الاثنين، 21 مارس 2022

ممالك السحر و مملكة التوحيد


كثرت فى الآونة الأخيرة الكتابات والإصدارات بكل الوسائل مقروءة ومسموعة ومرئية تتحدث عن السحربأنواع لاحصرلها وألوان منها أبيض وأسود إلخ !!! ومتاهة كبيرة هدف الشيطان النهائى منها أن يدخلك عزيزى القارىء ((جحرالضب )) فتظل أسيرالخوف والشيطان عليه لعنة الله أستاذ أساتذة إستثمارالخوف ! ودون الخوض فى تفاصيل السحروأنواعه التى يتحدثون عنه هنا وهناك يلزمنا فقط أن نصل إلى التعريف النهائى للسحر (( الذى هو بكل يقين كفربما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو كذلك من الموبقات أى المهلكات وأيضا من كبائر الذنوب )) لكن ما هو تعريف السحر ؟ والإجابة المحكمة السحر هو صلة مخلوق بمخلوق لإلحاق الضربمخلوق (( وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) مخلوق من الإنس يلجأ للشيطان ليعينه بأحد جنوده من الجن لينفذ رغبات شيطانية إنسية وجنية لأنهما كلاهما أصبحا من الشياطين شيطان من الإنس وشيطان من الجن (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) .

والسحربهذا المعنى أستخدم قديما وحديثا كعلم شيطانى كأساس لبناء عالم الإتصال بين شياطين الإنس والجن وبين الشيطان الأكبر وقرينه الدجال عليهما لعائن الله التامة وقد حاولوا على مر العصور تأسيس ممالك هدفها الأول والأخير الحكم والسيطرة والهيمنة على العالم ولكن دوما ما كانت تعترضهم العقبة الكئود فى كل العصور ألا وهى علم التوحيد والموحدين لله عزوجل والذى هو أساس خلافة الله عزوجل على الأرض وهو مايعود بنا إلى مبتدأ هذا الصراع الناشب على الأرض فالأصل أن الله عزوجل وقبل أن يخلق آدم عليه السلام وقبل أن يعصى إبليس عليه لعنة الله قد أخبر سبحانه الملائكة بأنه سبحانه جاعل فى الأرض خليفة ثم خلق أبونا آدم عليه السلام وعلمه الأسماء كلها وأهله للقيام بمهام الخلافة على الأرض .

ثم كان أمرالله عزوجل للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام وكان الأمرالإلهى يشمل إبليس عليه لعنة الله لأنه كان فى مصاف الملائكة بل وكان ملقب كما نعلم بطاووس الملائكة وهنا عصى إبليس الأمرالإلهى بالسجود لآدم عليه السلام والسجود هنا كنا سجود طاعة لله عزوجل وليس سجودعبادة لكن إبليس أبى وإستكبروكان من الكافرين وهنا لابد لنا من وقفة مع عدة معانى يجب أن نتدبرها  ولكن من أجل كمال هذا التدبر دعونا نستحضر عدة مشاهد منقولة لنا بالوحى كتابا و سنة ويجب أن نجمع بينها لكمال الفهم الجمعى للحقيقة على وجهها وبالتالى إتخاذ الموقف الصحيح والوحيد الذى أمرنا به الله عزوجل فى محكم تنزيله وختام كتبه السماوية القرآن الكريم قائلا عز من قائل (( إن الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدوا )) لا يصح أبدا بتاتا إتخاذ أى موقف آخر من عدوالله الشيطان إبليس عليه لعنة الله التامة إذ أنه ناصب الله العداء فى خلقه وأراد أن يتخذ منهم نصيبا مفروضا !!! وتحدى الله عزوجل بقدرته على إغوائهم وقيادتهم إلى جهنم وبئس المصير .

أول مشهد يجب أن نستدعيه هو أن عدوالله هذا لما خلق الله عزوجل أبونا آدم عليه السلام وقبل نفخ الروح فيه جعل يطيف به ويركله ويقول لأمرما خلقت لما خلقت ؟!! وجعل يدخل إلى جسده ويخرج ويقول خلق أجوف لا يتمالك لئن سلطت عليه لأهلكنه ؟!!! وهذا الكلام وهذا الموقف الشديدالعداوة والبغض لأبينا آدم ليس له أى مبرر إلا أن هذا المخلوق (( كان فى نفسه أمورا يكرهها الله عزوجل )) وخشى أن يخرجها الله عزوجل بهذا المخلوق الجديد فمؤكد أنه كان يعلم ناموس الله بالإستعمال والإستبدال ومن أجل ذلك كان يركل الجسد قبل نفخ الروح قائلا لأمرما خلقت لما خلقت ؟!! خوف و خشية من مجهول ينتظره ؟!!! ومرض فى نفسه بدى وخرج للوجود العلنى الظاهر !!! ثم نفخ الله فى أبينا آدم سره الأعظم الروح فدبت الحياة فيه وسرت الروح فى جسده فكان أول حركاته أن عطس فشمته رب العالمين وفيها سبق الرحمة لآدم وذريته والحمد لله رب العالمين بقوله سبحانه يرحمك ربك يا آدم .

وكانت الفتنة والإختبار من الله عزوجل لعدوالله إبليس عليه لعنة الله بأن أمرالله عزوجل الملائكة بالسجود لأبينا آدم عليه السلام فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا العالين أى الذين لم يشملهم أمرالسجود كحملة العرش الثمانية مثلا ولكن إبليس أبى أن يكون مع الساجدين (( وليس من الساجدين )) أى أنه كان يسعه السجود طاعة لله عزوجل والتوبة إلى الله مما فى نفسه من (( أغراض و أمراض )) والله رب العالمين كان كفيلا بشفائه لما فى الصدور (( أليس الله بأعلم بما فى صدورالعالمين )) سبحانك ربنا لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت علام الغيوب  وهكذا كانت إجابة الملائكة المكرمين حين سألهم عن علم الأسماء الذى علمه الله لأبينا آدم عليه السلام  ونعود لأمرالسجود الذى كان إبتلاء وفتنة وإختبار كانت الإجابة الصحيحة فى هذا الإمتحان هى الطاعة لله عزوجل والسجود لآدم كما فعلت الملائكة لكن إبليس أبى وإستكبر وقال (( أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين )) ؟!!! وهنا أيضا تتبدى عدة أمور أولها  أنه أظهر مكنون ومخبوء نفسه المريضة فى (( أن يسجد له من دون الله عزوجل )) أى أنه أراد أن يعبد من دون الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكدا هذا المعنى بقوله (( أيس الشيطان أن يعبد فى جزيرة العرب ولكنه رضى منهم بالتحريش ))  أى التباغض والتحاسد والفرقة ((فليحذروا )) .

وثانيها ظنه وإعتقاده وتكبره بمادة خلقه النار بأفضليتها على مادة خلق أبينا آدم عليه السلام الطين (( وهو ما يثبت ويؤكد ماديته الفكرية ومنهاجه المادى )) أى أنه مخلوق مادى يهتم بالمادة وبالأسباب من دون مسبب الأسباب سبحانه وهوما سيفسر لنا عدة أمورسنتطرق لها لاحقا بإذن الله ثالثها إعترافه و إقراره بمخلوقيته ومخلوقية آدم عليه السلام (( خلقتنى من نار وخلقته من طين )) فبطل كل إدعاء بالتبعية لكل مدعوا الألوهية من الثقلان أو من ينسبها زورا وإفتراء وبهتانا لأحد منهما أى من ((الثقلان )) الإنس والجان وتتأكد كذلك الطبيعة والمنهجية المادية لعدوالله هذا من قوله الذى ذكرناه آنفا ألا وهو حين كان يدخل إلى جسد أبينا آدم عليه السلام خرج بنتيجة دراسته للجسد قائلا ((خلق أجوف لايتمالك لئن سلطت عليه لأهلكنه !!!!)) غافلا عن سرالله عزوجل الأعظم الروح (( ونفخ فيه من روحه )) أى خلقه فالروح خلق من خلق الله عزوجل وسر من أسراره العظيمة أودعها الله عزوجل فى ظرف كذلك عظيم لكن هذا المخلوق وحزبه درسوا الظرف العظيم وغفلوا عن المظروف الأعظم وسرالله المكنون  فيا معشر من أعجزهم الله عزوجل بالموت و بالروح  لا تسجدوا للشمس ولا للقمر وأسجدوا لله الذى خلقهن إنه على كل شيء قدير.

وماسبق وذكرناه كذلك يبطل قول القائلين بألوهية الروح والزاعمين بأنها إله يعبد من دون الله إذ ثبتت لها صفات المخلوقية من التحيزوالتجزأ والفناء والألم إلخ وأما الخلود لها فليس بصفة ذات وإنما إكتساب صفات بمعنى أن الخلود لها سواء فى الجحيم أو النعيم فهو من الله عزوجل بأمره ومراده الموصوف بكل كمال المنزه عن كل نقص فالديمومة فى حق الله عزوجل صفة ذات موصوفة بكل كمال منزهة عن كل نقص أما الخلود الذى كان أحد أمرين إستخدمهما عدوالله فى إغواء أبينا آدم وأمنا حواء لمعصية الله والأكل من الشجرة ((شجرةالحرام )) فالحرام ماحرم الله عزوجل والحلال ما أحل الله عزوجل ولكن الشيطان إستغل ماديته ومنهاجه المادى وأغواهما بالتلويح بالملائكية وبالخلود مستغلا دراسته لجسد آدم وأنه (( عجولا )) ؟!! (( وخلق الإنسان عجولا )) ((وخلق الإنسان من عجل ))  لكن هذه العجلة فى طبيعة آدم وذريته هى (( لحب الخير )) (( وما أعجلك عن قومك يا موسى ))((وعجلت إليك رب لترضى ))والملائكية والخلود بطبيعة الحال خيرعظيم ولكن  من أى باب ؟!! هل من باب معصية الله عزوجل ؟!!! يستحيل إستحالة مطلقة أى مم مستحيل مطلق فإذا كان العالم والشاعرالأريب قال عن العلم  شكوت إلى وكيع سوء حفظى فنبهنى إلى ترك المعاصى وقال أن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصى  (( العلم نور و نورالله لا يهدى لعاصى ؟!)) أفتهدى الملائكية أو الخلود المنعم لعاصى ؟؟!!! الشاهد هنا أن عدوا الله إستثمر صفات درسها وعلمها عن آدم وذريته ألا وهى العجلة ومحبة الخير وهنا يجب أن نذكر بوجوب إحسان الظن بالله عزوجل لأنه من كمالات العلم السيد (( علم التوحيد )) علم المعرفة بالله عزوجل والصلة به سبحانه  والذى لم يحظ منه عدوالله بالحظ الوافر لذا كان منه ماكان بإختياره وبمراده كيف ذلك  نستكمل سويا بأمرالله فى قادم المقالات إن قدرالله عزوجل لنا الحياة ويسرلنا التواصل معكم أحبتنا فى الله وحتى ألقاكم على خير أترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أمين بدر .مصر. الإثنين الموافق 18شعبان 1443_21/3/2022.








هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...