الأربعاء، 31 مارس 2021

قال ثم الموت !!

كانت أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم تحيا ببساطتها وبفطرتها وعلى منهاج نبيها صلى الله عليه وسلم ولكن توسعت دولة الإسلام حتى حكمت مشارق الأرض ومغاربها وباتت فى القارات الثلاث الكبرى آسياوأفريقياوأوربا تملك صولجان الحكم وبيدها السلطان والنفوذ بالإضافة للإنتشارفى باقى أنحاء العالم مع التجارالمسلمين وباتت الأمة الإسلامية متسيدة فى كل المجالات على الصعيد الروحى والعلمى والسياسي فكانت هى القائد للعالم بالقرآن وبالسلطان حيث أنهم كانوا يدركون جيدا أن الله يذع بالسلطان مالايذع بالقرآن ولكن الأمة الخيرية بدأت تنحسر شيئا فشيئا تحت نير كيد أعدائها ومؤمراتهم وكذلك بفعل إبتعادهم هم عن مصدرعزهم ومجدهم الحقيقي ألا وهو دين الله الإسلام ولعلم الأعداء جيدا أنهم إذا تساووا فى مسألة إنقطاع الصلة عن مسبب الأسباب سبحانه ربحوا هم المعادلة بجمعهم للأسباب ومن أجل ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخشى على أمته من الفقر وإنما كان يخشى عليهم من الدنيا ؟!! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((والله ما الفقرأخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )) أوكما قال صلى الله عليه وسلم . 

وفى حديث (الأكلة على قصعتها) يشخص الرسول صلى الله عليه وسلم الداء (( داء الوهن )) ويعرفه (( حب الدنيا وكراهية الموت )) وهو تحذير مع كونه من أحاديث دلائل النبوة لكن يجب أن نستقبله من الطبيب الحبيب على أنه إشارة وهداية للدواء الواجب على الداء ألا وهو ألا تأكل الدنيا قلوبنا وأن نتذكرالموت (خيرواعظ ) فمن لم يعظه الموت فلا واعظ له !! ونحن بالطبع فى زمان الغربة الثانية لا نستطيع أن ندعوا الناس إلى الإبتعاد عن الدنيا أو أن يحبوا الموت أو يقعوا أسرى إنتظار مجيئه فديننا بكل يقين لا يدعوا إلى ذلك كبل يدعونا أن نتبوأ خلافتنا لله عزوجل وأن نؤدى رسالتنا ومهمتنا ودورنا على الأرض وأن نعمرالأرض بكل ما أوتينا من قوة والمسلمين الأوائل سبقوا لذلك وملئوا الأرض إعمارا وعلما وحكموا كما سلف وبينا الأرض فى أغلبها حتى كانت لقرون هى القطب الأوحد الحاكم على الأرض بعد أن كسرالله بهم إمبراطوريتان عظيمتان كانتا تتقاسما السلطة على الأرض الفرس والروم ومن بعد ذلك إستطاع المسلمون أن يوقفوا جحافل التتار والصليبيين على حد سواء ووضعوا لأطماعهم حدا وأنهوا لقرون مخططاتهم فباءت بالفشل .

لكنهم لم ولن يتوقفوا عن الكيد للإسلام وأهله من أعلاه إلى عامة شعوب الإسلام على مستوى قياداته الروحية والدينية والعلمية والسياسية ومحاولة النيل من قواه الفاعلة فى كل بلد من بلدانه بعد أن تحقق لهم النيل من دولته الموحدة (الخلافةالعثمانية) وتقسيمها وإسقاط دولة الخلافة والتحالف مع الملك الجبرى للسيطرة على الشعوب وإستنزافها سواء على مستوى الموارد المادية أو البشرية وهم يظنون بذلك أن الشعوب الإسلامية ستظل رهن سيطرتهم ومخططاتهم وإرادتهم ولكن بمجرد إستفاقة الشعوب وهبتها لإمتلاك حريتها وكرامتها وإرادتها دونما سيطرة من أعدائها بثوراتهم المختلفة أخذوا يكيدون ويمكرون لإعادة تلك الشعوب تحت السيطرة بإستخدام قوى الملك الجبرى المتحالف معهم ضد شعوبه بعد أن أكلت الدنيا قلوبهم وقبلوا بأن يكونوا باعة لأوطانهم وشعوبهم بل ولدينهم ومؤخرا رأينا منهم (فى السودان ) من خرج يعلنها محاربا لله مناديا بعلمنة الدولة وإخراجها من سلطان دستورية التشريع الإسلامى ولهؤلاء وأمثالهم فى كل ربوع بلاد الإسلام  ننذركم بعقاب الله عقابا شديدا (( فقد مضت سنة الأولين )) .!!

كما نذكرهم بأن الموت يأتى بغتة وهويرفرف بجناحيه فى جنبات الأرض حرا طليقا (( فإتقوا الله وأطيعوه )) (( وإتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ))  ونقول لشعوبنا الإسلامية كونوا كنبى الله وكليمه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم الذى كان أمين الله على تطبيق شريعته فطبقها بقوة حتى مع ملك الموت نفسه !!!! إذ ورد فى الحديث أنه لما جاء ملك الموت يقبض روح سيدنا موسى عليه السلام فدخل عليه فى هيئة لا يعرفه سيدنا موسى ففقأ عينه تطبيقا للشريعة آنذاك حيث دخل عليه بلا إستئذان فعاد ملك الموت لله عزوجل قائلا يارب أرسلتنى لعبد لا يريد الموت فقال الله عزوجل يا موسى إن كنت تريد الحياة فضع يدك على جسد ثور ولك بكل شعرة تمسها يدك سنة  فقال كليم الله يارب ثم أى ؟ أى ثم ماذا ؟ فقال الجليل سبحانه ثم الموت فقال الكليم إذن يارب فمن ألآن . أو كما جاء فى الحديث . والشاهد إنكم تخونون أوطانكم وشعوبكم ومن قبل ذلك تبيعون دينكم بعرض من الدنيا زائل لا محالة بموتكم أو بمن شاء الله من جنوده (( وما يعلم جنود ربك إلا هو )) فلا تخونوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتخونوا أماناتكم والموت يطلبكم وقد إنطلق سهمه وأنتم تعلمون ...ألا هل بلغت اللهم فإشهد .. أمين بدر .. مصر ..31/3/2021الموافق 18/شعبان/1442هجرى والله من وراء القصد وهو يهدى إلى سواء السبيل






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...