وهذا الإصطفاف كما أن له مبشراته إلا أنه أيضا ينذر بمخاطر جما يجب أن يحذرها العباد فنواميس الله ماضية ولا تحابى فعلينا الفرارمنه إليه ((ففروا إلى الله )) فأنت تفر من عقاب الله وعذابه إلى رحمة الله ورضوانه وإياك والإغتراربالأسباب فلاعصمة بالأسباب من مسبب الأسباب سبحانه فالجبل لم يعصم إبن سيدنا نوح عليه السلام من أمرالله عندما حل (( قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمرالله )) ! عبد من عبادالله المصطفين الأخيار قضى حياته فى الدعوة إلى الله عزوجل ((ألف سنة إلاخمسين عاما )) !! وبعد كل ذلك العمرالمديد فى الدعوة إلى الله لا يملك ولا يستطيع أن يعصم ولده أو أن ينجيه من عذاب الله أو من أمرالله إذا حل ! لذا فيجب أن نتدبر تلك الأحوال ونعتبربها ونتخذ منها الدروس والعبر فالعاقل من وعظ بغيره ولا يكون عبرة لهم .
المال لم ينجى قارون والسلطة لم تنجى هامان والتأله والإقتران بالشيطان لم ينجى فرعون عليهم جميعا لعائن الله التامة فلما جاء أمرالله بالخسف والإهلاك والإغراق ماكان لمخلوق أن يقاوم أو يعترض أمرالخالق سبحانه (( يا إبراهيم إنه قد جاء أمر ربك )) حينها لا جدال (( صدرالقرار )) (( حلت العقوبة )) (( نزل الدمار)) فنزل أمين الله جبريل عليه السلام فجعل عاليها سافلها إجتثها من الأرض إجتثاثا وصعد بها إلى السماء ثم تركها تهوى إلى أسفل سافلين حينها لا نجاة لمخلوق من عقاب الخالق وعذابه (( فهل من مدكر)) فهل من متدبرمعتبر ((قل إن الأمركله لله )) قارئنا الحبيب قف فى فسطاط الحق ولا تبالى كن فى حزب الرحمن عضوا إيجابيا وإعمل على نصرة الحق موقنا أنك المنصوربأمرالله ولوبعدحين فلله عاقبة الأمور إسترجع معى يقين عبدالمطلب جد النبى صلى الله عليه وسلم حين جاء أبرهة الحبشى ليهدم كعبة الله وبيته الحرام حين قال (( ياشديد المحال لا تغلبن محالهم محالك فإن كنت تاركهم وما أرادوا فأمر ما بدا لك ))!!!! سبحان الله يقينى فيك يارب الكون راسخ لا يهتز ولا يتزعزع أبدا وقلبى باليقين لا يتزلزل مهما عصفت بالدنيا العواصف ويقينى بأنك ناصر دينك وماحق من أرادوا تدمير بيتك العتيق فإن تركتهم وجريمتهم الشنعاء (( بهدم البيت وتدميره تدميرا)) فليهدم البيت ولكن لن يتغيرولن يتبدل يقينى فيك سبحانك (( هو أمر ما بدا لك )) وهو ملكك ونحن خلقك وأنت سبحانك وما تشاء ؟!!!! رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمدصلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
إن المقاومة الإسلامية فى أرضنا المقدسة إنتصرت بمسبب الأسباب سبحانه بقليل ما منحهم الله من أسباب ((وما النصرإلا من عند الله ))فهو كما سبق وقلنا (النصرإحتكارإلهى ) ينصر من يشاء سبحانه فى فعله ومراده الحكمة البالغة ((إن الله بالغ أمره )) وهى لم تنتصر فقط على ( كيان الزوال الحتمى ) بل على الوحش العولمى بمخططاته وأذرعه وأذنابه من أجل ذلك (( يفرح المؤمنون بنصرالله )) من أجل ذلك ترى كل من فى قلبه ذرة من خير على وجه الأرض يفرح بنصرالله لأعضاء حزبه حزب الرحمن وأبناء فسطاطه فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه وبرغم مكابرة حزب الشيطان وأبناء فسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه وعدم إعترافهم بالهزيمة الواضحة الجلية كوضوح الشمس فى كبد السماء الصافية إلا أن المقاومة الإسلامية الموحدة الموصولة بالله عزوجل سحقت حزب الشيطان سحقا ودمرت مخططاته وبترت أذرعه وأذنابه على كل الأصعدة بجلاء وبيان منقطع النظير فلله در من رمى فيها بحجر أو أدلى بدلوه بما شاء الله له من أسباب فأيام الزرع فانية و أيام الله باقية والدنيا أوشكت على الغروب لتشرق شمس الآخرة فتكون ((فوق الرؤوس )) يومئذ ((فلا ظل إلا ظله )) ولا ناجى إلا من أرادالله سبحانه ((ففروا إلى الله )) اللهم هل بلغت اللهم فإشهد فإنها جنة ونعيما أبدا أو والعياذ بالله نارا وعذابا وجحيما أبدا نسأل الله السلامة لنا وللعالمين ولنا بأمرالله لقاءات أخرى نستفيض فيها فى بيان دلالات ومبشرات نصرالله لحزبه وأهل فسطاطه فسطاط الحق والإيمان الذى لا نفاق فيه وحتى ألقاكم أترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أمين بدر . مصر . 8/10/1442هجرى 20/5/2021ميلادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق