منذ بدأ العام 2022 وكثرت التساؤلات والإرهاصات حول زوال الكيان المحتل لأرضنا المقدسة فلسطين وهل سيكون حقيقة ؟ أم أنها مجرد تنبؤات وتخرصات لمن يتعلقون بأحلام لا جذورلها لتنبت أو تثمرأو تتحقق ؟! والحقيقة أنى وبالرغم من إنتهاجى منهج الإمام على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وأرضاه القاضى بأنه ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال قد جاء أوان قوله وليس كل ما قد جاء أوان قوله يقال لغير أهله . إلا أنه وأمام كل تلك التساؤلات الكثيرة والمخاوف الكبيرة أجد أنه لزاما على كل من آتاه الله علما يثبت به تلك الأفئدة أن يتصدى بالرد المسند بالدليل النقلى والعقلى طمأنة للقلوب ودرءا للشبهات ودفاعا عن الدين الوحيد الموجود على وجه الأرض حاملا وحاويا للوحى الإلهى المحفوظ كتابا وسنة والحمدلله رب العالمين .
وبالرغم كذلك من أنى أشرت لتلك الحقيقة فى كتابى ( القرآن يتحدى من جديد ) كونها مربوطة وتتعلق فى الترميزالإلهى فى كتاب الله المحفوظ بتحرير سيناء المقدسة 1393_1973 نصرالعاشرمن رمضان السادس من أكتوبر منتهجا ذات المنهج سالف البيان إلا أنى وجدت أنه وجبت فيه الإشارة والبشارة وكذلك البلاغ بشيرا ونذيرا عسى الله أن يفتح آذانا صما وأعين غلقا وقلوبا أوصدت غفلة وإعراضا عن الحق المبين وقد أردت زلزلة النفوس بإعجازقرآنى جديد تجلى فى كتاب الله العزيز وقد دارت حوله النقاشات والدراسات لسنوات طويلة قبل أن يصدر 1434هجرى وقد وضحت فيه بعد عمل منوال بيانى بمواضع آيات الحروف المقطعة فى القرآن الكريم وكان فتحا من الله مبينا .
كان هذا المنوال بالمواضع التوقيفية للحروف والآيات والسور القرآنية التى ورد بها آيات الحروف المقطعة والتى تبين منها هذا الإعجاز سالف البيان وهو أن حدثين فى العصرالحديث محددين تحديدا دقيقا بمقومات الحدث التاريخى الخمس زمانا ومكانا وشخوصا وتفاعلات ونتائج بالتاريخ الشمسى والقمرى فى إعجازيبهرالالباب ويذهل العقول ويبرهن بشكل قاطع أنه وحى محفوظ من عندالله إذ كيف لمخلوق كائنا من كان أن يحدد حدثا ما مستقبليا ويكون مسطورا فى كتاب يتلى آناء الليل وأطراف النهار ثم يتطابق والواقع المخلوق كما أخبربه تماما (من دون وحى ؟!!) يستحيل تماما سواء كان هذا المخلوق إنسا أوجنا أو حتى الملائكة المكرمين وقد تلونا جميعا رد الملائكة على الله عزوجل حين سألهم عن الأسماء التى علمها لأبينا آدم عليه السلام (( قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا )) .
فهل حقا سيزول الكيان المحتل ؟! وماذا لو لم يحدث هذا العام ؟!! وما هو واجب المسلم حيال قضايا أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى تلك الحقبة الشديدة ومايليها ؟! وأسئلة أخرى عديدة تردنا يوميا سنوالى الرد عليها تباعا بحسب ما آتانا الله من فضله ومنه وكرمه علينا هو الموفق نعم المولى ونعم النصير وبداية فيما يخص حقيقة زوال الكيان المحتل نقول بحمدالله أن الزوال أمرحتمى لاريب فيه ثابت بالدليل النقلى والعقلى من الكتاب والسنة النبوية المطهرة فمن الكتاب قول الحق تبارك وتعالى ((فإذا جاءوعدالآخرةليسوءواوجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )) وفى الآية الكريمة دلالات واضحة وبراهين لاتقبل الشك على حدوث ذلك الزوال وعلى الفتح المبين بأمرالله رب العالمين وهى دلالات لفظية صريحة بخلاف الدلالات الترميزية والإعجازات المكنونة التى يهبها الله لمن يشاء من عباده تنفيذا لأوامرالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل (( ثوروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين )) وقال الحق تبارك وتعالى (( مافرطنا فى الكتاب من شيء )) وقد قال كذلك الفاروق عمربن الخطاب صاحب الفتح العمرى للقدس عام 15هجرى (( والله لوفقدت خطام بعيرلبحثت عنه فى القرآن ! وهى قولة عالم ربانى تقى وصحابى جليل كان الوحى يأتى موافقا لما يراه !!
وكذلك فى أحاديث كثيرة يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إذا رأيتم الخلافة نزلت الأرض المقدسة .... إلى آخرالحديث )) فهى حتما ويقينا ستكون وتحكم من الأرض المقدسة . ولكن يثورالتساؤل ماذا لو لم يحدث هذا العام ؟ وكيف سيكون مردود ذلك على قضية الإيمان وهل سيكون ذلك فرصة للطاعنين فى الوحى المحفوظ ؟! وسنجيبكم بأمرالله فى قادم المقالات إجابات كافية وشافية خشية أن أطيل عليكم أكثر من ذلك فى هذا المقال وحتى نلقاكم على خيربإذن الله نترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أمين بدر . مصر. 15رجب 1443هجرى 16/2/2022ميلادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق