الاثنين، 31 مايو 2021

وجمع الشمس والقمر



قال تعالى (( ومن آياته الليل والنهاروالشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر وأسجدوا لله الذى خلقهن  إن كنتم إياه تعبدون ))37فصلت . أمم كثيرة ومتعاقبة قدست الشمس والقمر بلغت بهم حد أن إتخذوهما إلهين من دون الله سبحانه فإبتعدوا مسافات سحيقة عن عقيدة التوحيد الخالدة وهى إفراد الله عزوجل خالق كل شيء بالعبادة الخالصة بل بكل حركة وسكون بالموت والحياة بالصلاة والنسك (( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين )) والحقيقة الأبدية السرمدية أن الشمس والقمر ذاتهما مفردان الله عزوجل بالتوحيد والعبادة الخالصة والسجود له وحده سبحانه لذا كان السؤال من الرحمن للثقلان (( فبأى آلاء ربكما تكذبان )) .

وطواف منك حول العالم بين مختلف حضارات أهل الأرض القديمة وبين مختلف المعابد والأبنية الأثرية والغوص كذلك فى كتب التاريخ كفيلة تماما بإطلاعك على حقيقة إجتماع وتوحد عدد كبير من شعوب الأرض على ذلك التقديس للشمس والقمر بل والبلوغ ببعضهم كما ذكرنا حد عبادتهما من دون الله عزوجل وبالتأكيد ذلك ثابت كذلك بالوحى فى كتاب الله القرآن الكريم وهو مما إحتج به الهدهد الذى كان من جنود نبى الله سليمان عليه السلام حين قال (( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ))24النمل  لذا فقد يتعجب البعض من توحد تلك الشعوب على إختلافها على ذات المسلك والتقديس بل والعبادة لاسيما فى العصور القديمة التى لم تكن تعرف وسائل التواصل أوالأقمارالإصطناعية والنقل أو البث المباشراللحظى من كافة الأماكن وعلى مدارالأربع وعشرون ساعة بشكل متواصل ؟!!! والإجابة على ذلك السؤال وإزالة ذلك العجب كامنة فى تدبرك للآيات الكريمة السابق تلاوتها  ؟! الإجابة فى قوله سبحانه (( وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون )) !!!

الشيطان وجنوده هم الذين كانت لهم فى تلك العصور القديمة حرية وسرعة الحركة بلا أى معوقات فهوبإمكانه الإنتقال فى جنبات الأرض فى القارات السبع فى ذات اليوم عدة مرات دون أدنى مشكلة فيستطيع بث أفكاره ومراداته الخبيثة الكفرية وتزيين الباطل لكل تلك الشعوب التى لم تك تعرف بعضها أو لم تتواصل فلا عجب إذن أن ترى مثلا الفراعنة وقوم سبأ وشعوب المايا وغيرهم مجتمعين على تقديس أو عبادة الشمس من دون الله ولا حاجة لنا للبحث عن المجرم الأساسى والمخطط الرئيسى لنشرتلك العبادة الكفرية وجعلها أساسا لحضارات تلك الشعوب فقد أخبرنا الله عزوجل فى كتابه عن الفاعل الحقيقي والمجرم الرئيسى مؤسس تلك العبادة وناشرها بين العباد وهدفه كما بين الله عزوجل أن يصدهم عن السبيل (( سبيل التوحيد وإفراد الله عزوجل بالعبادة وحده )) ذلك لعلم الشيطان كما بينا سابقا أن أى عبادة لغيرالله عزوجل تنصرف مباشرة للشيطان وتجعل له سلطانا على ذلك الذى عبد أى شيء من دون الله ذلك لأنه يعلم أن الإستثناء من ذلك السلطان فقط كان لعبادالله الموحدين  (( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان )) (( إلا عبادك منهم المخلصين )) .

بل وقد ورد فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  كسبب للنهى عن الصلاة فى وقت شروق الشمس إذ أن الشيطان يقترب بقرنيه منها ليبدوا وكأن من زين لهم الشيطان تلك العبادة((عبادة الشمس)) إنما يتوجهون له هو بالعبادة مباشرة وهو ما يثبت ويؤكد جريمته الكبرى فى رغبته ومراده أن يعبد من دون الله عزوجل ومن أجل ذلك كشف الله مكنون نفسه بأمره بالسجود لأبينا آدم مع الملائكة (( فسجد الملائكة أجمعون (30)إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين(31) أبى أن يكون معهم  مجرد أن يكون معهم فأخرج الله مكنونه من الكبر والإستعلاء وكذلك رغبته فى أن يعبد من دون الله عزوجل والسبب رؤيته لنفسه أنه خير منه (( قال أنا خير منه )) والسبب (( خلقتنى من نار وخلقته من طين )) السبب مادى بحت فهو يرى أن مادة النار خير من مادة الطين ((هوى و كبر و إستعلاء ورغبة فى الباطل )) بالإضافة لحقد وبغض وكره أعمى وأشياء كثيرة فى جريمة مركبة علمها الله وإطلع الله عليها فى نفسه وفتح له باب التوبة والرجعة بأن يكون (( مع الساجدين )) إلا أنه أبى وإستكبر بل و أعلن الحرب على آدم وذريته (( وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) .

وبعد الهبوط إلى الأرض بدأ يوظف المعلوم والموجود لصالح أهواءه ومراداته بإهلاك العباد إنسا وجان على حد سواء فى طريق الإستكثار من وقود النار ولعلمه بأن الشمس من آيات الله الكبرى نشر بين العباد أولا فكرة تقديسها ثم فيما بعد عبادتها ونشرفكرة إنشاء معابدها بل ومدنها ؟!!! فهو كما أكدنا يعلم أن تلك عبادة كفرية تنافى توحيدالله عزوجل وأنها ستنصرف إليه وتودى بالقائمين بها وعليها إلى جهنم وبئس المصير ؟!! وما يقال فى حق الشمس يقال فى حق القمر فالقمرأيضا من آيات الله الكبرى التى أقسم الله عزوجل بها كما أقسم بالشمس فى قوله سبحانه (( والشمس وضحاها (1)والقمرإذا تلاها (2) سورة الشمس 91 . والقمر من آيات الله وكذلك كان إنشقاقه فى زمان النبوة المباركة من آيات الله التى أثبتها الله فى القرآن الكريم فى سورة القمر54(( إقتربت الساعة و إنشق القمر (1) وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحرمستمر(2) . وتلك آية طلبها مشركوا مكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وللأسف كفروا بها بعد أن رأوها بأعينهم ؟!!!! فصدهم الشيطان عن السبيل فهم لا يهتدون ؟!!! 

ولأن كلمة الله هى العليا ودين الله دين التوحيد غالب بأمرالله فإن كل تلك العقائد الباطلة لتندحر أمام صوامد البناء العقدى والعلمى لدين الله الإسلام دين التوحيد الخالص والمعبرالأوحد والأفلح لجنات رب العالمين ورضوان من الله أكبر وسيأتى حتما اليوم الذى يتبرأ فيه كل معبود ممن عبدوه وفى قادم الأيام سيظهرالله دينه دين الحق الذى أقسم رسول الله لعمه أبوطالب حين أتاه بعرض حلفاءالشيطان لترك دعوة التوحيد مقابل ما شاء من الدنيا قائلا (( والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه )) وقد أقسم وأبر وأوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتم الله نعمته وأكمل دينه ورضى للعالمين الإسلام دينا ونحن نقسم لك يا حبيب الله صلوات ربنا وسلامه عليك وعلى آلك وأصحابك الطيبين الطاهرين أننا على دربك وصراطك سائرين مستمسكين وبمنهاجك مقاومين مكافحين بنورالحق واليقين حتى عودة الدين الحنيف على مايحب ويرضى رب العالمين ووالله الذى لا إله غيره ولامعبود بحق سواه يا رسول الله  لو وضعوا الشمس فى أيماننا والقمر فى يسارنا على أن نترك هذا الأمر ماتركناه حتى يظهره الله أو نهلك دونه وإلى أن يجمع الله خليفته المهدى عليه السلام بروحه عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام  على جبل الدخان كجمع الله عزوجل للشمس والقمر فإنا على كلمة التوحيد ومفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله وبمنهاج النبوة سنظل للواء الحق والحمد رافعين جيلا بعد جيل حتى يفصل الله بين الحق والباطل والله خيرالشاهدين وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....أمين بدر ..مصر..19شوال1442هجرى .31/5/2021ميلادى 

هناك تعليق واحد:

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...