الخميس، 28 يناير 2021

ثغور نفذ منها العدو 1

منذ لحظات الإسلام الأولى حرص المعلم الأعظم صلوات الله وسلامه عليه على صياغة الوعى والإدراك للفردالمسلم أن يعى أنه جزء لا يتجزأ من أمته الإسلامية ينتظم معهم فى جسد واحد كما يدرك أن يكون أمة وحده فإذا مانظرت للصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم تتعجب من كون كل فرد منهم هو أمة وحده إلا أنك أيضا تجده جزء لا يتجزأ من أمته الكبرى إذا إشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى وعلى هذا النحو تربى جيل الصحابة على يد النبى صلى الله عليه وسلم ثم تربى جيل التابعين على غراره وتابعى التابعين ومن حينها إلى ألآن قلت تدريجيا تلك المنظومة التربوية العظيمة وهذا النموذج الفريد الذى صاغ رجالا حيروا أقلام التاريخ فى الكتابة عنهم وأعجزوا أفذاذ اللسان فى وصفهم والتعبير عن حقيقتهم . 

وبتلك المنظومة التربوية العظيمة وذلك النموذج الفريد نلتقى مع ثغر مهم جدا من ثغور هذا الدين الحنيف وهذه الأمة الخيرية رابط عليه عظماء وأبهروا الدنيا بفعالهم ألا وهو الإنفاق فى سبيل الله  وهذا الثغر العظيم يختلف عن ثغرالجهادبالنفس والمال فعلى سبيل المثال تجهيز سيدنا عثمان بن عفان لجيش العسرة هو جهاد بالمال فى سبيل الله عزوجل أما شراؤه لبئر أرومة الوحيد فى المدينة فهو من المرابطة على ثغر الإنفاق فى سبيل الله فقد وجد سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه أن المدينة بأسرها بعد الهجرة تحتاج للشرب من ذلك البئر الذى يملكه يهودى يحتكر إستثمار ذلك البئر ويغالى على الناس وبعبقرية الإقتصادى الفذ عرض على اليهودى شراء البئر فرفض اليهودى وبذكاء المستثمر المريد للخير للناس عرض عليه شراء نصف البئر وتخصيص ثلاثة أيام له وثلاثة أيام لليهودى ويوم للصيانة فوافق اليهودى إلا أنه غالى فى الثمن كثيرا إلا أن سيدناعثمان وافق وأتم الصفقة وخصص الثلاثة أيام التى يملكها كنصف للبئر مجانا (( لجميع أهل المدينة مسلم وغيرمسلم )) (( فأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض )) فعم الخير على الجميع وأصبحوا يخزنون الماء للثلاثة أيام التى يملكها اليهودى فبارت عليه أيامه وذهب إلى سيدنا عثمان يعرض عليه شراء النصف الآخر من البئر وظل يرفض سيدناعثمان واليهودى يخفض الثمن حتى قبل سيدنا عثمان بالسعر الأمثل وإمتلك البئر ووهبه لجميع سكان المدينة مجانا بغير مقابل  !! ألم أقل لكم  خيرية الأمة للعالمين !!! وهذا ماتربى عليه ووعاه الرعيل الأول ومن تلاهم ممن درسوا هذا الدين الحنيف ووقفوا على جوهره وحقيقته  بأن تكون أمة ولكنك جزء لا يتجزأ من الأمة الكبرى وأن يفيض الخير من بين يديك للعالمين .

ويحضرنى فى ذكر ثغر الإنفاق فى سبيل الله ذكر الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله ذلك العالم المسلم العربى الكويتى الإنسان بمعنى الكلمة (( رحمه الله رحمة واسعة )) حيث كان نموذجا مبهرا للمرابطين على هذا الثغر فى عصرنا الحديث أو قل فى الآخرين حيث لم يترك بابا من أبواب الخير إلا وطرقه بالإنفاق فى سبيل الله عزوجل فى القارة السمراء من حفر أبار المياه إلى إنشاء المدارس والدور الدعوية وتحفيظ القرآن إلى إنشاء المستشفيات ودور العلاج والإسعاف وغير ذلك من وجوه البر والخير حتى رأينا رجلا من رجالات زماننا تحقق فيه الأنموذج وأصبح أمة وحده فشرح الله له القلوب والصدور وأسلم على يديه خلق كثير ومازال نهرالخيرات من يديه يجرى رحمة الله عليه وأدام عليه نعيمه ورفع درجاته فى عليين اللهم آمين .

وندرك بذلك أن ثغر الإنفاق فى سبيل الله ليس له وجه بالخصوص وللمرابطين عليه مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لما كان من مرابطتهم من أثر ونتيجة حيث أن بناء المدارس أو الجامعات أو نشر الكتب والبحوث العلمية والإنفاق على البحث العلمى النافع للبشرية وبناء المساجد ودورتحفيظ كتاب الله وكذلك المستشفيات ودورالعلاج وشراء الأجهزة والأدوية والعلاجات المختلفة كل ذلك ووجوه البروالخيركثيرة من إيواء لمشرد أو دعم لمحتاج أو سداد لدين أو غارم ,,,إلخ فإن المرابط على ثغر الإنفاق فى سبيل الله لن يعدم وجها من تلك الوجوه المتعددة ولا شك أن هذا الثغر من الثغور التى يحارب الوحش العولمى المرابطين عليها لما تجلبه للعالمين من خير وهذا الوحش يريد إحتكار (الطعام والشراب ) حتى يأخذهم المتبع لهذا الدجال الملعون بدينه وآخرته ؟!!! ولذلك كان للمرابط على هذا الثغر الأجرالعظيم الذى لا يعلمه إلا الله وحده مادام خالصا لوجهه الكريم  .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...