الاثنين، 7 مارس 2022

الطريق إلى الصلح الآمن (المسارالحتمى والعقبات)

دخل الكثيرمن القراء والمتابعين فى حالة من الجدلية الحوارية والنقاش المحتدم بعد مقال نشرته بتاريخ 21/10/2021بعنوان ( الصلح الآمن والمسارالحتمى التاريخى وهرمجدون )) وصل ببعضهم إلى وصمنا بالمرضى والواهمين ولكنهم عادوا فى الآونة الأخيرة إلى المقال وبدأوا يسألون ويستفسرون عن أشياء عديدة عقب الحرب الروسية الأوكرانية وبدء الظهورالعلنى والواضح لتشكل الأحلاف محاولين التبصربالطريق بالبحث عن إجابة لأسئلة محورها  كيف المسير ؟ و إلى أين المصير ؟ فإبتسمت فى البداية إبتسامة الواثق الهادىء فتعجبوا !!! فضحكت ضحكة عالية وقلت أتتعجبون ولا يحق العجب إلا  لى  منكم ومن حالكم ؟!!! فقالوا كيف ذلك فقلت قبل أن أجيبكم  أحيلكم إلى  مقال أخير بعنوان (بوصلة الهدى )ثم هيا بنا إلى الحوار .

فى البداية أحبتى أحب أن أنوه إلى عدة أمور هامة فى هذه الحقبة الإستثنائية بكل ماتحمله الكلمات من معنى فى كل شيء وعلى كل الأصعدة  وكأن هذه الحقبة يكسوها الجنون والسعار بشكل هستيرى (( وقد أكدت فى مقال سابق أن هذا العام 1443/2022 هو عام التحول الحقبى التاريخى )) هذا الجنون والسعار نحن نعى جيدا أسبابه الحقيقية ودوافع من يقفون خلفه لذا فالرد الأبلغ على مايفعلون  (( إن ربك لبالمرصاد )) فسبحان الحى القيوم مسبب الأسباب ثم نعود لسردنا معا حول المسير والمصير والتأصيل والتأطير لهما بما يوافق حقبتنا الزمانية وما يواكب عصرنا دون إفراط ودونما أى تفريط فى ثوابتنا الراسخة الأصمد من جبال الأرض الرواسى .

كل من دخلوا أو فى ختام عقدهم الخامس أكثرالمصدومين من حالة السعاروالجنون المحمومة التى تتحرك بها الأحداث من حولهم نظرا لأن التغيرات من قبل ثورات الشعوب العربية والإسلامية كانت برتابة ووفق آليات زمنية وواقعية وكان التحرك الأيديولوجى أو الإستراتيجى على حد سواء وفق خطط مرسومة ومدروسة لمنظرين كبار على المستوى السياسى أو الإقتصادى أو القانونى أو حتى الثقافى والفنى والرياضى وكان الجميع يتحرك وفق معزوفة واحدة بإتجاه واحد رتيب تدريجى وما كان مسموح لأحد بالإرتجال أو الخروج عن النص وظل الحال هكذا لعقود طويلة  منذ نجاح (( أصحاب الإتجاه الواحد)) فى إسقاط الخلافة العثمانية كعلامة بارزة وفارقة لإنتهاء حقبة (( الملك العضوض )) ورفعها نهائيا والبداية الفعلية والحقيقية لحقبة (( الملك الجبرى )) أى حكم الجيوش والقادة العسكريين وتلك سمة هذه الحقبة فالعالم أجمع كانت تحكمه القوى العسكرية (( ظاهرا )) بينما الحقيقة أنه تحالف بين الملك الجبرى وبين أصحاب الإتجاه الواحد !

ولكن تم رفع ذلك الملك الجبرى من بلدان عديدة فى العالم ولكنه بقى فى أماكن أخرى وحرص أصحاب الإتجاه الواحد بشدة على إبقاء هذا التحالف وإبقاء سلطان ذلك الملك فى المناطق الساخنة بالنسبة لهم والتى لهم فيها مآرب سلطوية على العالم  حتى بدأت الثورات وإنطلقت شرارة قياس جهد العقود وإنفاق التريليونات لبلوغهم الهدف المنشود فإذا بالرياح تأتى بالعكس تماما لما تشتهى سفنهم فالشعوب أثبتت أنها مازالت حية وأنها مازالت مستمسكة بهويتها وعقيدتها وأنها مازالت قابضة على حريتها وتعض عليها بنواجذها وأن الأصنام التى صنعوها عبرالعقود بدأت فى التهاوى صنما تلو الآخر فكان السعارالمحموم والجنون الهستيرى فى المواقف والتصرفات والأفعال والأقوال فما كان يقال فى الخفاء أصبح يقال فى العلن وما كان يدبر تحت الموائد وفى الكواليس أصبح يعلن عنه ويذاع فى الميديا ورأينا بأعيننا عقدا كاملا أبلغ وأقوى توصيف له بمنتهى البلاغة هو قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (( بين يدى الساعة سنوات خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يارسول الله قال الرجل التافه أو الفاسق يتكلم فى شئون العامة )) !! صدقت سيدى يارسول الله يا من أوتيت جوامع الكلم وعلم الأولين والآخرين يا من لا تنطق عن الهوى صلوات الله وأزكى تسليماته عليك وعلى آلك وصحبك أجمعين .

وهنا يزداد يقيننا من حديث الصادق الأمين أننا بين يدى الساعة لامحالة وليست مبالغة ولا مجازا وإنما حقيقة واقعية مشهودة بالأحداث والآيات الكونية والقرآنية وإن فى ذلك لعلم للآخرين ! وقد بلغنا عن سيدالخلق أجمعين ورحمة الله للعالمين هذا التنبيه والتحذير لنستبصربالفعل ما يدور نقاشنا حوله   المسير ؟ و المصير ؟  ومن أجل ذلك أحلتكم فى بداية جلستنا إلى مقال  (( بوصلة الهدى منهاج النبوة )) ذلك لأننا لايجب أبدا ألا نضل الطريق ونحن أصحاب المنهاج الحق ولهذا قلت لكم لأنا أحق منكم بالعجب من حالنا وحالكم إذ كيف نضل المسير أو نبتعد عن المصير الحق وقد بين لنا الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم  نقطة البدء و صراطه المستقيم ونقطة الإنتهاء؟!! تخيلوا معى شخصان أرادا أن يقوما برحلة سياحية أحدهما خرج هائما على وجهه لا يعرف الوجهة ولا وسيلة المواصلات ولم يعد جدولا بأولويات رحلته ومحطة إنطلاقه ومحطات مروره ثم إلى محطة وصوله ومكان عودته ومستقره ؟!! هذا فقد اليوم وفقد ما يملكه من مال ولم يستمتع بأية رحلة ولم يحقق أية نتيجة مرجوة وعاد إلى منزله منهك النفس والجسد فإرتمى إلى فراشه بغية الراحة من التعب والنصب ؟!!! وآخر رتب لرحلته ونقطة إنطلاقه ومحطات مروره وإحتياجاته بالرحلة وأهدافه منها وتوقيتات كل مكان يمر به حتى قضى يومه على أكمل مايكون وعاد بوسيلة المواصلات المحددة والمرتبة سلفا فإستمتع بيومه ورحلته على أكمل ماينبغى وبالتكلفة المحددة وعلى النحو المراد والمرتب له سلفا . فهل يستويان مثلا ؟!!! الحمد لله رب العالمين ولله المثل الأعلى .

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ما إبتغينا العز فى غيره أذلنا الله تلك لم تكن فقط مقولة من الفاروق عمربن الخطاب بل كانت واقعا معاشا ففتحوا البلاد وقلوب العباد فدخل الناس فى دين الله أفواجا . نحن أصحاب (منهاج النبوة )الأساس الوحيد الصحيح والسليم لأى بنيان ولأى تحرك سواء أيديولوجى أو إستراتيجى  وهو المنجاة من الضلال (( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى )) حققوا الشرط أولا وتمسكوا بمنهاج النبوة علما وعملا قولا وفعلا وتطبيقا وسترون كيف ييسرالله لكم الأسباب فنحن لسنا كغيرنا وهاهو فهم الفاروق عمر شاهد علينا فهى علاقة بيننا وبين الله (( أعزنا الله بالإسلام )) فإذا أعرضنا وإبتغينا العز فى غيره أى فى غير الإسلام ماذا تكون النتيجة ؟! (( أذلنا الله )) مهما حاولنا ومهما إمتلكنا من أسباب لا عز لنا نحن المسلمين إلا بما أعزالله به رعيلنا الأول وإلا فالعاقبة وخيمة كما سبق وبينا وستظل طائفة الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم  تلك آيات من الله ستظل حاضرة وشاهدة يطابق فيها الحدث الكونى وحى الله المحفوظ كتابا وسنة إلى يوم الدين ليؤكد زمانا بعد زمان وحقبة بعد حقبة أن هذا هو الحق من عند الله (( حتى يتبين لهم أنه الحق )) .

أعتقد بما سلف أنى قد وضحت فكرتى وحاولوا الربط بين المقالات لتعم الفائدة وتتضح الأمورأكثر فهى بمثابة لوحة كبيرة نضع يوما عن يوم شكلا جديدا وألوان أخرى سعيا إلى كمال المبنى والمعنى ووضوحهما أمام البصروالبصيرة لأننا أهل دين الله العظيم منهالنا ونقطة إنطلاقنا الوحى المحفوظ وصراط ربنا المستقيم منهاج النبوة ومحطة الوصول هى المصيرالحق الذى يتحدد بحسب تعاملك مع الوحى المحفوظ والصراط المستقيم وأعتقد أنه لا وقت أمامنا بين يدى الساعة لنضيعه بين مناهج عفى عليها الزمان وماتت عند أقوامها ويحاول حزب الشيطان الترويج لها بيننا كسبا للوقت وتضييع للأجيال بالرغم من أن ترمومتراته وبالونات إختباره كلها أجابته بأن الشعوب العربية والإسلامية يستحيل تماما أن تخضع لحزب الشيطان ويستحيل أن تقبل بالإلحاد كمنهاج حياة بديلا عن الإسلام وتصطدم إصطداما مباشرا مع محاولات العلمنة أومع الفكرالشيوعى ولم ولن ينجح فيها أيديولوجية الضرب من الداخل عن طريق التسويق للإسلام التشيعى الفارسى فلذلك فإن كافة المشاريع والأذرع التى حاول بها النظام العولمى إختراق الأمة الإسلامية وضربها فى ثوابتها فشلت تماما وأخفقت إخفاقات واضحة شهد بها باحثوهم ودارسى مجتمعاتنا بأنفسهم وقد وصلوا لقناعة تامة (( إلا من بعض المكابرين وأصحاب الضغائن والأحقاد والأغراض )) وصلوا إلى قناعة بأنهم لن يستطيعوا القضاء على الإسلام بثوابته وأنهم لابد من الجلوس مع أهله المستمسكون به على مائدة التفاوض والصلح وإنهاء صراعاتهم مع الإسلام وأهله لاسيما بعد الأخطار الوجودية التى لاحت فى الآفاق وتشكل أحلاف الشرق القديم .

فهل من عقبات تعترض طريق هذا الصلح الآمن بيننا (( نحن المسلمون المستمسكون بالوحى المحفوظ ومنهاج النبوة )) وبين الروم والذين يتمثلون حاليا فى ( أوروبا و أمريكا )أقول بكل وضوح نعم هناك عقبات وهذه العقبات بدت فى الحديث ( تصطلحون والروم ....) إرجع للمقالةالأولى ..فالنبى صلى الله عليه وسلم بين أنه يخاطب أولا المسلمون المستمسكون بدينهم (( وإلا ففيما الصراع أصلا ؟!! )) ثانيا .مبشرا بأنهم سيصالحوننا صلحا آمنا وهنا يجب أن نتوقف لنوضح أن لفظ الحبيب صلى الله عليه وسلم (( صلحا آمنا )) يبين أن القوم كان لهم قبل هذا الصلح غدرات ولكنهم (( لخطرما لمواجهة عدو آخرثالث )) سيصالحوننا الصلح (( الآمن )) أى الذى لا نخشى معه غدرتهم وهنا يجب أن نوضح أننا على طريق هذا الصلح الآمن بالفعل ولكن تعترضه ((عقبات )) ألا وهى أولا ..أن يكفوا عن حربنا فى ديننا ثانيا..الكيان المحتل لأرضنا فلسطين و ثالثا ..تحالفهم مع الملك الجبرى والكف عن حربنا فى ديننا وفض هذا التحالف بينهم وبين الكيان المحتل والملك الجبرى سيكون هو الخطوة التى تزيل العقبات الأساسية التى تعوق هذا الصلح الآمن فلا صلح آمن وهم يحاربوننا فى ديننا بمختلف الطرق ولا صلح آمن فى وجود الكيان المحتل ولا صلح آمن تحت وطئة الملك الجبرى وأى حديث عن مواءمات أو إتفاقات هنا أو هناك أوبين قادة دول من هنا أو من هناك فهذا كله بعيدا عما نتحدث عنه فنحن نتحدث عن وحى محفوظ أتى على لسان من لاينطق عن الهوى ويستحيل بـأى حال من الأحوال أن يأتى الواقع المخلوق ويخالفه وقدجاء فى حديث آخر عن النبى صلى الله عليه وسلم ((عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، إِذْ مَرَرْتُ، فَسَمِعَ صَوْتِي، فَقَالَ: يَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ ادْخُلْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُلِّي أَمْ بَعْضِي؟ فَقَالَ: بَلْ كُلُّكَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَقَالَ: يَا عَوْفُ، اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فَقُلْتُ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَوْتُ رَسُولِ اللَّهِ، فَبَكَى عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: قُلْ: إِحْدَى، قُلْتُ: إِحْدَى، ثُمَّ قَالَ: وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قُلِ: اثْنَيْنِ، قُلْتُ: اثْنَيْنِ، قَالَ: وَمَوْتٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي كَعُقَاصِ الْغَنَمِ، قُلْ: ثَلاثٌ، قُلْتُ: ثَلاثٌ، قَالَ: وَتُفْتَحُ لَهُمُ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَسْخَطَهَا، قُلْ: أَرْبَعٌ، قُلْتُ: أَرْبَعٌ، وَفِتْنَةٌ لا يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا دَخَلَتْ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، قُلْ: خَمْسٌ، قُلْتُ: خَمْسٌ، وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، يَأْتُونَكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةٍ، كُلُّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، ثُمَّ يَغْدِرُونَ بِكُمْ، حَتَّى حَمْلِ امْرَأَةٍ، ))صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقا كان ويكون وسيكون وسيتطابق دوما الحدث الكونى مع الوحى المحفوظ من اليوم أو غدا سيحدث يقينا كما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد يقول قائل أنت بذلك تتحدث عن المستحيل بعينه فحتى إذا كفوا عن الحرب فى الدين كيف تطالبهم بفض الشراكة والتحالف مع الكيان المحتل أوالملك الجبرى ؟!!! إن هذا مستحيل  وأجيبه بل هو عين الحق والمنطق ويقينا سيحدث !!! وأنت حكمت بإستحالته بناء على فهمك أنت لمآلات الأمور وأفهامنا نحن عباد الله لا تحكم مسارات ولا تغير مكتوبا فقضاء الله فى كتابه أن (( غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون )) لم يغيره تكذيب مكذب ولم يزد الموقنين إلا يقينا ووجهة نظرنا للأمور لا تحدد مطلقا الأمور ومآلاتها ولو كان الصحابة يفكرون بهذه الطريقة لما لبس سراقة بن مالك سوارى كسرى بن هرمز ولما فتح محمدالفاتح القسطنطينية فالأحداث التى أخبربها رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون حتما لأنه بأبى هو وأمى مبلغ عن رب العزة سبحانه أى أنه وحى من الله من أجل ذلك نؤكد أنه مسار حتمى وأنت تحدد موقعك من هذا المسار فإن كنت من المكذبين والعياذبالله فمصيرك الحق معد وموجود وأنت ذاهب إليه حتما ويقينا وأما إن كنت من الموقنين فمصيرك الحق أيضا معد وموجود وفى إنتظارك بل ويشتاق إليك !! هذا وحى محفوظ لاريب فيه فحدد أنت مكانك منه وإسعى به ومت عليه وإن لم تبلغه فمادمت على الطريق فقد بلغت . تلك هى المسألة والقضية التى يجب أن تكون مفهومة ويقينية فى نفوسنا .

هذا من المنطلق العقائدى العلمى اليقينى أما من المنطلق الواقعى فأحب أن أنبهك إلى أننى احدثك من منظورإسلامى وليس من منظور فرد أو جماعة وهذا المنظورالإسلامى له شواهده وتطبيقاته من منهاج النبوة أما أنت فتستبعد حدوث ما أخبر به الصادق المصدوق عن ربه جل وعلا وصلى الله عليه وسلم لأنك تنظرفقط من منظورضيق جدا هو الواقع وعالم الأسباب كما أنك تفكر كذلك وتستبعد الأمر من منطق تصادمى يعتمد الصراع طريقة للتعامل فيما نتحدث بشأنه وهذا أيضا عن فهم خاطىء للإسلام  فعلى سبيل المثال أنت ترى أن لرفع الملك الجبرى يجب أن ندخل فى صراع مرير مع أساطينه وحلفاؤه وهو أمروفرضية ليس بالضرورة أن تكون فهذا الرفع للملك الجبرى من الممكن أن يكون بمنتهى السهولة واليسر وبرغبة الأطراف أنفسهم دون أية صراعات ودون أية إراقة للدماء فالمستمسكون بدينهم كما أخبر من قبل الشيخ محمد متولى الشعراوى ( رحمه الله ) لايريدون أن يحكموا هم بالإسلام وإنما يريدون أن يحكموا (بضم الياء ) بالإسلام ومن الممكن بمنتهى اليسر والسهولة أن تجرى إنتخابات حرة بنزاهة حقيقية تفرز طبيعيا قادة حقيقيين وطنيين لقيادة بلدانهم لخير شعوب تلك البلدان مع حفاظهم على جيوشهم وذلك أمر فى غاية الأهمية ((وهوما حرص أصحاب الإتجاه الواحد ( النظام العولمى ) )) على ضربه فى العراق وفى سوريا وفى اليمن ولبنان وكذلك فى ليبيا حفظ الله تلك البلدان وشعوبها ووحدهم وجمع شملهم اللهم آمين وكان هدف معتنقى الفكرالعولمى أن تظل تلك البلدان فى متاهة الفوضى وآتون الحروب الداخلية الطائفية أو الأهلية أما الفكرالإسلامى فيتبنى الحفاظ على كافة قواه الفاعلة قوية لمواجهة الأخطارالمحدقة بالبلاد والعباد .

أما فيما يخص العقبة الثانية ألا وهى الكيان المحتل فأنت ترى أيضا علو الكيان علوا كبيرا وجمعه للأسباب من كل حدب وصوب وتقول أنى لنا أن تكون لنا الغلبة عليه ومرة أخرى أذكرك بأنك مازلت فى عالم الأسباب الضيق جدا وأحب أن تفرق هنا أيضا بين اليهود كأهل كتاب وبين الصهاينة مؤسسى الكيان المحتل ورعاة إستمراره ل 76عاما قمريا مضت منذ العام 1367 وحتى ألآن فالإسلام لم يتبنى صراعا مع اليهود كأهل كتاب مطلقا من منطلق دينى بل كان الحوار دائما هو السائد من عهد النبوة المباركة وفيمن بقى منهم تحت حكم الإسلام فيما بعد ولم يكن إجلاؤهم مطلقا من منطلق دينى وإنما من منطلق وطنى لخيانتهم للعهود والمواثيق التى أبرموها مع النبى صلى الله عليه وسلم وقد حكم فيهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو من إرتضوا هم بتحكيمهم كسيدنا سعد بن معاذ رضى الله تعالى عنه وأرضاه وقد نزلوا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أما إحتلالهم لأرض فلسطين فكذلك فإن صراعنا معهم (( الصهاينة )) وليس اليهود كأهل كتاب لأن منهم من يؤمن يقينا بأن هذا الكيان المحتل الغاصب ضد عقائدهم اليهودية أما اليهود كأهل كتاب فعاشوا فى حكم الإسلام آمنين على أنفسهم وأموالهم ودينهم ومعابدهم لم يمسسهم سوء ماداموا ملتزمين بعدم الكيد أو خيانة البلد الذى يعيشون فيه ومن هذا المنطلق أقول لك أنه بمنتهى اليسروالسهولة كذلك بمجرد أن يرفع الغرب المتحالف مع الكيان المحتل يده عن دعمه ويفض الشراكة والتحالف معه وبمجرد أن يقوم هؤلاء بترك أرضنا المقدسة وتفكيك مستوطناتهم الإحتلالية فقد زال الكيان  وبمجرد أن تزول تلك العقبات الثلاث  الحرب فى الدين وإحتلال الأرض المقدسة والملك الجبرى فيقينا سيتحقق الصلح الآمن  ويقينا نحن على الطريق إليه  شاء من شاء وأبى من أبى 

(ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا  ) نعم بكل يقين عسى أن يكون قريبا وحتى ألقاكم مرة أخرى أترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمين بدر. مصر. الرابع من شعبان 1443هجرى الموافق 7/3/2022 ميلادى أو شمسى .











 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...