فى سؤال قرآنى موحى به من الله عزوجل على قلب من لاينطق عن الهوى الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم (إن هو إلا وحى يوحى )قال الله عزوجل (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) ؟!! مذكرا به الإنسان المخلوق جسدا وروحا بفعل من أفعال الله الموصوفة بكل كمال المنزهة عن كل نقص ألا وهو الخلق أنه عبدا لله عزوجل وأنه كمخلوق له نقطة بدء وله نقطة إنتهاء وأن الخلود بعد الإماتة ليس صفة ذاتية وإنما مرهون بإرادة الله عزوجل أما مكان الخلود أو المصير فقد جعله الله مرهونا بتحقيق الإنسان فى دارالخلافة على الأرض فى الحياة الدنيا لمراد الله عزوجل ألا وهو إخلاص العبادة لله عزوجل وتحقيق التوحيد .
وتحقيق هذا المرادالإلهى على الوجه الأكمل كما يحبه الله عزوجل ويرضى أنموذجه الأعلى هو النبى محمدصلى الله عليه وسلم إمام الأنبياء والمرسلين ولأن المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه كان مهموما بكل نفس بل بكل مخلوق أن يكون فى جنب رضوان الله سبحانه وألايكون منه فى سخط أبدا كان لابد من إستقبال المنهج الذى يكفل لنا تحقيق ذلك المراد الأعظم وعلى مدار ثلاثة وعشرون عاما من الجهاد فى سبيل الله عزوجل إستقبل الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم المنهج العظيم والصراط المستقيم متمثلا فى أعظم حدثين فى التاريخ على الإطلاق ألاوهما إستقبال القرآن الكريم وإستقبال الصلوات الخمس فصلاة وسلاما دائمين متلازمين على خير من أدى الأمانة وبلغ الرسالة رحمة الله للعالمين الذى نصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك والعياذبالله ولكن أليس لتحقيق ذلك المراد ميعاد ؟؟!!
بلى بكل تأكيد ولكن أرادالله عزوجل ألا يكون ذلك الموعد معلوم فأصبح للمدين بروح الله لبارئها بابان عليه أن يدركهما قبل إنتهاء الموعد بالموت أو قبل أن تشرق الشمس من مغربها وهذان البابان هما الإسلام والتوبة (فالإسلام يجب ماقبله والتوبة تجب ماقبلها )وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع بفتى يهودى بلغ الحلم يحتضر (أى أنه حضره الموت ) فأسرع النبى صلى الله عليه وسلم إلى بيته وطرق الباب فقال أبيه من بالباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد ففتح اليهودى فدخل النبى على الفتى وهو يحتضر فقال له إشهد بأن لاإله إلا الله وأنى رسول الله فنظرالفتى إلى أبيه (حيث أن الفتى فى ذلك العمرلا يكون قد كون عقيدته أورسخت ) فقال اليهودى الأب الموقن بأن الباب سيغلق بموت ولده وأن بعد غلق الباب خلودبلاموت والموقن أيضا أن الرسول حق وأن ما يأمره به هو الصدق المنجى فقال لولده أطع أباالقاسم فنطق الفتى الشهادتين وأسلم نعم أسلم والحمدلله رب العالمين أسلم لله عزوجل وأسلم الروح لبارئها فتم ردالدين على مايحب الله ويرضى ودخل الفتى من باب الإسلام إلى رضوان الله عزوجل وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهداوقائلا الحمدلله الذى إستنقذه بى من النار فيا سعد ذلك اليهودى الأب ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ولده قد أصبح من الناجين وأن إبنه من أهل الجنة .
فيا أيها الإنسان المدين لله عزوجل بروحك الموقن تماما بأنه يقينا سيحل موعد السداد ولن تملك لذلك الموعد ردا ولا دفعا كما أخبر الله عزوجل (( فلولا إن كنتم غيرمدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )) (( فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون )) فلذا يجب عليك لرد الدين العظيم إلى ربك الكريم أن تدرك البابان قبل أن يغلقا بالموت أوبشروق الشمس من مغربها بالإسلام أو إن كنت مسلما فبالتوبة إلى الله عزوجل وإن كان الله عزوجل الذى تسعى لمرضاته قد شهد لذلك الدين بالكمال بعد إصطفاءه له كى يكون لك صراطا مستقيما فقال سبحانه (( إن الله إصطفى لكم الدين فلاتموتن إلا وأنتم مسلمون )) وقال جل شأنه (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )) (( فأين تذهبون )) (( ففروا إلى الله )) .
إن المحجة البيضاء التى تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة تماما بل أوضح من الشمس فى كبد السماء الصافية وقد إستوى كما قال القائل صادقا ليلها ونهارها أى أنها من الوضوح بمكان حتى أنه لايزيغ عنها إلا هالك والعياذبالله أى راغب فى الهلاك منتمى لحزب الشيطان ومتحالف معه فى حرب الله عزوجل لذا فإن روح الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام عندما ينزله الله عزوجل على الصادقين وإمامهم منهم (المهدى محمدبن عبدالله عليه السلام ) ينزل متوضئا للصلاة مفتتحا بصلاة الفجر ثم يخرج لعدوالله الدجال عليه لعنة الله فيقتله بالرمح ثم يقاتل جحافله التى معه فلا يقبل جزية أبدا وإنما الإسلام أو السيف !!! نعم الإسلام دين الله المصطفى المرتضى أو السيف لتعبر على ما تزعم أنك مؤمن به ولا حياد فى ملاحم ومعارك الحق والباطل وإنما هما فسطاطان لا ثالث لهما وقد سماهما لنارسول الله صلى الله عليه وسلم