ومؤخرا وتحديدا فى العقد الأخير والأرض قاطبة تشهد سنة من سنن الله ماضية فيما يخص الصراع الدائر بين الحق والباطل بين فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه و فسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه وتلك السنة الماضية هى بكل يقين بفعل الله الموصوف بكل كمال المنزه عن كل نقص ألا وهى ضرب الله للحق والباطل على حد سواء مع إختلاف المراد والحكمة لإختلاف المآلات والحمدلله رب العالمين فمآل الحق وأهله إلى مستقررحمة الله عزوجل ومآل الباطل وأهله إلى جهنم وبئس المصيركدارللخلود ومن أجل ذلك فإعلم أن ضرب الله للحق وأهله ليطهرهم أما ضربه للباطل وحزبه فليمحقهم ولنتل معا الآية الكريمة ونتدبرها (( كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض )) .
إن الله فى الآية الكريمة أخبرنا بفعله الموصوف بكل كمال المنزه عن كل نقص أنه سيضرب الحق والباطل بل وسيبدأ بضرب الحق ذلك لأن قوام الحق صلد متين والمراد فقط أن يطهر مما قد إعتراه من شوائب الأزمان من شهوات أو شبهات والله يريد حزبه وفريقه طاهرا نقيا فى مواجهة الباطل لإستحقاق النصر ( نصرالله ) إيمانا بصفات الله وقيوميته على خلقه وعقيدة فى أن الله عزوجل يحق الحق ويبطل الباطل بكلماته إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون أما الباطل فقوامه الزبد هل رأيتم زبد البحر من قبل ؟!! عندما تراه تحسبه شيئا وهو لا شيء وسيذهب جفاء فالباطل مهما تجلد فى وجه الحق خواء جفاء أما الحق فثابت صامد وبطهر أهله ونقاؤهم ينصرون .
لكن هل بالطهروالنقاء وحسب ينصرالحق وأهله كلا بل بالأخذ بما تيسر لهم من الأسباب وباليقين الكامل فى مسبب الأسباب سبحانه ولنطوف معا على مشاهد قرآنية موثقة بآيات الله الكريمة فأنظروا معى إلى مشهد سيدنا إبراهيم مع قومه وأنظروا إلى مشهد سيدنا موسى مع فرعون وأنظروا إلى مشهد إمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين فى غزوة الأحزاب فى تلك المشاهد إنتفش الباطل وجمع جمعه وخيله ورجله وجاء مستكبرا أمام الحق ممثلا فى محمدى الله عزوجل المختارون للبلاغ المبين وليكونوا معابر لمستقررحمة الله فى الجنة دارا للخلود ورضوان من الله أكبر ولدى الله سبحانه المزيد رزقنا الله وإياكم أجمعين اللهم آمين وفى كل المشاهد سالفة الذكر وغيرها كثير فى القرآن الكريم نصرالله الحق وأهله وهزم الباطل وجنده وأحق الحق بكلماته وهو سبحانه لا يعجل بعجلتنا شوقا لنصره مهما بلغ بالحق وأهله فله حكمة ونواميس هو ممضيها ومجليها لوقتها سبحانه (( حتى إذا إستيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين )) (( حتى يقول الرسول والذين معه متى نصرالله ألا إن نصر الله قريب )) .
كلى يقين مهما بدت أحداث الزمان من حولنا على خلاف يقينى أن وعد الله حق وأن نصرالله للحق آت بل أتى وهو فوق الرؤوس فإياكم وأن تظنوا بالله الظنون وإعلموا أن اليقين فى نصرالله عبادة فكلا من فم الكليم عليه السلام نجى الله بها موسى عليه السلام وقومه ولا تحزن إن الله معنا من فم الحبيب صلى الله عليه وسلم نجى الله بها حبيبه وصاحبه لآداء أعظم مهمة وكمال أعظم دين وتمام أعظم رسالة عرفتها الأرض وعرفها الثقلان وعليم بحالى غنى عن سؤالى من فم الخليل إبراهيم وهو بين السماء والأرض مقذوفا إلى نارا شوت الطير فى السماء نجى الله بها خليله عليه السلام بأمره سبحانه (( قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم )) فسبحان من لا نصر إلا منه ولا يملك مخلوقا نصرا من دونه ولا شفاعة والعاقبة للمتقين أسأل الله أن أكون وإياكم من أهل الحق الذين يشرفهم الله بنصره عما قريب وبالفتح العظيم المبين وأن نصلى جميعا فى المسجد الأقصى محررا من دنس الباطل وأهله وجنده إنه ولى ذلك ومولاه والقادرعليه سبحانه وحتى ألقاكم فى مقالات جديدة أستحفظ الله عليكم فالله خيرحافظا وهو أرحم الراحمين . أمين بدر . مصر. الجمعة 6/8/2021 السابع والعشرون من ذى الحجة 1442 هجرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق