الاثنين، 28 ديسمبر 2020

ثانى إثنين العبد والمقام

كان الصديق أبوبكر ثانى إثنين فى غارحراء وصاحب الحبيب صلى الله عليه وسلم فى رحلة الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وأول خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفاء الحقبة الراشدة على منهاج النبوة ولا نعرف للإسلام موطئا وموطنا نصرا وفتحا إلا وللصديق فيه فضل و أجر كان رضى الله تعالى عنه وأرضاه أول من أسلم من الرجال فكان ثانى مستقبل للحق بعد رسول الله بالإيمان والتصديق والنصرة إذا ذهبنا نكتب المجلدات نعدد فيها مناقبه وأوسمته النادرة فقد تفنى أعمارنا ولم نفيه معشار معشار حقه ولما لا وهو الذى أرسل الله جل وعلا أمين وحيه الأمين جبريل عليه السلام ليقرئه السلام بفم من لا ينطق عن الهوى صلوات ربى وسلامه عليه ويقول له  إن الله عنك راض فهل أنت راض عن الله !!!!!!

 حين أخبررسول الله قومه ليلة أسرى به من مكة إلى القدس من المسجدالحرام إلى المسجدالأقصى وعرج به من المسجدالأقصى إلى السماوات العلا حيث لم يصل قبله ملك مقرب ولا نبى مرسل كان الصديق هو مراد فسطاط الكفروهدفه الأول والأخير فلما كان الخطب جلل والأمرأعظم من قدرات عقولهم المكذبة على التصديق ذهبوا إلى الصديق مسرعين ظنا منهم أنهم وجدوا الشعرة التى بقطعها ينتهى أمرتلك الدعوة التى تؤرقهم وتقض مضاجعهم ذهبوا إليه وكلهم أمل ونشوى فى ردة فعل الصديق ويحلمون أنهم بعد عدم تصديقه للأمر سيستخدمونها كسيف قاطع وحاسم لدعوة محمدصلى الله عليه وسلم وكيف لا وهو الصديق والصاحب والأخ والمحب الصادق فإذا كذبه هو فلن يبقى بعده مع الحبيب صلى الله عليه وسلم أحد فإذا بالصديق يحول أحلامهم إلى كابوس أسود ويقذف بهم فى غياهب ظلام أنفسهم ويضعهم أمام منطق خالد وراسخ بل ضارب بجذوره فى أعماق الروح رسوخا وتأصلا  قائلا  إن كان قد قال فقد صدق إنى لأصدقه فى ماهوأبعد من ذلك إنى أصدقه فى خبرالسماء( يقصدوحى الله )يأتيه بين الفينة والأخرى أوالحين والآخر أفلا أصدقه فى ذلك وذهب إلى النبى صلى الله عليه وسلم طالبا منه وصف مشاهده فجعل النبى يقص ويصف والصديق يصدق على قوله ومن يومها لقب ثانى إثنين بأبوبكرالصديق .

كان الصديق أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أن أهل المدينة حين دخلاها سألوا من منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هوصاحبه !!! شهد مع الحبيب صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها وكان كظله غيرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لاظل له !!! لذا فقد كان من أشد الناس إبتلاء بقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان أثبتهم فى تلقى ذلك المصاب الجلل ويكفيك أن تنظرإلى هذا المشهد لتدرك على الوجه الأكمل كم بلغ هذا الطودالشامخ من عقيدة التوحيد وعلمه ( معرفة بالله وصلة ) لا يعلم مداها وقدرها إلا الله فإنه لما علم بموت الرسول صلى الله عليه وسلم سقط فى أيدى القوم وزلزلوا زلزالا شديدا حتى أن الفاروق عمربن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه شهر سيفه قائلا لأقتلن بسيفى هذا من زعم أن رسول الله مات فجاء الصديق ودخل على الحبيب وكشف عن وجهه الشريف وقبل جبينه الطاهرالشريف قائلا طبت حيا وميتا يارسول الله وخرج للناس قائلا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبدالله فإن الله حى لايموت ثم تلى قول الله عزوجل (( وما محمدإلا رسول قدخلت من قبله الرسل أفإين مات أوقتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا ))  فكأن الصحابة يسمعون الآية للمرة الأولى حتى أن أحدهم سأل أوأنزلت تلك !!!

وحين إرتدت القبائل عن الإسلام ومنعوا الزكاة وخرج الدجاجلة الكذابين يزعمون لأنفسهم نبوة ورسالة جهزالجيوش لقتالهم ومرة أخرى يبين للقوم أن الصراط المستقيم منهاج النبوة لا نحيد عنه قيد أنملة قائلا لمن قال له أتقاتل أقواما يشهدون بأن لا إله إلا الله قائلا والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة (( فكلاهما فرض وكلاهما من أركان الإسلام )) وقائلا( أينقص الدين وأنا حى ).أينقص الدين وأنا حى !! فأخرج الجيوش وقاتل المرتدين ونصره الله عزوجل وثبت الله به دعائم وأركان دولة الإسلام التى كان يحلم حزب الشيطان بالقضاء عليها بعدموت النبى محمدصلى الله عليه وسلم فإذا بها تتوسع وتزداد قوة وفتوحات ولله الحمد والمنة والفضل على نعمة الصحابة الأخيارالأطهارالأبرار الغرالميامين الذين إصطفاهم الله لخيرخلقه أتباعا وأنصارا وإصطنعهم على عينه لحمل خاتم رسالات السماءلأهل الأرض فكانوا النموذج الأمثل والأعلى الذى أبهرالتاريخ كتابة وتوثيقا وأذهل التأريخ فعلاوعلما فهم نجوما درية لم يسبق للسماء أن إزدانت بمثلهم أبدا سطروا بحياواتهم ألمع وأنصع صفحات التاريخ نورا وضياء فكانوا بحق أعظم تلاميذ لأعظم معلم صلوات الله وسلامه عليه ورضى الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين .

ولكن وكما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أصحابه (( كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم )) فإنهم عباد لله عزوجل عبدوا مع النبى صلى الله عليه وسلم الطريق إلى رضوان الله عزوجل وأسسوا وثبتوا معه أركان ودعائم بل قل صوامد بناءالحق للعالمين وإلتزموا منهاج النبوة حتى يكون صراط الله المستقيم فمن إلتزمه من الآخرين حاز قصب السبق ولحق بالأولين (( عليكم بسنتى وسنة الخلفاءالراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ )) فمن فعل ذلك بلغ وغلب ونجاه الله من التعب والنصب فبلوغ العبدللمقام مهمة عظيمة ومن إستقام لله بلغ المقام (( قل آمنت بالله ثم إستقم )) فثانى إثنين عبدا من عبادالله نعم ولكنه أيضا مقاما عظيما لا يبلغه إلا من كان لله على الصراط والمنهاج طيعا مستقيما (فمقامك حيث أقامك ) (( فإستقم كما أمرت )) حينئذ تبلغ المقام وتفوز بأمرالله بصحبة ومعية خيرالأنام ومحبة العلى العلام فى خير مستقركتبه الله برحمته وفضله بالتنعيم والإنعام وخيرمانختم به كلامنا بعد حمدالله جل وعلا الصلاة على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...