وقد كان ذلك التكليف والتشريف الإلهى لإمام محمدى الله وإمام وخاتم النبيين والمرسلين محمدصلى الله عليه وسلم نعمة ومنحة ربانية لأهل الأرض لاسيما وأن الله بعد أن أكرمنا بإصطفاء الحبيب صلى الله عليه وسلم وإستقباله للقرآن الكريم والصلوات الخمس من علينا وعلى العالمين بحفظ رسالته الأخيرة وكتابه العزيز بذاته سبحانه فقال (( إنا نحن نزلنا الذكروإنا له لحافظون )) بعد أن قال تكليفا وتشريفا ((ياأيها النبى إناأرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )) فكان بحق رحمة الله للعالمين وشهد بذلك القاصى والدانى العدو قبل الحبيب أوالصديق الإنس والجان وسورة الجن (72) فى القرآن فيها توثيق لشهادة النفر من الجن الذين حضروا وإستمعوا القرآن من الحبيب فولوا إلى قومهم منذرين وفى سورة الأحقاف (46)كذلك فى الآية 31*32 (( ياقومناأجيبوا داعى الله وءامنوابه يغفرلكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31)ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك فى ضلال مبين (32)) .
ولأننا على مشارف النصف الأخير من القرن الخامس عشرالهجرى فلابد للمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها من أن يقفوا وقفة واحدة لإنقاذ هذا العالم بأن يعودوا إلى منهاج النبوة وأن يتوحدوا على التوحيد وعلى التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبودالحق قصدا إلى رضوان الله عزوجل فى المصيرالحق جنات النعيم لأن أكبر إبتلاءات هذا العالم هو بعد المسلمين أنفسهم عن منهاج النبوة وهو ماعمل عليه حزب الشيطان قرون طويلة ولازال جنوده من الإنس والجن يضعون هذا الهدف نصب أعينهم وينفذون المخططات تلو الأخرى لتحقيقه لأنه يوم أن كانت خيرأمة أخرجت للناس تدعوا إلى الله عزوجل وتأمربالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم دولة الحق والعدل وتنصف المظلوم وتعين على نوائب الحق كان العالم أكثر أمنا وسلاما لكن منذا تكالب الأكلة على قصعتهم وأصبح المسلمون كغثاء السيل رتع الشيطان وحزبه فى العالم ولا تجد بقعة على وجه الأرض فيها مسلم يوحد الله عزوجل إلا ويذيقونه الويلات والنماذج مهولة فى كل أرجاء المعمورة على الرغم من أن الكافر مرحوم بوجود المؤمن وما سعيه لإهلاكه إلا إستعجال للعذاب كدأب الأولين ؟!!!!
إننا فى هذا النصف الأخير من القرن الخامس عشر على أعتاب أحداث جسام وعلى الأمة الإسلامية أن تحمل لواء نبيها صلى الله عليه وسلم لواءالحمد وتتوحد على التوحيد وتدعوا العالمين إليه وتسعى بمنهاج النبوة تطبيقا عمليا قبل الدعوة إليه باللسان أو القلم أو الصوت والصورة لأننا وقد أحصينا كأمة من علامات الساعة الصغرى ما يؤكد أن جلها قد ظهروإنقضى ولم يبق إلا نذر يسير ربما نشهده فى القريب وبعد ذلك تبدأ العلامات الكبرى فى الظهور تباعا لذا فيجب أن نضطلع كأمة بمهمتنا فى هذا العالم والتى من أجلها كان إصطفاءالحبيب محمدصلى الله عليه وسلم وإستقبال القرآن الكريم والصلوات الخمس لإخراج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ومن جور الحكام إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن أجل ذل جاهد النبى صلى الله عليه وسلم وثلة المؤمنين الصادقين الأولين والسابقين فلا خير فينا كأمة للحبيب صلى الله عليه وسلم إن تركنا الراية تقع من أيدينا لنعاقب والعياذ بالله بالإستبدال ليستعمل الله عزوجل غيرنا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) سورة المائدة
إن داعى الله البشيرالنذيرصلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء وأخبرنا أنه إن يهدى الله عزوجل بنا رجل واحد أو عبد واحد رجلا كان أو إمرأة فهو خير من الدنيا وما فيها وهوالهدف الذى يجب أن تسخر له الأمة الإسلامية كافة طاقاتها وإمكاناتها وإمكانياتها المادية والبشرية للوصول بهذا العالم إلى الأمن الحقيقى والسلام الحقيقى لا مجرد شعارات أو حفلات لقاء بين أفراد لا صلة لهم بواقع الناس ويقينا منا أن الله منجزا لرسوله وحبيبه ماوعد فسيدخل الله الناس فى دين الله أفواجا ولن يترك هذا الأمر بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزعزيز أو بذل ذليل والله من وراء القصد وهو يهدى إلى سواء السبيل وصلوات الله وسلامه على البشيرالنذيروالسراج المنير سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق