بادىء ذى بدء فإن من مسلماتنا العقدية الإسلامية أن المهدى عليه السلام حق إذ أن الأحاديث الشريفة الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم وبإجماع العلماء (بلغت حد التواتر) أى أنه أمر عقدى مقطوع بصحته وأصبح معلوم من الدين بالضرورة ولكنى فى تلك المقالة لست بصدد الحديث عن المهدى عليه السلام ( خليفةالله ) الذى سيملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا وهذا أمر سيحدث يقينا طالما أخبرنا به من لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى وذاك منهاج النبوة وميزان الصديق وثانى إثنين رضى الله تعالى عنه وأرضاه (( مادام قال فقد صدق )) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
وإنما أردت بمقالى هذا أن أقف معكم على ومضات ولمحات عن هذا الموضوع الهام جدا فى حياة مليارات البشر على وجه الأرض مستمسكين فى طوافنا حوله بأهداب منهاج النبوة قاصدين وجه الله عزوجل سالكين صراطه المستقيم مولين وجوهنا شطر مرضاته بجنات النعيم وعندما نتحدث عن منهاج النبوة الذى شهد به الحبيب صلى الله عليه وسلم للخلافة الراشدة الأولى كأول الحقب الزمانية بعد حقبة وصل أهل الأرض بالسماء ( حقبة النبوة ) فنحن نتحدث عن كتاب الله القرآن الكريم وسنة حبيبه ومصطفاه صلوات ربنا وسلامه عليه حيث قال إمام الصادقين وقائدالبدريين ورحمة الله للعالمين (( تكون النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا عاضا (أوعضوض ) ماشاء الله له أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ثم يكون ملكا جبريا ما شاء الله له أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت )) أوكما قال بأبى هووأمى وروحى وكل غال فى حياتى .
وقد رفعت حقبة النبوة المباركة بوفاة النبى صلى الله عليه وسلم ورفعت كذلك الخلافة الراشدة التى على منهاج النبوة بإستشهاد الإمام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه حيث كان آخرالخلفاء الراشدين لحقبة منهاج النبوة (الأولى ) وقد رفعت كذلك حقبة (الملك العاض أوالعضوض ) بإسقاط الخلافة بالكلية حيث تآمرت عليها القوى العالمية بزعامة اليهود وإسقاط آخرخلفاء الدولة العثمانية (السلطان عبدالحميد) وبدأت حقبة الملك الجبرى ( بقوة السلاح ) الحكم العسكرى تجتاح العالم فما من بقعة إلا ويحكمها الجيوش بقوة السلاح (والتاريخ زاخربالأمثلة فى كل بقاع الأرض ) ونحن بلا أدنى شك مقبلون على الحقبة الخامسة والأخيرة فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم قبل قيام الساعة وهذا الربط بين الحقب الزمانية وبين واقعنا المعاصر فى غاية الأهمية لضبط بوصلتنا على الطريق الصحيح بذات المراد عملا ونية الذى تحدثت عنه سابقا ((قصد مرضاة الله بجناته سبحانه )) .
وأول اللمحات والومضات للربط بين المهدى عليه السلام وبين حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين واقعنا الذى نعيشه هى أن نعلم يقينا أنه لا يشترط أن يكون المهدى عليه السلام هو من يقيم الخلافة التى على منهاج النبوة فذلك الفهم المنتشر بين كثير من الناس هو خطأ فادح وهو من مكرالشيطان بأمة الإسلام لتبقى حبيسة (إنتظار)(المنتظر) وأمة الإسلام الخيرية أمة فاعلة تجبرذمة أكبرها أصغرمن فيهاتأمربالمعروف وتنهى عن المنكر إذا إشتكى فيها عضو تداعى لها باقى الجسد بالسهروالحمى (هذا ماكنا عليه ومازلنا نقاوم وسنعودبأمرالله ) فليس لدى أمة الإسلام عقيدة (المخلص) أو المنقذ ومن خبث ولؤم الشيطان وحزبه أنهم دفعوا بقطاع كبير من الأمة إلى القعودوالركون و(الإنتظار) فى حين أن أصحاب عقائدالمخلص أوالمنقذ أخذوا هم بالسعى والتحرك نحو باطلهم ومصدرضلالهم وهلاكهم ولا ريب (للأسف الشديد).
اللمحة أو الومضة الثانية أنه يجب ألا تستثمر عقيدتنا فى تدميرنا بفعل الشيطان وحزبه فيخرج بعض الدعاة (الذين ربما تحسن نواياهم ) ليحددوا موعدا ما لخروج المهدى عليه السلام (وهو ما سيكون بأمرالله يقينا لاريب فيه ) أو يخبرون الناس بأنه إقترب ويقولون أنه قريبا جدا بل ويقولون ربما خلال عام أو عامين ؟؟!!! وحقيقة لا أدرى ما مصدر ثقتهم (الكبيرة تلك ) ليتفوهوا بما لا دليل نقلى أو عقلى (يحدده مكانا أو زمانا ) وهذا ولا شك قد تكون له آثارسلبية على العباد وهو أمر أخفاه الله على وجه التحديد ((رحمة للعالمين )) فلاشك أن علام الغيوب أعلم من خلقه وألطف بهم وهو يرى ويشهد سبحانه ملاحم الرصد المعلوماتى ومكائد حزب الشيطان وحربه على أهل الأرض محاولة منهم لمنع ما هو كائن بالفعل يقينا وإنما ((لا يجليها لوقتها إلا هو )) وكل شيء عند ربك بمقدارولواء الأمة الخيرية مرفوع لم ولن يسقط إلى أن تتسلمه يد مسيح الهدى عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام من المهدى محمدبن عبدالله عليه السلام ففى الأمة أمناء لله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم رافعين اللواء يد من بعد يد مهما تكالب العالم عليهم (لا يضرهم من خذلهم ) حتى يأتى (وعدالله ) (أمرالله ) وهم على ذلك ((ذلك وعد غيرمكذوب)) وللحديث بقية إن قدرالله وأراد سبحانه وأبقانا على قيدالحياة حتى يكون اللقاء أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه وأستحفظ الله عليكم إنه خيرحافظا وهو أرحم الراحمين.أمين بدر1442هجرى شعبان.مارس2021ميلادى
.مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق