الثلاثاء، 22 فبراير 2022

ليس مجرد إعجازا عدديا وحسب

 إن ما نتحدث عنه فى شأن الإعجازالعددى فى القرآن الكريم هو فى الحقيقة ليس إعجازا عدديا كما أصطلح على تسميته فحسب وإنما الأمرأعظم وأكبرمن ذلك بكثير فالحقيقة الموثقة بالكتاب والسنة وبالدليل النقلى والعقلى أننا أمام نسق قرآنى معجز ينبىء عن هندسة إلهية مقدسة تجعلك لاتملك أمام عظمتها وإبهارها إلا أن تخر ساجدا لله رب العالمين وحده أمام هذا التطابق المذهل والمبهروالمعجز بكل يقين بين آيات الله المخلوقة فى الكون وآيات الله المسطورة فى الكتاب العزيز الكتاب المهيمن كتاب الله القرآن الكريم معجزة حبيب الرحمن صلى الله عليه وسلم الخالدة والمحفوظة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

ذلك وإن منزل هذا الكتاب سبحانه قد ضرب تحديا ماثلا فيه طوال خمسة عشرقرن ونحن مقبلون على نصف القرن الثانى من القرن الخامس عشرالهجرى ومشارف القرن السادس عشر هجرى وهذا التحدى قائما أمام الثقلان فما إستطاعوا له خرقا وهو أن الله طلب من الثقلان أن يأتوا بمثل هذا الكتاب أو عشرسور من مثله أو حتى سورة  فما إستطاعوا وكذلك تحد آخر أن يخرجوا من كتابه سبحانه  إختلافا واحدا  ؟!!! فما إستطاعوا أيضا  (( ولوكان من عند غيرالله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا )) وقد سعوا على مر القرون فى آيات الله معاجزين وحاول جحافل المستشرقين وغيرهم مئات السنين فما إستطاعوا خرقا لهذا النسق القرآنى المعجز وما إستطاعوا أن يخرجوا منه إختلافا كما تحداهم جل فى علاه .

ولكى تتضح الحقيقة أمام الأعين ولتتدبرها العقول وتطمئن بها القلوب وجب علينا أن نسرد عدة حقائق حتى نعى حقيقة مانتحدث عنه فالأمر كما قلت سابقا يتخطى إصطلاح أنه إعجازا عدديا ولكن لأننا أمة الأميين  (( وقالوا ليس علينا فى الأميين سبيل )) وفى الحديث كذلك من ضمن ما إستخبر عنه الدجال فى حديث تميم الدارى رضى الله عنه  (( نبى الأميين ما فعل ...)) والأمية هنا ليست أمية القراءة والكتابة وإنما المراد (( أمية الكتاب )) أى أننا كأمة عربية لم يسبق أن إستقبل منا أحد كتاب من رب العالمين بينما أن الأمم السابقة (( أهل الكتاب )) نزل عليهم الكتب السابقة الإنجيل والتوراة ومن قبل الزبورعلى داود عليه السلام والألواح على كليم الله موسى عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام .

فعكف أهل الكتاب من قبل أمة الأميين على دراسة الكتاب ((كتاب الله )) دراسة تشريحية وليست فقط تفصيلية (إن جازالتعبير) يقول تعالى (( ودرسوا ما فيه )) فكان لهم السبق بدراسة الكتاب المنزل من عند الله وكانوا يعلمون من الكتاب قيام ممالكهم ونهايتها وكل الأمورالمكنونة فى هذه الكتب المنزلة من عند رب العالمين ولكنهم كانوا كل مرة يرتكبون الجرم الأعظم و (( يحرفون الكلم عن مواضعه )) (( يحرفون الكلم من بعد مواضعه )) فيستجلبون غضب الله وسخطه عليهم فيسلط الله عليهم من جنده من يشاء ولكن لما أراد الله عزوجل أن يختم النبوة بالحبيب صلى الله عليه وسلم ويختم كذلك رسالات السماء إلى أهل الأرض من الثقلان إصطفى نبينا العدنان (( النبى الأمى )) وأنزل عليه الكتاب المهيمن (( القرآن الكريم )) وفرض عليه وعلى أمته بأبى هو وأمى وصلوت الله وسلامه عليه فى رحلة الإسراء والمعراج خمس صلوات فى اليوم والليلة ليكون الكتاب (( القرآن الكريم )) و((الصلوات الخمس )) هما آخر وصل السماء لأهل الأرض قبل الساعة والقيامة .

وهنا يجب أن نتدبر عدة حقائق هامة وهى أن الكتاب العزيز (( وحى الله المحفوظ )) الذى أنزل على (( خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد )) عليه وعلى آله وصحبه أزكى الصلوات وأتم التسليم  أنزل على (( النبى الأمى )) فى أمة اللسان العربى المبين (( أهل اللغة الأم )) وأصل اللغات ونعلم أن الله دوما ما كان يرسل النبى بمعجزته لقومه فى جنس مابرعوا فيه وأمة العرب التى نزل عليها القرآن  هى الأمة الوحيدة على وجه الأرض التى ( أنشأت أسواقا للكلام ؟!!) نعم أسواقا كانت تعقد للتبارى والتنافس فى الكلام والأدب والشعر و(منتوج اللسان ) وقد كانت تقدس الكلام تقديسا غير عاديا وتكافىء المحسن منهم فى تلك الأسواق (( كعكاظ و ذى المجاز وغيره )) مكافاءات جزيلة سخية جدا ثيرالتعجب ؟!! فهنا يجب أن نعى أن الله عزوجل أنزل الكتاب على أمة أمية نعم بمعنى أنها (( لم تستقبل كتابا سماويا من قبل )) لكنها أمة على سدرة منتهى العلوم فيما يخص الكلام  (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) فالإصطفاء فى حقيقة الأمر لم يكن للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحسب وإنما كذلك للأمة التى ستحمل هذا الكتاب من بعد الحبيب صلى الله عليه وسلم وإنه لأمر لوتعلمون عظيم .

والحقيقة التى يجب أن نفهمها جيدا ونعيها تمام الوعى أن هذا الإصطفاء لأمة اللسان العربى المبين مع يقيننا فى أن الله تولى سبحانه حفظ كتابه إلا أننا يجب أن نعطى أمة الإسلام حقها فى حمل كتاب رب العالمين طيلة كل تلك القرون سواء العرب منهم والعجم (والعرب منهم فى مكان وعلى خطرعظيم )حيث حقق الله بهم مراده وكانوا أسبابا وجنودا لمسبب الأسباب سبحانه على مرالزمان أحق الله بهم الحق وأبطل الباطل فى كل عصر من العصور حتى عصرنا المتأخر والمقبل بلا أدنى ريب على قيام الساعة  (( وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها )) ذلك لأن هذه الأمة قام منها من شرفه الله وإستعمله لنصرة دينه وحبيبه ومصطفاه على مر الزمان حملة للرسالة وقائمين بالأمر على مايحبه الله تعالى ويرضى (( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) ذلك ليكونوا معبرا  للثقلان إلى الجنة وسدا منيعا وحصنا حصينا لا يعبره أعداء الله بالعباد إلى جهنم وبئس المصير فكانوا فرسان وحرس منهاج النبوة على مر القرون مبينين للمحجة البيضاء التى تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولا يزيغ عنها إلا هالك عياذا بالله .

لكنك أيضا قارئنا الحبيب يجب أن تعلم علم اليقين أن الله العزيزالحكيم الحى القيوم علام الغيوب أنزل كتابه العزيز كتابه المهيمن القرآن الكريم (( وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم )) وهو يعلم (سبحانه ) علما مسبقا أن هذا الكتاب سيصل إلى أيدى أهل الكتب السابقة (( وهم ليسوا بأميين )) بل إستقبلوا الكتب السابقة كما ذكرت ودرسوها ( تشريحيا ) وبالتالى سيدرسون كتاب الله كذلك ويعلمون ربما كثير مما لا يعلمه كثير من المسلمين (( الذين يؤمنون بالغيب )) وسأسوق لحضراتكم الدلائل والبراهين القاطعة على ما أسلفنا وعلى مر القرون منذ عهد النبوة المباركة إلى عصورنا المتأخرة وهنا وقبل سوق الدلائل والبراهين يجب أن ترى المشهد على حقيقته فيما يخص كتاب الله القرآن الكريم  فكتاب الله عزوجل بهذه الوضعية بين أيدى أولا (( أمة الأميين الذين أنزل عليهم ثم من بعدهم )) (( أهل الكتب السابقة من اليهود والنصارى ( دارسى الكتاب وعلماؤه ) وبقية العالمين من الثقلان .

لقد بينت فى مقال لى سابق على هذه المدونة أن الله عزوجل عندما أقسم بمواقع النجوم قائلا سبحانه (( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لوتعلمون عظيم إنه لقرآن كريم )) هنا يعلم أهل اللسان العربى المبين تماما أن الله عقد مقابلة بين مواقع النجوم وبين مواضع الكلم فى القرآن الكريم وقلت أنه كما أن للنجوم مواقع فإن للكلم مواضع وإلا ما حرم الله وجرم  تحريف الكلم عن مواضعه ((يحرفون الكلم عن مواضعه ))وهنا المرادالإلهى الذى يجب أن نتدبره وندرسه ونتعلمه ونحن جميعا نعلم أن القرآن الكريم بالترتيب المصحفى التوقيفى الذى بين أيدينا ليس هو ترتيب النزول ؟! فالقرآن الكريم وعلى مدار عمر خاتم النبيين المبارك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ((نزل منجما )) أى مفرقا على مدار ثلاثة وعشرون عاما منها ثلاثة عشر فى مكة وعشرسنوات فى المدينة ولكن الترتيب الذى نزل به القرآن سورا وآيات كريمات ليس هو ذاك الترتيب الذى بين أيدينا وأن القرآن الكريم قد حمله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصدور وفوق السطور بهذا الترتيب التوقيفى المصحفى الذى جمع عليه وطبع على مر القرون حتى بلغنا كما نزل على رسوله وحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم محفوظا من التبديل أوالتحريف قائما بمعجزاته الظاهرة والمكنونة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فسبحان منزل الكتاب (الذى لاتنقضى عجائبه ) مصداقا لقوله جل وعلا  (( قل لوكان البحرمدادا لكلمات ربى لنفد البحرقبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا )) وفى موضع آخر من كتابه العزيز قال جل شأنه (( ولو أن ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحرمانفدت كلمات الله )) صدقت ربنا وتعاليت ياذا الجلال والإكرام .

والمراد هو أن نعلم جميعا أن الله عزوجل أنزل كتابه العزيز ليحكم بين الناس وأن نتدارسه ونتدبره ونتعبدلله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار والأهم أن نطبقه ونتحاكم إليه بما حكم الله وشرع والأوامرالإلهية فى هذا الأمرالإلهى الواضح والصريح كثيرة فى كتاب الله عزوجل منها قوله عزوجل فى سورة آل عمران (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) صدق الله العظيم .

والحكمة والمراد الإلهى الذى يجب أن ندركه جيدا قد بينها الله عزوجل فى قوله سبحانه (( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد )) وفى قوله جلت حكمته ووسعت رحمته كل شيء (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) وفى آية أخرى (( ولذلك خلقهم )) أى لرحمته سبحانه مبينا وموضحا ما أكد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الحديث بأن الله أرحم بعباده من الأم بوليدها  فالهدف إذا والمراد من الآيات والمعجزات والآيات البينات هو أنه يريد سبحانه منا أن نهتدى إلى الحق بإذنه (( وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله )) (( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله قى الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون )) سورة الأنعام الآية122.

أعلم أنى ذهبت بكم بعيدا (فى منظوركم ) عن المسارالذى بدأت بكم منه ولكنى أحببت أن آخذكم وأذهب معكم إلى المرادالإلهى  من الأمرالعظيم الذى نتحدث عنه ذلك أنه وإن كان الأمر عظيم بحق ولكن المراد الإلهى أعظم وإن العمل بالعلم أعظم من العلم ذاته فلا خير فى علم لاينفع وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ دائما من العلم الذى لاينفع فاللهم إنا نعوذبك من علم لاينفع وقلب لايخشع ودعوة لايستجاب لها وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ثمرة أعظم علم أنزله الله لعباده (( علم التوحيد )) علم المعرفة بالله والصلة به سبحانه هو أن تخشاه وهو أثرونتيجة ذلك العلم السيد العظيم يقول صلى الله عليه وسلم فى حديث الثلاثة نفر ( وكلنا مؤكد يعرف الحديث )) (( فإنى أعلمكم بالله وأخشاكم له وإنى أصوم وأفطر وأقوم وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى )) بأبى أنت وأمى وروحى ونفسي ومالى وولدى يارسول الله فديناك فديناك ولا نعيم دون أن نراك (( فعذرا عذرا يا شفيع الأنام )) عذرا عذرا ياحبيب الرحمن يا من قسم الله عزوجل القيامة بينك وبينه سبحانه نصفين أنت تقول أمتى أمتى والله عزوجل يقول رحمتى رحمتى .

والخلاصة أحبتى فى الله أن ما أصطلح على تسميته بالإعجازالعددى ليس مجرد إعجازا عدديا فحسب بل هو نسق قرآنى معجز و مراد من قبل الله عزوجل فى (( كتاب مرقوم يشهده المقربون )) فإن للكلم الموكل به صلة الله عزوجل وهداية الأرواح والعباد مواضع كما أن للنجوم التى موقعها الله فى السماء مواقع (( وعلامات وبالنجم هم يهتدون )) هداية للأبدان وهداية للأرواح أى دنيا ودين خلافة وعاقبة و (( إن العاقبة للمتقين )) فالله عزوجل كما إختارمواقع النجوم إختار مواضع الكلم وتولى سبحانه بذاته العلية حفظه (( من ماذا )) !!! من مجرمى التبديل والتحريف ليظل أهل الأرض من الثقلان موصولين برب الأرض والسماء  ولكن يجب أن نتدبر أننا على الأرض فى دارالخلافة خلافة آدم وذريته لله عزوجل فى عداء شديد مع الشيطان وحزبه  (( إن الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدوا )) ولكن هناك حفنة من حلفاء الشيطان من شياطين الإنس والجان تحالفوا على حرب أهل الإيمان وفسطاطه يريدون العلو فى الأرض وتعبيد البلاد والعباد للشيطان الرجيم  وقد تنفذت تلك الحفنة عقب القرن المنصرم وإسقاط الخلافة التى كانت تجمع المسلمين تحت راية واحدة تنفذوا فى بلدان العالم فى مراكز عديدة و (( علو علوا كبيرا )) ولكن نحب أن نؤكد لهم أنه قد جاء وعد الآخرة وأن حساباتهم سواء فى التحالف مع الشيطان أو فى (( عدد السنين والحساب )) كانت خاطئة ! وأن وعودهم وماوعدهم الشيطان ومناهم به (( هباء منثورا )) وأن لديهم فرصة عظيمة ليست فقط ذهبية بل قل ماسية أو أعظم من ذلك بكثير .

ذلك حيث وضحت وبينت كذلك من قبل أنه وطبقا لعلم الكتاب فإن الملعونان بالذات هم إثنان فقط فى كتاب الله أحدهما من الإنس وقرينه من الجن (( الشيطان والدجال )) فهما وجها عملة شيطانية يقول من دخلوا النار معهم عنهما (( ربنا أرنا اللذين أضلانا من الإنس والجن نجعلهما تحت أقدامنا )) فالحديث عن إثنان وهما الدجال وإبليس عليهما لعائن الله التامة أما بقية الثقلان فأمامهما الفرصة التى ذكرت وهى كالفرصة التى إغتنمها سحرة فرعون من قبل ومن أجلها أسروا النجوى ولأنهم كانوا أعلم السحرة على وجه الأرض حين ذاك فكانت نجواهم بأن موسى وهارون إما أنهما نبيين بالفعل من عند الله أو أنهم سحرة مثلنا لديهم ماليس لدينا ونحن أعلم الناس بالسحر فإن كانا ساحرين غلبناهم وأخذنا الحظوة والسلطة والقربى من الشيطان وقرينه الفرعونى وإن كانا نبيين من عند الله فلا فرصة أعظم من ذلك للخلاص من أغلال الشيطان الأكبروالعذاب المهين ومن أجل ذلك لما تبين لهم أنهما نبيين من عند الله حق قالوا آمنا برب هارون وموسى  فكانوا أول اليوم سحرة فجرة وآخره شهداء بررة  وإن فى ذلك لآيات للعالمين ((فأقصص القصص لعلهم يتفكرون )) .

إننى وعندما أصدرت كتابى ((القرآن يتحدى من جديد )) أردت أن أبين أنه ليس فقط مجرد إعجازا عدديا فى كتاب الله لأن الأمريتخطى ذلك بكثير فالإعجاز الإلهى فى أن يتطابق الواقع المخلوق مع الوحى المحفوظ هو برهان إلهى متجدد مراده (( حتى يتبين لهم أنه الحق )) وهو ما يأخذنا إلى المراد الأعظم وهو أن الله يريدكم لرحماته ورضوانه وجناته وهى الإجابة المثلى لسؤال الجن الموثق فى كتاب الله (( وأنا لاندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ))  إننا أمة الأميين يجب أن نعلم كما قلت للإمام (( محمد متولى الشعراوى من قبل قبل أن يتوفاه الله عزوجل )) يا إمام فى علوم المسلمين مايعرفوش عنها حاجة (( ولكن رحمة الله عليه )) وافته المنية وأتاه أجل الله (( وقد أدى ما عليه )) ((لايكلف الله نفسا إلا وسعها ))(( لايكلف الله نفسا إلا ما آتاها )) والحمدلله رب العالمين  إن كتاب الله القرآن الكريم أنزله الله عزوجل بنسق قرآنى معجز من كل الوجوه وإن به مكنونات أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتدبرها وأن نبحث عنها (( ثوروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين )) ومن هذه المكنونات (( علم مواضع الكلم )) وهو علم دراسة هذا النسق القرآنى المعجز وهذه الهندسة الإلهية المقدسة حتى إذا ما أظهرالله عزوجل آياته جلية من تطابق الواقع المخلوق مع وحى ربنا المحفوظ نخرلله عزوجل وحده ساجدين قائلين (( سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا )) وفى ذلك آيات للعالمين (( وإنه لعلم للساعة فلاتمترن بها )).

وقد قدمت فى مقدمة إصدارى (( إعجازقرآنى جديد مزلزل )) برهانا عمليا لهذا العلم العظيم من علوم الكتاب من وحدة علوم الوحى الإلهى بعد عمل منوال رياضى إحصائى بيانى لمواضع سوروآيات وصيغ وحروف (( مفتتح السور)) أو ما عرف بآيات الحروف المقطعة وقد تبين من هذا النسق القرآنى المعجز وهذه الهندسة الإلهية المقدسة أنها تشكل فى مجموعها على المنوال إسم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وهذا وفق الترتيب المصحفى التوقيفى وحيث أن ذلك أمر يستحيل على أى مخلوق عمله سواء إنس أو جن أو ملائكة وهى آية من آيات وحى الله المحفوظ طابقت آية فى يمينى ( مخلوقة ) وهى كتابة إسم الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم  مقرونا بلفظ الجلالة بأوردة يمينى وهذا التطابق بين الآية المخلوقة والآية المسطورة فى وحى الله المحفوظ هى شهادة تقول  (( محمد حق )) وبالتالى  وجب على العالمين إتباعه صلى الله عليه وسلم في كل مابلغه عن رب العزة سبحانه كتابا عزيزا حكيما وسنة نبوية مطهرة وهى الفرصة العظمى التى يجب أن يغتنمها الثقلان من العالمين لأننا على أعتاب الساعة وقد (( جاء أشراطها )) ((ويريد الذين كفروا أن تميلوا ميلا عظيما )) صدق الله رب العالمين  وكبرهان وآية فإن هذه الآية وهى تشكل إسم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بالمواضع التوقيفية لمواضع الحروف المقطعة فى القرآن الكريم وذلك على المنوال البيانى والإحصائى فيجب أن نعلم أنه وطبقا لهذه المواضع وهذا النسق القرآنى المعجز وهذه الهندسة الإلهية المبهرة فإننا ووفق علم الإعجام والفهرسة نبوب إسم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى باب حرف الميم  وهو الحرف الثالث من الحروف المقطعة إستعمالا وسورة محمد ترتيبها المصحفى 47 ونحن نتلوا حرف الميم فى آيات الحروف المقطعة من كتاب ربنا جل وعلا 47 سبع وأربعين مرة بالتمام والكمال تطابقا مع موضع سورة محمد فى القرآن الكريم ونجد كذلك أن جمع حروف إسم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم  طبقا لحساب الجمل هو 92 إثنان وتسعون وإن موضع إستعمال ((قمةالمنوال)) حرف النون هو 14 فى الإستعمال و 78 بين الحروف المقطعة إجمالا ومجموعهما هو 92 نفس جمع جمل حروف إسم الحبيب صلى الله عليه وسلم بل وإن موضع السورة التى ورد بها ((قمة المنوال)) سورة القلم هو 68 والمقابل القرآنى لهذا الموضع هو الموضع 47 أى سورة محمد ؟!!! وترتيبها بين السور الوارد بها آيات الحروف المقطعة هو 29 والمقابل القرآنى لهذا العدد هو العدد 86 وهوموضع سورة الطارق وهذا العدد أيضا من رموز ودلالات إسم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك فإن الحرف ميم يمثل ((قيمة المنوال )) للحروف التى إستعملها ربنا جل وعلا فى القرآن الكريم فى آيات الحروف المقطعة وآخر حرف أستعمل فى سورة الأحقاف وموضعها 46ويقابلها من سورالحواميم سورة غافر وموضعها 40 ومجموع موضعيهما = 86 ( محمد؟!!!!)بل وإن سورالحواميم السبع تشهد الشهادة العظمى للرقم 7 ألا وهى محمد حق حيث أن كل موضعين متقابلين من سورالحواميم السبع تعطيك ذات الرقم 86 وهو أحد الأرقام التى ترمزلإسم الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

 وحرف م  استعمل سبعة عشرمرة بعدد الركعات التى نصليها كل يوم فى اليوم والليلة بإستثناءالجمعة التى خففت ركعتين من أجل الخطبة فنصلى يوم عيدنا يوم المزيد 15ركعة والموضع 17 هو سورة الإسراء فى القرآن الكريم وبالتالى تثبت تلك الهندسة الإلهية المقدسة بالمواضع والنسق القرآنى المعجز تطابق الوحى المحفوظ مع الواقع والحدث الإلهى المخلوق لنشهد  جميعا شهادة حق بأن محمد صلى الله عليه وسلم حق والوحى المحفوظ حق الإسراء حق والمعراج حق وكل ما جاءنا به صلى الله عليه وسلم حق من عند رب العالمين وأختم هذا الإصدار وبأمرالله يكون لقاؤنا بقدرالله قريبا لنستزيد ونستفيض فى دراسة كتاب ربنا وعجائبه التى لاتنفد ولا تنقضى  إن قدرربنا وأمرسبحانه لأن ماذكرته مجرد برهنة بدلائل ونماذج وإلا فالمقام لا يتسع بل المجلدات لن تتسع وهو فضل الله يؤتيه من يشاء ونحن فيه سواء فاللهم كما وفقتنا نسألك الهدى والتقى والعمل بما تحب وترضى وأخيرا وليس آخرا أترككم فى حفظ الله وأمنه وأستميحكم العذر فى الإطالة ولكن الأمرأعظم ممانتخيل  والله من وراء القصد وهو يهدى إلى سواء السبيل  .أمين بدر.مصر .الثلاثاء 21رجب 1443هجرى الموافق 22/2/2022 ميلادى أوشمسى .















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...