الجمعة، 25 ديسمبر 2020

المدين ذا البابان على المحجة البيضاء

 فى سؤال قرآنى موحى به من الله عزوجل على قلب من لاينطق عن الهوى الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم (إن هو إلا وحى يوحى )قال الله عزوجل (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) ؟!! مذكرا به الإنسان المخلوق جسدا وروحا بفعل من أفعال الله الموصوفة بكل كمال المنزهة عن كل نقص ألا وهو الخلق أنه عبدا لله عزوجل وأنه كمخلوق له نقطة بدء وله نقطة إنتهاء وأن الخلود بعد الإماتة ليس صفة ذاتية وإنما مرهون بإرادة الله عزوجل أما مكان الخلود أو المصير فقد جعله الله مرهونا بتحقيق الإنسان فى دارالخلافة على الأرض فى الحياة الدنيا لمراد الله عزوجل ألا وهو إخلاص العبادة لله عزوجل وتحقيق التوحيد .

وتحقيق هذا المرادالإلهى على الوجه الأكمل كما يحبه الله عزوجل ويرضى أنموذجه الأعلى هو النبى محمدصلى الله عليه وسلم إمام الأنبياء والمرسلين ولأن المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه كان مهموما بكل نفس بل بكل مخلوق أن يكون فى جنب رضوان الله سبحانه وألايكون منه فى سخط أبدا كان لابد من إستقبال المنهج الذى يكفل لنا تحقيق ذلك المراد الأعظم وعلى مدار ثلاثة وعشرون عاما من الجهاد فى سبيل الله عزوجل إستقبل الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم المنهج العظيم والصراط المستقيم متمثلا فى أعظم حدثين فى التاريخ على الإطلاق ألاوهما إستقبال القرآن الكريم وإستقبال الصلوات الخمس فصلاة وسلاما دائمين متلازمين على خير من أدى الأمانة وبلغ الرسالة رحمة الله للعالمين الذى نصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك والعياذبالله ولكن أليس لتحقيق ذلك المراد ميعاد ؟؟!!

بلى بكل تأكيد ولكن أرادالله عزوجل ألا يكون ذلك الموعد معلوم فأصبح للمدين بروح الله لبارئها بابان عليه أن يدركهما قبل إنتهاء الموعد بالموت أو قبل أن تشرق الشمس من مغربها وهذان البابان هما الإسلام والتوبة (فالإسلام يجب ماقبله والتوبة تجب ماقبلها )وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع بفتى يهودى بلغ الحلم يحتضر (أى أنه حضره الموت ) فأسرع النبى صلى الله عليه وسلم إلى بيته وطرق الباب فقال أبيه من بالباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد ففتح اليهودى فدخل النبى على الفتى وهو يحتضر فقال له إشهد بأن لاإله إلا الله وأنى رسول الله فنظرالفتى إلى أبيه (حيث أن الفتى فى ذلك العمرلا يكون قد كون عقيدته أورسخت ) فقال اليهودى الأب الموقن بأن الباب سيغلق بموت ولده وأن بعد غلق الباب خلودبلاموت والموقن أيضا أن الرسول حق وأن ما يأمره به هو الصدق المنجى فقال لولده  أطع أباالقاسم  فنطق الفتى الشهادتين وأسلم  نعم أسلم والحمدلله رب العالمين أسلم لله عزوجل وأسلم الروح لبارئها فتم ردالدين على مايحب الله ويرضى ودخل الفتى من باب الإسلام إلى رضوان الله عزوجل وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهداوقائلا الحمدلله الذى إستنقذه بى من النار فيا سعد ذلك اليهودى الأب ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ولده قد أصبح من الناجين وأن إبنه من أهل الجنة .

فيا أيها الإنسان المدين لله عزوجل بروحك الموقن تماما بأنه يقينا سيحل موعد السداد ولن تملك لذلك الموعد ردا ولا دفعا كما أخبر الله عزوجل (( فلولا إن كنتم غيرمدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )) (( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون )) فلذا يجب عليك لرد الدين العظيم إلى ربك الكريم أن تدرك البابان قبل أن يغلقا بالموت أوبشروق الشمس من مغربها بالإسلام أو إن كنت مسلما فبالتوبة إلى الله عزوجل وإن كان الله عزوجل الذى تسعى لمرضاته قد شهد لذلك الدين بالكمال بعد إصطفاءه له كى يكون لك صراطا مستقيما فقال سبحانه (( إن الله إصطفى لكم الدين فلاتموتن إلا وأنتم مسلمون )) وقال جل شأنه (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ))  (( فأين تذهبون )) (( ففروا إلى الله )) .

إن المحجة البيضاء التى تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة تماما بل أوضح من الشمس فى كبد السماء الصافية وقد إستوى كما قال القائل صادقا ليلها ونهارها أى أنها من الوضوح بمكان حتى أنه لايزيغ عنها إلا هالك والعياذبالله أى راغب فى الهلاك منتمى لحزب الشيطان ومتحالف معه فى حرب الله عزوجل لذا فإن روح الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام عندما ينزله الله عزوجل على الصادقين وإمامهم منهم (المهدى محمدبن عبدالله عليه السلام ) ينزل متوضئا للصلاة مفتتحا بصلاة الفجر ثم يخرج لعدوالله الدجال عليه لعنة الله فيقتله بالرمح ثم يقاتل جحافله التى معه فلا يقبل جزية أبدا وإنما الإسلام أو السيف !!! نعم الإسلام دين الله المصطفى المرتضى أو السيف لتعبر على ما تزعم أنك مؤمن به ولا حياد فى ملاحم ومعارك الحق والباطل وإنما هما فسطاطان لا ثالث لهما وقد سماهما لنارسول الله صلى الله عليه وسلم


الذى لا ينطق عن الهوى لنستبين مواطن أقدامنا ونستبين من حولنا (( فسطاط إيمان لا نفاق فيه )) و((فسطاط نفاق لا إيمان فيه )) وحيث أننى فى مقال (( الخلافة على منهاج النبوة )) قد بينت بأننا ولا ريب مقبلون على الحقبة الخامسة والأخيرة من الحقب الخمس وبما أننا لا علم لنا بموعد الموت فعلينا أن ندرك البابين قبل أن يغلقا  الإسلام والتوبة أسأل الله أن يكون بلاغا مبينا وأن يمكن بوصوله لكل مدين حتى يتمسك بحبل الله المتين ويكون على المحجة البيضاء فيكون المصيرالمحمد كما يحب الله ويرضى وكما أحب إمام محمدى الله إمام المحمديين الصادقين رحمة الله للعالمين سيدنا محمدصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين .

الأحد، 20 ديسمبر 2020

الخلافة على منهاج النبوة


 بداية وتأصيلا لهذا الموضوع الهام جدا لاسيما فى تلك الحقبة العصيبة على العباد جميعا لاسيما أمتنا العربية الإسلامية التى تواجه الوحش العولمى المستهدف للقضاء عليها وعلى مقومات قوتها وتقويض أسس ودعائم إنتشارها بالتشويه تارة والحرب بشتى صورها وألوانها تارة أخرى سواء عسكرية أوإقتصادية أوتدميرا لقوتهاالبشرية من الداخل بالشبهات والشهوات بإستخدام جنوده وأذنابه فى أشد ملاحم الوعى على مرالتاريخ بما يقطع بيقين بإدارته لملاحم الوعى والأرض على حد سواء ضد الأمة الإسلامية لذا وتأصيلا هاما أستهل مقالتى وحديثى بحديث سيدنارسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى مبينا فيى هذا الحديث الحقب الزمانية من حقبة النبوة إلى آخرالزمان .

فى هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (( تكون النبوة ماشاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدةعلى منهاج النبوة ماشاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا عاضا ماشاء الله له أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ثم يكون ملكا جبريا ماشاء الله له أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ..!)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والمتدبرلحديث النبى صلى الله عليه وسلم سيدرك أنه تحدث عن خمس حقب زمانية أولها النبوة ثم الخلافة الراشدة ثم الملك العضوض ثم الملك الجبري وآخرالحقب بالحديث الشريف حقبة الخلافة التى على منهاج النبوة وطبقا لذلك الحديث الذى نؤصل به لمرادنا من تلك المقالة لاشك لدينا فى أن النبوة رفعت بقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأن الخلافة الراشدة رفعت بمقتل الإمام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه وأن الملك العضوض رفع بإسقاط ما أصطلح عليه تاريخيا (الخلافة العثمانية ) وأننا ولاريب على أعتاب نهاية حقبة الملك الجبرى ومجىء الخلافة التى على منهاج النبوة .

فسقوط الحكم المستمدلقوته من الجيوش والسلاح والقوةالجبرية (الملك الجبري)حتما إلى زوال وتحالف الوحش العولمى مع الملك الجبري لمنع مجىء تلك الخلافة التى على منهاج النبوة محكوم عليه بالفشل والهلاك وإرجعوا لحديث (الخسف بالجيش الذى سيقصد المهدى محمدبن عبدالله عليه السلام ) لتتيقنوا من تلك الحقيقة وربما نستطرد لهاونستفيض فيها ونتدبرها فيما بعد ولكننا هنا فى معرض بيان هام وبلاغ مبين أن الأرض ألآن على أعتاب تغير حقبى هام وأننا أيضا مادام سبيلنا إلى الهدى محفوظ بوحى الله كتابا عزيزا وسنة مطهرة فلابد أن ندرك يقينا أنه لا حياد مطلقا فى ملحمة الحق ضدالباطل وأنهما فسطاطين لا ثالث لهما أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم  (فسطاط إيمان لا نفاق فيه )و (فسطاط نفاق لا إيمان فيه ) ولا يوجد مصير سوى الجنة والنار لذا فعليك قارئى الحبيب فى الله أن تعى جيدا كل حرف مبنى ومعنى وتختار فأنت على خطرشديد ففناءالدارالدنيا حتمى كما قال الله عزوجل (( إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا )) وأنت هنا تختار مصيرك الأبدى السرمدى ولا طاقة لك بأقل قدر من نارالدنيا فهل لنا طاقة بعذاب الله فى نار الآخرة ؟!!!

ولأن تلك الخلافة على منهاج النبوة فإن لها رجالها من فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه لذا ترى كل الحركات والجماعات التى سعت إلى تطبيق الإسلام كنظام حكم تنجح وتفشل بقدرقربها أوبعدها عن ذلك المنهاج العظيم والصراط المستقيم ولعل أنجح الأنظمة التى وثقها التاريخ هى فترة خلافة أوحكم الخليفة الأموى عمربن عبدالعزيز حتى أنهم ألحقوه بحقبة الخلافة الراشدة التى على منهاج النبوة ولكن فى آخرالزمان الذى نعيش آخر حقبه إبتعد الناس كثيرا عن منهاج النبوة وهناك من يجتهد للعودة والوحش العولمى يحارب بكل فتنه وشبهاته وشهواته وجنوده من الإنس والجن لمنع أصحاب ذلك الفسطاط من التوحد على التوحيد لأنه يدرك يقينا أن فى ذلك هلاكه ونجاة مليارات من العباد من الثقلين والذى يسعى جاهدا ليهلكوا معه فى جهنم وبئس المصير ((ويمكرون ويمكرالله والله خيرالماكرين )) ولأنى لا أريد أن أطيل عليكم كما إستهللت مقالتى بالوحى المحفوظ أختمها أيضا بمسك ختام ذلك الوحى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى )) ((عليكم بسنتى وسنة الخلفاءالراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ )) وقال الله عزوجل فى آخرآيات المفصل نزولا على عرفات الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )) ... وللحديث بقية إن أحيانا الله عزوجل وأراد أترككم فى حفظ الله ورعايته .



هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...