حين إلتقى لأول مرة فى (غار حراء )عبدالله ورسوله محمدبن عبدالله صلى الله عليه وسلم بأمين وحى السماء الأمين جبريل عليه السلام فى ميقات حدده الله عزوجل لإلتقاء ( الرسولا ) رسولا الله إيذانا ببدء آخر رسالات الله إلى أهل الأرض وختم النبوات بخاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يحتمل النبى صلى الله عليه وسلم طاقة وحى الله الأمين جبريل عليه السلام ( المهولة ) بطبيعته البشرية ولكن كانت تلك الليلة هى بداية وصل الله لعباده على الأرض لإخراجهم من الظلمات إلى النور .
لكن الشيطان وحزبه وفى حرب معلنة وشعواء يريد عكس ذلك المساروالمساق إذ أن هدفه إخراج العباد من النورإلى الظلمات ومنذ لحظات الوصل الأولى بدأت الملاحم (( الظاهرة )) حيث علم الشيطان وحزبه أنه قد حلت على الأرض طاقة عظيمة (( لا قبل لهم بها )) لكنهم بطبيعتهم الشيطانية الشريرة وطاقاتهم السلبية المدمرة لن يتركوا لهذه الطاقة الإيجابية المجال خاليا بلا معارك بل قل ملاحم فالهدفان ضدان متعاكسان ولا إلتقاء أبدا بينهما والمصيرالحق المعلوم يقينا فى منتهى تلك الملاحم (( فريق فى الجنة )) (( وفريق فى السعير )) .
وفى مشهد يوثق لتلك الملاحم فى صورة جلية فقد روى أنه فى بيعة السبعين من أهل المدينة على العقبة بمكة لما تمت البيعة لرسول الله من السبعين صحابيا ((من أهل المدينة المنورة ))صرخ الشيطان عليه لعنة الله صرخة سمعها أهل مكة قائلا ( يا أهل الجباجب هل لكم فى مذمم والصباة معه قد إجتمعوا على حربكم )) (لعنة الله عليه لعنة تامة ) فقال النبى صلى الله عليه وسلم (( هذا أزب العقبة هذا إبن أزيب أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك )) !!!! وإستمرالنبى صلى الله عليه وسلم يقود العباد ويسوسهم لإخراجهم من الظلمات إلى النور وفى الإتجاه المعاكس الشيطان وحزبه يقودون ملاحمهم لإخراج العباد من النورإلى الظلمات .
والحقيقة أن تلك الملاحم قديمة جدا من قبل أن يهبط الله أبونا آدم إلى الأرض فلقد كان الشيطان منذ خلق آدم عليه السلام وقبل نفخ الروح فيه يطوف بجسده ويركله ويقول لأمرما خلق ! لما خلقت ! وكان يدخل جسده وهوعلى هيئته الطينية ويخرج ويقول خلق أجوف لايتمالك !! ذلك كله كان قبل نفخ الروح ثم كان ونفخ الله فيه الروح التى هى سر عظيم من أسرارالله عزوجل وخلق مكنون من مخلوقات الله اللطيفة وطاقتها حين توصل بخالقها طاقة عظيمة مذهلة يعجزاللسان عن وصفها وبيان قدراتها وذلك الوصل الأعظم لايكون مطلقا إلا بتحقيق التوحيد لله عزوجل على الوجه الذى يرضيه سبحانه وعلم التوحيد بشقيه (المعرفة و الصلة ) هو أعظم وأشرف العلوم على الإطلاق ذلك لأن موضوعه هو أعظم وأشرف موضوعات العلوم على الإطلاق ألا وهو المعرفة بالله عزوجل والصلة به سبحانه .
ولا شك أن المحققين للتوحيد الموصولين بالله عزوجل هم أنقى وأطهروأقوى العباد على وجه الأرض ويكفيك برهانا ذكر نموذجين ومثالين لجنديين من جنود سليمان من الثقلان أحدهما بشرى وذلك (الذى عنده علم من الكتاب ) والآخر (عفريت من الجن ) ولكل منهما طاقته وقدراته لكن حين تتلو قصتهما مع نبى الله سليمان عليه السلام حين طلب نقل عرش ملكة سبأ ( الملكة بلقيس ) من اليمن إلى الشام لابد وأن تبهرك وتذهل عقلك قدرتهما على نقل ذلك العرش كل تلك المسافة أولهما حدد أنه قادر على نقله قبل أن ينفض مجلس النبى الملك سليمان عليه السلام أى خلال ساعة أو ساعتان على الأكثر وهى بلا أدنى شك قدرة عظيمة وطاقة هائلة وعقب بقوله (وإنى عليه لقوى أمين ) وتلك المقولة تؤكد بالإضافة لجنديته للنبى سليمان أنه سخر قدراته وطاقته بالشكل الإيجابى فى خدمة فسطاط الحق والخير ولكن فاقه طاقة وقدرة ذلك العبد الذى كان عنده (( علم من الكتاب )) بما يؤكد بيقين أنه موحد موصول بالله عزوجل وأن نقله للعرش فى طرفة عين كان بأمرالله ( كن ) ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره !! وكذلك فيما ورد (( عبدى أطعنى تكن عبدا ربانيا تقل للشيء كن فيكون )) أو كما ورد (( فسر فى طاعتى يطعك كل شيء )) .
كما أننا لايمكن أن نمر فى كتاب الله على ملحمة يوم الزينة بين كليم الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام وبين فرعون وملأه وسحرته دون أن نتدبر تلك الملحمة الموثقة بأعظم ألوان وأنواع التوثيق ألا وهو إصطفاء الله عزوجل ليكون قرآنا يتلى ويتعبد بتلاوته وينتهج منهاجا وتطبيقا وذكرى لأولى الألباب وشاهداعلى ذلك النصرالمبين لعلم التوحيد على علم السحر وللموصولين بالله عزوجل على الموصولين بالشيطان عليه لعنة الله ولا مجال أبدا للمقارنة بين طاقة وقدرة الموحد الموصول بالخالق سبحانه وبين الكافر الموصول بالشيطان المخلوق المطرود من رحمة الله بأقصى عقوبة (اللعن ) فشتان بينهما لذا لما ألقى السحرة حبالهم وعصيهم وألقى موسى عليه الصلاة والسلام عصاه فلقفت ما صنعوا خر السحرة لله عزوجل ساجدين ذلك لأنهم تبينوا أنه رسول من رب العالمين وأن ما حدث ليس سحرا فعلم السحر هم سادته وسدنته وعلماؤه فى العالم لذا كان( موسى عليه الصلاة والسلام )فرصتهم السانحة والأكيدة للنجاة من الشيطان وعمله -وتلك كانت نجواهم -أنهم إذا تبينوا صدق موسى يؤمنوا بالله عزوجل لذا كان إيمانهم شديد لم يردهم عنه العذاب الشديد أو الموت ؟!!! فعبروا من الظلمات إلى النور من الشقاء والرهق إلى جنات النعيم (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) ومن ذاق نعيم وصل الله عزوجل هان من أجل ديمومته على العبد الموحد كل شيء .
ذلك النعيم الذى قال عنه العارفين والسابقين ( والله إننا لفى نعيم لو علمه الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليه بالسيوف ) !!! ذلك الوصل وهذا النعيم الذى يحاول الشيطان وحزبه ألآن منعه ومحاربة كل من يسلك طريقه فى بيوت الله أو فى أى مكان ومحاربة قوى التوحيد الفاعلة من علماء ومتعلمين بالحبس والقتل والتشريد والتضييق عليهم وحربهم فى أرزاقهم ومعيشتهم ومنع وصول أصواتهم وجهودهم وعلومهم للعباد لإخراجهم من الظلمات إلى النور كما وعلى المسارالمعاكس يبذل وجنده المجهودالوفير لنشر الفسق والفجور والعرى والإباحية والشذوذ ونشرثقافات الإلحاد والشركيات فى معركة ضد دائرة الوعى التوحيدية الإسلامية بالخصوص ذلك لأنهم يعلمون أن البناءالإسلامى العلمى والعقائدى هو البناء الأصمد والمدمر لكل أبنيتهم الباطلة كما أنه الحصن الحصين للطاقة الإيجابية فى هذا العالم وأنه إذا تمكن هذا البناء الموصول برب الأرض والسماء من القلوب والأروح فقد هلكت ونسفت طاقاتهم السلبية وإنقشع ظلامهم وعم نورالله كل الأرجاء والأجواء (( والله متم نوره ولوكره الكافرون )) .. أعتذرللإطالة وللحديث بقية إن قدرالله عزوجل وأراد أترككم فى حفظ الله وأمنه ... أمين بدر 6/2/2021مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق