الأحد، 28 مارس 2021

فأى الفريقين أحق بالأمن


مقولة ( من يغالب الله يغلب ) بقدرما هى بسيطة فى مبناها إلا أنها عميقة جدا فى معناها وربما أراد قائلها أن يصوغ لنا حقيقة بديهية ومسلمة عقلية ومن قبل العقل عقدية ذلك أن صاحب الفطرة السليمة يدرك بفطرته أنه كمخلوق من مخلوقات الله التى لا يحصيها إلا هو فإن طاقاته وقدراته محدودة مهما علت وبلغت حدودها القصوى فهى تبقى حدود وقدرات (مخلوق ) (عبد) ولا وجه للمقارنة بين المخلوق والخالق بين العبد والإله الذى لا معبود بحق سواه فالمقارنة واردة بين المخلوق ومخلوق آخر فى خلقه فى طبيعته فى فكره فى قدراته فى طاقاته ..إلخ وهكذا أما الله الخالق سبحانه فإن علم التوحيد هو الذى يبنى بنيانك العلمى والعقائدى تجاهه لتكون عالمابالله وموصولا به سبحانه فهو العلم صاحب أعظم موضوع فى الكون كله ألا وهو المعرفة بالله والصلة به سبحانه ولن تحلق إلا بالجناحين المعرفة والصلة فكل من حلق بجناح واحد سقط صريعا وكسيرا  فصلاة وسلاما دائمين متلازمين دائما وأبدا على أعلم العلماءبالله عزوجل حبيب رب العالمين وإمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
 

فإذا ما سرت بدرب هذا العلم المنيف بإحسان الإتباع والتطبيق لدين الله الحنيف على درب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتمسك بالكتاب والسنة طريق كل صادق مخلص وشريف فلا يضرك حينئذ أى شيء فى الكون وإن تكالب عليك كل الخلق أجمعين فبها تنال محبة الله عزوجل ومعيته سبحانه والأمن كل الأمن فى ذلك وليس فيما دونه أبدا مهما قال المتقولون ومهما زين لك المزينون فقط إرجع إلى ميسم الفطرة السليمة وإلى الحق والميزان ترى براهين ربك جلية واضحة كالشمس الساطعة فى كبد السماء الصافية هكذا سبق السابقون فلم يضرهم من خالفهم أو آذاهم أو حاربهم وهو وعد الله الحق (( لن يضروكم إلا أذى )) ((وأوذوا فى سبيلى )) (( أتصبرون )) تلك هى القضية أن نصبر على الأذى الذى أخبرنا الله به وحتما سينتهى وتتحقق وعود الله يقينا وعدا من بعد وعد فيخروا للأذقان سجدا ويسبحوا بحمد ربهم ولا يستكبرون  ذلك لمن خاف مقام الله وخاف وعيد أما المستكبرين فلهم فى الدنيا خزى وفى الآخرة عذاب شديد .

وكما نرى ألآن وقد تذرع الوحش العولمى بكل الأسباب وحشد من أتباعه فى العالم من كل الأجناس والألوان والديانات حتى من بنى جلدتنا المتكلمين بلساننا المنتسبين للإسلام وهو منهم براء وقد أخبرنا الصادق المصدوق عنهم فى أحاديث كثيرة وتلك من دلائل النبوة ومما يبعث فى أنفسنا بروح اليقين ذلك أنه وقد آمنا والحمد لله بالغيب كما يحب ربنا ويرضى لكنه سبحانه يرينا بأعيننا ما أخبرنا به جل وعلا سواء فى كتابه العزيز القرآن الكريم أو على لسان من لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ونحن من قبله والله لموقنين بأن وحيه صادق ووعده واقع ونصره كائن لا محالة ولكن لله حكمة يمضيها وأقدار محكمة يجريها فلله الحمد والمنة والفضل .

ولكن بالرغم من أن حزب الشيطان والوحش العولمى قد حشدوا من ألوان الأسباب الكثير من مال وسلطة وسلاح وجيوش وساسة وإعلام وأتباع بالمليارات فى أنحاء الأرض من الثقلين إلا أنهم مفصولين عن أعظم أسباب القوة المطلقة القوة القاهرة القوة الغالبة القوة المعجزة ألا وهى الصلة بالله سبحانه فمهما بلغوا من قوة إمتلاك الأسباب فلا طاقة لهم بمواجهة جندى واحد من جنود الله عزوجل ( ولا يعلم جنود  ربك إلا هو ) فالسؤال القرآنى الهام والمقدس كما ورد فى كتاب الله العزيز (( فأى الفريقين أحق بالأمن )) يقول الحق تبارك وتعالى فى الآية 81 من سورة الأنعام (( فكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالأمن






إن كنتم تعلمون )) صدق الله العظيم وبلغ رسولنا الكريم ونحن على ذالكم من الشاهدين .

لقد مر الزمان وإنتهى أوله ونحن الآخرين (( أفلم نهلك الأولين (16) ثم نتبعهم الآخرين(17)كذلك نفعل بالمجرمين(18) )) وقد ظهرت آيات الله جلية وتطابقت آياته المتلوةالمقرؤة والمخلوقة آياته القرآنية وآياته الكونية شاهدة بصدق الأنبياء والمرسلين وخاتمهم نبيناورسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإذا أردتم جولة على الأمم السابقة لتروا كيف كانت عاقبة المكذبين فما عليكم إلا بتلاوة القرآن لتتيقنوا أن عالم الأسباب خاضع بكل ذراته وكائناته لأمرالله عزوجل فسبحان من أمره بين الكاف والنون وقد أراد السحرة صد الناس عن التوحيد وخاضوا الصراع مع كليم الله موسى عليه السلام فى بلاط فرعون (( فغلبوا هنالك وإنقلبوا صاغرين )) وخروا لله سجدا أجمعين وآمنوا برب العالمين ولما أراد فرعون بما يمتلكه من القوة بعالم الأسباب أن يستأصلهم من الأرض ويقضى عليهم أغرقهم الله فى اليم وبقوانين الأسباب قال قومه (بنى إسرائيل )  (( إنا لمدركون )) فقال كليم الله الموصول بمسبب الأسباب سبحانه (( كلا إن معى ربى سيهدين )) فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر فإنفلق كل فرق كالطود العظيم فأغرق الله عزوجل فرعون وجنوده بكل أسبابهم التى كانوا يعبدون .. وغدا إذا الحق إعتلى حتما سيزهق كل باطل !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...