الاثنين، 19 أبريل 2021

خطبة الشيطان المقدسة ||

فى مقال سابق بعنوان ( خطبة الشيطان المقدسة) تطرقنا سويا إلى كلمات الخطبة التى سيلقيها إبليس عليه لعنة الله فى جهنم ومن على منبرسينصب له فى جهنم ليلقيها على من تبعه من الثقلين الإنس والجان والذين بطبيعة الحال سيشاركونه المصيرالأبدى والخلودالدائم فى عذاب الجحيم وتطرقنا إلى أن سبب قدسية كلمات تلك الخطبة أن الله عزوجل قد إصطفاها وجعلها آيات قرآنية تتلى آناء الليل وأطراف النهار وذكرى للذاكرين ((فإعتبروايا أولى الأبصار)) وتذكيرا بتلك الخطبة يقول الله عزوجل فى سورة إبراهيم (14) فى الآية (22) (( وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فإستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )) !!!! 

ووعدت من حينها بأن نعود ونتناول ذات الموضوع فى مقال أو عدة مقالات أخرى لأهميته وها نحن نفى بجزء من الوعد سائلين المولى عزوجل السداد والهداية والحفظ والتوفيق اللهم آمين والحقيقة أننا نريد أن نطوف سويا مع آيات أخرى حول ذات الموضوع وصلا للمبنى والمعنى الذى سقناه وإستكمالا ل اللوحة التى نحاول أن تتبين لبصروبصائرالعباد فمع طوافنا مع آيات كتاب الله عزوجل نسلط الضوء على إضافة هامة وخطيرة لذلك الموضوع فمما لاشك فيه أنه من المعلوم للجميع إنسا وجن أن من أمكر الحيل التى يحاول الشيطان نشرها والترويج لها هى نفى وجوده وأنه مجرد فكرة فلسفية فى عقول موهومة ومريضة (( بنظرية المؤامرة))؟!!!! فهيا بنا نذكرالشيطان بوجوده الفعلى والحقيقي وهيا بنا نذكره بمخلوقيته التى ((تمرد)) عليها وأراد أن يكون إلها يعبد من دون الله عزوجل .

يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة ص وهى السورة ((38)) بكتاب الله عزوجل فى الآيات الكريمات من الآية (71) وحتى الآية (88) أعوذبالله من الشيطان الرجيم  بسم الله الرحمن الرحيم (( إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين (72) فسجدالملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبروكان من الكافرين (74) قال ياإبليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خيرمنه خلقتنى من نار وخلقته من طين (76) قال فأخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين (78) قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق والحق أقول (84) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (85) قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين (86) إن هو إلا ذكرللعالمين (87) ولتعلمن نبأه بعد حين (88) صدق الله العظيم .

كما شهدنا فى آيات الله البينات وبلسان إبليس عليه لعنة الله التامة قوله (( خلقتنى من نار وخلقته من طين )) وهذا إقراره وشهادته بعدة أشياء يجب أن نستقيها من آيات الله عزوجل ومن إصطفاء الله لتلك الكلمات وجعلها قرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار أولها أن الشيطان (إبليس) عليه لعنة الله مخلوق من مخلوقات الله عزوجل وعبد من عباده وأن مادة خلقه كما أخبرنا الحق جل وعلا هى النار كما أن مادة خلق آدم وبنيه الطين . إذن فهو مخلوق له وجود وليس كما يزعم بعض أصحاب المناهج الفكرية الضالة مجرد فكرة وهمية وغيرحقيقية فى عقول مريضة بنظرية المؤامرة كما يقولون وأعجب بشدة من عقول كهؤلاء حيث يضلهم الشيطان عن وجوده كمخلوق ثم يعود ويسوقهم لعبادته على أنه إلها من دون الله ؟؟!!!! أليس للإله وجود ؟!!!! سبحان الله الواحد الأحد المعبود لا شريك له ولا معبود بحق سواه .

كذلك ومن محكومية مخلوقيته أراد أن يأخذ الأمان أولا من الخالق قبل أن يخرج مكنون نفسه فأعطاه الله الإنظار الذى طلبه لحكمة عظيمة وجليلة ومراد أعظم لله عزوجل وهو وجوب الطهر على الخلائق وإستثمار المنحة الربانية والإمهال الإلهى قبل أن يأتى أمرالله بتغيرالأحوال الكونية بقيام الساعة وغلق باب التوبة والطهرنهائيا حين يغضب الله غضبا عظيما لم يغضبه من قبل فيستشفع العباد فلا يجدون أحدا للشفاعة حيث يفرالجميع من غضب الجبار إلا الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا حيث يقول أنا لها أنا لها ويسجد للملك الجبار سبحانه سجدة يناديه الرحمن منها يا محمد إرفع رأسك  سل تعط  وإشفع تشفع  فاللهم لك الحمد يارب العالمين أن جعلتنا من أمته وأتبعتنا نهجه وشرعته وسنته فاللهم لا تحرمنا يوم أن نلقاك رؤيته وصحبته وألزمنا اللهم وألزم الأرواح والقلوب الموحدة صدق محبته .

فالشيطان بالرغم من كونه ((كان من الكافرين )) وفى نفسه من المستكبرين إلا أن الله عزوجل يحقق مراداته بمن شاء من عباده وتلك من المعلومات والمعرفة التى يجب أن يعرفها الموحد عن الله عزوجل وعلماءالله يعلمون تلك الحقيقة اليقينية فقد يسلط الله جبارا كالحجاج بن يوسف الثقفى على عالم عارف موحد كسعيدبن المسيب ليبرز معدن سعيد النادر ويحق القول على المؤمن وعلى الكافر فكما أرسينا على مستوى الوعى والعقيدة الراسخة أن الدنيا بكل زخرفها معبر لا أكثر وأن الآخرة هى دار القرار والخلود الأبدى الحقيقي وإلا ففيما تمكين الله لعبد ومخلوق مثل الدجال من خوارق الأفعال أمام الفئة المؤمنة الموحدة ؟!!! إن لله عزوجل مرادات هو محققها وممضيها وله نواميس هو يطبقها ويخرقها كيفما شاء سبحانه قوله الحق وفعله موصوف بكل كمال منزه عن كل نقص ولا يضره كفر مخلوق ولا يزيد فى ملكه إيمان آخر سبحانه هو الغنى عن العالمين  وأما إستكبار إبليس عليه لعنة الله فكان على نفسه ولكن لأنه علم أنه ليس وحده على (طويته ومكنونه ) الخبيث فأراد ألا يطرد وحده ولا يعاقب وحده ولا يخلد فى النار وحده فأراد الإمهال والإنظار من الله ليغوى ويدعوا ويجذب معه كل من هم على شاكلته وكذلك من تبعهم من الغاوين  لكننا وقبل أن نختم مقالنا هذا  لنستكمل فيما بعد بإذن الله  يجب أن نذكر الجميع ونؤذن فى سمع الثقلان الإنس والجان أنه مهما عظمت ذنوبك ومعاصيك حتى وإن كنت من المغضوب عليهم أو الضالين فإن الباب مازال مفتوحا لم يغلق بعد (( فسارعوا إلى مغفرة من ربكم )) ((ففروا إلى الله )) فما دمت لست ((ملعونا بذاتك كالشيطان أو الدجال )) فما يمنعك من التوبة أو الإسلام  فعلها سحرة فرعون سابقا  وختمت لهم بخاتمة السعادة بعد أن كانوا كافرين  أسأل الله الهداية والتوبة على العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  ... أمين بدر..مصر..السابع من رمضان 1442هجرى التاسع عشر من إبريل 2021ميلادى .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...