لعلك ذات مرة تفكرت فى هذا الكائن ؟! الشيطان هذا الشرالذاتى المطلق ؟!! ولعلك تسائلت مادام شرا مطلقا إلى هذا الحد الذى بلغ به أقصى عقوبة فى قانون العقوبات الإلهى ! اللعن . أى الطرد من رحمة الله بشكل نهائي وأبدى إذن فلماذا خلقه الله ؟!!وأسئلة أخرى عديدة قد تدور فى نفسك عن هذا الكائن ؟ لماذا خلع عباءة الطاعة وتمرد وأعلن العصيان وكفربأنعم الله عليه ؟ لماذا أبغض آدم وبنيه كل هذا البغض وحمل لواء إهلاكهم وحملهم على السعى إلى جهنم بأرجلهم وبإرادتهم ؟!!! لماذا لا يعبأ بأى مخلوق حتى ولو كان من قبيله فيسعى جاهدا ألا ينجوا أحد من عذاب الله ليتشاركوا جميعا فى الجحيم ؟!!! ولماذا ولماذا وآلاف من علامات الإستفهام سنحاول الإجابة عن بعضها لفهم جوهرالصراع التاريخى والأبدى صراع المصير فمن أين تبدأ الإجابات ؟!!
دعونا نبدأ من النهاية من مشهد قصه الله عزوجل علينا فى كتابه العزيز بعد زوال هذه الدنيا !! دعونا نبدأ من خطبة الشيطان المقدسة !!! وهل للشيطان خطبة ومقدسة ؟!!! بكل تأكيد نعم للشيطان خطبة مقدسة إصطفاها الله من بين كلام الكائنات وجعلها قرآنا يتلى إلى يوم الدين ويتعبد بتلاوته آناءالليل وأطراف النهار بل ويصلى به كل يوم وليلة خمس مرات !
وذلك مصدرقدسية تلك الخطبة التى نقرأها ونتلوها فى كتاب الله العزيز فى سورة إبراهيم الآية 22 فماذا قال فى تلك الخطبة ؟!!!وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)
إعتراف كامل وتفصيلى بأنه مجرم كاذب لكن للأسف فهذا الإعتراف قد جاء بعد أن قضى الأمر إنتهى الإمهال والإنظار إنتهت الدنيا الزائلة كمستودع وأصبحنا فى الآخرة المصيروالمستقر (( يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا )) وشهد عليه لعنة الله بأن الله وعدنا وعدالحق ولسنا بحاجة إلا شهادته إلا من باب الحجة والتوثيق الذى قدره الله وجعله قرآنا يتلى وشهد كذلك بأنه كاذب الوعود ثم يتبرأ من أتباعه يوم الحسرة والندامة بل ويقيم الحجة عليهم وأنهم كانوا هم الظالمين الكبراء منهم والضعفاء على حد سواء !!!!
وأتل معى قول الحق فى الآية التى قبلها((وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ))21
..!أرأيتم !الشيطان يتبرأ من الجميع الكبراءوالضعفاء والكبراء يتبرأون من الضعفاء والذين (( أستضعفوا )) يحاولون تخفيف العذاب بطلب أن يتحمل سادتهم وكبرائهم ولو يوما من العذاب أوشيئامن العذاب الأليم عنهم ولكن ما من مجيب يقول الشيطان مستكملا خطبته فى الجحيم إننى لن أستطيع أن أزيل عنكم سبب إصطراخكم من العذاب الأليم كما أنكم لن تستطيعوا ذلك فإننا جميعا قد ظلمنا أنفسنا فصرنا (( الظالمين )) معرفين بالألف واللام لذا حقت علينا كلمة العذاب الأليم إن هذه الخطبة الشيطانية فى الجحيم حجة على الظالمين فى كل زمان ومكان سواء كان مستكبرا أو مستضعفا .
فتلك اللحظة آتية ولاريب عافانا الله وإياكم أن نكون من مستمعيها من الملعون عليه لعنة الله التامة لذا فالفرارإلى الله بل وسرعة الفرار إياك وأن تستضعف أو تعين الظالمين ولو بالصمت فأنت عندئذ لا تختلف عن الشيطان فى شيء غير أنك شيطان أخرس قف فى وجه الظلم وتوحد مع إخوتك فى الإنسانية لمنعه حتى ولو كان هذا الظلم واقعا على كافر وهذا من الإسلام ونبينا عليه الصلاة والسلام علمنا ذلك عندما ذهب إلى أبي جهل ليطالبه بحق الأعرابي الغريب المستضعف دون أن يسأله عن دينه أو قبيلته أو أى صفة أخرى ما دمت صاحب حق فسأنصرك وأقف معك وقال عليه الصلاة والسلام أيضا لقد دعيت إلى حلف فى الجاهلية لو دعيت إليه فى الإسلام لأجبت ألا وهو حلف الفضول الذى تعاهدت فيه قبائل العرب أن تنصرالمظلوم وتمنع الظالم مهما كان ..صلوات الله وسلامه عليه
أما بقية الإجابات عن هذا الكائن فعلى وعد فى قادم المقالات أو اللقاءات إن قدرالله المحيا وكانت له سبحانه المشيئة لنجيب عن باقى تلك التساؤلات وحتى نلتقى أترككم فى حفظ الله ورعايته .
https://youtu.be/SoCHm24wrZ8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق