بالرغم من كل العذابات والآلام التى ترزح تحتها ألآن تلك البشرية التى فرطت فى أمانتها بخلافة الله عزوجل والعمل وفق منهاجه الذى أتى به وحى الله عزوجل (( فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى )) 123طه إلا أن الرحمات الربانية لا زالت موصولة من الرب الكريم القائل فى الحديث القدسي (( خيرى إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد )) وفى القرآن (( فكيف إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه ووفيت كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون )) 25آل عمران ولكن هذه الرحمات الموصولة هى من نعم الله التى وجب علينا الشكرعليها لتستديم ومن أعظم الشكر التمسك بحبل الله المتين وبالهدى والوحى المبين إيمانا وإعتقادا وفهماوعلما وتطبيقا وعملا وإن ذلك لخيرمن الدنيا وما فيها خير من كل ما يجمعون .
يقول الحق تبارك وتعالى (( ياأيها الناس قدجائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدوروهدى ورحمة للمؤمنين(57) قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخيرممايجمعون(58) ))يونس أرسل الله وحيه ورسله وأنزل الكتب السماوية لتكون نورا يهدى العباد إلى صراط ربهم المستقيم وبين أنهم يجب أن يستقبلوا هذا النوربالترحاب والفرح لا أن ينكبوا على الدنيا بالجمع من ألوان ملذاتها وأموالها وشهواتها بينما أنه جل وعلا قد أوضح وبين أن وحى الله ونوره وهداه خيرلهم مما إنكبوا على جمعه فى تلك الدنيا فلا يعقل أن ينكفىء العباد على المعبر معرضين عن المستقر!!! والحقيقة أن الإنسان أوالعبد بصفة عامة لا تطمئن نفسه إلا إذا بلغ الحقيقة المجردة وهو لا يبلغها على وجهها إلا موصولا بخالقه سبحانه ليدرك ماهية عالم الأسباب من خالقها مسبب الأسباب سبحانه وهى وإن كانت رحلة شاقة جدا ومضنية بشدة إلا أنه ومنذ الهبوط إلى الأرض وجب عليه أن يبلغ سدرة منتهاها فمن بلغها حقا فاز الفوز المبين .
وهى وإن كانت مضنية وشاقة إلا أنها ليست مستحيلة لاسيما وقد سبق إلى قصب السبق فيها الأولون الميمنون على درجتيها السابقون المقربون و أصحاب اليمين وما عليك قارئنا الحبيب بعد أن يسرها الله بتعبيد الدرب للآخرين ببعثة إمام الأنبياء والمرسلين إلا بإحسان الإتباع للمصطفى حبيب رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد إستقبل الكتاب العزيز والصلوات الخمس وهما كما ذكرت فى مقال سابق أعظم حدثين فى التاريخ على وجه الأرض وهو الأمرالذى جعل أمته صلى الله عليه وسلم خيرأمة أخرجت للناس وصاحبة الرقم المستحيل إذ سجل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وللعالمين بلوغ مكان لم يصل إليه قبله لا ملك مقرب ولا نبى مرسل فرأى من آيات ربه الكبرى فما زاغ البصر وما طغى ليجعل ذلك المرادالأعظم هدفا أعظم للأرواح المحبة والعاشقة والمتيمة بأعظم نعيمها يوم المزيد رزقنا الله وإياكم والجميع الموحدين لذة النظرإلى وجه ربنا الكريم اللهم آمين .
إنك قد تنفق من عمرك السنين الطويلة لتجمع من متاع الدنيا ما تظن أنه النعيم ثم تكتشف أنك فقدت أعظم رأس مال وهو عمرك على جمع ما أنت حتما تاركه وهو تاركك ؟!! والندم الأكبر والعياذبالله يوم أن يقال لك (( فبصرك اليوم حديد)) يوم ترى كل شيء على حقيقته وتنزع الحجب وتدرك أنه ما كان ينبغى أن تفرط فى لحظات عمرك هباء وأنك ما خلقت عبثا وأن لم تخلق ل اللهو أو اللعب وإنما خلقت بأمرالله لأمرجلل ومهمة عظيمة ودور ينبغى عليك أن تدركه لتؤديه على الوجه الذى يحبه الله ويرضى فهلا أدركنا ما يسره الله علينا وكفانا بخيرنا مؤنة وملاحم إستقباله والدعوة له وترسيخه على الأرض بين العباد تخيل أن الوحى المحفوظ الذى بين يديك لم يتم إستقباله والصلوات الخمس التى نلتقى فيها خمس مرات بربنا جل وعلا لم تستقبل كذلك ((تخيل ذلك مجرد تخيل )) كيف كان سيكون حالك وحالى وحال الأرض عندئذ ؟!!! ظلمات حالكات السواد ...تخيل أننا فى كل ما نحن نعانيه ألآن من آلام وعذاب والوحى المحفوظ بين أيدينا والصلوات الخمس تصلى كل يوم ولكن لبعدنا عن التطبيق الحق لذلك المنهج الحق المنزل من المعبود الحق تغشتنا ظلمات من بعد ظلمات كقطع الليل المظلم كما وصف الحق تبارك وتعالى وصفا طابقت فيه الآيات القرآنية الأحوال الكونية ولا سبيل للتعديل والنجاة إلا بالعودة إلى الوحى المحفوظ ((كتابا وسنة )) يقينا منا وتطبيقا وعلما وعملا مدركين أن حق اليقين أن وحى الله المبين هو خير مما يجمعون ... 27/3/2021 ليلة النصف من شعبان 1442هجرى ..مصر..أمين بدر