الجمعة، 29 يناير 2021

بسم الله رب الغلام

حين تقدم الغلام الذكى لمسابقة الإختيار من قبل ساحرالملك لإستخلافه على عرش السحر ليفوز بالمركز الأول لم يكن يدرك حينها أنه كما أختير من قبل ساحرالملك ومليكه أنه المختارأيضا ولكن من قبل العلى القديرلملحمة التحرير وأنه العبدالمصطفى لمهمة النصرالمبين فى ملاحم ثلاث لابد للحق أن يخوضها فى مواجهة الباطل على مستوى الروح وعلى مستوى الوعى وفعليا على الأرض وإدراك النصر فى الأبعاد الثلاثة من قبل الحق من أهم الإدراكات للجندية فى جنب الله عزوجل ذلك لأن تحقيق النصر فى معركة الأرض هو نتيجة حتمية بأمرالله للإنتصارالروحى وفى ملحمة الوعى وبمشاهدة ذلك الغلام أثناء خوضه لملاحم الروح والوعى والأرض ستتيقن من إصراره على تحقيق النصر فى معركة الأرض بعد تحققه على مستوى الروح والوعى من أن النصر فى الجهادالأصغر أمرحتمى ولاحق بأمرالله على النصر فى الجهادالأكبر كما أمرنا وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث (( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر )) حيث أن الجهادالأكبر لا يحده زمان أومكان على الأرض أى أنه لا ينفك عنك مادامت روحك فى جسدك حتى تلقى الله عزوجل (( بالقلب السليم )) .

ففى البداية وبعد فوز الغلام فى المسابقة وبعدما أصبح الساعد الأيمن لساحرالملك يعلمه أسرارالسحر وخباياه قدرالله لإصطفاء الغلام أن يمر فى طريقه لقصرالملك بالراهب الذى يتعبد لله عزوجل على دين التوحيد وعبادة الله عزوجل وحده لتبدأ أولى ملاحم الغلام بين الحق والباطل على المستوى الروحى ويبدأ صراع الغلام نفسا وروحا وجسدا ويتبلور هذا الصراع فى سؤال  أمر الراهب أحق أم أمر الساحر ؟!! فالسحر بالرغم من كونه يأتى بأعاجيب فى أعين الناس إلا أنه فى نهاية الأمر صلة مخلوق بمخلوق إنس بجن ((وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) أما علم التوحيد الذى كان الغلام يتعلمه على يد الراهب فهو يصل المخلوق بالخالق يصل الروح بربها وإلهها الواحد الأحد وشتان بين صلة المخلوق بمخلوق مهما بلغ من قوة أو نفوذ أو سلطان وبين صلة المخلوق بخالقه سبحانه الجبار ذوالقوة المتين القهارالفعال لمايريد وظلت تلك الملحمة الروحية فى نفس الغلام حتى لحظة الحسم والنصرالمبين فى تلك الملحمة الروحية عند خروج الدابة التى إعترضت طريق الناس فعندها لما قتل الدابة برمية حجربإسم الله الواحد الأحد (إطمأن قلبه ) وإستقرفؤاده وإنتصرت روحه لوصلها بالخالق جل وعلا وألقت بصلات كل المخلوقين وراء ظهرها معلنة بدء حقبة جديدة وملحمة أخرى شديدة هى ملحمة الوعى .

بدأت ملحمة الوعى مباشرة بعد ذيوع صيت الغلام بين الناس بعد قتله للدابة وتخليصهم من شرها فلقد كان الساعد الأيمن لساحرالملك والناس لا تدرى عن توحيده وصلته بالله عزوجل شيئا تنفيذا لوعده للراهب بألايخبرعنه أحدا وأن يظل تعليمه إياه لعلم التوحيد سرا بينهما لكن قلب الغلام الوضاء وفطرته النقية وسريرته الشفافة كانت تأبى وترفض أن تسبح روحه فى أنوارالله وحدها ؟!!! كان معدنه النادر يرفض بكل كيانه أن يستأثر بلذة وصل الله وحده فذلك فوق تحمله وفوق طاقته فأراد بكل روحه وبكل ذرة فى معدنه الأصيل النادرالنقى أن ينعم العباد جميعهم بوصل الله فى الدنيا وفى جنات النعيم ومن هنا بدأت ملحمة الوعى لأن الناس لما تحدثت أنه قتل الدابة بفضل السحر الذى تعلمه فى قصرالملك أخبرهم أنما قتلها بفضل الله عزوجل وقدرته وأنه ( ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى ) فبدأ الناس يسألون عن الله والمعرفة بالله والصلة بالله وبدأ التوحيد ينتشر وأدرك فسطاط الكفر أن البساط ينسحب من تحت قدميه وأن العباد سيؤمنوا بالله ويكفروا بهم لأن فسطاط الكفر لا يمتلك بنيانا علميا ولا عقائديا يواجه به فسطاط الحق والإيمان وإنما هى خزعبلات وخرافات واهية لا تستقيم ولا تصمد أمام صوامد الحق والإيمان العلمى والعقائدى وأن إنهيار فسطاط الكفر آت لا محالة وأن الهزيمة فى معركة الأرض أصبحت مسألة وقت لا أكثر وأنها صارت صفرية لا تحتمل التأجيل أو التسويف وأنه لابد من مواجهة ولابد من منتصر ولابد من مهزوم  ( وما النصرإلا من عند الله )

بعد هزيمة الباطل أمام الحق على مستوى الروح والوعى وإقبال العباد على الحق لم يملك فسطاط الكفر إلا سلطان القوة المادية بالحبس أو القتل أو النفى فبدأ بالتنكيل بكل من يعلم عنهم أنهم كفروا بالباطل وآمنوا مع الحق بالله رب العالمين كما قص الله عزوجل فى القرآن قول الملكة الحكيمة بلقيس (( أسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) !!! توحيد خالص لله عزوجل . وعندما تصبح معركة الأرض صفرية أمام الباطل ليس أمام الحق إلا الصمود بإنتصاراته الروحية وفى ملحمة الوعى ولذلك لما إلتقى الغلام بالراهب مقبوضا عليهما (( تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) فثبتا بعضهما البعض وتصابرا بالله على أن يكون الموعد الجنة فقتل الملك وسحرته الراهب فلم يثنى ذلك الإجرام الغلام الموحد عن المضى نحو الهدف الأسمى وإتمام نموذج النصرالمبين بأبعاده الثلاثة روحياووعيا وعلى الأرض وكلما حاول فسطاط الكفرالتخلص من الغلام ووأد (( فتنته )) !!! عاد إليهم سليما معافى وأهلك الله جنود الملك وساحره بدعاء كان يدعوا به مسبب الأسباب (( رب إكفنيهم بما شئت )) ((فسيكفيكهم الله )) فكفاه الله جنود الملك وسحرته لكن هناك مهمة ودور وكونه المختار من قبل مسبب الأسباب سبحانه فلابد من تحقيق المهمة وآداء الدور وإستكمال نموذج النصرالمبين كاملا بكل أبعاده لذا لم ترهبه الأسباب التى فى يد فسطاط الكفر وجحافله ولم ترهبه العقوبات وفقدان ملذات الدنيا بأسرها وإمتيازات الساحرومليكه ولا يرهبه فقدان الحياة بالقتل على يد رأس فسطاط الكفر وإنما كل ما يهمه آداء المهمة وتحقيق الدور وتبليغ رسالات الله عزوجل وأن يخرج العباد من الظلمات إلى النور .

ولتحقيق الهدف كان يعلم تماما أن حياته ستكون ثمنا لتحقيق ذلك الهدف الأسمى وإكتمال نموذج النصرالمبين فحياته أصبحت هدفا لفسطاط الكفر وهو يريد إنتشار الحق والخير إذا فلا ضير من فقدان الحياة الزائلة أصلا وحتما مقابل أن يعبر العباد من الظلمات إلى النور  من ظلمات الشرك والكفر والنفاق إلى أنوار التوحيد والإيمان ووصل الله عزوجل  حياتى إذا بتحقق الهدف ستكون ثمنا رخيصا إذا حققت مرادالله عزوجل لذا مكر فسطاط الكفر ومكرالله عزوجل (( والله خيرالماكرين )) فإن الله يمكر سبحانه لقيادة العباد إلى خيرهم فى الدنيا والآخرة فكانت الفكرة ولحظة الحسم فى معركة الأرض وملحمة الخلود أنك يا رأس فسطاط الكفر إذا أردت تحقيق هدفك بقتلى فعليك أن تجمع الناس فى صعيد واحد وتنادى بصوت عال يسمعه كل الناس  (( بسم الله رب الغلام )) وترمى بسهمك عندئذ فقط وحسب ستتمكن من قتلى ؟!! ولأن الله يستدرج فسطاط الكفر من غباءه كان رأس الكفر ينفذ كل ما يأمر به الغلام على مرأى ومسمع من العباد أجمعين ؟!! عند ذلك أدرك الجميع أنه عبد سفيه وليس إله كما زعم وكما يروج سحرته من حوله ؟!! وهنا سقط صنم العبد المتأله ولسان حالهم يقول (( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا )) فآمنوا جميعا وخد لهم المجرم أخدودا عظيما أوقد فيه نيرانا عظيمة يراودهم بالإبقاء على حياتهم الفانية عبيدا له أو يلقى بهم فى نيران الأخدود (( ليفوزوا بالخلود )) حتى أنطق الله الرضيع ليثبت أمه الفزعة على ولدها ناطقا (( إصبرى يا أمى فنحن على الحق )) فسبحان من أنطقه تثبيتا منه سبحانه وإنتصرالحق وهزم هنالك المبطلون فلم يبق عبدا من عباد الله إلا موحدا لا يخشى فى الله لومة لائم ولا يهاب الموت فى سبيل الله عزوجل ونعيم وصله سبحانه فى الدنيا والآخرة فنزع الله سلطان فسطاط الكفر  فلا سلطان بدون الناس بدون المحكومين ؟!! وإنتصرالحق روحيا ووعيا وعلى الأرض وبقى الخلود من الواحد الأحد المعبود الذى لا معبود بحق سواه ☝ أمين بدر الجمعة .مصر.29/1/2021






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...