الأحد، 26 سبتمبر 2021

رجال حول الإسلام


من أروع كتب المكتبة العربية والإسلامية كتاب الكاتب الرائع خالد محمد خالد رحمة الله عليه  (( رجال حول الرسول )) صلى الله عليه وسلم وأستعير عنوان الكتاب فى مقالى هذا فى إقتباس أرجوا أن يحقق مرادى لبيان الرسالة التى أريد أن أبعث بها لقارئى الحبيب  ولعل الأديب الأريب والكاتب المبدع خالد محمد خالد رسخ لهذه الرسالة فى ذهنية أجيال متتالية وهى بيان أن الصحابة المكرمين كانوا جبال شوامخ ورجال صوامد حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آداء المهمة الأعظم فى التاريخ البشرى على الإطلاق من أجل ذلك وفى نصف قرن تقريبا من الزمان إستطاعت دولة الإسلام الوليدة أن تسود وأن تقود الأمم وأن تهزم أقوى إمبراطوريتان فى زمانها الفرس والروم وأن تحكم العالم بعدل الإسلام حتى شهد لها القاصى والدانى والعدو والصديق والعرب والعجم  والسؤال الذى أريد طرحه فى مقالى هل  وقف المسلمون حول الإسلام  رجالا فى زمان المتأخرين كزمان الرعيل الأول ؟ 

ودعونا نركزحديثنا فقط عن القرن الأخير حتى نوثق الفكرة ونرسخها وأيضا لنوضح فارق هام بين حقبتى الملك العضوض والملك الجبرى فالإسلام دين الله حظى بكل رعاية الدولة الإسلامية منذ ولادتها ومرورا بالحقب الزمانية التى حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف الذى ذكرته لكم سابقا محددا فيه الحقب الزمانية الخمس بدءا من حقبة زمان النبوة ثم حقبة الخلافة الراشدة ثم حقبة الملك العاض أو العضوض والذى رفع بإسقاط الخلافة العثمانية على يد تحالف النظام العولمى آنذاك والذى حرص بشدة على تقطيع أوصال وجسد الأمة والدولة الإسلامية وقتل أى محاولة للوحدة بين أفراد وجماعات الأمة الإسلامية عربها و عجمها فكان تحالف هذا النظام العولمى مع أفراد وأطراف الملك الجبرى ( حكم الجيوش العسكرية ) على الحيلولة دون تلك الوحدة وكذلك فرض عدم دعم الإسلام كدين من جهة الدول التى تم تقسيم الأمة والدولة الإسلامية إليها  وهذا ما حدث بالفعل .

وهذا المدخل إلى المراد من هذا المقال وهو أن نوضح أن الإسلام دين الله وطوال القرن المنصرم  ينفق من النظام العولمى على حربه مليارات بل قل ترليونات فى ذات الوقت الذى فرض فيه النظام العولمى على أتباعه وأذنابه الذين أقامهم على رؤوس عالمنا الإسلامى منع أى صورة من صور الدعم من الدولة لهذا الدين  حتى بلغوا مؤخرا إصدار أوامرهم لعملائهم بمنع تدريس العلوم الإسلامية كالتوحيد والفقه والتفسير وغير ذلك من العلوم الشرعية والإقتصار فقط على ما أسموه ( مادة الدراسات الإسلامية ) التى سيتم بالتأكيد وضعها تبعا لأهوائهم وخدمة لمقاصدهم الخبيثة والحقيقة وحتى لا أنغمس بكم فى سلبيات هذه الحقبة التاريخية من زماننا المعاصر لأنى إنما قصدت بمقالى أن أوثق وأؤرخ مبدئيا حتى يأذن الله بتأريخ علمى توثيقى أكاديمى لكتاب أتناول فيه أنا وغيرى من الكتاب والمؤرخين من كل بلداننا العربية والإسلامية هذه الصفحة المشرفة والمشرقة من تاريخ أمتنا العظيمة لرجال حول الإسلام  فى هذا القرن المنصرم تحديدا  نظرا لما ذكرته لكم  من حرب عولمية شعواء على دين الله لم تهدأ حتى تاريخه وأنه لولا هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه  ((فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا )) لكان لوجه الأرض ألآن شأن آخر  فإستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به .

ففى الوقت الذى تكالبت الأمم على قصعتها وصار عوام المسلمين غثاء كغثاء السيل بإنكبابهم وإنكفائهم على الدنيا وكراهتهم للموت  هب لهذا الدين رجال فى كل الميادين علما و عملا بذلا وتضحية وفداء عربا و عجما فى كل أصقاع عالمنا الإسلامى  منهم بالفعل من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا  وصدق الله أصدق القائلين وكان منهم من كان سببا فى فتوحات وإنتصارات علمية أو واقعية أو عسكرية ومنهم من كان سببا فى دخول أمم فى هذا الدين العظيم أفواج  منهم من رابط على ثغورالجهاد وثغور العلم وثغرالقلم  فتحققت لهذا الدين إنتصارات روحية ووعيية وعلى الأرض  ولأن الأسماء كثيرة والرجال لن تحصيهم مقال فأؤثر عدم ذكر إسم أحدهم ولو على سبيل النموذج فلقد قدمت بلدان عالمنا الإسلامى العربية وغيرالعربية نماذج مبهرة عالمية فذة فى كل الميادين أعجز حقا عن ذكرهم فى مقال أو كتاب أوحتى مجلد  وهى دعوة مفتوحة لكل عالمنا الإسلامى لفتح كتاب التأريخ علما والتاريخ دراسة والإمساك بأقلام الأمناء كتابة وتوثيقا للترجمة لهؤلاء الرجال الذين حملوا أمانة وراية ومشاعل هذا الدين العظيم ووقفوا سدا منيعا حصينا دونه أمام أعداء الله حتى مر قرن كامل من الزمان بعد إسقاطهم للخلافة وما زال هو الدين الأسرع إنتشارا بالعالم ويدخل فيه الناس أفواجا من كل بلدان العالم ومن كل الألسنة بالرغم من إحجام الدول المسماة بإسمه عن دعمه وأن الجهود المبذولة هى جهود فردية كانت أو جماعية هى جهود بسيطة جدا لا تقارن بالمبذول حربا عليه من أعداء الله  وهو نصرالله لدينه بمن شاء من عباده أسأل الله أن يستعملنا وإياكم لنصرة دينه وألا يستبدلنا وحتى أستكمل معكم المسير أترككم فى حفظ الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله  جعلنا الله وإياكم  من الرجال الذين إصطفاهم حول دينه الإسلام  كما إصطفى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ولدينه من الصحابة المكرمين فإستبشروا بأجر خمسين من هؤلاء العظماء وإنه لأجر لو تعلمون عظيم  يا من لاتجدون على الحق أعوانا إصبروا وصابروا ورابطوا إن وعد الله حق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .  أمين بدر . مصر . 19صفر1443هجرى 26سبتمبر2021ميلادى .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذا بيان للناس ولينذروا به

أحبتى فى الله فى مشارق الارض ومغاربها ايها الاحرار اينما كنتم من اى لون ومن أى جنس ومن أى دين إلا أعداء الله أصحاب النار المحضرين اكتب لكم ب...