حدثتكم قبل ذلك فى عدة مقالات سابقة عن حديث الحقب الخمس حقبة النبوة المباركة وحقبة الخلافة الراشدة بمنهاج النبوة وحقبة الملك العاض أو العضوض ثم حقبة الملك الجبرى ثم الحقبة الآتية لامحالة بأمرالله وهى الخلافة التى على منهاج النبوة مرة أخرى بأمرالعلى القديروكما أخبرالصادق المصدوق عن ربه سبحانه وتعالى وصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبينت علامات رفع كل حقبة فوفاة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم هو العلامة على رفع تلك الحقبة الموصولة مباشرة بالسماء ومقتل الإمام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه وصلى الله وسلم وبارك على آله وصحبه الطيبين الطاهرين دائما وأبدالآبدين كان هو العلامة الفارقة والفاصلة بين حقبة الخلافة الراشدة التى على منهاج النبوة وحقبة الملك العاض أوالعضوض ثم وبعد قرون طويلة رفعت حقبة الملك العاض أو العضوض (( وبالمناسبة فإنى أحب أن أوضح أن سبب التسمية لهذه الحقبة ( بالعاض أوالعضوض ) أمرين أنها جعلت الحكم موروثا فى (الأسرةالحاكمة) وكذلك التمسك بالمرجعية الإسلامية فى الحكم وعلامة رفع تلك الحقبة هى إسقاط الخلافة العثمانية آخر خلافة إسلامية ( بالمسمى التاريخى ) ثم بدأت حقبة الملك الجبرى والذى هو حكم القوى العسكرية وتلك سمته فى العالم أجمع فى القرن المنصرم قبل أن يرفع فى بلدان عدة فى العالم والبقية حتما ستأتى .
ولكى ندرك الفارق بين حقبة ( الملك العضوض ) و (حقبة الملك الجبرى ) يجب أن نتدبر أن الملك العضوض خالف الخلافة الراشدة فى طريقة وإدارة الحكم ولكنه تمسك بشدة بمرجعية الحكم (الإسلامية ) بينما حرص أعداء الإسلام المتحالفين ضده وضد نظام حكمه عند إسقاط الخلافة وتقسيم ما أسموه ( تركة الرجل المريض ) حرصوا على ألا يكون الإسلام هو ( مرجعية الحكم ) حتى فى البلد التى كانت عاصمة الخلافة آنذاك (تركيا ) فأوجدوا (( العالمانية )) كبديل ومرجعية محاربة للإسلام ومرجعيته ونظرا لأن الشعوب الإسلامية قطعا كانت سترفض هذا الإتجاه فقد كان لابد من الزواج بين تلك القوى الإستخرابية وبين الملك الجبرى لفرضه بقوة السلاح لحين إيجاد دعاته ورموزه ومبشريه لتنحية الإسلام تماما عن الحياة سواء كنظام حكم أو كمرجعية حكم والحقيقة المشهودة تاريخيا أن الأمة الإسلامية بذلت من أجل الحفاظ على هويتها الكثير من الدماء والأرواح والشهداء طيلة هذا القرن المنصرم من المحيط إلى الخليج بل يحق لى أن أقول أن من معجزات هذا (( الدين القيم )) (( دين الله )) الإسلام هو بقاؤه حيا متماسكا صلدا صمدا ينتشر بشكل عجيب رغم كل الحروب والمكائد والمؤامرات بل قل الملاحم المشنونة عليه والمفروضة فرضا على شعوب وبلدان هذا الدين العظيم .
بل إنى لا أبالغ أبدا حين أقول أن هذا الدين القيم دين الله دين الحنيفية السمحة هو الدين الوحيد الذى يمتلك البناء العقائدى والعلمى الحق الأحق بالإتباع ومن أجل ذلك يحاربه أعداء الله طيلة القرون وينفقون التريليونات ويبذلون فى حربه كل ما يستطيعون للنيل منه (( يريدون ليطفئوا نورالله )) (( والله متم نوره ولو كره الكافرون )) .
كانت التقدمة السالفة هامة جدا لندرك نحن أهل (فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه ) أين نحن وإلى أين نتجه لاسيما وأصحاب فسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه يسعون بشكل حثيث ومضطرد للإسراع بعجلة التاريخ نحوظلامية المجهول (كى لا يعرف حق من باطل فيسودون )ذلك لأنهم يدركون جيدا خطورة المنعطف التاريخى الذى يمر به العالم أجمع 1443/2022 ذلك التاريخ الذى يمثل بيقين التغير الحقبى التاريخى إيذانا برفع حقبة وبدء أخرى ولنصف قرن على الأقل قادم لامحالة ! إنى وغيرى من هذه الأمة المباركة التى تنافح عن العالم أجمع فى مواجهة (( حزب الشيطان )) ولقرون طويلة نقرأ جيدا أفول قرن الشيطان وبزوغ نجم حقبة (منهاج النبوة) كبوصلة وحيدة وهادية لأجيال أمتنا العريقة الإسلاميةالقادمة كميزان حق لا يحيد ولا يزيغ عنه إلا هالك ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد (( قال )) وما دام (( قال فقد صدق )) وإن الكون بأكمله لن يتخلف أبدا مطلقا عما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلذلك ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى آخر حديث (( الحقب الخمس )) ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت صلى الله عليه وسلم . فستكون الخلافة التى على منهاج النبوة ولو تكاتف العالم أجمع إنسهم وجنهم على ألا تكون فحتما ويقينا ستكون واللعب من شياطين الإنس والجن على ((نظرية إستبدال الأجيال )) لن تجدى نفعا لأنهم ونحن كذلك ندرك يقينا أننا فى آخرالزمان وأننا على أعتاب الساعة وأن نصف قرن فى عمرالزمان ليس بكثير ولن يزيدهم الإستكثار من وقودالنار إلا سعيرا !!! أفلا يتدبرون القرآن !!!
لقد رفع بالفعل الملك الجبرى فى مواطن كثيرة وبلدان عديدة بالعالم وستكتمل حلقات الرفع بكمال الرفع كعلامة مؤذنة ببداية (( عودة الغريب )) وبإستعادة الخلافة التى على منهاج النبوة وكل محاولات وضع بقايا الملك الجبرى فى غرف الإنعاش لن تجدى نفعا وليست سوى مزيد من إستنزاف خسائرفسطاط النفاق الذى لاإيمان فيه تشبه تماما وضع شارون وهو ميت إكلينيكيا على أجهزة العناية فى غرفة الإنعاش وهو ((ميت لامحالة )) فالموت كما نعلم جميعا (( حق )) !! فهل من منكر لحقيقة الموت !!! وكما أن الموت حق على الأفراد فهو كذلك حق على الدول والكيانات والحقب والأنظمة وغيرها فكم من حقب بزغ نجمها وعلا ثم أفل بعد سيادة ؟؟!! وكم من أنظمة حكمت وسادت ثم لما أتاها النداء لبت نداء الموت منصاعة صاغرة وكم من جماعات وأسر ودول وحقب زمانية لما شاء الله لها أن تموت وتنتهى فماتت وأذعنت وهذا هو لب وجوهر ما ألقاه رسولنا الكريم فى سمع الزمان ليبقى خالدا شاهدا ومشهودا ! (( ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها !)) ومادام قد أخبرصلى الله عليه وسلم أن الخلافة التى أعمدتها وبوصلتها ((منهاج النبوة )) ستكون فإن حتمية زوال حقبة الملك الجبرى لا جدال ولا نقاش فيها وإن حتمية زوال الكيان المحتل الغاصب لأرضنا المقدسة فلسطين ومسرى رسولنا و نبينا الكريم ومعراجه إلى السماءللقاء رب العالمين وإستقبال الصلوات الخمس ثم العودة إلى مسجدنا الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين مجرد مسألة وقت (( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا )) !فقط إرفعوا أيديكم أنتم ودعوا عنكم أجهزة العناية المركزة وغرف الإنعاش المعقودة فى الكواليس لأنكم تدركون جيدا كما أخبرتكم أن (( الموت أمرالله )) إذا حل فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو أيضا لب ما أخبركم به الله فى كتابه الحكيم (( وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا )الإسراء 17!!! (( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فى الأرض مالم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهارتجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين )) الأنعام 6 (( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لايرجعون )) يس 31 .والآيات الموثقة لتلك الحقيقة الكونية القرآنية مشهودة وشاهدة بيقين .
ولتعلموا وليعلم أبناء أمتنا الحبيبة العريقة أننا والله خيرالشاهدين لانحب لأحد من العالمين إلا الخير فى الدنيا والآخرة وما نكتبه هنا هو تقرير بحقائق ثابتة وراسخة وبلاغا عن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فلسنا فى صراع مع أحد كائن من كان على دنيا أخبر الله عزوجل سبحانه وتعالى عنها قائلا فى محكم تنزيله (( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا )) الكهف 7 . كل تلك الثروات والتريليونات والأبنية والجنات الدنيوية كل تلك القلاع والحصون والقصور والشاهقات وناطحات السحاب كل تلك الدول والكيانات والإمبراطوريات سيجعلها الله (( صعيدا جرزا )) ولن يكون لك أمام الله بعد موتك وبعثك وهوكائن لامحالة إلا (( ماعملت )) فأحسنوا عملا لأن الحساب بين يدى الله شديد والمصيرالحق يقين لاريب فيه ((فريق فى الجنة وفريق فى السعير )) ومن أجل ذلك فأحسنوا إختيار الفسطاط الذى تقفون فيه وتعملون له فلا معتذر لأحد لأن الحق واضح جلى أبلج والباطل لا قدمين له ليستقيم واقفا عليهما فأسرعوا إلى الله وكونوا من المسلمين إليه العائدين التائبين (( إن الله غفور رحيم )) فلم يعد فى الزمان سوى لحظة ستمر حتما ثم إلى المصيرالأبدى فلنحسن إختيار مكان الخلود أؤذن فى سمع الزمان بتلك الكلمات علها تجد آذان صاغية فى عالم يسعى الشيطان وحزبه إلى شغله وإحراقه وإدخاله فى حروب وصراعات وآتون محرق فيما تبقى من عمرالزمان قبل القيامة والساعة (( فقد جاء أشراطها )) إن بوصلة الهدى يقينا هى ( منهاج النبوة )وهو أساس وعمود أى بنيان فيما تبقى من الوقت فعلى أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تعى هذا المنهاج جيدا وأن تفهمه وتتدبره وتطبقه فتعود مرة أخرى (( خيرأمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) لتكون خير دعوة للإسلام وللسلام بأخلاق الإسلام ومنهاج الإسلام الربانى وألا تختلف في دين الله الواحد وعندئذ سيدخل الناس فى دين الله أفواجا (( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصرالله )) (( ألا إن نصرالله قريب )) عليها أن تتوحد على توحيد الله بمنهاج النبوة توحد أيديولوجى نحو المصير الحق وعليها أن تتحالف إستراتيجيا مع من يشاركنا السعى بالحق إلى المصيرالحق إيمانا راسخا بموعود الله الحق تبارك وتعالى (( الله رب العالمين سبحانه )) (( قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين )) يوسف 108 . أمين بدر. مصر.25رجب 1443هجرى الموافق 26فبراير2022ميلادى .
أحسنت يا استاذنا الفاضل
ردحذفأحسن الله تعالى إلينا وإليكم
حذف