إن الكتابة عن أى شخصية يستلزم قدرا كبيرا من البحث والعلم والدراسة لتلك الشخصية حتى تكون الكتابة بأمانة القلم على الوجه المبتغى به وجه الله عزوجل وحين تهم بالكتابة عن أعظم شخصية عرفها التاريخ على الإطلاق تشعر فى البداية بالعجزوالرهبة من الإقدام على الإمساك بالقلم والكتابة فوق السطور لاسيما وقد سبقك بالكتابة عنه صلى الله عليه وسلم أصحاب مقامات وأقلام رفيعة ولكنك باليقين أن مهما كتبت فإنك فى طواف فقط حول شخصية محمدالله صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين ستمسك بالقلم وتأتى بالأوراق وتبدأ الطواف ويقينا بعد بلوغ منتهى طوافك ستقف على أعتاب هذا البيت من الشعرللإمام البوصيرى رحمه الله مترنما به ترنيمة شاهد سرمدية على حقيقة ما سطر ووثق بهذا البيت العظيم ألا وهو فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم .
وأشهد قبل أن نطوف سويا حول شخصية حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم أن الكتابة عنه أمر جلل ومسئولية كبرى خصوصا وأنت لاتريدها سطور تحمل عبارات وجمل المدح التى ملئت كتب السابقين وهم يقفون مشدوهين أمام عظمة الشخصية وإبهارالمواقف والنتائج المبهرة فى أقل من ربع قرن من الزمان ؟!!!!! نظرت إلى الآية الكونية فى يمينى فى إقتران كتابة الله عزوجل لإسمه سبحانه (لفظ الجلالة (الله )) وإسم النبى محمد صلى الله عليه وسلم بذات الأوردة وتذكرت إستشفاع أبونا آدم عليه السلام بحبيبه وحبيب رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلما سأله رب العزة سبحانه وما يدريك عن محمد قال يارب رأيت إسمه مقرونا بإسمك على ساق العرش فعلمت أنك ما قرنت بإسمك إلا حبيبا لك !!! فقبل الإستشفاع وقبلت التوبة وكيف لا وهو رحمة الله للعالمين صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
كانت البداية فى التفكيرفى هذا الطواف وهذه الكتابة برؤيا رأيت فيها حبيب الله صلى الله عليه وسلم وكنت آنذا بالمملكة العربية السعودية فى الفترة من 2004 وحتى أواخرالعام 2007 وكان صلى الله عليه وسلم باديا عليه الحزن فسألته (أأكتب عنك يا رسول الله ) فأشار بيديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم وكأنه يقول بإشارته (( أفلح إن صدق )) هذا ما فهمته وقتها من الرؤيا لما إستيقظت منها نويت بعدها بعمرة ومن فضل الله بحج هذا العام لكن الرؤيا كانت ومازالت تشغلنى وما زلت حزينا لأنى رأيته صلى الله عليه وسلم وعليه أمارات الحزن وكنت وما زلت أعتقد من حينها أن سبب حزنه صلى الله عليه وسلم أحوال أمته وما تكابده فى هذا العالم ولبعدها عن منهاج النبوة كأنجع طريق لمكافحة ومنافحة أعداء الله المتربصين بدين الله عزوجل .
كان لابد أن أعكف من حينها على الدراسة والبحث والطواف حتى أكتب مايليق بأن يصدر وعليه إسم أحب مخلوقات الله عزوجل إليه ولكن لأسباب ولظروف كثيرة تأخرت فى الكتابة ولكنى لم أترك الطواف أبدا ولن أتركه ماحييت حتى يمن الله على بأن يجمعنى الله به بأبى هو وأمى وروحى وكل غال فى حياتى وصلوات ربى وسلامه عليه دائما وأبدا إلى ماشاء الله رب العالمين كنت أسعد وأغتبط كل من يحكى أمامى سعيدا مسرورا بأنه رأى الحبيب صلى الله عليه وسلم فى منامه ولكنى كنت أتألم أنى لم أره منذ تلك الرؤيا وأرجوا الله أن أراه سعيدا مستبشرا بتغيرأحوال الأمة الإسلامية لأحسن الأحوال وردهم إلى منهاج النبوة ردا جميلا اللهم آمين .
كتبت فى مقالات سابقة وفى كتابى (القرآن يتحدى من جديد )
اسال.الله.لك.التوفيق.والاعانة
ردحذف