الأحد، 16 مايو 2021

أحد و حنين ونصرالله المبين


قلت فى مقال سابق أن النصرإحتكارإلهى ((وماالنصرإلامن عندالله )) ((يؤيد بنصره من يشاء )) ((إن ينصركم الله فلاغالب لكم )) وكما بينت سابقا أعيد وأكرر أن أفعال الله عزوجل موصوفة بكل كمال منزهة عن أى نقص لذا فنصره بعلم وحكمة وإرادة موصوفة بكل كمال ومنزهة عن أى نقص سبحانه  نصره النصر المبين ولكن لنا هنا وقفات مع بعض الأفعال وردود الأفعال فى التفاعل مع نصرالله فكما بينت أيضا سابقا أن لكل حدث مقومات خمس الزمان والمكان والشخوص والتفاعلات والنتائج وذكرت أن مالك كل مقومات الحدث بلا بشريك سبحانه هو الله عزوجل وبالتالى فالتعامل والتعاطى مع مسبب الأسباب سبحانه أهم ولا وجه للمقارنة بينه وبين التعامل والتعاطى مع الأسباب أيا كانت . 

ومادام النصرإحتكارإلهى وجب علينا معرفة الناصرالأعظم سبحانه الذى بنصره فلا غالب لنا وهذه المعرفة تم ترسيخ جذورعلمها السيد ((علم التوحيد)) بشقيه ((المعرفة و الصلة)) عبرالزمان منذخلق أبونا آدم عليه السلام إلى أن ختم الله عزوجل الأنبياءوالمرسلين بإمامهم سيد ولد آدم أجمعين إمام الصادقين سيدنا محمد رحمة الله للعالمين عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين وقد علمنا إمام الأنبياءوالمرسلين الأخذ بالأسباب والتوكل على مسبب الأسباب سبحانه على أكمل وجه ولما لا وهو الذى رسخ الله به أقدام الحق المبين بكمال العلم وكمال الدين فما بارح العالم إلا وقد تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك والعياذ بالله .

لذا ولما كان إصطفاء الله للصحابة المكرمين إصطفاء علام الغيوب سبحانه فقد إصطفى له صلوات ربنا وسلامه عليه خير من صلحوا لصحبته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا  من العالمين لذا لما كانوا هم الصفوة بلا منازع من العالمين فقد فقهوا نواميس التعامل والتعاطى مع مسبب الأسباب سبحانه ومع الأسباب من حولهم وقد تلقوا علومهم على يد أعظم معلم على الإطلاق فى التاريخ البشرى إلى قيام الساعة لذا فلابد أن نقف وندرس ونتدبرونستقى الدروس والعبر لأنه لا مستقبل لمن لا تاريخ له ولا إرتفاع لمن لا جذورله ونحن أهل التوحيد جذورنا ضاربة فى التاريخ موغلة فى القدم تخطت الموجود والمحدود من خلق الله إلى كينونة المراد حتى كان أمرالله والإيذان بالوجود ((إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون )) فسبحان من خلق وعلم لا إله إلا هو ولا معبود بحق سواه .

وهذا التعامل وفق ماعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل فى منهاج النبوة كأساس ومنهاج لحياة المؤمنين الذين إرتضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمدصلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فلا إبتداع ولاتبديل ولا تحريف وإنما كما قال الصديق أبوبكر للفاروق عمربن الخطاب  ((عرفت فإلزم غرزه )) أى ما دمت عرفت وعلمت وآمنت أنه رسول الله حق فإلزم منهاجه وطريقته وصراطه ودربه فلانجاح وفلاح إلا فيه وبه وعلى منواله لذا لما كانت غزوة أحد وكانت الأوامرالصادرة من القائدالأعلى للقوات الإسلامية للرماة من جنودالله بألا يغادروا أو يبرحوا أماكنهم بأى حال من الأحوال فوق جبل أحد سواء رأوا المسلمون إنتصروا أو إنهزموا ؟!!! لكن خالف بعض الرماة أمر رسول الله وتركوا أماكنهم لما رأوا أن النصرعلى أعتاب المسلمين فرآهم الفارس الذى لايشق له غبار خالدبن الوليد ولم يك قد أسلم بعد فإستدار من خلف الجبل وإستولى على أماكنهم وكان ما كان من هزيمة للقوات الإسلامية وهنا يجب أن نقف أمام العبروالدروس فبالرغم من أن النبى صلى الله عليه وسلم بينهم وقد أوذى فى تلك الغزوة أذى شديدا لكن لنستقبل تلك الهزيمة من الله عزوجل الذى قلنا أن النصرملكه وبأمره  لماذا لم ينصرنبيه صلى الله عليه وسلم حتى وإن خالف بعض الجنود ؟!!! نقول والحمدلله بل نصر نبيه صلى الله عليه وسلم النصرالمبين  فلو أن الأمة خالفت أمر نبيها ونصرت لهان بينها أمره وأوامره فلابد إذا من درس بتجربة وبألم ويوثق واقعيا وتاريخيا ليظل محفورا وموثقا فى ذاكرة الوعى الإسلامية إلى يوم الدين  أن من أهم مقومات النصرفى عالم الأسباب أن نتمسك كأمة إسلامية بمنهاج النبوة ذلك لمن أراد النجاح والنصرفى الدنيا والفوزوالفلاح فى الآخرة .

وكذلك درس آخر وفى وجود النبى صلى الله عليه وسلم ويوثقه الله قرآنيا بآيات تتلى إلى يوم القيامة (( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا ثم وليتم مدبرين ))  وقف طويلا أما قوله سبحانه  (( من الله )) وإسترجع معى الآية 160من سورة آل عمران ((إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) فالأولى  فلم تغن عنكم من الله شيئا ؟!!!! إنهم وبالرغم من كونهم خرجوا يجاهدون فى سبيل الله إلا أن الله فى الآية يتحدث بأن ما حل بهم  ((منه سبحانه ))  فلماذا ؟!! وهم يجاهدون فى سبيله ؟!! نقول بحمد الله ذلك لأن الله يريد للمجاهدين فى سبيله النصروالنجاح نعم ولكن أهم منه الفوزوالفلاح وذلك لا يكون إلا بالموت فى سبيله على الحق فيجب أن يطهرالقلب ويطهرالمراد ويطهرالمعتقد فأنتم أيها الموحدون لا تنصرون بعدد ولا عدة وإنما تنصرون بتوحيدالله عزوجل وإفراده بالقصدوالمراد ولتأخذوا بأقل الأسباب  وها أنتم ترون المقاومين والمرابطين فى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس يمرغون أنف الوحش العولمى فى التراب ويذيقون رأسه الصهيونية هزيمة مرة ويكللون رأسه بعار و إنكسار لا يتحقق إلا بتوحيد الله حتى مع ضعف الإمكانات ولذلك فنحن إذ نشد على أيديهم ونؤازرهم بكل ما أوتينا وبأرواحنا إذا وجدنا لذلك سبيلا لكننا نحذرهم من مغبة مخالفة منهاج النبوة أو الإغترار بأى شيء من الأسباب أو أن ينسبوا نصرالله عزوجل لعباده الموحدين لشيء من الأسباب مهما كان حجمه فليس معنى أنهم أخذوا سلاح من هنا أو هناك أو مال من هنا أوهناك أو جاءهم رجال من هنا أو هناك  أن نصرالله أتى بتلك الأسباب وحسب فذلك والله خطأ فادح قد يجلب لا قدرالله عواقب وخيمة فيبدل الله من حال إلى حال والعياذ بالله لذا نؤكد على جنود الله أن نصرالله لا يأتى إلا بالتوحيدالخالص لله عزوجل والتمسك بمنهاج النبوة وإفرادالله عزوجل توحيدا له سبحانه بالقول والعمل وعدم نسبة نصره سبحانه لشيء من تلك الأسباب الفانية الزائلة ذلك لمن أراد الفوز والفلاح قبل إستمرارتأييد ونصرالله عزوجل . 

وإحذروا لصوص النصر من يسرقون نصرالله لعباده وينسبونه لأنفسهم ويتشدقون بفعل كذا أو كذا وذلك والله منافيا للتوحيد لله عزوجل بل إن بعضهم تأله على الله عزوجل فعليا وحرفيا  (( فلاتركنوا إلا الذين ظلموا فتمسكم النار )) وإحرصوا على بيان الحق والإخلاص لله وتنقية الصف ووحدته على التوحيد وكلما تمسكتم بأهداب منهاج النبوة حزتم الحسنيين النصرفى الدنيا والفلاح والفوزالمبين فى الآخرة  خذوا بكل الأسباب ما إستطعتم وأكرموا الأسباب نعم لكن أن ينسب نصرالله لسبب من الأسباب أو لكل الأسباب فلعمرى أنى حينها النصر فوالعياذبالله كما قال ذالك الحبرالعالم العارف الموحد ( فلا تحسبن العدو غلب ولكن  الحافظ أعرض  ) فإحذروا وإتقوا الله ما إستطعتم ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد  نصيحة محب صادق أمين  أخيكم المحب فى الله  أمين بدر .مصر.4شوال1442هجرى الموافق 16/5/2021ميلادى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وهداه .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...