الثلاثاء، 26 يناير 2021

جمعة الجمعة يوم المزيد

 يوم الجمعة هو خيرأيام الله على الأرض وفى السماء فهو خير يوم طلعت فيه الشمس ففيه خلق أبونا آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة  وفيه أهبط إلى الأرض للقيام بمهام أعظم تكليف وتشريف (خلافة الله عزوجل) ففى الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة  )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنه اليوم الذى فيه الصلاة التى سمى اليوم بإسمها ألا وهى صلاة الجمعة والتى تجمع المسلمين على موعظة وتذكرة وتدارس أسبوعى لأمور دنياهم وأخراهم فلذلك خففت من أربع ركعات إلى ركعتين جهريتين بعدالخطبة وفيه أيضا ساعة إجابة من وافقها بدعاء أستجيب له بفضل الله رب العالمين .

وسمى فى السماء بيوم المزيد نظرا لأنه أى فى يوم الجمعة يتجلى الله لعباده المنعمين فى الجنة فينظرون إلى وجهه الكريم فيزيدون بهاء وجمالا وهو أعظم مرادات عبادالله الموحدين لذلك أمر الله سبحانه حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع هؤلاء فى قوله سبحانه (( وإصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت الآية الحمدلله الذى لم يميتنى حتى أرانى من أمتى من أمرنى بأن أصبر نفسي معهم  أو كما قال صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .

وقد جاء فى الحديث أيضا قوله صلى الله عليه وسلم  ((أتاني جبريل وفي كفه كالمرآة البيضاء يحملها فيها كالنكتة السوداء فقلت : ما هذه التي في يدك يا جبريل ؟ فقال : هذه الجمعة ، قلت : وما الجمعة ؟ قال : لكم فيها خير كثير ، قلت : وما يكون لنا فيها ؟ قال : يكون عيدا لك ولقومك من بعدك ، ويكون اليهود والنصارى تبعا لك ، قلت : وما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها ساعة لا يسأل الله عبد فيها شيئا هو له قسم إلا أعطاه إياه أو ليس له بقسم إلا ذخر له في آخرته ما هو أعظم منه ، قلت : ما هذه النكتة التي هي فيها ؟ قال : هي الساعة ، ونحن ندعوه يوم المزيد ، قلت : وما ذاك يا جبريل ؟ قال : إن ربك اتخذ في الجنة واديا فيه كثبان من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة هبط من عليين على كرسيه فيحف الكرسي بكراسي من نور فيجيء النبيون حتى يجلسوا على تلك الكراسي ، ويحف الكراسي بمنابر من نور ومن ذهب مكللة بالجواهر ثم يجيء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا على تلك المنابر ، ثم ينزل أهل الغرف من غرفهم حتى يجلسوا على تلك الكثبان ، ثم يتجلى لهم عز وجل فيقول : أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي فسلوني ، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم ، فيفتح لهم في ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وذلك بمقدار منصرفكم من الجمعة ، ثم يرتفع على كرسيه عز وجل ويرتفع معه النبيون والصديقون ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهي لؤلؤة بيضاء و زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء ، غرفها وأبوابها وأنهارها مطردة فيها ، وأزواجها وخدامها وثمارها متدليات فيها ، فليسوا إلى شيء بأحوج منها إلى يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلى ربهم ويزدادوا منه كرامة )) .
                                                                                                                                              
ومن أجمل ما يكون فى ذلك اليوم العظيم الإكثارفيه من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم طاعة له وحبا وبركة وإستزادة من الأنوارالربانية فمن صلى على الحبيب صلاة صلى الله عليه بها عشرا والله يضاعف لمن يشاء فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أيضا (( من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا وحطت عنه عشرخطيئات ورفعت له عشر درجات )) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم ((من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ)) كما أنه قد ورد أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أن الله عزوجل يرد له روحه حتى يرد على المصلين والمسلمين عليه لاسيما يوم الجمعة وقد قال الله عزوجل (( وما كان الله معذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) لذا فعلينا أن نكثر من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وكذلك نكثر من الإستغفار ففيهما الفرج والنصرالمبين من الله رب العالمين الذى لا يرجى النصر إلا منه وحده سبحانه                                                                                  
                                                                                                                                          

ولن ننسى أن ثوارتنا كانت تزداد قوة فى الجمعات حيث كانت القلوب موحدة متآلفة وكانت مليونياتنا المنصورة تسمى بجمعاتنا كجمعة الغضب أوالتنحى وهكذا فكانت الجمعة جامعة القلوب على الحق والخير صلاة ويوما وكذلك كانت الجمعات فى بقية الدول وعند الشعوب التى رفعت رايات حريتها وإبتغت أن تسهم بكرامة فى الركب الحضارى الإنسانى والحقيقة أننا لبيان فضل ذلك اليوم العظيم بحاجة إلى مساحة أكبر نستفيض فيها فى تدبر فضائله ولكنها ذكرى (( فذكرفإن الذكرى تنفع المؤمنين )) وحسبها فضلا كما سبق وقدمنا أنها يوم مرادنا الأعظم ومبتغى قلوبنا وأرواحنا الأوحد ألا وهو المزيد بيوم المزيد فهلموا وشمروا وأبذلوا ليوم قال الله عزوجل فيه (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ))  رزقنى الله وإياكم بالحسنى وزيادة بيوم المزيد اللهم آمين آمين آمين وصلى الله وسلم وبارك على إمام الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

                                                                                                                                               



(ص1) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...