الاثنين، 28 ديسمبر 2020

صوامد البناء الإسلامى المحكم (العلمى والعقائدى )

 فى مقال سابق ذكرت حضراتكم ونفسي بأن نتدبر فى كلام الله عزوجل وأنه كلما مر بنا قوله سبحانه (( إن الله إصطفى )) أن نقف ونتدبر مليا ما إصطفاه الله عزوجل وما مراده سبحانه من هذا الإصطفاء لأن الإصطفاء فعل من أفعال الله الموصوفة بكل كمال والمنزهة عن كل نقص وموعدنا ألآن مع آية قرآنية كريمة فيها إصطفاءالله للدين المراد والمرتضى للعباد فقد قال جل وعلا  (( إن الله إصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) وفى آية أخرى (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ))  والآيات القرآنية كثيرة جدا فى القرآن الكريم فيما يخص الدعوة إلى الإسلام ( دين الله ) تارة بالبشارة والوعد وتارة بالنذارة والوعيد وحسبك أن الله أخبرك أنه دينه المصطفى والمرتضى قائلا سبحانه (( إذا جاء نصرالله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا)) كما قال جل شأنه (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )) .

ولما لا والإسلام هو الدين الوحيد ألآن على وجه الأرض الذى يمتلك صوامد بناءه المحكم علميا وعقائديا بما يمكنه من مواجهة ومجابهة كل التحديات عابرا إياها بشموخ ورسوخ حيث أن صوامد بناؤه العقائدى يخدمهاويقويهاويمدها صوامد بناؤه العلمى فالعقيدة الإسلامية عقيدة التوحيدالخالص لله عزوجل بهذا الدين الحنيف ترتكزعلى صوامد علمية مصدرها الوحى المحفوظ الذى تولى الله عزوجل حفظه بذاته سبحانه (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) وأول العقائد هى عقيدة التوحيد (توحيد الله عزوجل ) الذى لا إله إلا هو ولامعبودبحق سواه وهذه العقيدة يخدمها علم التوحيد (العلم السيد) علم المعرفة بالله عزوجل والصلة به سبحانه وهذا هو جوهر التحقيق (تحقيق التوحيد) أى تحصيل المعرفة بالله كتوحيد الأسماءوالصفات وتوحيدالألوهية والربوبية وإقامة الصلة به سبحانه بإحسان التطبيق لمنهاج النبوة والهالك من كان العلم حجة له لا عليه فياربنا سلم سلم .

فالتطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبودالحق هو ولاريب الصراط المستقيم للمصيرالحق بالخلود فى جنات النعيم برحمة الله ورضوانه وتلك هى صوامد البناءالإسلامى العقائدية المعبودالحق (الله رب العالمين )والمنهج الحق هو( منهاج النبوة )كتاب الله وسنة حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم و(التطبيق الحق )تطبيق النبى صلى الله عليه وسلم ثم تطبيق صحابته من بعده لاسيما الخلفاءالراشدين المهديين والعلماءالربانيين وبذلك يكون المسير إلى( المصيرالحق )الذى يؤمن به كل مؤمن مصدق لله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم (الجنة )والنجاة من المصيرالحق الذى يخلد فيه الكافرين (النار) تلك الصوامد العقائدية مبنية ومؤسسة على صوامد علمية تكفل للمسلم أن يكون بحق خليفة الله فى أرضه إذا ما أقامها على علم من الله موصولا به سبحانه .

وتلك الصوامدالعلمية هى وحدات العلوم المتمثلة فى وحدة علم التوحيد (علم المعرفة بالله والصلة به سبحانه ) ثم وحدة علوم الوحى الإلهى وهى على وحدتين (وحدة علوم القرآن الكريم )و(وحدةعلوم السنة النبويةالمطهرة ) ثم وحدة علوم التعريف والإصطلاح (الأسماء ) أو أبوالعلوم كما أحب أن أسميه لأنه العلم الذى تلقاه أبونا آدم مباشرة من رب العالمين (( وعلم آدم الأسماءكلها )) وهو العلم الذى يؤهلك لمباشرة الخلافة على علم ومعرفة من الله رب العالمين ثم وأخيرا وحدة علوم الأسباب (علوم دارالخلافة ) من طب وهندسة وفلك وكيمياءوقانون وإقتصادوسياسة وإعلام وعلوم عسكرية...إلخ وهى العلوم التى جعل الله فيها كأسباب (مباشرة المهام والأدوار )وكتب للعباد بها ماكتب من أرزاق وأقداروأدوار وهى علوم منتهية بقدرالله وكتابه السابق ((إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها وإنا لجاعلون ماعليها صعيدا جرزا)) فلن نحتاج بكل تأكيد بعد إنتهاء دنيانا لا إلى الطبيب أو المهندس أوالمحامى ولاالمحاسب...إلخ وإنما ((إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) .

لذا قارئنا العزيز فإنك عندما تتدبر (إصطفاءالله لهذا الدين ) وإختياره لك لتدين به وإصطناعه للنموذج المحمدى (إمام المحمديين ) صلى الله عليه وسلم لتتبعه تجد فيه من الرحمات والإعانة والتوفيق مالايحصى ولا يعد من نعم الله علينا وعلى الخلق أجمعين ((وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها )) ستدرك يقينا محبة الله الشديدة لنا وأنه يريدنا فى جنبه لينجينا من الشيطان وحزبه الذى لا هم لهم ولا شاغل يشغلهم ليل نهار سوى إهلاكنا وإسخاط الله علينا بالشبهات تارة والشهوات تارة أخرى مستغلين ضعف أنفسنا أحيانا ومزينين لنا الباطل أحايين كثيرة ولكن الذى على بينة من ربه فلن تضله شياطين الإنس والجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وما علينا سوى أن نعتصم بحبل الله المتين متمسكين بهذا الدين ببنائه العلمى والعقائدى وأن نعبدالله سبحانه وحده لا شريك له حتى يأتينا اليقين وحتى نلتقى سويا فى بيان جديد ومقال آخر أسأل الله أن يكون مفيدا أستحفظ الله عليكم جميعا فالله خيرحافظا وهو أرحم الراحمين دينا ودنياوآخرة ونسأله سبحانه حسن الخواتيم وآخردعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...