بشريات الحبيب بعودة الغريب (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين)

بعد أربعين عاما من حياته الشريفة على هذه الأرض كان نصرالله الروحى له بالإصطفاء لإمامة وختم النبوة وليكون شاهدا ومبشرا ونذيرا للآخرين إلى يوم الدين ثم وبعد الإصطفاء الإلهى له صلى الله عليه وسلم كان عليه وطيلة ثلاثة عشرعاما أن يخوض ملاحم الوعى مع قومه الذين أشربوا بجاهلية جهلاء فلجوا فى ظلمات متراكبة بعضها فوق بعض إلا من رحم الله وكانوا ندرة فى القوم ثم وبعد الهجرة المباركة وتأسيس دولة الإسلام الأولى ومنطلقها للعالمين حملا لرسالته السمحه ولدين التوحيد الخالص إلى يوم الدين ونظرا لإجتماع السلطان بأبعاده الثلاث لإمام الأنبياء والمرسلين روحا ووعيا وعلى الأرض  ماكان فسطاط الكفروالنفاق والباطل ليترك دولة الإسلام ودينه ينعمان بالإستقراروالأمن فيسود فى البلاد والعباد  فكانت أولى معارك الأرض بالسلاح وبذلا للأراوح والدماء  غزوة بدر  وكان نصرالله الأول فى معارك الأرض لإمام و قائد البدريين مؤسس فسطاط الإيمان الذى لا نفاق فيه سيدنا رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .

وكان نصرالله فى غزوة بدر بداية لم تتوقف فيما بعد لسلسلة من الغزوات ومعارك الأرض للتمكين لكلمة الحق بأن تسمع وحماية وحراسة للحرية الإنسانية فى أن تختار عقيدتها بحرية كاملة دونما أية قيود يمارسها فسطاط الكفروالنفاق الذى لا إيمان فيه بقيادته الشيطانية سواء من الجن أوالإنس  قويت فيما بعد شوكة دولة الإسلام الوليدة وأصبحت ملاذا آمنا للحرية وللحق ونصيرا للمستضعفين والمظلومين وظلت ولمدة عشرسنوات تكابد مؤامرات فسطاط الكفروالنفاق للقضاء عليها فى حياة الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  ولم تنقطع كذلك تلك المؤامرات من الشيطان وحزبه إلى يومنا هذا ولن تنقطع إلى أن يرث الله عزوجل الأرض ومن عليها ولذلك فإن أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم أمة الإسلام دين الله الحنيف منذ أدركت ذلك وأنها مكلفة بمهمة حمل الرسالة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين فبذلت ومازالت تبذل فى سبيل آداء المهمة وتبليغ الرسالة كل غال ونفيس  وهى فى ذلك كالشجرة الطيبة تؤتى أكلها كل حين بأمرربها .

ولأن الحبيب صلى الله عليه وسلم كان أمان ورحمة لأمته وللعالمين فى حياته صلى الله عليه وسلم فلقد حرص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله تعالى عنهم وأرضاهم على حياته أيما حرص وفدوه بأرواحهم وأموالهم وأولادهم وأنفسهم  وإستحقوا بحق وعن جدارة مدح رب العالمين فى كتابه المهيمن العزيز حين قال عزمن قائل (( رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) لذلك فبعد إنتقال الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه فإن على أمته بالأمان الثانى وهو كثرة الإستغفار وكذلك بالإكثار من الصلاة والسلام على الحبيب صلى الله عليه وسلم ليظل عليه الصلاة والسلام يرد على أمته وأحبابه السلام فتكون بركات من السماء على تلك الدنيا فيما بقى قبل أفولها وإنتهاء مهلتها وقبل أن يرث الله الأرض ومن عليها .

ولكى يجتمع السلطان بأبعاده الثلاث ( روحا ووعيا وعلى الأرض ) مرة أخرى لأمة الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو ماسيحدث يقينا بموعود الله عزوجل لحبيبه ومصطفاه وهومابلغنا إياه الصادق المصدوق عن ربه ( وماينطق عن الهوى ) فإن على الأمة مهمة التطبيق الحق للمنهج الحق المنزل من المعبود الحق (( منهاج النبوة )) ليكون أساسا لعودة الإسلام مرة أخرى ليحكم بشريعة رب العالمين وهو ما يحارب أعداء الله لئلا يكون فى أى بقعة على الأرض منذ مايزيد على القرن منذ إسقاط الخلافة العثمانية كنظام حكم وكمرجعية حكم لشريعتنا الإسلامية الغراء وقد تعاظمت مخاوف حزب الشيطان وفسطاط النفاق الذى لا إيمان فيه بعد ثورات الجمعة ( الربيع العربى ) منذ بدأت بأمواجها المتتالية والتى لم تهدأ بعد  تعاظمت مخاوفهم من أن يكون للإسلام  أرضا تحتضنه كنظام حكم ومرجعية حكم لأنهم يعلمون أن ذلك يهدد سلطانهم الجائر فى أنحاء الأرض  فالظلم بصفة عامة يكره أن يرى أى تجسد للعدل ولو فى موقف بسيط  والباطل يبغض أن يرى الحق ولو فى كلمات على فم صادق ولكن  نحن نعلم أن نواميس الله ماضية إلى تحقيق مراداته جل وعلا  ونحن موقنون بأن الإسلام المنصور روحا ووعيا سيأتى نصرالله له على الأرض ليكتمل سلطانه ومايحدث هو وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم  وقد أخبرنا رسول الله بذلك فقال بأبى هو وأمى (( أتى الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء )) إنها بشريات الحبيب بعودة الغريب فأثبتوا وتيقنوا من تحقق وعد الله عن قريب  وإعلموا أن نصرالله فوق الرؤوس فإصبروا وصابروا ورابطوا  وإفعلوا الخيرات لعلكم تفلحون . أمين بدر. مصر. الأول من فبراير2022 ميلادى غرة رجب 1443هجرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .