الخميس، 17 فبراير 2022

حقيقة الزوال وناموس الإستعمال والإستبدال 2

قارئى الحبيب أريد منك هذا المقال أمرين لا غنى عنهما ليتحقق المراد وتصلك الحقائق التى تريدها صافية واضحة كالشمس فى كبد السماء الصافية الأمر الأول هو التركيزالشديد والإنتباه لما فوق السطور وما ورائها لمحمول الكلمات ومضمونها وكذلك لمكنونها والأمرالثانى هو سعة الصدر والصبر إن أطلت عليك أو أسهبت لأن اللوحة التى نرسمها من سنوات طوال لابد لها من وقت كاف ليتم شرحها وفهمها على الوجه الأمثل لنيل المراد والفوزبالمربح العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون . 

فالكنوزحتما لمن صدق فى مراده أن يفوز ! فأسأل الله عزوجل أن يجعلنا وإياكم من الصادقين وأن يحشرنا مع الصادقين ففى معية الصادقين النجاة والفوزالمبين . ثم أستهل الإجابة عن التساؤلات الكثيرة فيما يخص أمر زوال الكيان الغاصب المحتل الإجرامى على أرضنا المقدسة بفلسطين وعلى أهلنا بالأرض المقدسة بالتأكيد على ما برهنت عليه فى المقال السابق بالدليل النقلى من الكتاب والسنة وهو أن زوال هذا الكيان أمر حتمى ( وهم يعلمون ) !!! فأهل الكتاب ( ليسوا من الأميين )وقد قالوا ( ليس علينا فى الأميين سبيل ) وقد ( درسوا ما فيه ) وعلموا ما فيه ( يقينا ) ولكنهم ( إشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ) ؟!!!!وآخرون سيقولون ما قال ربنا جل وعلا (( ويقول الذين أوتوا العلم من قبله سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا )) !!!! 

فمن أجل ذلك ! نقول بعد حمدالله عزوجل والثناء عليه كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه  . إن الزوال حتمى لاريب فيه وقد سقت من الأدلة النقلية ما يكفى (كمقال ) وإن قدرالله لنا إصداركتاب يحوى الرد العلمى الكافى (نسأل الله من فضله ) فسنزيدكم بشكل تطمئن به القلوب وترضى به الأنفس أما من الناحية العقلية فنقول لمن يستبعد حدوث هذا الزوال رابطا ذلك بالأسباب ؟!  نقول له إنك غافل عن حقائق كثيرة وعن نواميس لله عظيمة لم ولن تتبدل أو تتخلف أبدا( ومرة أخرى أهل الكتاب يعلمونها جيدا )  ( قل إن الأمركله لله ) صدق الله تبارك وتعالى  إن الأمر كله لله  مسبب الأسباب سبحانه لامعقب لحكمه ولا راد لقضائه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون  لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون .

لقد بينت فى مقالات سابقة كثيرة أن أصل الصراع بين فسطاطين لاثالث لهما فسطاط الحق وفسطاط الباطل  فسطاط إيمان لانفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه فسطاط الشيطان وحزبه وفسطاط الرحمن وحزبه (( ألا إن جندالله هم الغالبون ) وحزب الرحمن حتما ويقينا لاريب فيه هم الفائزون بل هم المفلحون  ألا وإن الله قد حكم بين العباد وأخبر وبشر وأعذر وأنذر فقال فى محكم كتابه تأكيدا ( قد أفلح المؤمنون ) فلذلك ((ياأيها الذين آمنوا إتقواالله وكونوا مع الصادقين )) كونوا ( معهم ) إلزموهم فوالله الذى لاإله غيره ولا معبود بحق سواه إن فى معيتهم وتكثيرسوادهم لنجاة وفوز عظيم .

وتلك المقدمة كان لابد منها فى الرد على تساؤلات كثيرة هذه التساؤلات فى الحقيقة الإجابة عليها تستوعب الدين بأكمله والعقيدة بجذورها والحقيقة على وجهها الصحيح ولكن أكثرالناس لايعلمون  وكذلك فإن كثيرا منهم عن آيات الله عزوجل لغافلون سواء آيات الله المسطورة أو آيات الله المخلوقة  آيات الله الكونية وآياته القرآنية  فسبحان الله عما يصفون فلذلك نقول للخائقين والمتربصين والمشككين والمتشككين والذين فى قلوبهم ريب  نقول للقوم أجمعين (( إن وعد الله حق )) وإنه (( لمفعولا )) ولكنكم تستعجلون ؟!! وكما أخبرالصادق المصدوق صلوات ربنا وسلامه عليه (( إن الله لايعجل بعجلة أحدكم )) .

كذلك فإن الأدلة والبراهين العقلية على حقيقة الزوال أكثر من أن أحصيها لكم فى مقالى هذا ويكفى أن أذكركم بيقين ومقولات قادتهم أنفسهم بأن عمرهذا الكيان وتلك الدولة قد إنتهى ببلوغها ( حد الوعد )؟! 76قمرى 74شمسى ؟! وأنهم فقط يضعونها على أجهزة الإنعاش فى غرفة العناية المركزة لكنهم يعلمون تماما وموقنون بشكل كامل لاريب فيه أنها ولدت لتموت ؟! ومهما فعلوا ومهما أنفقوا ومهما تحالفوا فى الشرق والغرب فإن وعد الله حق وإن أمرالله الذى أتى لاريب فيه !! وقد وضعوا شارون ميتا إكلينيكيا على الأجهزة مدة طويلة ؟!! ثم ماذا ؟!  ثم ( الموت )(فقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ))  فما السر إذا ؟! ولما المكابرة إذا والمشاققة والمحاددة لله ولرسوله وللمؤمنين ؟!! وفى الإجابة يتضح الأمر بيقين .

لقد سئلت جولدا مائير من قبل إن المسلمين يقولون أن نبيهم أخبرهم أنه سيأتى زمان ينادى الشجروالحجر ليقتلونكم فهل تصدقين تلك النبوءة وهذا الكلام  فأجابتهم قائلة . نعم أصدق ؟!!! ولكن ليسوا هؤلاء !! إن الموعودون بذلك قوم يستوى عندهم صلاة الفجر وصلاة الجمعة ؟!!!  ماهذا يا جولدا ؟!! ماهذا يا بنت مائير ؟!!  ألم أخبركم (( ودرسوا مافيه )) وبالطبع ليست جولدامائيروحدها  بل فسطاط وحزب الشيطان بأكمله قد عكف على الدراسة للمتون والنصوص المقدسة؟!! لا ليؤمنوا وإنما ليجيدوا ويتميزوا فى حرب فسطاط وحزب الإيمان وقد جعلوها ( قراطيس يبدون منها ويخفون ) بحسب مصالحهم الدنيوية  ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .

كلنا نحفظ قصة سقوط الأندلس وقصة (عميل الإستخبارات الصليبى ) الذى أرسلوه ليستطلع أمر القوم هناك وعلى أعتاب المدينة العظيمة التى أنارت بالعلم لأوربا والعالم وجد فتى يبكى فسأله ماالذى يبكيك قال رميت بسهم  فأصاب عصفور واحد وقد قصدت به عصفورين فرجع الرجل إلى القوم محذرا إياهم  أن إياكم والدخول عليهم ألآن فهذا حال فتيانهم فما بالكم برجالهم ومقاتليهم ؟!! قالوا فما نفعل  فقال أتركوهم عشرون عاما سلطوا فيهن عليهم القينات والمعازف والخمروالنساء ثم ننظر ؟!!! وقد كان . وعاد ذات العميل الإستخباراتى إلى هناك فوجد فتى آخر يبكى فسأله مايبكيك ؟ فقال هجرتنى حبيبتى . فعاد إليهم  وقال ألآن ألآن  فدخلوا عليهم وكان ما كان وسقطت الأندلس .

أسمع أحدهم يقول لى يا أخى أطلت علينا ولم تجيبنا ؟!! وخرجت عن الموضوع ؟!! أقول له لا يا أخى والله ماخرجت أبدا عن الموضوع بل هذا لبه وجوهره وقد طلبت منك التركيزوالإنتباه الشديدين وسعة الصبرللإطالة وقلت أن الإجابة تستوعب الدين بأكمله ؟!! فقد وضحت أنه صراع وملاحم كبرى على المستوى الروحى وعلى مستوى الوعى وعلى الأرض بين فسطاطين لاثالث لهما وكل فسطاط يريد النصرويبذل كل مالديه لحيازة النصربأبعاده الثلاث روحا ووعيا وعلى الأرض  وهذا يفسر لنا كثيرا من الأمورالغريبة والعجيبة التى تحدث من حولنا وقد أكدت مرارا وتكرارا فى مقالات أخرى سابقة أن الشعوب الحرة التى خرجت لله للتغييروالتحرر أثبتت لفسطاط الباطل أن الأمة إنتصرت روحا ووعيا وهاهى تحقق النصر فى البعد الأرضى وتستلب السلطان من رؤوس وحكام كان أغلب ظنهم (( أنهم مخلدون )) فإذا بهم يطاح بهم من فوق عروشهم ويقتلون وينفون ويحاكمون ويهانون وقد كان ذلك من وقت قريب (( أضغاث أحلام )) يستحيل أن تخطر على قلب أى حالم شاطح بخياله وأحلامه ؟!! وما ذلك على الله بعزيز !

أقول بوضوح إن فسطاط الباطل يسعى بكل جهده ( علما منه بناموس الإستعمال والإستبدال ) إلى إستبدال هذا الجيل عن طريق إغراقه فى الشهوات والشبهات وهذا دأبهم القديم  فحلفاء الشيطان يعلمون  (( أن العلم نور ونورالله لايهدى لعاص ؟!! )) فلنفتح لهم أبواب الشهوات على مصراعيه ونسلط عليهم شياطين الإنس لإثارة الشبهات فى دينهم  فإذا سقطت تلك الأجيال المنصورة روحا ووعيا فى أوحال الشهوات والشبهات إستطعنا الحفاظ على السلطان فى البعد الأرضى ( الذى سطونا عليه ) وهو ما يفسر كل تلك الأموال الطائلة التى ينفقونها ليصدوا عن سبيل الله ويقينا ينفقونها ((ثم يغلبون )) لكننا شهود حق جاء فى كتاب الله وحيا من عنده على رسوله صلى الله عليه وسلم ولايحق أبدا أن نكتم الشهادة ونحن نعلم  عاقبة الكتمان وفى كتاب ربنا ووحيه بين لنا عاقبة الأمور .

وكذلك فهو يفسر أيضا المحاولات المستميتة لتزييف التاريخ وإستبدال الوعى وتبديل الحقائق فملحمة الوعى هى أم الملاحم بين الفسطاطين وقد بينت لكم أن التأسيس للسلطان الأرضى فى المدينة المنورة بعد الهجرة سبقه ثلاثة عشرعاما من عمرالنبوة المباركة كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخوض فيها تلك الملحمة بل كما قلت أم الملاحم ويعد فيها حملة مشاعل الوعى المستنير إلى الدنيا بأسرها لإخراجهم من الظلمات إلى النور وقد سطوا كذلك (( حتى على المستوى الإصطلاحى )) على اللفظ والمصطلح والمسمى (( محرفوا المبانى ولصوص المعانى أعداء الله فى كل زمان ومكان )) فأسموا أنفسهم بالمتنورين ؟!! ودعاة التنوير؟!! هؤلاء الظلاميين الذين ينعتون علماء الحق الربانيين بأحط وأقذع التهم والرذائل  ليصدوا عن سبيل الله وليمنعوا نورالله من أن يتم (( والله متم نوره ولوكره الكافرون )).

وهم يعتمدون منذ ثارت الشعوب الحرة وخرجت عن السيطرة نظرية (( الصدمة والرعب )) ليس على المستوى الحربى والعسكرى وإنما كذلك على المستوى الأخلاقى والمعنوى إستهدافا لتحقيق النصرفى أم الملاحم (ملحمة الوعى) وذلك بإستخدام الفن ورموزه وأرباب الأقلام وشاشات الإعلام وشبكات التواصل وهو ما يفسر لك الترندات الساقطة حول أفلام بعينها ومشاهد بعينها وأحداث بعينها وهو مايفسر لك أيضا تسليط الضوء على شخصيات بعينها وتقديمها فى ثوب المصلح وداعى التغيير والمتنور وهو يطعن فى ثوابت الدين المحفوظ  ويدعوا للكفر بالنصوص الثابتة من الوحى المعلومة من الدين بالضرورة سواء فى كتاب الله القرآن أو فى السنة النبوية المطهرة وهم أصلا ليسوا أهل ولا من أرباب العلم أو التخصص ولا يسمحون فى وسائلهم بوجود من يرد ردا علميا مسندا بالدليل عقلا أو نقلا وهم  فى النهاية والخلاصة يريدون أن يضلوا الناس بأهوائهم ويريدون أن تشيع الفاحشة فى المؤمنين .

إن جل مراد الجالسين فى الكواليس محركوا عرائس المارينيت ومرتدوا القفازات القذرة هو تطبيق ناموس الإستبدال بتربية جيل بعيدا عن جذوره الأصيلة وبعيدا عن مصادرالوحى المحفوظ  جيل يخرج عن سلطان القرآن ويخضع  لسلطانهم هم وهم لا يخفون ذلك بل صرحوا بأنهم نقلوا الصراع وجعلوه بين كتاب الله عزوجل القرآن وكتاب القانون أى يريدون إخضاع الناس للنص التشريعى الوضعى ولو كان يخالف أو يضاد النص التشريعى الإلهى وهو ماترونه وتسمعونه تارة هنا وتارة هناك حول الزواج أو حول المواريث أو أى من التشريعات التى نزل فيها نص صريح بالوحى المحفوظ كتابا وسنة بل صرحوا قائلين ( سنصنع لهم إسلاما يناسبنا )!!! وحتما سنغلبهم بدين الله الحق فنحن ولله الحمد أنصارالمعبود الحق منزل المنهاج الحق وقد علمنا وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التطبيق الحق  وموعدنا وموعدهم  (( المصير الحق )) فالجنة حق والنارحق  ومحمدا عبدالله ورسوله خاتم النبيين إمام المرسلين ورحمة الله للعالمين حق  وصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين دائما وأبدالآبدين .

لقد كتب الله على بنى إسرائيل فى حقبة كليم الله موسى عليه السلام أن يدخلوا الأرض المقدسة ويقاتلوا فى سبيل الله فأبوا وقالوا ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون )) وفى سورة المائدة تدبروا معى قول الله عزوجل توثيقا لتلك الحقائق العظيمة ((  يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (20)يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) سورة المائدة

ففى الآيات البينات بين الله عزوجل  أن القوم ( بنى إسرائيل ) قد إختارهم الله وإصطفاهم لآداء مهمة وهى دخول الأرض المقدسة  فتأبوا وتمنعوا على كليم الله ورفضوا الإنصياع لأوامرالله محبة للدنيا وشهواتها وغرقا فى شبهات الشيطان وماديته الشديدة  فكانت النتيجة أن الله  عاقبهم وإستبدلهم (( قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض )) كره الله إنبعاثهم وحرم عليهم دخولها  أربعين سنة إستبدالا لهم حيث سيفنى هذا الجيل الذى عصى أوامرالله ورسوله وقعدوا وركنوا إلى الأرض  فيأتى جيل جديد يحقق الله به مراده  وهذا هو مربط الفرس فيما يفعله شياطين الإنس حلفاء شياطين الجن وسفيههم الأكبر كما قالوا هم بأنفسهم (( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا )) وشياطين الإنس والجن فسطاط الباطل كما أخبرنا ربنا جل وعلا (( يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ))  وكل ما يريدونه أعزائى وأحبائى فى الله أن يتم إستبدالنا وأن نغرق فى الشهوات والشبهات  فتظل السلطة على الأرض للمتسلطين من أتباعهم وحلفائهم .

إنها ملاحم ما قبل قيام الساعة  ملاحم عودة الغريب كما بشررسولنا صلى الله عليه وسلم وأخبر وسيكون الواقع كما أخبرالصادق المصدوق لامحالة  فمادام قال فقد صدق (( وماينطق عن الهوى إن هوإلا وحى يوحى )) (( أتى الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء )) والمراد والبشرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام حتما سيعود كما جاء وبالتالى سيقام منهاج النبوة وبالتالى ستعود الخلافة ولكن ليست أى خلافة إنها بنص حديث رسول الله  ((خلافة على منهاج النبوة )) وهى الحقبة الوحيدة التى أسماها رسول الله نصا بهذا الإسم وكأنها مشابهة أومقابلة للخلافة الراشدة الأولى التى كانت على منهاج النبوة  إنهم يريدون إبعادك عن الوحى الصحيح ومصادره ((مصادرالأنوارالحقيقية )) لكى لاتعلم وتحيط بك الظلمات فيسهل على تلك الوحوش إفتراسك إنهم يريدون سوقنا إلى جهنم .(( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها )) .

إن جوهرالصراع ألآن والذى بشرنا الله ورسوله بنتيجته الحتمية هو  أننا نريد أن يستعملنا الله وهم يريدون أن يستبدلنا الله  والنتيجة الحتمية هى زوالهم ونصرالله للمؤمنين وأصل وجوهرالأمر أن تموت على الطريق لا أن تدرك الهدف بأم عينك فمن مات على طريق الحق بلغ ومن بلغ فقد غلب وهذا هو فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  بفتح الإمبراطوريتان الفرس والروم وأن الإسلام سيبلغ مابلغ الليل والنهار فآمنوا وصدقوا وشغلوا أنفسهم بأن يستعملهم الله وألا يستبدلوا  فإستعملهم الله عزوجل فمنهم من بلغ موعود الله فى زمانه ومنهم من مات على الطريق (( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))  هذا هو الأصل أن نؤمن ونوقن فى موعودالله عزوجل وأن نسعى إلى أن يستعملنا الله عزوجل وألايستبدلنا ((  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) اسورة المائدة

أما سؤالكم عن الموعد فإنه مسطرفى كتاب الله يقينا ونسأل الله أن يستعملنا ولايستبدلنا وقد وضحت فى كتاب (القرآن يتحدى من جديد ) لحدث ثبت تاريخيا وبينت مطابقة الواقع المخلوق للآيات البينات المسطورة فيمايتعلق بإحتلال وتحرير أرض سيناء المقدسة 1393/1973 وقد أشرت لأن  ذلك التاريخ السالف الذكر مرتبط بتاريخ آخر يرتبط بأرضنا المقدسة فلسطين وهوماوافق دراسات أخرى لعلماء آخرين بطرق أخرى مختلفة وأحب أن أوضح تأكيدا للمنهاج الذى ذكرته من قبل وهو منهاج الإمام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه  أحب أن أوضح أن هناك فرق بين  الحدث التاريخى الذى ثبت تاريخيا ومضى عليه زمان يختلف عن الحدث أو الأحداث الجارية ومن أجل ذلك تحدثت عن تحريرسيناء بوضوح وأشرت فقط مجرد الإشارة لتحرير أرضنا المقدسة وهو منهاج له سنده شرعا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تطبيقهم لمنهاج النبوة الذى هو أساس نصرالله لنا سواء على المستوى الروحى أو فى ملحمة الوعى أو على الأرض فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العز فى فى غيره أذلنا الله  أعلم أنه أصبح كتابا وليس مقال فإلتمسوا لنا العذر لخطورة الأمر وشدة حرب حزب الشيطان على أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم على كل الأصعدة وفى كل بقاع الأرض من أقصاها إلى أقصاها فى أصولها وفروعها فى مظهرها وجوهرها  وإن الله لقوى عزيز وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون  وحتى ألقاكم لإستكمال المسيروتوضيح الأمور أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه وأستحفظ الله عليكم فالله خيرحافظا وهوأرحم الراحمين . أمين بدر.مصر. 16رجب1443هجرى 17/2/2002ميلادى .





 



 

الأربعاء، 16 فبراير 2022

حقيقة الزوال وناموس الإستعمال والإستبدال

 منذ بدأ العام 2022 وكثرت التساؤلات والإرهاصات حول زوال الكيان المحتل لأرضنا المقدسة فلسطين وهل سيكون حقيقة ؟ أم أنها مجرد تنبؤات وتخرصات لمن يتعلقون بأحلام لا جذورلها لتنبت أو تثمرأو تتحقق ؟! والحقيقة أنى وبالرغم من إنتهاجى منهج الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وأرضاه القاضى بأنه ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال قد جاء أوان قوله وليس كل ما قد جاء أوان قوله يقال لغير أهله . إلا أنه وأمام كل تلك التساؤلات الكثيرة والمخاوف الكبيرة  أجد أنه لزاما على كل من آتاه الله علما يثبت به تلك الأفئدة أن يتصدى بالرد المسند بالدليل النقلى والعقلى طمأنة للقلوب ودرءا للشبهات ودفاعا عن الدين الوحيد الموجود على وجه الأرض حاملا وحاويا للوحى الإلهى المحفوظ كتابا وسنة والحمدلله رب العالمين .

وبالرغم كذلك من أنى أشرت لتلك الحقيقة فى كتابى ( القرآن يتحدى من جديد ) كونها مربوطة وتتعلق فى الترميزالإلهى فى كتاب الله المحفوظ بتحرير سيناء المقدسة 1393_1973 نصرالعاشرمن رمضان السادس من أكتوبر  منتهجا ذات المنهج سالف البيان إلا أنى وجدت أنه وجبت فيه الإشارة والبشارة وكذلك البلاغ بشيرا ونذيرا عسى الله أن يفتح آذانا صما وأعين غلقا وقلوبا أوصدت غفلة وإعراضا عن الحق المبين وقد أردت زلزلة النفوس بإعجازقرآنى جديد تجلى فى كتاب الله العزيز وقد دارت حوله النقاشات والدراسات لسنوات طويلة قبل أن يصدر 1434هجرى وقد وضحت فيه بعد عمل منوال بيانى بمواضع آيات الحروف المقطعة فى القرآن الكريم  وكان فتحا من الله مبينا .

كان هذا المنوال بالمواضع التوقيفية للحروف والآيات والسور القرآنية التى ورد بها آيات الحروف المقطعة والتى تبين منها هذا الإعجاز سالف البيان وهو أن حدثين فى العصرالحديث محددين تحديدا دقيقا بمقومات الحدث التاريخى الخمس زمانا ومكانا وشخوصا وتفاعلات ونتائج بالتاريخ الشمسى والقمرى فى إعجازيبهرالالباب ويذهل العقول ويبرهن بشكل قاطع أنه وحى محفوظ من عندالله إذ كيف لمخلوق كائنا من كان أن يحدد حدثا ما مستقبليا ويكون مسطورا فى كتاب يتلى آناء الليل وأطراف النهار ثم يتطابق والواقع المخلوق كما أخبربه تماما  (من دون وحى ؟!!) يستحيل تماما سواء كان هذا المخلوق إنسا أوجنا أو حتى الملائكة المكرمين  وقد تلونا جميعا رد الملائكة على الله عزوجل حين سألهم عن الأسماء التى علمها لأبينا آدم عليه السلام (( قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا )) .

فهل حقا سيزول الكيان المحتل ؟! وماذا لو لم يحدث هذا العام ؟!! وما هو واجب المسلم حيال قضايا أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى تلك الحقبة الشديدة ومايليها ؟! وأسئلة أخرى عديدة تردنا يوميا سنوالى الرد عليها تباعا بحسب ما آتانا الله من فضله ومنه وكرمه علينا هو الموفق نعم المولى ونعم النصير وبداية فيما يخص حقيقة زوال الكيان المحتل نقول بحمدالله أن الزوال أمرحتمى لاريب فيه ثابت بالدليل النقلى والعقلى من الكتاب والسنة النبوية المطهرة  فمن الكتاب قول الحق تبارك وتعالى ((فإذا جاءوعدالآخرةليسوءواوجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ))  وفى الآية الكريمة دلالات واضحة وبراهين لاتقبل الشك على حدوث ذلك الزوال وعلى الفتح المبين بأمرالله رب العالمين وهى دلالات لفظية صريحة بخلاف الدلالات الترميزية والإعجازات المكنونة التى يهبها الله لمن يشاء من عباده تنفيذا لأوامرالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل (( ثوروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين )) وقال الحق تبارك وتعالى (( مافرطنا فى الكتاب من شيء ))  وقد قال كذلك الفاروق عمربن الخطاب صاحب الفتح العمرى للقدس عام 15هجرى (( والله لوفقدت خطام بعيرلبحثت عنه فى القرآن  ! وهى قولة عالم ربانى تقى وصحابى جليل كان الوحى يأتى موافقا لما يراه !! 

وكذلك فى أحاديث كثيرة يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إذا رأيتم الخلافة نزلت الأرض المقدسة .... إلى آخرالحديث )) فهى حتما ويقينا ستكون وتحكم من الأرض المقدسة  . ولكن يثورالتساؤل  ماذا لو لم يحدث هذا العام ؟ وكيف سيكون مردود ذلك على قضية الإيمان وهل سيكون ذلك فرصة للطاعنين فى الوحى المحفوظ ؟! وسنجيبكم بأمرالله فى قادم المقالات إجابات كافية وشافية  خشية أن أطيل عليكم أكثر من ذلك فى هذا المقال  وحتى نلقاكم على خيربإذن الله نترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أمين بدر . مصر. 15رجب 1443هجرى 16/2/2022ميلادى






هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...