الأربعاء، 3 فبراير 2021

قيادات لا يخدعها الخب

 دعونا نتفق سويا أن القيادة الحكيمة من الهبات الربانية العظيمة لعباده وأنها تكون جمع من الملكات المتعاضدة والصفات المتحدة فى تشكيل وعى القائد وأن القائد العبقرى والفذ هو من يوظف تلك الهبة وهذه الملكات فى قيادة العباد لخيري الدنيا والآخرة بمحبة منهم ورضا بل وإقبال على منهاجه القيادى وإننا لنشهد وشهد التاريخ وسيشهد إلى قيام الساعة أن أعظم شخصية قيادية عرفها التاريخ على الإطلاق هو الصادق الأمين محمدبن عبدالله إمام الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم دائما وأبدالآبدين .

ولنا اليوم لقاء مع فضيلتين هامتين فى حكمة عظيمة بلغتنا على لسان الفاروق عمربن الخطاب رضى الله تعالى عنه وأرضاه وهو بالتأكيد ماتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحكمة فى تلخيص أحد أهم صفات القائد المسلم وهى قول الفاروق (( لست بالخب ولا الخب يخدعنى )) أى لست بالمخادع ولا المخادع يخدعنى وكما هو بين فإنهما فضيلتان لا واحدة أن لا يكون القائد مخادعا وألا يخدعه المخادع وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمرنا بالإقتداء بهم وبهديهم قائلا (( أصحابى كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم )) وهذا بالفعل حقا وصدقا ماوجدناه من سيرتهم العطرة التى أذهلت الأمم عبرالتاريخ حيث لم تنجب أمة كهؤلاء العظماء الربانيين .

وكيف لا وقد تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كافة أموردينهم ودنياهم فسادوا بها فى العالمين وقد ورد فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما قبض على أبوعزة الجمحى وكان من المحاربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم شديدى الإيذاء له قولا وفعلا فأسر فى غزوة بدر فتوسل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعياله وبناته وأنه لايوجد من يعولهم فرحمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطلقه بلا فداء أى بلا فدية أو مقابل يفتدى به نفسه من الأسر على ألا يعود فيؤذى النبى صلى الله عليه وسلم أو يقاتله فلما عاد إلى مكة وإطمئن بها غدر بعهده لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإشتد إيذاؤه لرسول الله وشتمه وسبه إياه وكان يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مايفعله حتى دارت الأيام وجاءت غزوة أحد وكان من أسرى المشركين فأخذ يتوسل لرسول الله مرة ثانية ويبكى ويتباكى بعياله وبناته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نبى المرحمة والملحمة ) (( لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول خدعت محمدا مرتين )) وأمر بقتله جزاء لجرائمه وغدره بالعهد وروى عنه أنه قال (( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

والشاهد أن من أهم صفات القيادة الراشدة الحكيمة أن يكون القائد متحليا بتلك الفضائل التى تؤهله لقيادة العباد إلى خيري الدنيا والآخرة فيكون كيسا فطنا واعيا لمآرب أعداء الله وأغراضهم فيفوتها عليهم حفاظا على من يقودهم أو يسوسهم وإلا فإن نفاذ العدو من ثغر فى صفات القائد فيه خطر عظيم يهدد الكليات الخمس المأمور بحفظها ورعايتها لرعيته ألا وهى دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم فإن تمكن أعداء الله من الأمة فى ذلك يسبب فى سفك الدماءوهتك الأعراض وسلب الأموال وتضييع الدين والعقول لأن هدف أعداء الله هو القضاء على دين الله بإستباحة أتباعه لذا فإن من أهم الفضائل والشمائل التى يجب أن يتحلى بها القائد المسلم تلكما الفضيلتان العظيمتان علما وعملا وفعلا وتطبيقا ألا يكون بالخب وألا يخدعه الخب تمسكا بأهداب منهاج النبوة وعضا عليها بالنواجذ فى تلك الأزمنة الأخيرة التى تكالبت فيها الأمم على أمة الإسلام تكالب الأكلة على قصعتها كما أخبرالصادق المصدوق عن ربه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .



هناك تعليق واحد:

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...