قضى الله فى لوحه المحفوظ أن يأتى دينه الذى إرتضى لعباده (الإسلام ) غريبا وأنه سيعود غريبا وأن للغرباءأتباع دين الله فى الحياة الدنياوفي الآخرة شأن عظيم (( فطوبى للغرباء )) فكونك من أتباع هذا الدين لايعنى أنك بلغت ميناءالسلامة بل الحقيقة هى أنك بإتباعه بدأت رحلة أن تكون من الغرباء !!!!
وأنك فى خندق هذا الدين العظيم فى مواجهة بحورلجبة وأمواج عاتية من أحزاب أعداءالله ومن أجل تلك المواجهة وهذا الجهادالعظيم خلق الله تلك الدنيا وجعلها مستودع للفسطاطين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولكل فسطاط مستقر !!! فاللهم مستقررحمتك آمين لذا قلناونؤكدونردد دوما أن حمل الهوية الإسلامية ليس إرثا بل أمانة ومسئولية يجب أن تحملها أيها المسلم فى هذا العالم وتكون أهلا لحملها وآدائها على الوجه الذى يرضي ربك جل وعلا وإياك وأنت فى هذا الخندق أن يؤتى الإسلام من جهتك فإنه والله الهلاك المبين .وإستمع معى لخالقنا جل وعلا وهو يقول (( يأيهاالذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليهاملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ))6التحريم.
والناظرمن شرفات التاريخ قد يرى مشاهد عجاب لكنه إذا ما تدبر حكمة الله فيها علم أنه الحق من ربه وأنه لم يك فيما كان بأحق مما كان وأنظرمعى أحب خلق الله إلى الله ومعه صحابته الكرام وأصدق الصادقين فى العالمين وهو يربط الحجرعلى بطنه ومن صحابته كذلك وهم يحفرون الخندق حول المدينة وقد حزبهم الجوع ولا أحد يملك طعاما !!! العالم من حولهم قد تحزب وجمع قواه وأتى بكامل إمكاناته وإمكانياته للقضاء على هذا الدين ( دين الله ) وحبيب الرحمن ومن معه لا يملكون فى هذه الدنيا إلا عقيدتهم وتوحيدهم لله عزوجل والكفريملك القوة المادية والبشرية وأتى ليمحو هذا الدين ويستأصل شأفته تماما ويجتثه من الأرض إجتثاثا (( هكذا أرادوا وهكذا ظنوا أنهم فاعلين ) ولكنها كلمة الله العليا التى قضاها أن النصروالعاقبة والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين !!
كيف !!!وهم لا يملكون المال والعتادوالعدة والسلاح الكافى لمواجهة الكفرالمتوحدعلى قلب رجل واحد أو (هكذا بدوا ) نقول هكذا قضاءالله النافذ وكلمته العليا وما النصرإلا من عند الله وفى هذا الموطن تبتلى الأنفس ةتنصهرالأبدان والأرواح لينفى الحق عنه الشوائب وليجتمع الباطل ببعضه البعض فيركمه الله ويذهب الزبد جفاء ويمكث فى الأرض ما ينفع الناس كل الناس وتلك أيضا من سنن الله الماضية التى لا تتخلف ولكنه الإبتلاء والإصطفاء والإستعمال والإستبدال .
فطيلة ما كان المسلمون بقوتهم ما كان للنفاق بأن يطل برأسه ويظهر فيعرفه أهل الحق وتطهر منه الأمة أما على الحال التى جعلهم الله عليها فأطل النفاق برأسه وأخرج من فمه ألسنة اللهب التى آذوا بها الله ورسوله والمؤمنين وأتوا بأفعال وثقها الله عليهم ووثقتها دائرة الذهن الإيمانية ودائرة الوعى الإسلامية وحفظتها دائرة التاريخ البشري للتدارس والتدبروأخذ العبر للحاضروالمستقبل فقالوا وسجله الله قرآنا يتلى (( ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا )) وقال رأسهم فى أثناء حصارالأحزاب للإسلام فى خندقه حول المدينة عندما بشررسول الله أصحابه بكنوزكسرى وقيصر (وقدكان ) قال رأس النفاق أنظروا لا يأمن أحدنا أن يخرج لكى يقضى حاجته ومحمد يعدنا بكنوزالفرس والروم !!! وقال آخر منهم (( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا )) ...إلى آخر تلك المواقف الموثقة من أهل الكفروالشرك والنفاق .
ولكن وكما قلنا فإن لله حكمة بالغة وقضاء نافذ وهو سبحانه غالب على أمره فطهرالأمة مراد من مرادات الله كطهرالمؤمن تماما فالله كما يريد المؤمن نقيا طاهرا يريد مجتمع المؤمنين كذلك نقيا طاهرا وتلك هى الملحمة وهذا هو لب الصراع بين الفسطاطين الصدق فى مواجهة الكذب الحق فى مواجهة الباطل الطهروالنقاء فى مواجهة الفسق والفجور فتجد فسطاط الباطل يريد أن تشيع الفاحشة فى المؤمنين فينفق لإصطناعها ويروج لها وينشيء لها أسواقا لترويج بضاعتها بينهم ذلك لأن الباطل يعلم يقينا أن مجتمع الحق ما دام محافظا على الطهروالنقاء فلا سبيل له عليه ولن يستطيع أن يلقاه فى معركة ذلك لأن فسطاط الطهروالنقاء الله معه وهم يعلمون أن لا قبل لهم بالله وجنوده لذا فجل جهد فسطاط الباطل أن يستوى جندالحق معهم فى معصية الله لتنزل المعارك إلى دائرة الأسباب بعيدا عن مسبب الأسباب سبحانه لذا ففى زمان الغربة الثانية يدفع الغرباء ثمن معاصي جند الحق لا قوة جند الباطل يدفعون ثمن جلد الكافر وعجزالثقة والأجروالله أعظم مما يتخيلون .
لقد تحزب الباطل لشن غارة على الإسلام لمحوه وتقويض إنتشاره ولحصاره وحصار أهل الحق وإنتقلوا من مرحلة التدبيروالكيد تحت الموائدوخلف الكواليس إلى العلن والجهربذلك وإنتهاز كل الفرص السانحة للحملة عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن كتاب الله المحفوظ ونرى المنافقين يسارعون فيهم يخشون أن تدورالدائرة عليهم عليهم دائرة السوء والله مخزيهم وكما نصرأهل الخندق الأول سينصر أهل الخندق فى الآخرين ذلك وعدالله الحق وهو أصدق القائلين ويا سائلا عن الحكمة إذن من أن يكون أهل خندق الإسلام على تلك الحالة من الضعف والذلة والهوان على أحزاب العدو !!!! والإجابة
((( حتى إذا إستيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين )) يوسف
وحتى ألقاكم على خير لنستكمل معا تلك الرحلة فى تدبرالحقائق أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه وأشكرلكم حسن تفاعلكم وتعاونكم فالله خيرحافظاوهوأرحم الراحمين .. أمين بدر
جزاك الله كل الخير
ردحذفاخى أمين بدر
موفق بإذن الله
جزانا وإياكم وحفظكم الله
ردحذف