه (( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخيروأنت على كل شيء قدير )) ولست بحاجة إلى أن أذكرك بما فعله المشروع الصهيوأمريكى بالعراق ثم قام بتسليمه على طبق من ذهب للمشروع النيرانى الفارسي الشيعى ليفتك به ويدمره كما فعلوا بإيران سابقا وبلبنان كما أننى لست بحاجة لأذكرك بقدس أقداسنا وعاصمة الخلافة التى على منهاج النبوة وما فعله ويفعله المشروع الصهيونى بها ويقيننا أن وعد الله حق وسيتوحد أهل المنهج الحق على التطبيق الحق موحدين للمعبودالحق وساعين وقاصدين للمصيرالحق لا يخشون فى الله لومة لائم  ( وما النصرإلا من عندالله ) (ولينصرن الله من ينصره ( وكان حقا علينا نصرالمؤمنين ) (ألا إن نصرالله قريب ).


هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...