- كان عين الشيطان فى بني إسرائيل السامرى لا ذكر له يسجل فى صمت شارداتهم ووارداتهم ويوثق أفعالهم ويحلل أقوالهم وأفعالهم ويحفظ خباياهم حتى تحين فرصة توظيف كل تلك المعلومات التى جمعها عنهم وبالتعاون والتحالف مع الشيطان الأكبر يستطيع أن يحقق للشيطان هدفه بإغواءوإضلال بنى إسرائيل عن عبادة الله عزوجل إلى عبادة الشيطان فى جسد عجل له خوار مقابل أن يحل محل موسى عليه السلام ومحل خليفته هارون عليه السلام فى قيادة بنى إسرائيل فمتى الفرصة السانحة ؟!!!
- وأتت الفرصة السانحة بموعد موسى كليم الله مع ربه ذلك الموعدالثلاثينى المزيد إلى أربعين بفضل من الله ومنة فإستغل السامرى غياب موسى عليه السلام وتأخره على قومه فبدأ على الفور بتنفيذ بنود تحالفه مع الشيطان للدفع ببنى إسرائيل إلى هاوية الكفربالله وإلى الهلاك المحقق فصنع لهم عجلا له خوار بمعاونة الشياطين وذلك من الحلى والذهب المسروقة من بيوت المصريين فأخذ الغبي يستثمر الثروة المعلوماتية عن بنى إسرائيل لإهلاكهم ذلك لأنه أصلا لم يك ينتمى إليهم كونه زنيم لا يعلم لنفسه أصلا من بنى إسرائيل ومن الجلى أن ممارسات بنى إسرائيل معه بالنبذوالتجاهل جعلته دوما يشعربالنقص فجنده الشيطان وإستخدمه ضدنفسه وضدبنى إسرائيل فى معركة اللاربح والنتيجة الحتمية فيها الخسران المبين ذلك المعبرإلى الجحيم الذى يسعى الشيطان بكل قوته وخيله ورجله ألا يكون وحده فيه فيستكثر من وقودها (( الناس والحجارة )) فهو ولا شك زعيم الغباء المطلق الغباء لذاته !!!غباء النفس والفكر معا .
- وعلى ذات الدرب الذى رسمه الشيطان سار السامرى وجر معه بنى إسرائيل فبعد التوحيدوعبادة الله عبدهم للشيطان فى جسد العجل ؟!!! كيف ذلك ألم أقل لكم وظف ثروته المعلوماتية عن بنى إسرائيل لصالح الشيطان وصفقته الخاسرة .. لقد أبصر بنى إسرائيل وهم يسرقون الذهب فسجل عليهم تلك المعصية وأبصر بنى إسرائيل يطلبون من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلها كما لقوم رأوهم يعبدون أصناما من دون الله قالوا (( إجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون هؤلاء متبر ماهم فيه )) وسجل تقاعسهم عن العبادة وعن الجهادفى سبيل الله وإنكبابهم على طلب الدنيا والملذات فلما أراد أن يعبدهم للشيطان عدوالله فى جسد العجل الذى صنعه لهم من الذهب المسروق جعل عبادتهم أن يرقصوا حول العجل !!! نعم عبادتهم الرقص إستبدل ما إستثقلته أنفسهم بما إستهوته أنفسهم وأغرتهم به الشياطين ألم أقل لكم يوظف ثروته المعلوماتية ؟!!!
- عملية توظيف للمعلومات والماديات والإمكانيات فى خدمة للشيطان ضد أنفسهم ومحاربة لله عزوجل وإن الله لغنى عن العالمين .ولكن إلى متى يا عدوالله إلى كم من العمر وعدك الشيطان الذى لا يملك حياته ولا موته (( يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا )) ومن عجائب المتشابهات بين حليف الشيطان عدوالله السامرى وبين الدجال عليه لعنة الله أن إستراتيجيتهما قائمة على بنى إسرائيل ؟!!! وأن ميعاد موسى مع ربه كان أربعين يوما وهو الذى غاب فيه الكليم عن قومه فإستثمرالسامرى والشيطان تلك الغيبة فى إضلال بنى إسرائيل وكذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن مكث الدجال فى الآخرين أربعين يوما ؟!!! يوم كسنة ويوم كشهرويوم كأسبوع وسائر أيامه كأيامكم ؟؟!!! وأيضا تجد السامرى يوظف الخلطة المتكررة بكل زمان الشياطين والسحروالنساءوالرقص وكذلك الدجال عند خروجه يتبعه السحرة والنساءوالشياطين والرقص ؟!!!
- وهكذا خدع جاسوس الشيطان بنى إسرائيل وأوردهم المهالك وما كان لهم من نجاة بعد عودة كليم الله إلا بالتوبة الصادقة لله عزوجل فكيف تكون تلك التوبة من هذا الجرم العظيم ؟ لقد أجرموا هذا الجرم إقبالا على الدنيا بأشكالها بما إستهوته أنفسهم وزينه لهم الشيطان وأغوتهم به الشياطين فكان الجزاء من جنس الجرم (( أن أقتلوا أنفسكم إن كنتم صادقين )) إن صدقتم فى توبتكم لله عزوجل فإنه يجب أن تحرموا من الدنيا التى أقبلتم عليها وأعرضتم ‘ن الله وهذا الحرمان ليس بشكل مؤقت دنيوي وإنما بالإقبال على الموت توبة إلى الله عزوجل بأمرمنه سبحانه على لسان كليمه موسى فكانت التوبة ثمنها الدماءوالأرواح والحرمان من الدنيا الزائلة أصلا وإبتداء.
- لكن العجيب فى قصة عدوالله السامرى هو فعل كليم الله معه فنبي الله موسى الشديدالقوى فى دين الله كاد أن يفتك بأخيه هارون عليه السلام وفى غضبته الشديدة ألقى بالألواح التى فيها كلام الله ووحيه وكانت توبة بنى إسرائيل بالقتل وإزهاق أرواحهم بأمرالله وعندما نأتى إلى عدوالله السامرى حليف الشيطان يسأله بهدوء عجيب ؟!! (( ماخطبك ياسامرى )) !!!! (( قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسي )) (( قال فإذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لامساس وإن لك موعد لن تخلفه وأنظرإلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا )) هكذا ببساطة فإذهب !!!! فإن لك فى الحياة أن تقول لامساس !!
- مما لا شك فيه أن إلهه الذى ظل عليه عاكفا ليس العجل الذهبي ؟!!! وإنما حليفه الشيطان عدوالله الأكبر ذلك أنه عكف يجتهد ويجاهد فى وصله وتقديم القرابين قربان تلو الآخر حتى يتصل به ويتحالف معه وبالفعل ظل عليه عاكفا حتى وصله وإتخذه إلها من دون الله وتحالف معه لتحقيق مآرب الشيطان ذلك الخائن الزنيم النجس عدوالله رب العالمين ولأن موسى عليه السلام نبي لله عزوجل فإنه لايتصرف إلا بوحى من الله عزوجل وبالتأكيد فإنه لم يأت أمرمن الله بقتله وإلا لفتكت به بنوإسرائيل جزاءلإضلالهم وما فعله بهم وما أوصلهم إليه من قتل وإزهاق للأرواح لكن لأن عدوالله هذا ليس له توبة وهو من المنظرين فلم يسلط الله عليه نبي الله موسى بالقتل ولكن بين فيه القول الفصل (( وإن لك موعد لن تخلفه )) فكونك منظر لا يخرجك من دائرة الموت المحيطة بالمخلوقين فهو هالك هالك بأمرمن الله وموعد والإذلال والإهانة بتوعد نبي الله موسى له بأن إلهه الذى ظل عليه عاكفا لوصله والتحالف معه سينال من التحريق على يد الموحدين لله عزوجل العذاب المهين إلى يوم الوقت المعلوم ثم ولا ريب (( لننسفنه فى اليم نسفا )) قضاء قضاه الله عزوجل وأمرالله نافذ لا محالة فسبحان الحى الذى لايموت .وإلى أن نستكمل سويا ذلك الإبحاروالطواف حول آيات الله عزوجل أسأل الله أن يحفظنا وإياكم وذرياتنا والموحدين أجمعين إلى يوم الدين وأن يجمعنا فى جنات النعيم وفردوسه الأعلى والنعيم المقيم والصلاة والسلام على إمام الصادقين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق