بادرنى محاورى الحبيب بخاطرة جالت برأسه بعدما إستفضت معه فى شرح أسس ومقومات مشروع دين الله الإسلام قال لكنى أخى يجول برأسي أنه مادام هذا المشروع الإسلامى على مستوى التأصيل والمنهاج والتطبيق بهذه العظمة ومادامت المشاريع المعادية لا تمتلك مثل تلك الأسس والمقومات من توحيدلله عزوجل ومن علوم الوحى الإلهى فلما نسبة إنتشارها فى العالم أكبر من إنتشارالمشروع الإسلامى برغم إمتلاك العالم الإسلامى لمقومات مادية وبشرية تكفل لهذا المشروع السيادة والريادة بل والسيطرة بشكل مطلق ؟؟!!! فلونظرنا على مخزون الكنوزوالثروات المادية لوجدناه متركزا وبشكل كبير فى العالم الإسلامى وعلى مستوى الكنوزالبشرية أيضا سنجد أن العالم الإسلامى أمد البشرية والعالم ومازال بعقول وأفذاذ عز نظيرها فى العالم فلماذا لا يتبوأ هذا المشروع الأعظم مكانته اللائقة بهذا العالم الذى هو أحوج ما يكون له ألآن فى هذا الزمان .
قلت له وقدأسعدنى إتفاقه معى لأمرين أولهما يتعلق بالحرب الشعواء والحملة المشنونة على العالم الإسلامى فى كل بقاع العالم كما بينت لك سابقا ثانيا وهو الأهم من وجهة نظرى وهو يتعلق بالعالم الإسلامى والمسلمين أنفسهم ألا وهو بعدهم عن المنهج الحق والتطبيق الحق لهذا المنهاج فالنتيجة الموثقة واقعيا وتاريخيا أنه قد تم إفراز أجيال تم تغريبها ثقافيا وتمت عملية إستغراقها على مستوى الوعى والهوية نتيجة لقرون طويلة من الحروب الثقافية و ((ملاحم الوعى )) هذا الجيل الذى يتكلم بألسنتنا وهو من بنى جلدتنا لكنه على مستوى الوعى والهوية والثقافة أصبح ينتمى للمشاريع المعادية للإسلام تحت إدارة وسيطرة النظام العولمى وأيا ما كان المشروع الذى إستغرقه وإستحوذعليه كإستحواذ الشيطان على أتباعه والعياذبالله فأصبح أمثال هؤلاء أعداء لدينهم وثقافتهم وهويتهم يحاربون بالوكالة عن العدوالأصلى بل ويدافعون عن تلك المشاريع المعادية بإستماتة ورضوا بالجلوس تحت مائدة الدجال يلقى لهم بلعاعات الدنيا وفتاتها القذرالملوث يقتاتون منه ويملأون بطونهم فإذا قلت لهم كيف تتبعوه وأنتم تعلمون أنه الكافرالأعورالدجال وأن تلك بضاعته أكفرتم بعد إيمانكم قالوا كلا وإنما نحن نتبعه لنأكل من طعامه ونشرب من شرابه (( قدضلوا إذا وما كانوا من المهتدين )) .
لكن أيضا ليست الفئة سالفة الذكر هى وحدها التى تتحمل وزر عدم سيادة المشروع الإسلامى العظيم وتبوئه لمكانته التى تنبغى له وإنما أيضا يتحملها أصحاب المشروع ذاته وحملة لوائه وذلك لتخليهم عن التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبود الحق فعلى سبيل المثال كم صار لنا أنا وأنت أصدقاء ؟؟فأجابنى أكثر من ربع قرن . فقلت له منذ متى وأنت تعلم أنى أكتب وأصنف فى مواضيع مختلفة من العلوم والأدب وغيره ؟ فأجابنى تقريبا من نفس المدة ؟؟ قلت له وأنت ما مجال عملك ؟ فأجابنى كما تعلم لقد أسست شركتى فى مجال التطويرالمعمارى والإستثمارالعقارى من ذات الفترة تقريبا . قلت له فبغض النظر عن صداقتنا تخيل إن جعلت من مالك جزء داعما لقلمى لخمس أو عشرسنوات كيف ترى نتيجة ذلك ؟؟ فلمعت عيناه قائلا عظيمة بكل تأكيد قلت له فأنت لم تبادر وأنا لم أطلبها فبقى مالك فى حيزه وبقى نتاج قلمى فى حيزه وخسرنا ربما ربع قرن كان من الممكن أن نحصل أنا وأنت على ذات الأجروالثمرة دنيويا وأخرويا . كذلك يا أخى مشروع الإسلام العظيم هو مشروع الإنقاذ الأعظم لهذا العالم لكنه عزيز يجب أن تبادر بدعمه وتت
بنى فكرته وجوهره ومراده وتتفاعل بإيجابية لنشره بكل السبل فربما تكون أمة وحدك وينتصربك ذلك المشروع .
ففى الوقت الذى تجد مشاريع النظام العولمى دعما هائلا ومهولا من النظام العولمى بدوله وأنظمته الحاكمة لا تجد لذلك المشروع الإسلامى داعما حقيقيا اللهم إلا من جهود للشعوب فرادى أو جماعات وهى جهود متفرقة مشرذمة فى بقاع الأرض والنظام العولمى يحاربها أيضا وحتى إن كان هناك بعض الدول التى تبنت ولو أجزاءا من هذا المشروع وتدعمه بما لديها من إمكانيات فإنها أيضا لم تسلم من حروب وحملات النظام العولمى لتشويه تجربتها وتسفيه إنجازاتها للحط من قيمة نجاحها بالنموذج الإسلامى لذلك المشروع وتركيا على سبيل المثال ألىن هى أوضح نموذج ومثال على ما أقوله لك ولك أن تتخيل لو أن أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم والذين هم ألآن زهاء المليارى مسلم فيهم ألف مسلم فقط كالدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله ذلك العالم والداعية والتاجرمع الله والذى غير بمنهاج ذلك المشروع وجه أفريقيا وحول الله أرواح وقلوب الآلاف إلى هذا الدين العظيم وخرج بسبب جهده العلماء فى مجالات مختلفة من قلب القارة السمراء بفضل جهده العظيم والمشكور من الله عزوجل فلقد ترك هذا الرجل وأسرته الكريمة حياة الرغد والترف وبذل من عمره وجهده وماله هو وأسرته حتى تغيرت تماما معالم الكثير من قلب القارة السمراء ولم يقتصرجهده على الدعوة إلى الله فحسب وكفى بذلك شرفاعظيما وإنما إمتدت يده الكريمة إلى كل مناحى حياتهم من حفرلآبارالمياة وبناءللمدارس التعليمية والمستشفيات العلاجية فأحيا الله به أمم من موات والحمدلله رب العالمين .
أنا ذكرت لك ذلك النموذج الإيجابى التفاعلى لتعلم وترى أن جهد فرد واحد قد يفوق جهد أمة فيكون فردا بأمة فلا يستقل فردا جهده وعمله فيوما ما كان جهد الصحابى الجليل نعيم بن مسعود أحد أهم أسباب النصر فى غزوة الأحزاب وكان فردا واحدا ولكنه أطاع الله ورسوله حينما قال له رسول الله لما أتاه مسلما طالبا منه أن يدله ماذا يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نعيم إنما أنت فرد فخذل عنا ما إستطعت . فإستعمل حيلته مع أعداء الله وكان من أسباب النصر فما بالكم إذا توحدت الجهود والإمكانيات المادية والبشرية على هدف عظيم كنصرة دين الله . نحن أمة موعودة بالنصرمن الله عزوجل وإن الله عزوجل منجز لرسوله ماوعد ولكن يا أخى الحبيب سنن الله ماضية بالإستعمال والإستبدال ونسأل الله أن يستعملنا ولايستبدلنا فتلك هى القضية فمن إستغنى فالله عزوجل أعلى وأغنى فعلينا أن نبادرونتقدم ونكون إيجابيين عسى الله يستعملنا ويقبضنا على مايحب ويرضى فنسعد فى الدنيا بأننا على صراطه المستقيم وفى الآخرة بالمصيرالحق فى جنات النعيم برضوان الله عزوجل وصحبة حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياءوالمرسلين . اللهم آمين آمين آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق