الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

ملاحم الجهادين الوعى و الأرض

 ثلاثة عشرعاما فى مكة المكرمة والنبى صلى الله عليه وسلم يخوض ملاحم الجهاد الأكبر تأصيلا وترسيخا وغرسا لجذور وعى يقظ نابه ومتقد يسع حقائق الله على وجهها بلا تبديل ولا تحريف تحقيقا لمرادات الله عزوجل وجمعا وتوحيدا لخيرأمة أخرجت للناس تأمربالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله عزوجل وحده . ولم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تلك الفترة بالجهادالأصغر فلم يأمرأحدا من صحابته الكرام برفع السيف أبدا وكلنا يذكر موقفه الغاضب صلى الله عليه وسلم عندما أتاه الصحابى الجليل خباب بن الأرت وقد ظهر عظمه من لحمه من شدة التعذيب فجاء بحاله المعذب لرسول الله يطلب منه أن يدعوا الله أن يزيل عنهم مانزل بهم من تعذيب قائلا  يارسول الله ألا تستنصرلنا ألا تدعوا الله أن يرفع عنا ما نحن فيه فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا والله لقد كان يؤتى بالرجل من قبلكم فيمشط بأمشاط الحديد مايرده ذلك عن دينه أبدا ولقد كان يؤتى بالرجل فينشر من مفرق رأسه إلى قدميه مايرده ذلك عن دينه أبدا ولكنكم تستعجلون . أو كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .!!!!ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا وثلة المؤمنين معه فى ذلك الجهاد الأكبر فخرجوا جميعا بأمرالله مهاجرين لتأسيس دولة للإسلام منطلقها المدينة المنورةلتبدأ ولمدة عشرسنوات فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وبالتزامن مع ملاحم الوعى ملاحم الأرض فيكون فاتحتها خيرا ببدر فى شهر رمضان المعظم لتكون باكورة إنتصارات الإسلام للدولة الوليدة وفى الجهادين معا فسبحان الله نعم المولى ونعم النصير

فبالرغم من أن الرسول الكريم وصحابته الميامين كانوا فى تلك الفترة ((المكية ))تحت وطأة التضييق والتشديد والتعذيب وفسطاط الشيطان يسومهم ألوان العذاب إلا أن المعلم الأعظم فى فترة الجهادالأكبر وغرس جذورالشجرة الطيبة التى تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها غضب لأنه لمح بوادر عدم التحمل أو عدم الصبرعلى ماقدره الله من إبتلاء وكيف لا وهم ما كانوا يعذبون إلا من أجل دينهم ومن أجل أن يرتدوا عن قول لا إله إلا الله محمدرسول الله ولقد حاولوا بالإغراءات الدنيوية فلم تجد نفعا وبالتعذيب الشديد تارات كثيرة ذهبت أدراج الرياح وبقى بأمرالله ماينفع الناس وتلك سنة من سنن الله عزوجل فى الكون  الزبد يذهب جفاء وماينفع الناس ( كل الناس ) يمكث فى الأرض فصلوات الله وسلامه الدائمين المتلازمين إلى ماشاءالله رب العالمين على رحمته للعالمين النبى الصادق الأمين محمدبن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .

وحتى يترسخ فى وعى حملة هذا الدين العظيم دين الله رب العالمين وآخر رسالات السماء بالخيرإلى أهل الأرض ذلك المعنى المتأصل والراسخ فى روح هذا الدين الحنيف السمح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة بعد العودة من غزوة من الغزوات ( رجعنا من الجهاد الأصغرإلى الجهاد الأكبر ) فمما لا شك فيه أن الجهاد لا ينفك عن المسلم الموحد الذى تتكالب عليه أعداؤه من نفس وشيطان ودنيا تتزين له بشهواتها وتحاول إضلاله بشبهاتها ويستخدم الشيطان فيها جنده من شياطين الإنس والجن ليستكثر من وقود النار ( الناس والحجارة ) ويقيننا التام والكامل أنهم (حزب الشيطان ) لا يربحون معركة من معارك الأرض إلا إذا ربحوا معركة الوعى لذلك أمرالله عزوجل بعدم إتباع خطوات الشيطان لأنه لا يأتيك بهدفه الحقيقي ولا بمراده الخبيث دفعة واحدة وإنما خطوة خطوة يستحوذ على العبد ليلقى به فى جهنم وبئس المصير .

وعلى مرالتاريخ إذا ما أخذت جولة فيه ستجد إنتصارات المسلمين دوما قرينة الوعى اليقظ والتام المكتمل على منهاج النبوة وأن هزائمهم فى معارك الأرض كانت قرينة سقوط وعيهم أسيرا فى براثن حزب الشيطان وليست الأندلس أوسقوط الخلافة العثمانية منا ببعيد لذا فإن المسلم بدائرة وعيه اليقظ فى الحقبة التى نعيشها ألآن فى مهمة عظيمة وفى جهادأكبر يشبه إلى حد كبير جهاد حقبة النبوة المباركة ذلك لأننا على مشارف إستقبال حقبة الخلافة التى على منهاج النبوة ويجب على الأمة جمعاء أن تتسع بدائرة وعيها لتستوعب وحى الله المنزل على حبيبه ومصطفاه كتاباوسنة قولا وفعلا علما وعملا فهما ووعيا وتطبيقا على الأرض فبذلك وحسب ستنتصر خيرأمة أخرجت للناس وتأمربالمعروف وتنهى عن المنكر وتنشر دين الله دين التوحيد الخالص لله عزوجل فحقبة الخلافة التى على منهاج النبوة لها رجالها الذين يمتلكون دائرة وعى موحدة تستوعب وحى ربها منهاجاوتطبيقا فأشبه العبادبرسول الله فى الآخرين المهدى محمدبن عبدالله عليه السلام خليفة الله وأمين رسوله ورحمته للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وممن معه الفوارس العشرالذين أخبرمن لاينطق عن الهوى أنه يعرف أسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم بل وألوان خيولهم !!! ويشهد لهم الرسول بنفسه بأبى هو وأمى أنهم خيرفوارس على وجه الأرض فى ذلك الحين !!

إن المؤشرات والترمومترات كلها تؤكد بيقين أن وعى الأمة مازال حيا قويا مقاوم بل ومنتصر بحمدالله رب العالمين ومن شاء أمثلة ونماذج فلينظرإلى تحالف النظام العولمى مع الأنظمة العسكرية وممثلى الملك الجبرى والطواغيت فى ربوع العالم العربى والإسلامى للسيطرة على الشعوب ((لربح معركة الأرض ) ولكنه وخلال عقد كامل وبرغم المليارات التى أنفقها ومازال ينفقها وبرغم الجهود المؤسسية سواء على المستوى المدنى أو العسكرى وبرغم تجنيده لآلاف العملاءوالخونة إلا أنه خاسرا تماما لملحمة الوعى أو إن شئت فقل خاسرا كليا وبشكل يقينى للجهادالأكبر ذلك لأنه لا يملك صوامد البناء التى يملكها دين الحق الإسلام علمياوعقائديا بالشكل الذى بيناه فى مقال ((صوامدالبناءالإسلامى المحكم )) وطالما أن دائرة الوعى الإسلامية بشبابها ورجالهاونسائها مرابطين على ثغورالوعى الإسلامى فلن ينفذالعدو إلى الأمة أبدا وسيخسر حتما ويقينا معركة الأرض ((الجهادالأصغر)) كما خسر((الجهادالأكبر)) ملحمة الوعى كما أن الأمة وبمؤشرآخر وترمومترجديد أعلنت نصرها ببيان عملى آخر فى مقاطعة فرنسا لتعديها على أقدس مقدسات الأمة الخيرية نبيها صلى الله عليه وسلم وقرآنها ووحيهاالمحفوظ ومساجدهاوحجاب نسائها واذا طبقته الأمة بشكل قوى جعلهم يألمون بشدة وعلى وشك إعلان الهزيمة (( ألا إن نصرالله قريب )) ونظرا لإطالتى عليكم فى ذلك المقال أعدكم بأمرالله بلقاء آخر نستكمل فيه سويا صفحة أخرى من صفحات نصرالأمة المحمدية فى ملاحم الجهادين الأكبروالأصغر


الوعى والأرض .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...