الأحد، 7 فبراير 2021

حتى يظهره الله

علمنا سويا أن (حتى ) لغويا هو حرف منتهى بلوغ الطلب حين تحدثنا معا فى مقال ( حتى يردوكم عن دينكم ) وهوإخبارمن الله عزوجل بهدف أعداء الله من عدوانهم على المسلمين وديارهم والله سبحانه أصدق القائلين واليوم ومع إمام محمدى الله سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم قائد فسطاط الحق المبين فى قسم شريف وبيان حنيف وصمود مقدس فى سبيل بلوغ أسمى أهداف الوجود وهى أن يظهرالله عزوجل دينه دين الحق وذلك حين أتى سادات قريش لعم النبى صلى الله عليه وسلم (أبوطالب ) عارضين عليه الدنيا بكافة ملذاتها والإغراءات بكامل مقومات عنفوانها وسطوتها السيادة والحكم والمال والغنى وأجمل النساء حتى يكون بلا منازع فيما بينهم فى شيء من تلك العروض وجاء الرد النبوى الأعظم منيرا فى دياجيرالظلام وقاطعاوحاسماومدمرا لأهواء الباطل والضلال  مقسما بأبى هو وأمى وروحى وكل غال فى حياتى (( والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه )) وأنى لهم بالشمس أو القمر !!!!

بهذا القسم الأعظم من إمام الأئمة حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم معالم الطريق والأهداف لخير أمة كى لا ترهبهم عصا ولا تغريهم جزرة ! فالصمود أمام تهديدات الباطل وأمام إغراءاته كذلك هو درب منهاج النبوة فى مواجهة الشيطان وحزبه مهما إشتدت الأهوال والمصاعب والضغوطات ومهما تعددت ألوان الإغراءات وإن العالم أجمع ليقف إعجابا وذهولا أمام هذه الثلة المؤمنة الموحدة الذين إفترشوا الأرض وإلتحفوا السماء ولكنهم بددوا الظلمات وهزم الله بهم أعظم إمبراطوريتان عرفهما التاريخ الفرس والروم فإنتشر دين الله ونوره فى العالمين ودخل الناس فى دين الله أفواجا وتحقق لرسول الله صلى الله عليه وسلم قسمه الأعظم وظهر دين الله بعد الكمال وإزدان بالفتح المبين .

وتناول لواء هذا القسم الأعظم جيل من بعد جيل فمر مع الأمة الخيرية بفترات قوة وفترات ضعف لكنه أبدا لم يسقط وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول (( الخير فى وفى أمتى إلى يوم الدين )) وظلت الأجيال تتوالى على حمل لواء هذا القسم الأعظم  (( حتى يظهره الله )) على إختلاف ميادينهم وثغورهم المرابطين عليها فى الجهاد وفى العلم وفى العبادة وفى أعمال البر كافة وفى التوحيد والخيرية وفى الوعى والفنون والثقافة وفى الإعمار والبناء الحضارى والعمارة وفى التصنيف والتأليف والقلم والكتابة فلم يتركوا ميدانا أو ثغرا إلا ورابطوا عليه وأبدعوا فيه وأبهروا وأذهلوا العالم فجلس منهم مجلس التلميذ من الأستاذ وظل ذلك المشهد المهيب يسطره التاريخ قرنا من بعد قرن قرابة الثلاثة عشرقرنا هجريا ثم ومن بعد ذلك بدأت الحملة على العالم الإسلامى من النظام العولمى المتشكل بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وتكالب الأكلة على القصعة وأسموها ( تركة الرجل المريض ؟!!!) مريض وليس ميت ؟!!! وظلوا حريصون على إبقاء جسده مريضا وألا يشفى أو يتعافى كى لا يعود العملاق من جديد فينشر نورالله فى أرجاء الكون  (( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) .

لكن على الرغم من تكالب المحتلين وتقسيم العالم الإسلامى فيما بينهم إلا أن اللواء لم يسقط وظل مرفوعا بيد المجاهدين والمقاومين والعلماء والمفكرين والمثقفين والموحدين والمخلصين الصادقين





جيلا من بعد جيل ساعين إلى الكمال والعودة سادة و قادة وأساتذة من جديد بنشر ماينفع الناس بين الأمم وإخراج العباد من الظلمات إلى النور فبالرغم من أن الأمة فى القرن المنصرم خسرت بعض معارك الأرض إلا أنها لم تخسر قط معارك الروح ولا معارك الوعى وهذا مايرعب أعداء الله لأنهم يعلمون جيدا أن الإنتصارات فى  معارك الأرض لاحقة على الإنتصارت فى ملاحم الروح والوعى فالمعلم الأول حين أقسم هذا القسم الاعظم كان رابحا لملحمة الروح ورابحا لملحمة الوعى لذا حاولوا بالعصا أولا منعه من خوض معركة الأرض ثم أتوه بالإغراءات علهم يثنونه عن خوضها لكنه كان واضحا وحاسما وقاطعا بقسمه ( أيها الخاسرين روحا ووعيا لن نترك الأرض لفسادكم وإفسادكم وظلمكم وظلماتكم سننشر دين الله ونوره فى هذا العالم ونبدد ظلماتكم ونمحوا ظلمكم ) ذاك كان مضمون القسم والمهمة الكبرى للإمام القائد عليه الصلاة والسلام ولخير أمة وسيظل لواء هذا القسم بأمرالله مرفوعا حتى تنزل الخلافة التى على منهاج النبوة الأرض المقدسة ( حتى يظهره الله ) أو (نهلك دونه ) . والله من وراء القصد وهو يهدى إلى سواء السبيل .


هناك تعليقان (2):

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...